عودة لدورها الإقليمي.. مصر تدعو إفريقيا لمواجهة الإرهاب
الجمعة 27/يونيو/2014 - 11:18 ص
طباعة


كلمه السيسي امام القمة الافريقية
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الخميس 26 يونيه، في قمة الاتحاد الإفريقي في مالابو إن إفريقيا "مهددة من الإرهاب العابر للحدود" من قبل المجموعات الجهادية و"عليها مواجهة هذه الآفة بقوة".
وأضاف السيسي أن "إفريقيا مهددة بالإرهاب العابر للحدود"، وأكد أمام القادة الحاضرين أنه "لا بد لجميع الدول أن تقاوم الإرهاب ولا يوجد مبرر لأحد أن يحتضنه"، مضيفًا: "نؤكد إدانتنا لكافة أشكال الإرهاب، مشددين على أنه لا مجال لتبريره أو التسامح معه".
وتابع: "لقد أصبح الإرهاب أداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب وتشويه الدين"، معتبراً أن "هذا الخطر المشترك يملي علينا تعزيز التعاون فيما بيننا لمواجهته بحسم، حفاظاً على أمن وسلامة مواطنينا وجهود التنمية الاقتصادية في دولنا".

بيان عزل مرسي
وبمشاركته في هذه القمة أكد السيسي عودة مصر إلى القارة بعد تجميد عضويتها، إثر عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013.
وفتح الرئيس أكثر وأصعب الملفات الموجودة على الساحة الآن للتعاون بين دول القارة السمراء لمواجهة الإرهاب الذي تعاني منه القاهرة، في نيجيريا ومالي وتشاد والجزائر وليبيا والسودان والصومال وغيرها من الدول التي تتضرر من وجود جماعات مسلحة تهدد حياة المواطنين.
مصر تحارب الإرهاب في سيناء

يخوض الجيش المصري حربًا شرسة قاربت على العام في سيناء لمواجة الجماعات الإرهابية، بالإضافة الي مواجهة تهريب السلاح، ونجاحه في تحجيم العمليات الإرهابية ضد المواطنين بمختلف المدن المصرية وخاصة في القاهرة الكبري.
وللإرهاب امتداد بقطاع غزة، الذي كان تحت إدارة حركة "حماس"، الذراع الطولى لجماعة الإخوان الإرهابية في القطاع، ووجهت لها اتهامات بدعم الإرهاب.
قال اللواء محمد هاني زاهر خبير مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة ومدير المركز الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الإرهاب في سيناء يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وأضاف أننا نخوض حربًا الآن في سيناء، وفي الحرب "كل شيء جائز، وبالفعل أتوقع أن يلجأ الإرهابيون إلي مهاجمة المناطق العسكرية المنعزلة، والوحدات العسكرية الإدارية ونقاط التفتيش وكمائن للشرطة والقوات المسلحة على الطرق وعلى الأهداف الحيوية المدنية، مثل محطات الكهرباء والمستشفيات والمدارس والبنوك وكل شيء محتمل.

محمد هاني زاهر
مطالبًا بأن يتم علي الفور تكثيف الحراسات وتحريك دوريات مسلحة بأحدث الأسلحة لتمشيط الأماكن المحتمل تواجد العناصر الإرهابية بها مع توفير غطاء جوي مناسب من طائرات الهيلوكوبتر والآباتشي، عملاً بمبدأ "الهجوم خير وسيلة للدفاع" والتعامل علي الفور مع العناصر الإرهابية فور اكتشافها .
أصدرت لجنة الخدمات العسكرية بالكونجرس الأمريكي، تقريراً حول التطورات داخل مصر والعلاقات "المصرية- الأمريكية"، بمناسبة إقرار اللجنة النسخة الخاصة بالقانون التصريحي لوزارة الدفاع الأمريكية للعام المالي 2015.
وشدد التقرير على أن مصر تواجه حرباً حقيقية ضد الإرهاب، وأن هناك تزايدًا مقلقًا لتواجد عناصر من تنظيم القاعدة بها، وأن هناك وجوداً لما لا يقل عن ستة مجموعات إرهابية ذات صلات وثيقة بتنظيم القاعدة، بما في ذلك جماعة أنصار "بيت المقدس" وكتائب الفرقان، وأنه خلال الأشهر الأخيرة أودت تلك الهجمات الإرهابية بحياة مئات المدنيين المصريين الأبرياء، بالإضافة إلى أكثر من 350 شخصاً من جنود الجيش والشرطة، كما شهدت الأشهر الستة الماضية أكثر من 280 هجمة إرهابية في شبه جزيرة سيناء، فضلاً عن قيام بعض الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة في 24 يناير الماضي بسلسلة من الهجمات المنسقة، أدت إلى مقتل ستة أشخاص وجرح أكثر من مائة شخص في القاهرة.
ليبيا أرض خصبة لنمو الإرهاب

