بدعوى العمرة.. شيوخ الدعوة السلفية يستجدون التمويل السعودي
الأحد 21/يونيو/2015 - 06:12 م
طباعة

بين وقت وآخر يذهب أحد مشايخ الدعوة السلفية إلى السعودية تحت دعوى أداء فريضة العمرة، ليأتي بعدها محملا بما لذ وطاب من تمويلات مادية وعينية، فمنذ تسعينيات القرن الماضي وشريف الهواري مسئول الدعوة السلفية في منطقة العامرية وبرج العرب حينها وهو يذهب إلى السعودية لتلقى تمويلات لا يعلم مقدارها إلا الله والمطلعون على الأمر ولا يعرف بها أعضاء وكوادر الدعوة سوى في مجموعة كتب هدايا عبارة عن رسائل لابن باز والعثيمين وغيرهم من مشايخ الدعوة الوهابية، ومؤخرا قالت مصادر مقربة من حزب النور السلفي إن وفداً من الحزب والدعوة السلفية يترأسه الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة، والدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، يزور السعودية حالياً لأداء العمرة، وإجراء لقاءات بمجموعة من الجمعيات الخيرية، ورجال أعمال سلفيين، لبحث الحصول على تمويلات للتخديم على الأعمال الخيرية التي يقوم بها الحزب، ولدعم مرشحي الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأضافت مصادر صحفية، أن الوفد ضم عددًا من مشايخ الدعوة بالجيزة، وأن الدعوة قررت أن تكون لقاءاتها بمموليها في هذا التوقيت من كل عام لإبعاد الأنظار عنها بدعوى أنهم يؤدون عمرة رمضان، مؤكدة أن هدف الزيارة الأساسي هو الحصول على دعم للعمل الدعوي والخيري وأنشطة الحزب المختلفة، وعلق سامح عيد، الباحث في شئون الإسلام السياسي، على زيارات قيادات الدعوة السلفية إلى السعودية بأنها ليست جديدة عليهم، لأن حصولهم على التمويل من الجهات والجمعيات السلفية في السعودية أمر معتاد ومخطط له، وأنهم دائماً يحصلون عليها في الخفاء من خلال زيارات قياداتهم، وأضاف عيد أن تلك الزيارات التي تقوم بها قيادات الدعوة السلفية هدفها الأساسي هو تمويل الكيان في مصر وجمعياته، مشيراً إلى أنه بعد ثورة يناير موَّلت جهات سلفية في السعودية الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية، اللتين يشرف عليهما السلفيون، بـ٢٣٠ مليون جنيه. وتابع أن الجمعيات السلفية في السعودية تعمل على استخدام قيادات الدعوة السلفية للقيام بحملات دعوية في عدة مناطق وعلى رأسها أفريقيا مقابل الدعم المادي لكيان الدعوة.
الهجوم على برهامي:

في سياق متصل، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، فيديو لاعتداء عدد من «البودي جارد» المرافق لياسر برهامي على شاب بالحرم النبوي بعد سؤاله عن حرمة الدماء. وظهر في الفيديو شاب يتحدث إلى مخيون وبرهامي عن حرمة الدماء فتحدث معه «البودى جارد» بطريقة عنيفة ومنعوه من التحدث مع مشايخ النور وحجزوه بأيديهم بعد مصادرة كاميرا التصوير التي كانت بحوزته.
من جانبهم، قال عدد من شباب حزب النور إن مشايخ السلفية وحزب النور تعرضوا لهجوم وسباب من جانب عدد من شباب الإخوان أثناء قيامهم بالصلاة بالمسجد الحرام بمكة حيث يؤدون العمرة. وقال أحمد الشريف، القيادي بحزب النور، إن قيادات الحزب، وهم الدكتور ياسر برهامي والدكتور يونس مخيون ومصطفى دياب وياسر الشافعي وأحمد العفيفي وعمرو فاروق، تعرضوا لإهانة شديدة من قبل عدد من شباب الجماعة بعد صلاة التراويح بالمسجد الحرام، مساء أمس الأول، وهم في طريقهم للسكن، حيث تعرض عدد من شباب اﻹخوان للمشايخ بالسب والشتم والبصق، ووصفوهم بالقتلة، ووصف الشريف هذه التصرفات بالسفاهة والبغي والعدوان وهم في البيت الحرام وفى رمضان، معتبراً أنها أخلاق جيل الخذلان والخسران- على حد قوله.
التمويل:

