في أول رمضان.. استمرار الصراع اليمني وتمديد حوار جنيف

الخميس 18/يونيو/2015 - 05:30 م
طباعة في أول رمضان..  استمرار
 
توقع اليمنيون أن تهدأ حدة العنف في بلادهم مع قدوم شهر رمضان المبارك، لكن الواقع جاء مخالفا لأمنياتهم فلم يمسك التحالف عن القصف ولم تصم الجبهات عن مواصلة المعارك.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
فقد استأنف طيران التحالف الذي تقوده السعودية الخميس قصفه في اليمن، رغم حلول شهر رمضان المبارك، وقصف مناطق عدة في العاصمة اليمنية صنعاء. وشنت الطائرات غارات مكثفة على جبل نقم شرق صنعاء، وذلك بعد ساعات من استهداف فج عطان.
وأوضحت مصادر يمنية أن الطيران السعودي استهدف أولوية الصواريخ في فج عطان بأربع غارات على الأقل، وأفاد شهود عيان أن أعمدة دخان تصاعدت فوق المنطقة المستهدفة، وأن المضادات الأرضية قامت بالر،. كما تجددت الاشتباكات على طول محاور القتال والجبهات الواقعة شمال عدن.
من جانب آخر، أعلنت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن فرض سيطرتها على مطار عدن الدولي بعد معارك عنيفة مع الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لكن تلك القوات سرعان ما انسحبت من محيط المطار لاعتبارات عسكرية بعد أن عثرت على العديد من الألغام المزروعة في المطار.
كما قصف مسلحو جماعة أنصار الله "الحوثيين"، صباح اليوم الخميس، عدة أحياء سكنية في مدينة تعز وسط اليمن، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود إن "مسلحي الحوثي مدعومين بقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي صالح، قصفوا عدة أحياء سكنية في مدينة تعز، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، من بينها حي "حوض الأشراف" و"حي الشماسي" و”حي الموشكي". وأضاف الشهود أن "مسلحي الحوثي استخدموا القذائف المدفعية في القصف، الذي استمر لفترة قصيرة، دون معرفة حجم وطبيعة الخسائر الناجمة عنه".
كما اتهمت قوات هادي الحوثيين بقصف الأحياء السكنية في شمال مدينة عدن خلال الليلة الماضية، موضحة أن القصف المدفعي والصاروخي طال منطقة عبد القوي وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
فيما كشفت صحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر اليوم، أن قوة عسكرية تابعة للمملكة مكونة من عدة جهات مختصة انتشرت أمس في منفذ الوديعة البري، نتيجة عدد من التجاوزات الفردية الفاشلة الصادرة من بعض الشباب اليمنيين الذين حاولوا اقتحام المنفذ. ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بـ"المطلع" القول إن "هناك تصرفات غير مقبولة صدرت من بعض اليمنيين الذين حاولوا دخول الحدود بطريقة غير رسمية، الأمر الذي تسبب في ازدحام كبير فضلا عن الهلع والخوف الذي أصاب عددا من الأطفال والنساء في الجانب اليمني". وأضاف المصدر أن رجال الأمن تدخلوا لوقف هذه التصرفات وسيطروا على الموقف، وقبضوا على بعض الأشخاص الذين صدرت منهم هذه الأفعال الخاطئة. وأوضح أن الأوضاع عادت إلى مجراها الطبيعي في المنفذ بعد أن أحاطت فرقة من القوات العسكرية الموقع بالكامل، وتم تأمين المنفذ للعمل على إنهاء إجراءات من كانت أوراقه نظامية.

ظهور صالح:

ظهور صالح:
كما دعا الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، في كلمة له وجهها إلى اليمنيين بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، إلى جعل هذا الشهر “شهر التحدي والإرادة”، الذي يأتي "تحت نيران عدوان وحشي، لم يراعِ لله حرمة، ولا للجيرة حقا، ولا لصوت العقل قيمة"، في إشارة منه إلى التحالف االذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد قواته العسكرية المتمردة والمليشيات الحوثية.
وقال صالح، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، "إننا ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺁﻣﺎﻟﻨﺎ ﻭﺁﻣﺎﻟﻜﻢ، ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﻭﺃﺩﻧﻰ، ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻃﺎﻟﺖ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺳﻤﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ”، مشيرا إلى أن حزب المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني، ﻟﻢ يألُ ﻣﻦ ﺑﺬﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻣﺂﺳﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻬﻮﺱ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﺪﻯ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ. 
ﻭتابع الرئيس اليمني"ﺇﻧﻨﺎ ﻟﻨﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﺳﻰ، ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺄﺗﻲ ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻣﺎﻝ، ﻭﺻﺎﺭ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺠﻤﺔ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﻻ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﺭﺓ ﺑﺬﻟﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ".
واكد صالح في رسالة بعثها إلى العالم العربي والاسلامي أﻥ “ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻭﺻﻤﺔ ﻋﺎﺭ ﻓﻲ ﺟﺒﻴﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻔﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﺟﻬﻼ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎ”.

