العلويون وقود معركة الأسد مع الإسلاميين الذي يوشك على النفاذ

الأربعاء 17/يونيو/2015 - 01:15 م
طباعة العلويون وقود معركة
 
يمثل العلويين حائط الصد الأول ووقود المعركة الذي في طريقه للنفاذ للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه في مواجهة ضربات المقاومة المسلحة، التي تحقق انتصارات متتالية خلال هذه الأيام قد تؤدي في النهاية إلى القضاء على الأسد ونظامه. 
الولايات المتحدة تعمل حاليًّا على إقناع ضباط علويين للانقلاب على الرئيس السوري في وقت بات فيه رحيل رأس النظام يخدم مصالح الطائفة أكثر من بقائه، وكشفت مصادر دبلوماسية غربية أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مع ضباط علويين كبار في دمشق؛ من أجل إقناعهم بالانقلاب على الرئيس السوري بشار الأسد، والاندماج في المرحلة الانتقالية التي ستعقب سقوط نظامه، وأن روسيا على الجانب الآخر، تبدو مستعدة للتعاون مع الغرب في المشاركة في انقلاب ناعم على الأسد من داخل الجيش والضغط عليه لمغادرة سوريا.
العلويون وقود معركة
وتعتمد واشنطن في تحركاتها على الهزائم التي مني بها الأسد مؤخرا، وأدت إلى تضييق الخناق عليه في دمشق والمحافظات الساحلية التي تسكنها أغلبية من العلويين، وبالتالي فإن الوقت الذي تمثل فيه الإطاحة بالأسد إنقاذًا لمصالح العلويين أكثر من بقائه في السلطة قد حان، وهو ما يعتقده الأمريكيون أيضا.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن شرائح من أفراد الطائفة العلوية في سوريا بدأت تراجع موقفها الداعم للأسد وتشكك في استمرار ثقتها في النظام السوري برمته، في ظل وطأة الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأن عددًا منهم في سوريا أعربوا عن استيائهم من النظام السوري، وذلك من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية المختلفة، ومن خلال وقفات احتجاجية علنية، وبدءوا بالتهرب من اللحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية؛ مما أدى بقوات الأمن السوري إلى شن حملات لاعتقالات وترهيبهم.
وأضافت أن قيام قوات الأمن السوري بترهيب أبناء الطائفة العلوية واعتقالهم وإجبارهم على الخدمة العسكرية من شأنه تهديد حكم الأسد وزيادة التوتر في مجتمع يعتبر ضروريًّا وحاسمًا لقدرة النظام على مواجهة ثورة شعبية لا يوجد مؤشر على انتهائها، وأن مسئولين ودبلوماسيين أمريكيين أكدوا على أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسعى لتبني استراتيجية جديدة لمواجهة تنظيم الدولة ونظام الأسد في سوريا على حد سواء.
العلويون وقود معركة
وهناك عدة مؤشرات أدت إلى ضعف موقف العلويين تمثلت فيما يلي: 
1- نجاح المعارضة في السيطرة على محافظة إدلب الشهر الماضي المتاخمة للساحل العلوي. 
2- اقتراب المعارضة المسلحة بشكل كبير من مدينة حلب الاستراتيجية في الشمال، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على معاقل العلويين في الشمال والشمال الغربي. 
3- تنوع دعم فصائل المعارضة من تركيا وقطر والسعودية والأردن  وهو ما قد يدفع العلويين إلى الإحباط من استمرارهم في القتال مع النظام.  
4- عدم قدرة النظام السوري على الصمود طوال الوقت مما سيعرض الطائفة العلوية للإبادة حال هزيمته. 
5- بدأ حزب الله اللبناني يبسط نفوذه على مناطق العلويين في دمشق وحمص وحلب والساحل الشمالي.
6- سرعة الانتصارات التي تحققها فصائل المعارضة وتقدمها نحن الشمال والشرق العلوي. 
