استغلال الجماعات الدينية للأطفال في الصراعات السياسية

الإثنين 30/يونيو/2014 - 12:13 م
طباعة استغلال الجماعات
 
لم يسبق أن عرف العالم عن مصر استخدام الأطفال في الصراعات السياسية أو الحروب، أو الزج بهم في أماكن الخطر، أو استخدامهم كدروع بشرية، بل كانت مصر على مر السنوات والعقود الماضية تدين دولاً إفريقية وغير إفريقية لاستخدامها الأطفال في الميليشيات المسلحة، والدفع بهم في الصراعات السياسية والأمنية، ولكن الحال تغير بعد 30 يونيو وعزل جماعة الإخوان التي حاولت استغلال كل شيء لإثارة العالم ضد السلطة الجديدة، استخدموا كل شيء بما في ذلك الأطفال، استخدموهم داخل الاعتصامات وفي المظاهرات، بل حدث تطور نوعي في استخدامهم من كونهم مجرد أداة للضغط الإعلامي إلى استخدامهم جنودا في الصراع ضد السلطة، ويتجلى هذا الدور في سيناء حيثُ يستخدم تنظيم بيت المقدس الموالي للجماعة الأطفال وتجنيدهم للمشاركة في العمليات الإرهابية ضد الجيش المصري، وهو ما أقر به الطفل "أيوب موسى" الذي كان يحمل متفجرات أمدته بها الجماعة لتنفيذ عملية انتحارية في مدينة الشيخ زويد.

أطفال إرهابيون

أطفال إرهابيون
وهذا التغير في مصر يجعلنا نغير تلك النظرة التقليدية للإرهابيين في العالم، فهي لم تعد مقصورة على جنس الرجال وحدهم أو سن معين، فحتى الأطفال يتم خداعهم للاشتراك في عمليات إرهابية +تستهدف تفجير أنفسهم.
ففي عام 2007، مثلاً استطاعت حركة طالبان أن تغرر بصبي أفغاني يبلغ من العمر 6 سنوات لتنفيذ هجوم انتحاري ضد الجيش الوطني، لكن الهجوم فشل ونجا الصبي، لكن أطفال آخرين لم يحالفهم الحظ في النجاة. 
بل ويقدر عدد الجنود الأطفال المشاركين في مختلف الصراعات المسلحة في مختلف أنحاء العالم حوالي 300 ألف طفل . 
ويعد استخدام الأطفال عسكريا شيئا ليس بالمستحدث، فعلى مر التاريخ وفي العديد من الثقافات- شارك الأطفال في الحملات العسكرية على نطاق واسع حتى عندما كانت مثل هذه الممارسات ضد الأخلاق الثقافية.
و يقدر ب. و. سنجر من معهد بروكينجز في يناير 2003 أن الأطفال يشاركون كجنود في حوالي ثلاثة أرباع جميع الصراعات الجارية في العالم. 
ووفقا لموقع من هيومن رايتس ووتش في يوليو 2007، فإن أكثر من عشرين بلدا في جميع أنحاء العالم يتم فيها مشاركة الأطفال داخل الحروب والصراعات المسلحة، ويقدر عددهم ما بين 200 ألف إلى 300 ألف طفل.