تعتبر ليبيا إحدى أكثر الأماكن تهديدًا للدولة المصرية، وخاصةً مع استمرار ظاهرة المليشيات العسكرية، فهناك العديد من التقارير تشير إلى أن ليبيا أصبحت مركزًا من مراكز الإرهاب في العالم العربي.
فليبيا لا تمتل قوات مسلحة قادرة على احتواء الإرهابيين الموجودين على أراضيها، والمحتشدين الآن بقوة هناك، فليبيا اليوم تحتضن آلاف الإرهابيين على أراضيها، واستطاعت تنظيمات «القاعدة» تجنيد مئات بل آلاف الشبّان الليبيين في ظل غياب وجود الدولة، كما أن حدودها من سائر الجهات منفتحة، ويسهل على الإرهابيين الآتين من الخارج التجمع داخل البلد، إضافة إلى ذلك فإن ليبيا دولة نفطية، ويمكن الحصول على عائدات كافية من بيع النفط لتمويل الجماعات الإرهابية، دونما حاجة إلى الحصول على الدعم من دول خارجية والارتهان لقرارات الدول الممولة وتوجّهاتها. كما أن الجماعات الإرهابية استولت على مستودعات الأسلحة التابعة للجيش الليبي بعدها أسقط الناتو نظام معمر القذافي، ومعروف أن ترسانة القذافي من الأسلحة التي يحتاج إليها الإرهابيون كفيلة بتسليح عشرات الألوف، ولليبيا حدود مشتركة مع دول ينشط فيها الإرهاب منذ فترة طويلة مثل الجزائر وبعض هذه الدول لا ينشط فيها الإرهاب فحسب، بل تفتقر إلى وجود جيوش قوية مثل مالي والنيجر، أو دول انحسر فيها وجود الدولة المركزية لمصلحة جماعات مسلحة مثل السودان، أو دول لديها دولة وجيش قوي مثل مصر، وهذا الواقع الجيوسياسي يحول ليبيا إلى ساحة نموذجية لتجذّر الإرهاب، وتصاعد نشاطاته، وقابليته لتحقيق مكاسب استراتيجية وليس تكتيكية، كما كان يحدث في أماكن أخرى، فليبيا اليوم هي أخطر من الصومال للأسباب التي مرّ ذكرها.

اللواء يسري عمارة
ويري اللواء يسري عمارة الخبير العسكري والاستراتيجي، أن السبب الخفي لزيارة السيسي للجزائر، التنسيق الكامل بينه وبوتفليقة لحصار ليبيا عسكرياً والقضاء على الإرهاب في الجزائر ومصر وليبيا ومساعدة قوات حفتر.
ولفت الخبير العسكري إلى أن الجزائر من أكبر البلدان العربية التي ساعدت مصر في حرب الاستنزاف، وتربطها علاقات جيدة بالرؤساء السابقين، خاصةً الرئيس جمال عبد الناصر.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى وصوله الجزائر ، أن الهدف من الزيارة هو الاستفادة من جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أنه سيبحث الوضع في ليبيا مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وقال السيسي في تصريح للصحفيين في مطار الجزائر الدولي، إنه يسعى إلى "تفاهم حقيقي ورؤية مشتركة للمصالح والقضايا والتحديات المشتركة بين مصر والجزائر"، وتابع: "سنتطرق إلى قضايا كثيرة مع المسئولين في الجزائر، منها الوضع في ليبيا وهي دولة جارة لكل من مصر والجزائر"، وأكد السيسي حاجة مصر إلى الاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب، وقال إن "ظاهرة الإرهاب تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمجابهتها سويا".
الإرهاب في شمال إفريقيا والصحراء الكبرى

