الغضب الدولي يتصاعد ضد نظام "بشار".. والمعارضة تتوسع في معركتها
الأربعاء 17/يونيو/2015 - 11:00 م
طباعة

في الوقت الذى تتواصل فيه المعارك والاشتباكات بين الجيش السوري والجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، ندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا بالقصف العنيف "غير المقبول" من جانب الحكومة للمناطق المدنية قرب دمشق وبالهجمات المميتة التي تشنها المعارضة المسلحة على حلب، داعيًا الجانبين الى السماح بدخول المناطق المحاصرة بسهولة أكبر وخاصة في شهر رمضان، وضرورة التوصل إلى تسوية سياسية.
أكد دي ميستورا أنه جدد في اجتماعه مع الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم بالتأكيد على أن استخدام البراميل المتفجرة أمر غير مقبول وأن أي حكومة ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية مواطنيها المدنيين في كل الظروف.

وسبق أن دعا ميستورا الحكومة السورية إلى عدم الرد على هجمات المعارضة والميليشيات باستخدام البراميل المتفجرة، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية، خاصة في ظل غضب المجتمع الدولي من توسع السلطات السورية في استخدام أسلحة كيماوية وبراميل متفجرة ضد المعارضة وما يتعرض له قطاع كبير من المدنيين.
ودعوات ميستورا ليست الوحيدة، بل خرج تصريح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري يؤكد فيه أن صبر المجتمع الدولي بدأ ينفذ جراء توسع السلطات السورية في استخدام أسلحة غير مشروعة.
ويتزامن ذلك مع إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التخلص من كامل نفايات الأسلحة الكيمياوية السورية التي تم تدميرها على متن سفينة "كايب راي" الأميركية، حيث تم ضبط ما مجموعه 1300 طن من الأسلحة الكيمياوية في سوريا، ودُمرت الأسلحة، ومعظمها من غاز الخردل وغاز السارين، على متن السفينة التابعة للبحرية الأميركية قبل نقلها على شكل نفايات.
وكان موقع فنلندي تابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أعلن الخميس الماضي تدمير 5643 طنا متريا من نفايات مادة كيمياوية لغاز السارين. كما أعلن موقع ألماني تدمير الجمعة 335 طنا متريا من نفايات غاز الخردل.
ورحب مدير منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، أحمد اوزمجو، بـ"هذه المرحلة الجديدة في تدمير مخزون الأسلحة الكيمياوية السورية".
بينما لا يزال هناك 16طنًا متريا من الأسلحة الكيمياوية السورية الواجب تدميرها في موقع بورت آرثر في تكساس .

من جانبه أعلن تحالف لقوات المعارضة في جنوب سوريا بدء هجوم كبير للسيطرة على المواقع الباقية التي ما زال الجيش يسيطر عليها في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، في الوقت الذي قال فيه مصدر في الجيش السوري بأن الجيش صد هجوما للمعارضة للسيطرة على عدد من التلال وقريتي تل الشعر وتل بزاق إلى الشمال من القنيطرة عاصمة المحافظة والتي باتت مهجورة، كما أحبطت وحدات الجيش محاولات الجماعات الإرهابية للاستيلاء على القريتين الواقعتين في ريف القنيطرة، وأن ما لا يقل على 200 مقاتل من المعارضة قتلوا أو جرحوا في عمليات الجيش.
يأتي ذلك في الوقت أظهرت لقطات بثها التليفزيون السوري الرسمي عدة دبابات وعشرات الجنود ينقلون تعزيزات عبر قرى يسيطر عليها الجيش في المحافظة الحدودية الزراعية حيث حققت المعارضة مكاسب في العامين الماضيين.
ويرى مراقبون أن المعارضين المسلحين مدينة البعث وهي المركز الإداري الرئيسي بالمحافظة ومدينة خان أرنبة وهما المدينتان الرئيسيتان اللتان لا تزالان تحت سيطرة الحكومة، وطرد الجيش من القنيطرة من شأنه أن يفتح طريق إمدادات للمعارضة جنوبي دمشق بمنطقة الغوطة الغربية التي يسيطرون عليها والتي يمكن استخدامها لاستهداف مركز سلطة بشار الأسد.

من ناحية اخري قال رئيس المكتب البريطاني لمؤسسة الإغاثة العالمية أوكسفام مارك جولدرنج إن المؤسسة تريد أن تضاعف إلى ثلاثة ملايين عدد الأشخاص الذين تستطيع الوصول إليهم داخل سوريا بمشروعات المياه والصحة العامة.
وأكد في حوار له مع وكالة رويترز بعد رحلة عبر الحدود إلى دمشق "ما شهدته في سوريا هو أنه يجب أن نوسع نطاق استجابة أوكسفام وكذلك استجابة المجتمع الدولي، ونحن ملتزمون بعمل ذلك ونعتقد أننا سنحصل على إذن، ومن ثم نتوقع أن ينمو برنامجنا نموا كبيرا من خدمة 1.5 مليون إلى خدمة نحو ثلاثة ملايين في غضون عام."
أشار جولدرنج إلى أن التقديرات تشير إلى أن النصف فحسب تقريبا من كل السوريين يتاح لهم الآن الحصول على ماء الصنبور مقارنة مع أكثر من 90 في المئة قبل الأزمة التي تفجرت في عام 2011.
يذكر أن منظمة أوكسفام لها مشروعات في دمشق والمناطق المحيطة بها حمص وحلب وإدلب، وهي تقول إن أنشطتها تستطيع الوصول إلى السكان خارج مناطق تسيطر عليها الحكومة، وتريد اوكسفام توسيع برنامجها الذي تبلغ تكلفته 16 مليون دولار ليشمل تقديم تجهيزات المراحيض والاغتسال وكذلك النهوض بممارسات النظافة العامة بين النازحين من السكان.
وتأمل أوكسفام تركيب مولد كهرباء للمساعدة في توفير الطاقة اللازمة لإمدادات المياه لنحو مليون نسمة في حلب، وافتحت محطة تحلية في محافظة حماة الأسبوع الماضي ستوفر لما يصل إلى 35 ألف نسمة مياه الشرب من بئر كان قد تم الاستغناء عنها من قبل.
نوه جولدرنج إلى إنه كان هناك اهتمام بالعمل مع المنظمات المحلية غير الحكومية لمساعدة النازحين والعاطلين الذي يفتقرون إلى المعدات أو المهارات، وهناك حاجة لاستجابة أوسع للأزمة التي لا تلوج في الأفق نهاية لها.
وتعمل أوكسفام مع وزارة الموارد المائية السورية منذ 18 شهرا في حفر الآبار وإصلاح شبكات المياه المتقادمة والتالفة ونقل المياه بالصهاريج.