مع توقعات بالتمديد... مطالب الحوثيين تعرقل الحوار اليمني في جنيف
الأربعاء 17/يونيو/2015 - 07:30 م
طباعة

حالة من الترقب تنتظر ساعات الحسم للحوار اليمني في جنيف، وسط أزمة محاولة وفد جماعة أنصار الله "الحوثيين" عرقلة الحوار وتهديد وفد الحكومة اليمنية بالانسحاب في الحوار، وذلك ردا على ما وصفه بالتعنت الحوثي، فيما تواصل طائرات التحالف بقيادة السعودية قصفها لمواقع جماعة "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، مع تصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد.
الوضع الميداني

دمرت غارات لطائرات التحالف بقيادة السعودية، آليات ومعدات عسكرية تابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مأرب وسط اليمن، الأربعاء.
ونفذت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية، نحو 5 غارات جوية، استهدفت تجمعات وآليات للحوثيين بمواقع متفرقة في الجفينة غربي مأرب. كما قصفت طائرات التحالف معسكر حنيشان، الموالي للحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
وفي وقت متأخر من ليل الثلاثاء، استهدفت قوات بحرية تابعة للتحالف، مقر اللواء 15 مشاة الموالي للحوثيين وصالح، في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب)، كما قُتل 4 أشخاص وأصيب آخرون، في كمين مسلح نفذته قوات المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، استهدف مركبة عسكرية للحوثيين، في بلدة قعطبة شمالي مدينة الضالع، جنوبي اليمن.
فيما أفادت مصادر صحفية في محافظة الجوف، شرقي اليمن، مساء اليوم الثلاثاء، أن جماعة أنصار الله الحوثية نجحت في السيطرة على معسكر تابع للجيش اليمنى في المحافظة، وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن مسلحي الحوثي تمكنوا من السيطرة على عدة مواقع فى معسكر اللبنات بعد معارك عنيفة دارت مساء اليوم الثلاثاء بينهم وبين مقاتلى المقاومة الشعبية. وأشارت المصادر إلى أن معسكر "اللبنات" يعتبر من أهم وأكبر المعسكرات التي كانت تقع تحت سيطرة المقاومة الشعبية فى الجوف، حيث انسحب أفراد المقاومة إلى المعسكر بعد سيطرة الحوثيين على منطقة اليتمة في الجوف في 6 يونيه الجاري. وفى سياق متصل، قالت المصادر أن طيران التحالف شن في وقت سابق من اليوم الثلاثاء عدة غارات على منزل رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، ومنزل قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) في مدينة الحزم التي يسيطر عليها الحوثيون.
حضور للقاعدة

وفيما يتعلق القاعدة في المشهد اليمني، ذكر شهود عيان في مدينة المكلا اليمنية الأربعاء، أن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة أقدموا على إعدام رجلين سعوديين بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة. وجاءت عملية إعدام السعوديين غداة مقتل زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي في هجوم يرجح أن تكون طائرة أمريكية من دون طيار نفذته.
وقال شهود عيان إن عملية إعدام كل من المطيري والخالدي تمت بإطلاق وابل من الرصاص عليهما عند شاطئ مدينة المكلا، وذلك أمام حشد كبير من الناس. وقال سكان إن تنظيم القاعدة اتهم الرجلين بزرع رقائق تتبع تمكن الطائرات الأمريكية بدون طيار من استهداف وقتل زعماء التنظيم.
فيما أكد البيت الأبيض اليوم الثلاثاء مقتل ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في قصف باليمن ووصف مقتله بأنه "ضربة كبيرة" للتنظيم. وقال البيت الأبيض في بيان "كان الرئيس واضحا في أن الإرهابيين الذين يهددون الولايات المتحدة لن يجدوا ملاذا آمنا في أي ركن من أركان العالم." وأضاف "رغم أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة والجماعات التابعة لهما سيواصلون جهودهم لتهديد الولايات المتحدة وشركائنا ومصالحنا.. فإن مقتله يزيل من ساحة المعركة زعيما إرهابيا متمرسا ويقربنا من إضعاف تلك الجماعات وهزيمتها فى نهاية المطاف.
حوار جنيف الي التمديد