يتزعم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب العربي" عبد المالك دروكدال الملقب بـ"أبو مصعب عبد الودود"، وهو محكوم عليه بالإعدام، في حكم أصدرته بحقه غيابياً محكمة الجنايات في الجزائر العاصمة، ومصنف أمريكياً ضمن قائمة أهم عشرين شخصية في تنظيم "القاعدة" على المستوى العالمي.
ويُنسب إلى "القاعدة" العديد من عمليات التفجير في بلدان المغرب العربي وبلدان الصحراء الكبرى في تسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي، لكن الإعلان الرسمي عن العمل المنظم لـ"القاعدة" في شمال إفريقيا وقع في كانون الثاني/يناير 2007، بانضمام "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية إلى التنظيم، وتحولها إلى فرع له، أطلق عليه اسم "القاعدة في بلاد المغرب العربي الإسلامي"، وارتبط هذا التحول بعودة المقاتلين المغاربيين من أفغانستان والعراق، وتوجه قيادات "القاعدة" نحو (توطين) نشاطات منظمتهم ونشر الفكر التكفيري في أوساط الشباب المتدين، كجزء من استراتيجية نشر (الدعوة الجهادية)، تحضيراً للانتقال إلى مرحلة العمل المسلح، لفتح جبهات جديدة في استهداف المصالح الأميركية والأوروبية، بالإضافة إلى مصالح ومؤسسات دول المنطقة التي تتعاون مع الدول الغربية، وتتبع دساتير وقوانين علمانية، حيث ركزت العمليات في المرحلة الأولى من عمل تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" على مهاجمة الجيش الجزائري ومنظمات دولية تعمل في الجزائر.

الجنرال كارتر هام
وأفاد رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال كارتر هام، بأن "جناح القاعدة في شمال إفريقيا هو أغنى أجنحة التنظيم من الناحية المادية، ويهيمن على القوى الإسلامية التي تسيطر على شمال مالي. ويواجه المجتمع الدولي وحكومة مالي تحدياً معقداً في محاولة التعامل مع الوجود المتزايد لهذا التنظيم في شمال مالي الصحراوي..".
وأضاف الجنرال الأمريكي: "إننا نعتقد أن التنظيم الأكثر هيمنة هو تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ونعتقد أنه الجناح الأفضل تمويلًا للقاعدة وأغنى فروعه، وهو ما جعل الآن الموقف أصعب كثيراً، وسيتطلب الكثير من الجهد من المجتمع الدولي، وبالتأكيد من الحكومة المالية الجديدة، علماً بأننا نحن -المجتمع الدولي والحكومة المالية- ضيعنا فرصة للتعامل مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عندما كان ضعيفاً".
واستطاع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" أن يفرض وجوده في منطقة شمال دولة مالي الصحراوية، التي تبلغ مساحتها ما يقارب سبعين في المئة من المساحة الكلية للبلد، وتحولت هذا المنطقة الشاسعة إلى مسرح لعمليات خطف والتخطيط لمواجهات، وركيزة استراتيجية تؤهل "القاعدة" للعب دور إقليمي في منطقة الصحراء الكبرى الغنية بمواردها الطبيعية، من طاقة وفلزات معدنية، وكذلك العوائد المتأتية من السياحة المعتمدة على السياح الغربيين.
الإرهاب في إفريقيا

