"داعش" و"القاعدة " على أعتاب السعودية.. والمملكة تتآهب

الإثنين 07/يوليو/2014 - 09:37 م
طباعة استعداد الجيش السعودي استعداد الجيش السعودي لداعش
 
تبنى تنظيم القاعدة في اليمن الهجوم على منفذ الوديعة الحدودي في السعودية، واقتحام مقر المباحث في مدينة شرورة جنوب المملكة.
وعرض التنظيم صوراً من أصل تسجيل مرئي سيبث لاحقاً للتحضير للعملية، كاشفاً هوية بعض المهاجمين، إضافة إلى إطلاقهم صاروخ غراد باتجاه المنفذ الحدودي.
وجاءت عمليات الهجوم علي منفذ الوديعية الحدودي في السعودية مع اليمن ليؤكد مخاوف القيادات السعودية من وصول الإرهاب مدن وشوارع المملكة.
فقد أكدت وزارة الداخلية السعودية في بيانها ارتفاع قتلى رجال الأمن السعوديين إلى أربعة، فيما أصيب آخرون خرج معظمهم من المستشفى. وأوضحت الوزارة أن الأمن تمكن من قتل خمسة من المهاجمين، وتم اعتقال السادس، وقالت: "جميعهم من المطلوبين للجهات الأمنية في المملكة ويتواجدون خارجها، وسوف يتم الإعلان عن أسمائهم فور استكمال إجراءات التثبت من الهوية".

خطر "داعش"

خطر داعش
خطر داعش
يمثل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" خطرًا على الدول المجاورة للعراق وسوريا، في ظل تنامي وانتشار التنظيم بالبلدين، وإعلان الخلافة الإسلامية، ويعتبر "داعش" أكبر الأخطار على الأمن السعودي في ظل وجود مقاتلين سعوديين قاتلوا مع "داعش" في العراق وسوريا، وهو ما تتخوف منه الأجهزة الأمنية السعودية من عودة هؤلاء وقيامهم بأعمال انتحارية ضد أهداف بالمملكة.
ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد شارك على مدى السنوات الثلاث الماضية أكثر من 12 ألف سعودي في القتال في سوريا، وبلغ عدد القتلى في صفوفهم نحو 3800، وهو الأعلى من بين القتلى الأجانب في سوريا، وهناك ما يقرب من 2500 عنصر في عداد المفقودين، وهو أيضاً الأعلى من بين المفقودين الأجانب.
وتتخذ السعودية احتياطات أمنية تحسبًا لأي استهداف متوقع من تنظيم "داعش" مستقبلًا، في وقت بات فيه المتطرفون على طرفي المملكة من الشمال والجنوب. 
لدى الأمن السعودي أسباب وجيهة للتحلي باليقظة على حدود المملكة التي تمتد مسافات طويلة مع العراق،  فمقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مسلحون تسليحًا حسنًا ولديهم التمويل السخي، بعد سيطرتهم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، وأصبحوا عمليًا يقفون على أعتاب المملكة العربية السعودية.  
ويقول مراقبون إن داعش يضم في صفوف مقاتليه على الخطوط الأمامية أشخاصًا يحملون الجنسية السعودية قد يقررون العودة إلى المملكة بعد أن تطرفوا وقست قلوبهم في أتون النزاع المستعر.  
وكان بُعد نظر السعوديين قد أسفر منذ عام 2006 عن اقامة سد ترابي بمنظومة أمنية تعلوها اسلاك شائكة وتحرسها دوريات وابراج مراقبة ومساحات فاصلة من الأرض المفتوحة ، بإسناد من قواعد عسكرية.  
وبحسب خبراء عسكريين فإن هذا الخط الدفاعي ليس منيعًا يتعذر اختراقه، لكنه سيواجه أي محاولة للتسلل بحواجز أشد فاعلية بكثير من الحدود الفاصلة بين شمال العراق وسوريا، حيث شق تنظيم داعش طريقه بسهولة للسيطرة على الموصل الشهر الماضي، مستخدمًا الجرافات لإزالة الموانع الهزيلة التي أُقيمت في طريق تقدمه.  