الأمم المتحدة تدين

الأمم المتحدة تدين
وقد أدرجت الأمم المتحدة 14 دولة في القائمة السوداء؛ لاستخدامها الأطفال في الصراعات وكميليشيات مسلحة، ومن بين هذه أفغانستان، إسرائيل، بينها 11 مجموعة جديدة تعمل في مالي وفي جمهورية إفريقيا الوسطى وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي سوريا، وندد تقرير الأمم المتحدة بـ"الاستغلال والتجنيد المكثف للأطفال في أي بقعة من العالم"، أو إرغام الأطفال على القتال، واحتجازهم مع البالغين وإخضاعهم للتعذيب في النـزاعات الدائرة، أو احتجازهم في مراكز الاعتقال المركزي وفي المعسكرات التابعة للجماعات المسلحة.
وبموجب القانون الدولي ينبغي احتجاز الأطفال في مكان منفصل عن البالغين، ويتعين على السلطات أن تعطي منظمة «يونيسيف» إشعاراً عند القبض على الأطفال، الذين يُشتبه في صلتهم بالجماعات المُسلحة، وذلك كي يكون بالإمكان التعرف على عائلاتهم والتعامل مع حالاتهم من قبل المختصين بحماية الأطفال، وقالت منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) في بيان لها: إن الحكم ضد أي شخص استغل الأطفال في الصراعات يعد نصرا للأطفال الذين يتم تجنيدهم واستخدامهم في حروب وأعمال عُنف، ومن شأنه أن يُشكل تحذيراً لباقي القادة، كما أشادت كثير من مُنظمات حقوق الإنسان وأعضاء المُجتمع الدولي بالحُكم باعتباره يوجه «رسالة قوية» إلى كُل من يرتكب جرائم ضد الأطفال بأنهم «لن يفلتوا من العقاب».
وعند مناقشة مسألة استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة فإننا لا نستطيع التغاضي عن الكلام عن التأثيرات الرهيبة التي يتعرض إليها الأطفال، خاصة وأنهم الفئة الأكثر ضرراً من البالغين فيتعرضون للقتل بشكل غير منطقي، والتشريد، بل وللتشويه والتعذيب، ويتم استهدافهم عمدا في الصراعات المسلحة، وكدروع بشرية ويتعرضون للموت المفاجئ بسبب عدم حذرهم مثل الكبار، والموت من الانفجارات أو بسبب الألغام المدفونة في الأرض، ويقدر أن 90 % من ضحايا الحروب يكونون من المدنيين ونصفهم من الأطفال. 

في إفريقيا

في إفريقيا
وفقا لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية فإن حوالي نصف المجندين من الأطفال في العالم موجودين في إفريقيا، ويقدر عددهم من 100 ألف إلى 200 ألف طفل إفريقي، وأغلب هؤلاء الأطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ 7 سنوات، وأغلبهم يتامى بسبب مرض الإيدز أو الحروب أو تم اختطافهم، ويضطرون للعمل مع هذه الجماعات بسبب الفقر. 
في بوروندي عام 2004 خدم مئات المجندين من الأطفال في قوات التحرير الوطنية، وهي جماعة الهوتو المتمردة المسلحة، وتم تجنيد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 16 أيضا من قبل قوات الجيش البوروندية.، وفي جمهورية إفريقيا الوسطى عمل الأطفال في الجماعات المتمردة المسلحة، بما في ذلك اتحاد القوى الديمقراطية من أجل الوحدة (القوات الديمقراطية قصر الاتحاد من أجل التجمع، اتحاد القوى الديمقراطية) بين عامي 2001 إلى 2003.
وفي تشاد يقاتل الأطفال مع الجيش التشادي ومع كل القوات المتمردة على النظام. 
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية الآلاف من الأطفال يخدمون في الجيش، فضلا عن مختلف الميليشيات المتمردة في ذروة حرب الكونغو الثانية، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 30 ألف طفل كانوا يقاتلون مع مختلف أطراف النزاع. 
وفي الوقت الحاضر فإن جمهورية الكونغو الديمقراطية لديها أعلى معدلات من الأطفال المجندين في جميع أنحاء العالم، وقد اتخذت المحكمة الدولية هذا السبب لإدانة أطراف الحرب، وقد اتهم توماس لوبانغا دييلو، وهو واحد من أمراء الحرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع 14 عاما في السجن بسبب تجنيد الجنود الأطفال بين عامي 2002 و2003. 
وفي السودان في مارس 2004، كان هناك ما يقرب من 17 ألف طفل يخدم مع القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها وجماعات المعارضة المسلحة في الشمال والشرق والجنوب.