نشرت صحيفة التليجراف البريطانية خريطة لانتشار عناصر تنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم، من بينها أماكن تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" وجماعة بوكوحرام النيجيرية وبعض الجماعات الأخرى التابعة للقاعدة ومنتشرة في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا، وأشارت الصحيفة إلى استيلاء داعش على رقعة واسعة من الأراضي في شمال العراق، في حين نفوذ تنظيم القاعدة يتزايد ويتلاشي في أجزاء من العالم.
وتضمنت الخريطة أيضًا أماكن تواجد جماعة بوكوحرام النيجيرية وحركة شباب الصومال في الصومال، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن وعلاقاتهم مع تنظيم بن لادن الذي يديره الآن أيمن الظواهري.
بالإضافة إلى الرعب الذي أحدثه "الذئاب" قتلة الطبال ريجبي في لندن عام 2013، ما يؤكد تأثير القاعدة في العالم، والخريطة تبين المنظمات الأكثر تأثيرًا وأماكن نفوذها وانتماءاتهم.
وتعد "بوكو حرام" النيجيرية من أخطر الجماعات الإرهابية بإفريقيا، فقد عادت خلال الأشهر الماضية، إلى تصدر المشهد من خلال قيامها ببعض العمليات القوية داخل الأراضى النيجيرية، استهدفت من خلالها العديد من رجال الشرطة والكنائس، وبعض الشخصيات المهمة، إضافة إلى اعتدائها على العديد من مؤسسات الدولة، عقب اشتباكات عنيفة مع الحكومة في شمال البلاد.
كما هددت بتصعيد عملياتها، انتقامًا لمقتل العديد من عناصرها، وعلى رأسهم زعيم الجماعة السابق محمد يوسف، وزيادة في التصعيد، أعلنت الجماعة أنها قد التحقت بتنظيم القاعدة، وهو ما جاء على لسان زعيم جماعة بوكو حرام بالنيابة، ويدعى ساني عومارو، حيث صرح بأن "جماعة بوكو حرام قد ألحقت نفسها بتنظيم القاعدة الأم، وأنها تنوى شن سلسلة من التفجيرات في شمال البلاد وجنوبها، مما سيجعل نيجيريا مستعصية على الحكم"

جماعة بوكو حرام
وقد أثار هذا الإعلان المخاوف من انتشار نماذج القاعدة في إفريقيا بشكل قد يهدد العديد من أنظمة الحكم، إضافة إلى تهديد السلام الاجتماعي في القارة التي تعانى أصلا الكثير من الصراعات الدينية والعرقية والطائفية.
ويرى عدد من الخبراء ان الشبكات الافريقية التي تؤكد انتماءها الى القاعدة قد تعمد احيانا الى التعاون والسعي الى التقارب لكن لا يوجد في إفريقيا خط ارهاب اسلامي موحد يمتد من منطقة الساحل الى القرن الافريقي.
ويؤكد اخصائيون أن عمليات تبادل سلاح ومعدات يصعب التفريق بينها في منطقة تكثر فيها شبكات التهريب، جرت هذه العمليات بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبوكو حرام القريبتين جغرافيًا، كما تدرب بعض الجهاديين النيجيريين في مخيمات للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، لكن ذلك لا يكفي لتوحيد هاتين الحركتين.
أما بالنسبة لحركة الشباب، فإنها ستتوجه إلى الغرب حيث ينتشر الشتات الصومالي في اوروبا والولايات المتحدة، لتبحث عن متطوعين للجهاد العالمي وعن أموال ودعم، لكن لا يوجد أي عنصر في الوقت الحاضر يبعث على الاعتقاد بأنها تتعاون أكثر من مجرد الكلام مع الشبكتين الإفريقيتين الأُخريين اللتين تؤكدان انتماءهما إلى إرث اسامة بن لادن.
وقد حرصت دول شرق إفريقيا على نفي صفة الإرهاب، عن إقليمها وخاصة بعد هجمات 11 من سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية ، فقد تسابقت هذه الدول في إعلان تضامنها مع الحملة الأمريكية على الإرهاب، واستقبلت إدارة بوش وقتها في ديسمبر2002 كلاً من الرئيس الكينى السابق آرب موى، ورئيس الوزراء الإثيوبى مليس زيناوى، ورئيس جيبوتى إسماعيل عمر جيلى في يناير 2003، كما أعلن كل من الرئيس الإريترى أسياس أفورقى والرئيس الأوغندي يورى موسيفينى أنهما من أولى الدول التي عانت من الإرهاب، حيث أشار الأول إلى صراعه مع الحركة الإسلامية الإريترية وخصومته مع السودان، أما الثاني فقد أشار إلى أن عناصر قوات التحالف الديمقراطية المعارضة قد تدربت في معسكرات القاعدة، كما اتهم موسيفينى جيش الرب المسيحى بتلقى مساعدات من بن لادن، وطالب مجلس الأساقفة في أوغندا في فبراير 2002 الرئيس بسحب عضوية أوغندا من منظمة المؤتمر الإسلامى، وسعت بعض القوى الصومالية إلى إعلان تعاونها مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب.
تجربة التعاون في مواجهة الارهاب