تمديد جنيف:

تمديد جنيف:
قررت الأمم المتحدة، مساء الأربعاء، تمديد المفاوضات في جنيف بين ممثلي الحكومة في المنفى والمتمردين الحوثيين “كونها لا تزال تراوح مكانها"، وتحاول المنظمة الدولية في جنيف إقناع طرفي النزاع بإعلان هدنة إنسانية تستمر 15 يوماً بمناسبة حلول شهر رمضان الذي يبدأ اليوم الخميس.
وقال أحمد فوزي المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة في جنيف إن جميع المفاوضين اليمنيين هناك اتفقوا على هدنة إنسانية في اليمن، وينتظر أن يعلن عنها خلال الساعات القليلة القادمة، ووصف فوزي لـ"سبوتنيك" خلال اتصال هاتفي المفاوضات التي جرت  بـ "الجيدة" وقال إن الأطراف اتفقت على هدنة إنسانية تبدأ أول أيام شهر رمضان.
والتقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء الأربعاء، وفد المتمردين في أحد فنادق جنيف بعدما أجرى محادثات صباحا مع الوفد الحكومي.
وقال عضو وفد المتمردين، حسن زيد: "تحدثنا عن الهدنة، لكن الطرف الآخر يطرح شروطا تعجيزية" بينها الانسحاب من مدينتي عدن في الجنوب وتعز في الوسط حيث تتواصل المعارك.
ويحمله «أنصار الله» طرحًا حول وقف مبدئي لإطلاق النار، تمهيداً لهدنة شاملة مع السعودية، هذا الطرح يتضمَّن الترتيبات الأمنية والعسكرية، ويجري صقلها على نيَّة أن تقدّم كمبادرة من الأمم المتحدة، وليس باعتبارها صادرة عن الحوثيين. النتيجة ليست واضحة حتى الآن، بعض أعضاء وفد الجماعة، أكَّدوا لـ «السفير» اللبنانية/ أنَّ هذه المبادرة ليست وليدة أيام جنيف القصيرة حتماً، ولكنَّها إحدى ثمار جولة حوار سلطنة عمان، إنَّها الجولة التي يعتبرونها الأم الشرعية التي أنتجت مسار «جنيف اليمني».
ومن جهته، أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين على أن المشاورات المنعقدة في جنيف ترتكز على كيفية تطبيق قرار مجلس الأمن المتعلق باليمن، موضحا أن تنفيذ القرار بكامل بنوده يفضي إلى وقف إطلاق النار في اليمن والتمهيد لعملية سياسية وبدء حوار يضم جميع الأطراف اليمنية.
وأكد وزير خارجية اليمن، رياض ياسين، أنه لا يوجد تقدم في محادثات جنيف بشأن وقف إطلاق النار، ولام وفد الحوثيين "لاكتفائه بالجلوس في الفندق"، حسب ما قاله لوكالة “رويترز”. وقال ياسين: “أمامنا 48 ساعة، ونأمل أن يشارك الحوثيون بمحادثات الأمم المتحدة”. كما أعلن ياسين إرجاء مؤتمر صحافي كان مقررا، مرجعاً التأجيل إلى الحرص على نجاح المفاوضات، لكنه أعرب عن عدم تفاؤله بسيرها.
على كل حال، استمرَّت الجلبة في القاعة الرقم «10»، الطابق الثالث من مبنى «سي» في قصر الأمم المتحدة، فيما يتعلق بإنهاء الأزمة اليمنية.

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
عقد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي جلسة مباحثات اليوم "الخميس" مع نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح، الذي يزور القاهرة حاليا والوفد المرافق له، حيث تناولت مباحثات الجانبين مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة الراهنة. 
وتأتي هذه المباحثات قبيل الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين وبحضور الأمين العام للجامعة ومشاركة نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح حول تطورات الأوضاع في اليمن، حيث سيطلع بحاح المندوبين الدائمين على رؤية حكومته بشأن تطورات الأوضاع الراهنة والمطلوب من لقاء جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، وهو اللقاء الذي تعتبره الجامعة العربية محطة هامة في إعادة التواصل بين اليمنيين وخاصة ما يتعلق بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 .
أكد نائب الرئيس اليمني خالد بحاح أن الحكومة تسعى للتوصل إلى هدنة إنسانية دائمة لا مؤقتة عبر مفاوضات جنيف، متهما الحوثيين باستغلال الهدنات السابقة لفرض السيطرة على عدد من المناطق.
وقال بحاح في مؤتمر صحفي مشترك مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية في القاهرة، إن الحرب في اليمن طائفية وسياسية ومناطقية، وأشار إلى قرب الإعلان عن مجلس تنسيق مصري يمني سيكون في حالة انعقاد دائم لحين حل الأزمة اليمنية.
فيما أكد الرئيس الباكستاني ممنون حسين أن إسلام آباد تراقب الوضع في اليمن، وتعمل على الوصول لحلّ سياسي للمشكلة اليمنية، وقال في تصريحات صحفية، إن "باكستان اتفقت مع تركيا على ذلك، كما أنها أحاطت كلا من إيران وإندونيسيا وماليزيا بهذا الموقف"، وأشار إلى أن العلاقات السعودية مع بلاده أقوى من أي محاولة للتأثير عليها. وقال "الجيش الباكستاني على أتم الاستعداد للدفاع عن الحدود السعودية إذا لزم الأمر"، مشيرًا إلى أنه ليس الجيش وحده بل أكثر من مليوني مواطن باكستاني يعيشون في السعودية سيكونون في الخط الأول للدفاع عن المملكة.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
وسط أزمة محاولة وفد جماعة أنصار الله "الحوثيين" عرقلة الحوار اليمني في جنيف، وتهديد وفد الحكومة اليمنية بالانسحاب من الحوار ردًا على ما وصفه بالتعنت الحوثي، يترقب المجتمع الدولي نتائج هذا الحوار، ولم تزل غارات التحالف تواصل استهدافها لمواقع الحوثيين.. فهل يتوصل الفرقاء اليمنيون إلى اتفاق هدنة خلال الساعات القادمة لوقف نزيف الدم اليمني، خلال شهر رمضان، أم أن الحوار سيخرج دون نتائج وتتواصل الصراعات على الأرض.

شارك