أفغانستان

أفغانستان
قامت الميليشيات بتجنيد الآلاف من الجنود الأطفال خلال الحرب الأهلية الأفغانية خلال ثلاثة عقود. فحركة طالبان اتخذت من المدارس الدينية الإسلامية، أو المدارس العادية أماكن لتجنيد الأطفال، ويتم استخدامهم كانتحاريين وإغرائهم بعبارات الشهادة والجنة.

إيران

إيران
يحظر القانون الإيراني تجنيد الأطفال من دون سن الـ 16، مستندا في ذلك إلى التقاليد القرآنية حول الحرب، وبالرغم من ذلك فإن الدولة تخلت عن تلك القواعد في منتصف حربها مع العراق وجندت الأطفال جنبا إلى جنب مع الكبار في ميليشيات الباسيج RPG وهي قوة شبه عسكرية إيرانية، للانتشار في المناطق التي دمرها الغزو العراقي، وكان معظم هؤلاء الأطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ 13 عاما من العمر، وكان هذا التطوع في عام 1984، حينها قال الرئيس الإيراني علي أكبر رفسنجاني: "على جميع الإيرانيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 72 عاما التطوع في الحرب المقدسة". 

العراق

العراق
استغل نظام صدام حسين الأطفال للحفاظ على النظام، أنشأ معسكرات للتدريب كان سن التجنيد فيها من 12 إلى 17 عام، وكانوا يسمون أشبال صدام، هؤلاء الأطفال كان يتم تدريبهم عسكريا لمدد تصل أحيانا إلى 14 ساعة في اليوم، وقد اشترك هؤلاء الأطفال في الحروب التي خاضتها العراق مع إيران ومع الكويت في حرب الخليج وفي قتال القوات الأمريكية في الناصرة وكربلاء وكركوك أثناء غزو العراق عام 2003. 
وذكر تقرير للأمم المتحدة كان يرصد احتلال العراق بعد الحرب في يناير 2009 أن المقاومة في العراق استخدمت الأطفال كمقاتلين. وأشار التقرير، على سبيل المثال، إلى عملية انتحارية بواسطة فتى يقدر عمره ما بين 10 و13 سنة ضد قائد الشرطة في كركوك، بل وتم اعتقال الكثير من الأطفال العراقيين على أيدي القوات الأمريكية بل وشحن الكثير منهم إلى سجن "أبو غريب".

سوريا

سوريا
صدر تقرير عن الأمم المتحدة بشأن استهداف الأطفال في مناطق النزاع المُسلح حول العالم، أفاد بأن الأطراف المُتنازعة في سوريا استخدمت أطفالاً كدروع بشرية في المعارك الدائرة في بلادهم، كما أوضحت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأطفال في مناطق النزاعات المُسلحة «راديكا كوماراسوامي» في تقرير خاص- أن الاتهامات تشمل إجبار الأطفال على الوقوف في مُقدمة الأماكن الخطرة، وانتقدت المبعوثة الدولية الجيش السوري الحُر أيضاً لاستخدامه أطفالاً تحت سن الـ 16 فيما وصفته بـ«مناطق الجبهة الأمامية»، وأفاد التقرير الأممي بأن عدد الأطفال الضحايا ممن تم استغلالهم في أعمال عنف بسوريا بلغ 6500 طفل كانوا دروعا بشرية.

إسرائيل

إسرائيل
اتهمت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة القوات الإسرائيلية بإساءة معاملة أطفال فلسطينيين من خلال تعذيب المحتجزين واستخدام آخرين دروعا بشرية، وقالت في تقرير: «الأطفال الفلسطينيون الذين يعتقلهم الجيش والشرطة في إسرائيل يتعرضون بشكل ممنهج لسوء المعاملة، وفي أحيان كثيرة أيضا لممارسات تعذيب، ويجري التحقيق معهم بالعبرية وهي لغة لا يفهمونها ويوقعون على اعترافات بالعبرية حتى يفرج عنهم»، وجاء في التقرير أنه خلال فترة السنوات العشر وقع ما يقدر بنحو سبعة آلاف طفل فلسطيني أعمارهم بين 12 و17 عاما، بل إن البعض لم تتجاوز أعمارهم 9 سنوات- ضحية للاعتقال والاستجوابات والاحتجاز.، وأبدت اللجنة قلقها الشديد من «استمرار استخدام الأطفال الفلسطينيين دروعا بشرية وللوشاية»، قائلة: إنه تم الإبلاغ عن 14 حالة مماثلة خلال الفترة بين يناير 2010 إلى مارس 2013 وحدها.