تراوحت آليات مكافحة الإرهاب في شرق إفريقيا بين ثلاثة مستويات هي، المستوى الوطنى، وخلاله اعتمدت دول شرق إفريقيا على عدد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب، ومن هذه الاجراءات سن تشريعات مكافحة الارهاب فقد اصدر البرلمان في كل من تنزانيا واوغندا قوانين لمكافحة الارهاب عام 2003، كما اصدرت الحكومة الكينية وثيقة مكافحة الجرائم الدولية في عام 2003، وقانون حماية الشهود في جرائم الارهاب في سبتمبر 2004، كما أنشات كينيا المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وشكلت وحدة شرطة لمناهضة الإرهاب بالتعاون مع كل من المباحث الفيدرالية الأمريكية والإنتربول.
ثانيًا المستوى الإقليمى، حيث عملت دول شرق إفريقيا على مكافحة الإرهاب من خلال التعاون على مستوى الهيئة الحكومية للتنمية (الايجاد) والتى عقدت بدورها عدة مؤتمرات لمناقشة سبل مكافحة الإرهاب، كما صممت الهيئة مبادرة بالتعاون مع المعهد الدراسات الأمنية في جنوب إفريقيا في عام 2006 لتنمية قدرات مقاومة الإرهاب.
وجاء مستوى التعاون الإفريقى الأمريكى، فقد تم الاعتماد على مجموعة من الإجراءات من أهمها إنشاء مبادرة مكافحة الارهاب في شرق إفريقيا (EACTI) لعام 2003، وإقامة قاعدة عسكرية امريكية في جيبوتى وقوة العمل المشتركة في القرن الإفريقى، فضلا عن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الجانبين، وتجميد أرصدة بعض المؤسسات المتهمة بتمويل الإرهاب مثل مؤسسة التقوى ومؤسسة البركة وإغلاق مكاتب مؤسسة الحرمين، مع مطالبة الولايات المتحدة بعض الدول بتقليص التعليم الدينى، ومشاركة القوات الأمريكية مع قوات كينيا وتنزانيا وأوغندا خلال عام 2006 في بعض المناورات.
قمة فرنسية افريقية لمواجهة الإرهاب