7- بداية تركيز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" على مناطق العلويين وخاصة في حماة وحمص. 
العلويون وقود معركة
وقالت مصادر غربية: إن لقاء سريا عُقد بين دول غربية وخليجية خلال اجتماع باريس الذي انعقد بداية الشهر الجاري حول أزمة تنظيم داعش في سوريا والعراق، نوقشت خلاله ترتيبات المرحلة الانتقالية بعد رحيل الأسد، وإنّ هناك توافقا على المرحلة الانتقالية تمّ التوصل إليه بين القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في سوريا، يبدأ بالتخلص أولا من نظام الأسد حتى تكون جميع الفصائل المعارضة مستعدة للمشاركة في الحوار، ويتضمن محاولة إقناع أحد القادة العسكريين العلويين الذين يحظون بقبول عام داخل الجيش وإرادة كافية للقيام بانقلاب عسكري ينهي حكم الأسد ويعقب ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية توافقية.
الكاتب والناشط السوري ماهر شرف الدين أكد على أن العلويين في سوريا قبل الاستيلاء على السلطة كانوا فقراء جدا، وكان معظمهم يعيش من تربية الماشية داخل منازلهم وبجوار غرف نومهم، والعبرة من ذلك كانت حماية الماشية من السرقة، حتى قيل إنها لن تسرق إلا على جثة الفلاح التي يمتلكها، واليوم يتعامل أحفادهم مع السلطة كما تعامل آباؤهم مع الماشية، والآن عليهم أن يدركوا أنه لا شيء يحميهم إلا سقف المواطنة، وأن استمرار وقوفهم إلى جانب النظام سيعود عليهم وبالا وسيذوقون ما أذاقوه للشعب السوري.
وأضاف قائلا: "العلويين تحولوا إلى أعداء في نظر السوريين، بعد أن تورطوا وتواطئوا مع السلطة إلى درجة غير مسبوقة، حيث يتعاملون بحقد غير مبرر مع ضحاياهم، ويقتلون ليسرقوا وليدافعوا عن مكتسباتهم غير المشروعة وأن الجيش السوري جيش علوي خالص، ومن يضمهم النظام في الجيش أو المؤسسات الأمنية يكونون بمثابة أدوات لتحقيق أهداف معينة، من بينها محاولة تجميل وجه النظام، وأنهم يخوضون على السوريين حربًا أهلية صامتة، وفشلوا في التقاط "طوق النجاة" الذي بدأ مع الثورة السورية، وبسبب جشعهم فشلوا في قراءة التاريخ، وأنهم يريدون تدمير سوريا بعد أن تيقنوا من خسارتهم للسلطة، ولم يتركوا للسوريين مجالًا للتسامح معهم.
العلويون وقود معركة
واعتبر الباحث عبد المسيح الشامي أن هناك مشروعًا لشيطنة العلويين تمهيدا لإبادتهم، وأن العلويين ليسوا وحدهم في الجيش وقوى الأمن، ولكنهم مكون طبيعي من مكونات الشعب السوري، أدوا ما عليهم من واجبات تجاه سوريا على مدار التاريخ، وقدموا تضحيات كبيرة لبلادهم، وأن من قام بالجرائم في سوريا في السنوات الخمس الماضية أصبح معروفًا، وهو فصائل المعارضة المسلحة.
واعتبر أن تصوير القضية على أن النظام الذي يحكم سوريا هو نظام علوي "تضليل" يعرفه المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، خاصة أن نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان يضم جميع فصائل وشرائح المجتمع السوري، وكانوا شركاء حقيقيين في إدارة البلد، وأن الجيش السوري مكون من كل مكونات الشعب السوري، وبه آلاف المسيحيين والدروز والسنة، وهناك عدد كبير من كبار ضباط من هذه الطوائف.
 وحسم عمُّ الرئيس السوري بشار الأسد "رفعت الأسد" مصيرهم قائلا: "معنويات العلويين هابطة وهم فقدوا ثقتهم بقدرة بشار على إخراجهم من الأزمة، ولكن الخشية من حصول أعمال انتقامية تدفعهم إلى التزام الصمت".
ليلخص بذلك موقف الطائفة العلوية في سوريا التي ستظل صامتة حتى نفاذ أبنائها جميعًا في معركة الأسد الدموية ضد شعبه. 

شارك