جماعة الإخوان

جماعة الإخوان
كان حسن البنا معلماً ويعلم جيداً كيفية توظيف طاقات الأطفال بأكبر قدر ممكن، وقد اعتمد في تكوين تنظيمه على سياسة النفس الطويل والتكتيك البطيء، وكانت من أهم قواعده في نشأة الجماعة هي الاعتماد على النشء وتربيتهم منذ الصغر على الأفكار التي قامت منذ اللحظة الأولى على الجانب العسكري الجهادي، وقد استخدم البنا الأطفال والشباب الصغار في تكوين أسس تنظيمه، والتي تفرعت إلى: 
أ- الجوالة: تعتبر فرق الجوالة من أقدم الأنظمة التي تكونت على مر تاريخ الجماعة، ولم تنشأ فرق الجوالة مرة واحدة. بل كانت مرحلة تالية لمرحلة سابقة لها هي مرحلة "فرق الرحلات"، وكما يرى البعض لم يكن هدف حسن البنا من فرق الرحلات هذه إلا تكوين فريق عسكري يحقق فكرة الجهاد في الإسلام.
والجانب العسكري في تدريبات الجوالة ينقسم إلى أربع نواحٍ: الأولى: تشمل التشكيلات النظامية.
الثانية: تأدية الحركات العسكرية بإتقان.
الثالثة: استعمال السلاح وضرب النار بالبندقية والطبنجة وجميع ما يتبع ذلك. 
الرابعة: المناورات الحربية.
ب- نظام الكتائب: بدأ هذا النظام يظهر إلى حيز الوجود كمرحلة تالية لنظام الجوالة، في خريف 1937. ومن ناحية التنظيم فقد كانت الكتيبة تتكون من أربعين أخاً، وكانت الكتيبة تلتقي في ليلة معينة من الأسبوع لتمارس تدريباتها في تلك الليلة. أما بيعة الكتيبة فكانت مع حسن البنا المؤسس، ولم تكن تزيد على ثلاث كلمات: "العمل، الطاعة والكتمان".
ج- التنظيم السري (الجهاز الخاص): اختلفت الآراء عن الفترة الزمنية التي تكون فيها الجهاز الخاص، فالبعض رأى أن الفكرة قد ولدت مع الدعوة في السنة الأولى لها. وقد تألف النظام الخاص من ثلاث شعب أساسية هي: التشكيل المدني، تشكيل الجيش وتشكيل البوليس، وألحقت بالنظام تشكيلات تخصصية مثل "جهاز التسليح" وجهاز الأخبار، وقد عمل الجهاز الأخير كجهاز استخباري للجماعة.
والبداية كانت مع تبلور أفكار الإخوان المسلمين واتخاذهم موقفًا من القضايا السياسية العامة والبدء في تحويل الجماعة فكريا من اعتمادها على "الحب والإخاء والتعارف" في نشر الدعوة إلى مرحلة "الاستعداد لتنفيذ الأهداف بالقوة"، وكانت الوسيلة لذلك هي "فرق الرحلات"، وهي فرق تخُتار بعناية بغاية التدريب العملي على الأعمال العسكرية واستعمال السلاح.
استغلال الجماعات
سنة 1934 بدأ نشر "فرق الرحلات" في جميع شُعب الإخوان المسلمين في مصر، وفيه اجتمع مجلس شورى الإخوان وأقر بأن عضوية الجماعة تكون على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الانضمام العام. 
المرتبة الثانية: مرتبة الانتساب. 
المرتبة الثالثة: الانضمام العملي ويسمى العضو أخًا عاملا ويحق له في هذه الحالة الانضمام لفرق الرحلات، وأصبحت عضوية فرق الرحلات مقتصرة على الإخوان من هذه المرتبة. 
ثم أدخلت المرتبة الرابعة: ويسمى فيها العضو أخا مجاهدًا.