في 17 مايو الماضي تجمع القمة في قصر الإليزيه رؤساء نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد وبنين، فضلاً عن ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بهدف وضع استراتيجية إقليمية ضد الارهاب في غرب إفريقيا وخاصة حركة بوكو حرام، التي ظهرت عام 2002 وباتت تشكل تهديداً متزايداً للدول المجاورة لهذا البلد العملاق، الواقع في غرب إفريقيا.
فبعد أن اكتوت فرنسا على مدار العامين الماضيين بنيران الإرهاب في مالى والصحراء الكبرى من مقاتلي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحلفائهم، و بعد أن استطاع وكلاء القاعدة في غرب إفريقيا وتمثلهم حركة بوكو حرام الأصولية المتطرفة في شمال نيجيريا، والتمدد إلى الكاميرون واختطاف 200 فتاة لشهور، وحضر الاجتماع الرئيس النيجيرى جوناثان جوودلووك، ورئيس الكاميرون بول باييه، الرئيس التشادى ادريس ديبى.
وتبنى القادة الأفارقة ونظراؤهم الغربيون وفي مقدمتهم رئيس فرنسا خطة عمل مشتركة تشمل التعاون في مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنشيط عمليات الاستطلاع الجوي لمناطق استهداف عناصر التطرف المسلحة وممارسة جهد تعبوى دولى ضد ممارسات حركة بوكو حرام والقاعدة في إفريقيا و فضح جرائمهم المستترة خلف الدعاية الدينية.
وأكدت حكومات بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة دعمها الكامل لقوى بلدان غرب إفريقيا وجيوشها في شن حرب إقليمية على الإرهاب في الإقليم و تطهيره من عناصر القاعدة و العناصر التكفيرية التى تمارس اعمالا ارهابية و مواجهة العنف بما لا يتنافى مع قواعد احترام حقوق الإنسان وحرياته.
وتشمل خطة العمل لمواجهة الارهاب في غرب إفريقيا انشاء وحدة مخابرات مشتركة بين اجهزة الدول التى شاركت في اجتماع 17 مايو الجارى في العاصمة الفرنسية واعتماد خطة عمل لمكافحة الارهاب مع بلدان تجمع تعاون الحوض التشادى العظيم التى تضم النيجر و نيجيريا و تشاد و تكثيف برامج التدريب لقوات مكافحة الارهاب .
سوريا والعراق والتأثير على أمن إفريقيا

تؤثر الأوضاع الملتهبة في سوريا والعراق، على أمن القارة السمراء، حيث يوجد بالبلدين تجمعات كبيرة لعديد من الفصائل الإرهابية التي تسيطر على جزء كبير من الاراضي السورية والعراقي
فسورية هي أكثر الدول التي تشكل تهديداً للاستقرار في المنطقة والعالم نظراً إلى تجمّع أكبر عدد من الإرهابيين على أراضيها جاؤوا من 83 دولة، وفقاً لإحصائيات تداولتها وسائل الإعلام الغربية، إذ ناهز عدد هؤلاء الإرهابيين أكثر من 11 ألف إرهابي، ما عدا الذين قتلوا على أيدي الجيش العربي السوري والذين بلغ عددهم وفقاً للإحصاءات الغربية أيضاً أكثر من 10 آلاف إرهابي تلقوا في سورية تعبئة إيديولوجية وحصلوا على تدريب عسكري على جميع أنواع الأسلحة، إضافة إلى القدرة على التخطيط لأعمال عسكرية واسعة تتجاوز الهجمات الإرهابية المنفردة، كما حصلوا على المزيد من الأموال، وتوافر لهم غطاء سياسي بوصفهم «مجاهدين» إذ لا تزال بعض وسائل الإعلام الغربية تصفهم بالثوار أو المجاهدين، ولم تطلق عليهم البتة لفظة إرهابيين.
ومع تحقيق تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش" انتصارات مختلفة وسيطرتها علي مدنن كبيرة في العراق، جعل العدي من دول المنطقة تتكاتف لمواجهة خطر الارهاب الذي اصبح يدق حدوده بشكل كبير.
المستقبل

مستقبل نماذج القاعدة في إفريقيا قابل للانتشار والزيادة، ما دام هناك الفقر، والبطالة، والفساد، وعدم وجود عدالة في التوزيع، وعدم قيام رجال الدين الإسلامي بمهامهم على الوجه الأكمل، إضافة إلى الانتهاكات الصارخة التى تقوم بها حكومات بعض الدول الإفريقية تجاه مواطنيها ومعارضيها.
وفي هذا الإطار، قال مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي إسماعيل الشرقاوي إن الدول الأفريقية تحقق تقدما نحو الانتهاء من تشكيل قوة تأهب تضم خمسة آلاف جندي للتعامل مع الأزمات الطارئة.
لذلك جاءت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقادة قارة إفريقيا لمواجهة الإرهاب بشتى أنواعه حفاظا علي مستقبل القارة في التقدم والنمو، ولتترك عصرًا من الاقتال والدم.