وعلي صعيد حوار جنيف، أشارت مصادر دبلوماسية في جنيف، الأربعاء، إلى إمكانية تمديد المفاوضات بشأن الأزمة اليمينة إلى يوم السبت المقبل، وسط استمرار مساعي الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل لهدنة في اليمن.
وبعد يومين على انطلاق المفاوضات، التي تعقد في مدينة جنيف السويسرية، برعاية الأمم المتحدة بين وفد حكومي يمني وممثلين عن الحوثيين، لا يزال الطرفان يرفضان خوض أي مباحثات مباشرة.
وفي وقت أكد المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام، تحدث مصدر عن إجماع على هدنة تقترب.
فيما دعا الرئيس عبدربه منصور هادي المجتمع الدولي إلى تطبيق قرار مجلس الامن رقم 2216 حزمة ومنظومة واحدة والزام المتمردين بما جاء في بنوده، دون انتقاص أو مماطلة أو انتقائية". وقال هادي في خطاب بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إن ذهاب وفد الحكومة الشرعية إلى جنيف يعتبر "محطة اخرى من محطات التعاطي المسؤول تجاه الوطن، واعلان الرغبة الصادقة في وضع الامور في مسارها الصحيح. وأضاف هادي "اننا لم نترك وسيلة لتجنبيب البلاد ويلات العنف إلا وسلكناها، ولقد مددنا ايدينا مرات ومرات، وقدمنا التنازلات الكبيرة، لأننا ندرك العواقب الوخيمة والنتائج الكارثية للأعمال الانقلابية والتصرفات الانتقامية"، وفق ما اوردته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة للحكومة الشرعية.
وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: "لم نترك وسيلة إلا وسلكناها بغية تجنيب البلاد ويلات العنف". وتابع "مددنا أيدينا مرات ومرات وقدمنا التنازلات الكبيرة لأن العواقب وخيمة والنتائج كارثية للأعمال الانقلابية والتصرفات الانقلابية التي تقوم بها مليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح".
فيما اكد رئیس وفد جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله" إلى جنيف، حمزه الحوثي، علی التزام الوفد بمواقفه والخلافات الموجودة مع الامم المتحدة وقال "لن نجر أي مباحثات إلى ان نتسلم رد الامم المتحدة". وقال الحوثي في تصريح لوكالة الانباء الايرانية الرسمية(ارنا) "هناك خلافات بشان عدد اعضاء الوفد الذین یمثلون الشعب الیمني. نحن نعتقد ان جمیع اعضاء الوفد لابد أن یشاركوا في المباحثات. ولن نجر أی مباحثات الی ان نتسلم رد الامم المتحدة". وشدد بالقول "نحن مصرون على مواقفنا التي اعلناها یوم أمس. فلا یمكن أن نقبل ابدا بتحدید الوفود بسبعة اعضاء وثلاثة مستشارین ونؤكد ان هذا المشروع من وجهة نظر اي یمني یمثل الشعب في المباحثات، غیر مقبول بتاتا". واضاف "نحن من اربع سنوات نجري مشاورات مع الأمم المتحدة ونتوقع قبول مطالبنا او العمل بها فان ما یجری في الیمن شأن یمني ویخص الشعب ولا علاقة للآخرین به". وحول آفاق الهدنة قال "على الأمم المتحدة ان توقف العدوان قبل كل شيء وان تسمح بوصول المساعدات الإنسانیة للشعب الیمني".
كما هدد وفد السلطة الشرعية اليمنية بمغادرة جنيف فى موعد أقصاه الجمعة إذا لم ينتظم وفد المتمردين الحوثيين فى مشاورات تفضى إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر تحت الفصل السابع. وأبلغ رئيس الوفد وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين صحيفة (الوطن) السعودية أنهم سيجدون أنفسهم أمام خيار مغادرة جنيف لو استمر الحوثيون فى مسلسل التعطيل والمماطلة، موضحا أن سقف بقائهم الزمنى لن يتجاوز بعد غد الجمعة. وذكرت الصحيفة أن الحوثيين واصلوا مسلسل تعطيلهم مشاورات جنيف، رافضين أية محادثات مع الطرف المقابل، فى وقت بلغ الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى هذا النبأ خلال مخاطبته وزراء خارجية التعاون الإسلامى فى اجتماعهم الاستثنائى بجدة أمس. وبحسب الصحيفة، فإن نائب وزير الخارجية الإيرانى قاطع كلمة هادى مغادرا القاعة قبل بدئها، فيما دعا أمين منظمة التعاون الإسلامى إياد مدنى إلى مصالحة وطنية شاملة تستند إلى تطبيق مرجعيات الحوار الوطنى وإعلان الرياض.
الوضع الانساني

وعلي صعيد الوضع الانساني، أفادت بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بأن ما لا يقل عن 279 طفلا لقوا حتفهم خلال الأسابيع العشرة الماضية جراء الحرب الأهلية فى اليمن. وقال جوليان هارنيز ممثل منظمة اليونيسيف في اليمن مساء أمس الثلاثاء إن 402 طفل آخر أصيبوا منذ تصعيد العنف في اليمن فى السادس والعشرين من مارس الماضي. وانتقد هارنيز استمرار الجماعات المسلحة في الاستعانة بالأطفال مشيرا إلى أن هذه الجماعات تكلف الأطفال بحمل الأسلحة وحراسة نقاط التفتيش. يذكر أن مدينة جنيف شهدت خلال الأسبوع الجاري بدء محادثات السلام بين طرفى الصراع بوساطة الأمم المتحدة.
فيما قال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل للصحفيين في جنيف، انه، "في الفترة ما بين 11-15 يونيو حزيران، قتل ما مجموعه 50 مدنيا، بينهم 18 طفلا و11 امرأة، ليصل بذلك إجمالي عدد القتلى المدنيين إلى 1412، فضلا عن 3.423 إصابة.
وأشار المتحدث باسم المفوضية إلى أن 14 مدنيا آخر قد قتلوا نتيجة الاشتباكات العنيفة بين الجماعات المسلحة المحلية والقوات العسكرية ضد اللجان الشعبية التابعة للحوثيين في محافظات لحج، وتعز، والضالع وعدن. وفي الوقت نفسه، قتل ما لا يقل عن 36 مدنيا نتيجة الغارات الجوية التي نفذتها قوات التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية في صنعاء، والحديدة، وذمار وصعدة.
المشهد الإقليمي