من سنة 1934 وحتى سنة 1937 نمت "فرق الرحلات" نموا كبيرا في مصر كلها وانتهز (البنا) فرصة قدوم الملك فاروق للقاهرة وحشد "فرق الرحلات" فيما وصفت مجلة الإخوان المسلمين هذا الحشد بأنه (حشد لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر الحديث)، وأطلقت على الفرق لأول مرة اسم "الفرق العسكرية".
وفي عام 1939 خصص يوم في الأسبوع يسمى "يوم المعسكر" ويخصص لتقديم عرض عسكري وذكر منشور من مكتب الإرشاد إلى جميع الشعب أن "الجندية والتدريب والاستعداد للجهاد المقدس هو ما يُعنى به الإخوان المسلمون، فبه يتكون الجيش الإسلامي وبه نستطيع أن نحقق الأمل".
قام البنا بتسجيل "فرق الرحلات" في جمعية "الكشافة الدولية" حتى يستفيد من المزايا التي تقدمها المنظمة الدولية، ومن ثم تحولت "فرق الرحلات" إلى فرق الجوالة، كان وجود فرق الكشافة أو فرق الجوالة أو الفرق العسكرية أو ميليشيات الجماعة ضد القانون؛ لأن قانون الكشافة الدولي يحرم انتماءهم لأي جماعه سياسية كانت أو دينية، والقانون المصري كذلك كان يحظر الجمعيات أو الجماعات التي لها صورة التشكيلات العسكرية، وقد طبق القانون على جماعة مصر الفتاة وعلى حزب الوفد ولكن أفلتت منه الجماعة بالتحايل على القانون.
وهيأت الظروف للبنا أن يحتفظ بجيشة؛ حيث عمل دائما على مهادنة القصر وكسب مودة الملك بمعاداته لحزب الأغلبية (الوفد)، الذي يسعى إلى الحرية والاستقلال بلا أي اهتمام بالإرادة الشعبية المصرية، كان هذا الجيش هو النواة التي اختار منها البنا أعضاء التنظيم السري لأنه (المجال العملي للجهاد) أو بمعنى آخر الفرق المنفذة للعمليات الإرهابية.
- يتكون التنظيم السري من مجموعات، كل مجموعه 5 أفراد.
- يتم التدريب على السلاح في المناطق الصحراوية في أماكن عدة داخل الدولة.
- العضو الذي يتم اختياره يؤخذ لحلف اليمين على الطاعة والكتمان في غرفة مظلمة بداخلها شخص ملثم وأمامه المصحف وسيف، فيحلف العضو المجاهد على الطاعة والكتمان وأنه يستحق الموت إذا أفشى سرا من أسرار التنظيم السري.
وقد نبهت جريدة المصري الوفدية إلى "عبث الإخوان المسلمين بعقول الطلبة من الشباب تحت ستار الدعوة إلى إحياء الشرائع الإسلامية وتساءلت الجريدة عن "سبب تسليح الإخوان أنفسهم"، وهو ما لم ينفه البنا، بل أقر بسعيه إلى التسليح؛ لأنه كما يقول: أمر إلهي وفريضة فرضها الله علينا".
وفي سنة 1946 زار "إسماعيل صدقي" باشا رئيس وزراء مصر وقتها المعروف باسم (جلاد الشعب)- مكتب الإرشاد، وتعاون معه الإخوان، رغم أنه كان صاحب تاريخ سيء في معاداة الدستور والديمقراطية ومكروها من القوى الشعبية.
وضع الإخوان قوتهم العسكرية في خدمة حكومة حسين صدقي، وحدثت اشتباكات بينهم وبين حزب الأغلبية الشعبية (الوفد)، فاستخدم الإخوان العصى والخناجر والقنابل وكافة الأسلحة في الهجوم على خصومهم السياسيين من الوفديين، وكان الرد الشعبي هو إحراق الجماهير المصرية دار الإخوان في بور سعيد.

