هل تشترك أمريكا مع إيران في الحرب الدائرة بالعراق؟

الأحد 06/يوليو/2014 - 08:06 ص
طباعة هل تشترك أمريكا مع
 
أثارت إحدى رسائل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى رئيس الكونغرس جون باينر حفيظة معارضي التدخل الأمريكي في العراق، في وقت صار هؤلاء المعارضون يطلقون على المهمة العسكرية الحالية اسم «مهمة الانزلاق» إلى حرب جديدة.
وكان أوباما قد أعلن في مؤتمر صحفي في 16 يونيو تعزيز القوات الأمريكية المتواجدة في العراق بـ 250 جنديا لحماية السفارة الأمريكية هناك و300 مستشار للمشاركة في جمع المعلومات الاستخباراتية وإسداء النصح لوحدات الجيش العراقي بناء على طلب الحكومة العراقية.
وأرسل أوباما إلى باينر يعلمه نيته ارسال 200 عنصر إضافي الى العراق، ليقترب مجموع العسكريين الأمريكيين هناك من الألف جندي. 
هل تشترك أمريكا مع
وقال أوباما في رسالته إنه «على ضوء الوضع الأمني في بغداد، أمرت بإرسال ما يقارب 200 عنصر من قوات الولايات المتحدة المسلحة إلى العراق لتعزيز أمن السفارة الأمريكية، وأمن مرافقها»، وكذلك أمن «مطار بغداد الدولي».
وإضافة مطار بغداد إلى الأهداف التي تشملها الحماية الأمريكية هو الذي أشعل النقاش حول بدء «عملية الانزلاق» التي تبدأ بعسكريين ومستشارين، حسب اعتقاد معارضيها، وما تلبث أن تفضي إلى حرب شاملة، على غرار ما حصل في فيتنام في حرب بدأت بإرسال مستشارين في الخمسينيات وتحولت إلى حرب شاملة لم تنته حتى انسحاب أمريكا من هناك مطلع السبعينيات.
ومما قاله أوباما في رسالته إلى باينر أن القوة الأمريكية المتوجهة إلى العراق تتألف من «قوات أمن إضافية، ومروحيات، ودعم استخباراتي واستطلاعي»، مضيفا أن «هدف القوة المذكورة حماية المواطنين الأمريكيين والممتلكات، وهي مجهزة، إن اقتضت الضرورة للقتال».
وختم أوباما بالقول: إن «القوة ستبقى في العراق حتى يتغير الوضع الأمني بصورة لا يعود يتطلب بقاءها»، وهي عبارة اعتبرها معارضو التدخل جدولا زمنيا مفتوحا قد يستدعي المزيد من التعزيزات الأمريكية لخوض حرب جديدة مستقبلا.
هل تشترك أمريكا مع
ويخول «قانون الحرب» الرئيس الأمريكي إصدار أوامر للقيام بمهمات عسكرية على مدى ستين يوما من دون العودة الى الكونجرس، على شرط تبليغ المشرعين في هذه الفترة.
في هذه الأثناء، أشارت تقارير في العاصمة الأمريكية إلى أن القوة الجوية في «الحرس الثوري الإيراني» أرسلت سبع مقاتلات، روسية الصنع من طراز «سوخوي 25»، إلى قاعدة «الإمام علي بن أبي طالب الجوية»، القريبة من مدينة الناصرية الجنوبية والتي سلمها الجيش الأمريكي للعراقيين في ديسمبر 2010.
وأكد الخبير في الشئون الإيرانية نادر اسكوي هذه التقارير، وقال: إن طيارين من الحرس الثوري يشرفون كذلك على تشغيل مقاتلات الـ «سوخوي» الخمس التي اشترتها بغداد من روسيا وبيلاروسيا في الأيام القليلة الماضية، وأن «الحرس الثوري الإيراني» هو الذي يقوم بالغارات الجوية ضد أهداف في شمال العراق الغربي مستخدما مقاتلات الـ «سوخوي» هذه.
هل تشترك أمريكا مع
وقال اسكوي: إن عشرة من الطيارين المكلفين القيام بغارات ضد أهداف في شمال غرب العراق هم من الحرس الثوري، وأربعة من الجيش العراقي. وتابع قائلا إنه يعتقد أن عملية نقل المقاتلات الإيرانية إلى القاعدة العراقية واشتراك الطيارين الإيرانيين في الطلعات الجوية يبدو أنه حصل إثر تنسيق بين طهران وبغداد، وبموافقة من واشنطن.
كما يعتقد الخبير الأمريكي من أصل إيراني أن تدخل الحرس الثوري الإيراني في الحرب داخل العراق، عن طريق ارسال مستشارين وطيارين ومقاتلات، يشبه إلى حد كبير بداية التدخل الأمريكي في فيتنام، وأنه قد ينذر بتدخل إيراني عسكري أوسع داخل العراق مستقبلا.
هنا، يصبح السؤال: من ينزلق الى التورط في الحرب الأهلية العراقية قبل من، أمريكا أم إيران؟ وهل يستمر الطرفان بالتنسيق الضمني، أو بسكوت أحدهما عن تدخل الآخر؟ أم أن واحدا منهما سينقلب ضد الآخر ويتمتع برؤيته يغوص في الوحول العراقية وتحولها إلى فيتنام جديدة؟

شارك