لا شك أن اختلاف أنشطة الدعوة السلفية وحزب النور، يساهم في اختلاف مصادر الإنفاق والتمويل، الأمر الذى تؤكده الدعوة السلفية نفسها، بأن مصادر تمويلها تأتي من روافد أساسية لا تتغير، اشتراكات أعضاء الدعوة السلفية السنوية، بالإضافة إلى تبرعات الأغنياء منهم، والجهود الذاتية لأعضاء الدعوة والحزب في جميع الأنشطة، فهذه مصادر تمويل الدعوة السلفية والنور، فهما خطاب يتشابه مع خطاب سابق تبناه تنظيم الإخوان.
مصادر التمويل السابقة أكدها عادل نصر، مسؤول الدعوة السلفية بالصعيد، عضو مجلس إدارتها، مستبعدًا وجود تبرعات من خارج الدعوة السلفية إلا نادرًا، كما أن الأغنياء من أبناء الدعوة السلفية وحزب النور، قليلون.
وقال نصر: "يوجد تقصير في تمويل الدعوة السلفية، والمنصرف أكثر من الداخل، ولا تغطى المصادر السابقة أنشطة الدعوة بشكل عام، جهود أعضائها أهم مصادر الدعوة التمويلية للدعوة السلفية، خاصة في القوافل الخدمية.
وأضاف نصر أن ما يحدث في الأسواق الخيرية بجميع المحافظات أمران، الأول أن يتبرع أبناء الدعوة السلفية بقيمة المواد الغذائية والملابس، ثم تباع بنفس سعرها الأقل من الجملة، دون تحقيق هامش ربح، وأحيانا تحدث خسارة، إضافة إلى نشاط الأعضاء من الدعوة والحزب، دون أخذ أجر على نشاطهم، والآخر أن يتفق مسئول الدعوة أو الحزب، مع أحد تجار الجملة على توريد السلع الغذائية والملابس، ثم ترد قيمتها، بعد انتهاء السوق الخيرية.
وتابع أن الأمر يتكرر مع الحملات الانتخابية، حيث يتبرع أعضاء الدعوة والنور في مناطقهم السكنية باللافتات الدعائية لمرشح الحزب، أو للحملة، مع نشاطهم الذين لا يأخذون عليه أجرًا في المقابل.
وقال منشق عن الدعوة السلفية إن المصادر السابقة لتمويل الدعوة السلفية صحيحة، إضافة إلى جزء من هامش ربح بيت الأعمال، الذراع الاقتصادية للدعوة السلفية الذى دشنته الدعوة السلفية لرجال أعمال من الدعوة والحزب والمحبين برأس مال 500 مليون جنيه، به عدد من الشركات التي تمارس أنشطة اقتصادية "حلال"، وتتبرع بصفة مستمرة للدعوة السلفية والنور.

وأضاف المنشق الذى رفض ذكر اسمه، أن تمويلات خارجية تأتي من دولتين خليجيتين هما المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية، خصوصًا للحملات الانتخابية مثل (مجلسي الشعب والشورى)، الأمر الذى يفسر الزيارات المستمرة لقيادات الدعوة السلفية خصوصًا إلى السعودية، لكبار شيوخ المملكة، لوجود تقارب منهجي. الأمر الذى يعطى زخمًا ونصيبًا للدعوة السلفية في تبرعات رجال الأعمال السعوديين، ثم تليها الإمارات في تلك الزيارات.
كما حكى منشق الدعوة السلفية عن واقعة تبرع رجل أعمال سعودي إلى قناة الحكمة بجهاز بث مباشر قيمته 300 ألف جنيه، وكان من المقرر أن يصل إليها، ولكن موقف وسام عبدالوارث الداعم لحازم صلاح أبو إسماعيل، جعل قيادات الدعوة تطلب تغيير جهة حصول الجهاز إلى قناة أمجاد القريبة من الدعوة السلفية.
وأشار إلى أن هناك تبرعات جاءت من عدد من رجال أعمال الحزب الوطني، دخلت مؤخرًا مع حملات دعم الدستور التي تبنتها الدعوة السلفية وحزب النور، عبر فتح حساب بنكي تبرع فيه عدد من رجال أعمال الحزب الوطني، نسق معهم المهندس أشرف ثابت، نائب رئيس حزب النور، رئيس شياخة الحزب الوطني بالطابية بالإسكندرية، وهو ما فسر طباعة ملايين النسخ من دستور 2013 الذى وزعته الدعوة السلفية، وحزب النور ضمن حملتهما لدعم الدستور.
وتابع قائلا: "إنه لا يخفى على أحد تحالف حزب النور في انتخابات مجلس الشعب السابقة مع رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، ضد المستشار الخضيري، وهو ما أعلنه وأكده طلعت مصطفى، وسكت عنه حزب النور.
بالإضافة إلى مصدر آخر من مصادر تمويل الدعوة السلفية وهو رسوم اشتراك أعضاء الدعوة السلفية من معاهد إعداد الدعاة التابعة لها، وهو مصدر مهدد بالتوقف بعد إعلان وزارة الأوقاف إشرافها رسميًا على تلك المعاهد شرط اعتماد تخرج طلابها وطالباتها.
فيما قال أحد محامي التيار الإسلامي، كان ضمن المعتقلين في قضية مقتل الرئيس الراحل أنور السادات "الجهاد الكبرى"، إنه طالب قيادات حزب النور، أن ينضم إلى أحد قوائمهم في انتخابات مجلس الشعب، الطلب الذى لقى موافقة بشرط التبرع بمبلغ مالي كبير، وهو ما رفضه، وقال إن هناك رجل أعمال سعودي حول لهم أمام عينيه 5 ملايين جنيه قبل انتخابات مجلس الشعب 2011.