بعد 30 يونيو

بعد 30 يونيو
حاول الإخوان بعد 30 يونيو إعادة إنتاج النموذج السوري، على طريقة " عليَّ وعلى أعدائي"، بكل الطرق؛ فحاول شق صف الجيش المصري باستخدام الأطفال، واستغلالهم؛ ليكونوا أداة ضغط أمام الرأي العام العالمي.
فاعتصامات ميداني رابعة العدوية في مدينة نصر والنهضة بالجيزة، كانوا يضمون فيها أطفالا دون السن القانونية بينهم أطفال من الشوارع، وأيتام من الجمعيات الخيرية وإجبارهم على حمل أكفانهم، وقد بدا واضحاً أن المُعتصمين والمُتظاهرين من جماعات الإخوان المسلمين استوردوا المنهج السوري في استغلال الأطفال. 
ففي يوم الاثنين الموافق 29 يوليو 2013  انطلقت مسيرة لعشرات الأطفال من أمام المنصة الرئيسية لاعتصام رابعة العدوية، بالأكفان رافعين الورود والمصاحف.
وأثارت هذه المسيرة ردود الأفعال المضادة تجاه الإخوان، ونددت منظمات حقوق الإنسان بهذه المسيرة، وقالت وقتها ميرفت التلاوي رئيسة المجلس القومي للمرأة: إن جماعة الإخوان المسلمين يستخدمون الأطفال والنساء في الاعتصامات وخصوصا في رابعة والنهضة.
 وأضافت التلاوي في مؤتمر صحفي الذي نظمتنه الهيئة العامة للاستعلامات لتوضيح تطورات الأوضاع في البلاد: "الإخوان يستخدمون النساء والأطفال كدروع بشرية، وهو الأمر الذي يتنافى مع كل اتفاقيات حقوق الأطفال في الصراعات المسلحة والعديد من الاتفاقيات والحقوقية الأخرى". وتابعت: "أريد أن أعرف أبناء من هؤلاء الأطفال، وأبناء أي من الجماعات الإسلامية؟ وهل هم مأخوذون من دار أيتام؟". 
وقد ناشد نصر السيد الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة- جميع وسائل اللإعلام المحلية والعالمية بمنع استغلال الأطفال في المظاهرات والنزاعات السياسية، مضيفا إنه خلال شهر يوليو العام الماضي كان هناك 8 أحداث كل حدث منها يحتاج إلى وقفة عالمية. 
وقال إنه تم استخدام الأطفال كدروع بشرية في المظاهرات، فجميع مظاهرات الجماعة خلال شهر يونيو 2013 كان يستخدم فيها الأطفال والنساء كدروع بشرية. وأضاف أن الأطفال ارتدت الأكفان وأن جميع هؤلاء الأطفال استجلبوا من إحدى جمعيات رعاية الأيتام في مدينة نصر. .

خاتمة

خاتمة
ورغم أن القانون الدولي للطفل يمنع استغلال الأطفال في النزاعات السياسية السلمية أو المسلحة أو الحروب، ورغم أن أغلب دول العالم تصدق على هذا القانون بل ولديها قوانين لحماية الطفل من هذا الاستغلال، فإن أغلب الدول استغلت الأطفال لهذا الغرض، وقد انتقل هذا الغرض إلى المنطقة العربية، وكان أول من استخدمه هم جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين التي تتعامل مع أي شيء وكل شيء بأنه قابل للاستغلال والتوظيف، والأهم هو الوصول إلى أهدافهم مهما كان الثمن. 

شارك