وصل نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح، اليوم الاربعاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث الدور الذي تلعبه مصر ضمن "التحالف العربي" لضرب مواقع الحوثيين، وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، في اليمن، وفق ما أكد مصدر حكومي يمني. ومن المقرر أن يحضر بحاح، الاجتماع التشاوري على مستوى المندوبين الدائمين في الجامعة العربية لبحث تطورات الأزمة اليمنية. كما سيلتقي، بحسب مصدر دبلوماسي مصري، خلال زيارته التي تستغرق 4 أيام، كلاً من رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، اليوم، فيما سيلتقي غداً الخميس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي. وقال مصدر ملاحي في مطار القاهرة الدولي، لوكالة (الأناضول)، مفضلاً عدم ذكر هويته إن "بحاح وصل على رأس وفد يضم قيادات أمنية وعسكرية. وأوضح مصدر حكومي يمني، للوكالة ذاتها، أن "زيارة بحاح للقاهرة، ستتناول الدور الذي تلعبه مصر ضمن التحالف الذي تقوده السعودية منذ مارس الماضي ضد مواقع تابعة للحوثيين، وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، في اليمن". كما ستبحث الزيارة، بحسب المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، "السبل الكفيلة بتأمين إقامة اليمنيين في مصر، خصوصاً بعد فرض القاهرة تأشيرات دخول على الرعايا اليمنيين".
الحضور الايراني

أثار انسحاب حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني، من قاعة الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، أمس، في بدء كلمة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمام الاجتماع، الكثير من التساؤلات، قبل أن يعود لانضمام لجلسة العمل المغلقة.
واكتفى المسؤول الإيراني حول التساؤلات التي واجهته لدى انتهاء الاجتماع والمؤتمر الصحافي المصاحب حيال إن كان هناك موقف سياسي لخروجه من قاعة الاجتماع أثناء كلمة الرئيس اليمني، بقوله: «نحن ندعم حوارا يمنيا - يمنيا في جنيف بوجود أمين عام الأمم المتحدة، وسندعم مخرجاته»، قبل أن يهم مغادرًا. بدوره، أكد الدكتور عبد الوهاب الآنسي، مستشار الرئيس اليمني، أن الموقف الإيراني معروف مسبقا على اعتبار رفضهم لأي عمل لا يتفق وتوجهاتهم في المنطقة.
وقال الآنسي في سياق رده حيال انسحاب مساعد وزير خارجية إيران من القاعة لدى إلقاء الرئيس اليمني لكلمته لـ«الشرق الأوسط»: «إن الموقف الإيراني معروف، ودائمًا يرفضون أي عمل لا يتفق مع توجهاتهم، خاصة في ما يتعلق ويجري في المنطقة، وهو سلوك تعودنا عليه منهم، وليس أول مرة، وكثيرًا ما يتكرر». وشدد الآنسي على أن الدور الإيراني بدرجة من الوضوح لا يحتاج للحديث عنه، مشيرًا إلى أن «ما يقومون به أمر يشرح موقفهم وتؤكده تصرفاتهم التي تكاد تكون مستمرة تجاه اليمن».
ودار جدل واسع حيال مساعد وزير خارجية إيران من قاعة الاجتماع الاستثنائي المنعقد لوزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي، في الوقت الذي ذهب فيه البعض لسوق عدة تبريرات وأخرى تنفي خروجه.
المشهد اليمني
وسط أزمة محاولة وفد جماعة انصار الله "الحوثيين" عرقلة الحوار اليمني في جنيف، وتهديد وفد الحكومة اليمنية بالانسحاب من الحوار ردًا على ما وصفه بالتعنت الحوثي، يترقب المجتمع الدولي نتائج هذا الحوار، ولم تزل غارات التحالف تواصل استهدافها لمواقع الحوثيين.. فهل يتوصل الفرقاء اليمنيون إلى اتفاق هدنة خلال الساعات القادمة لوقف نزيف الدم اليمني، خلال شهر رمضان، أم أن الحوار سيخرج دون نتائج وتتواصل الصراعات على الأرض.