30 ألف جندي سعودي لمواجهة "داعش"

الجيش السعودي
الجيش السعودي
وفي إطار حالة عدم الاستقرار التي يعيشها العراق الآن وسيطرت تنظيم داعش" على مساحات كبيرة من أراضي العراق والسعودية، وانسحاب 2500 جندي عراقي من الحدود نشرت المملكة 30 ألف جندي على حدودها مع العراق، بعد انسحاب الجنود العراقيين من المنطقة؛ من اجل تأمين حدودها وعدم تسلل عناصر إرهابية إلى أراضيها.
وتشهد المناطق الحدودية شمال المملكة العربية السعودية حالة من التأهب بين عناصر القوات المسئولة عن تأمين الحدود مع العراق، فالدولة الإسلامية عالية التسلح والتمويل، وأصبحت على أبواب المملكة بعد أن سيطرت على معظم المناطق غربي العراق.
ويقع ما يقرب من نصف الشريط الحدودي بين العراق والسعودية، والذي يبلغ طوله 900 كيلومتر، متاخمًا لمحافظة الأنبار العراقية، حيث يتحرك مقاتلو الدولة الإسلامية بحرية تامة، وقد لا تتركز أنظار قادة الدولة الإسلامية بشكل مباشر على السعودية الآن، لكن قادة المملكة يخشون من أن ذلك مجرد مسألة وقت.
ووجّهت الجهات الأمنية ضربة جديدة موجعة للتنظيم الضال في المملكة وشركائه باليمن وسوريا، بالإيقاع بـ 62 متورّطاً في يد العدالة، وكشفت وزارة الداخلية على لسان متحدّثها الإعلامي اللواء منصور التركي، عن نجاح الأجهزة الأمنية في القبض على 59 سعودياً، وفلسطيني، ويمني، وباكستاني، مرتبطين بتنظيم إرهابي يتواصل مع عناصر التنظيم الضال في اليمن وسوريا.
وأوضح التركي أنه ضُيّقت دائرة الاشتباه في 106 أشخاص، بينهم 62 توافّرت أدلة وقرائن على تواصلهم ضمن تنظيم مرتبط بالفئة الضالة، في حين تمّ تحديد هوية 44 آخرين متوارين عن الأنظار، وشرعت وزارة الداخلية بتمرير بياناتهم للشرطة الدولية للبحث عنهم وإحضارهم واستجوابهم.
وقال التركي إن الجهد الأمني الذي استمر شهوراً، خلص إلى عدد من النتائج المهمة، وبلغ عدد من أُلقي القبض عليهم لانتمائهم لخلايا التنظيم 62 متورطاً، ثلاثة مقيمين: فلسطيني ويمني وباكستاني، والبقية سعوديون، من بينهم 35 من مطلقي السراح في قضايا أمنية وممن لا يزالون رهن المحاكمة”، وأضاف "تقتضي مصلحة التحقيق استجواب 44 من المتوارين عن الأنظار، وقد مُرّرت بياناتهم للشرطة الدولية لإدراجهم على قوائم المطلوبين".

تكليف خادم الحرمين الشريفين

الملك عبداله بن عبد
الملك عبداله بن عبد العزيز
تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لجميع القوات العسكرية، استمع الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لإيجاز منقول من مركز عمليات الدفاع الوطني، عن آخر استعدادات القوات المسلحة وجاهزيتها لحماية الوطن والدفاع عنه في مختلف الظروف والأوقات.
جاء ذلك خلال لقائه رئيس هيئة الأركان العامة ونائب رئيس هيئة الأركان العامة وقادة أفرع القوات المسلحة وكبار ضباط القوات المسلحة في مكتبه بجدة أمس، وثمن ولي العهد ما يتحلى به قادة وضباط وأفراد القوات المسلحة من تأهيل وعطاء وتضحية في سبيل وطنهم، داعيًا الله أن يحفظ بلاده من كل شر، مؤكدًا القول: "إن قواتنا المسلحة تقف صفا في أي وقت ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المملكة".
وأضاف: "هذه الدولة تنعم بالخير، ونعمة وأمن واستقرار، ولا شك أن أبناء هذا الوطن في جميع القوات في هذه البلاد هم والحمد لله درع لبلدنا من كل شر، إن شاء الله»، وقال: «نسعى للخير والاستقرار للجميع لكن مهمة الحفاظ على أمن بلدنا بكل حدوده هي مهمة كبرى يشرف القوات المسلحة أن تساهم فيها، والحمد لله أنتم وآباؤكم وأجدادكم قاموا بواجبهم في خدمة دينهم وبلادهم ونحمد الله على كل حال».

محللون: "القاعدة" لن تنتصر على السعودية رغم وجود "داعش"

تنظيم داعش
تنظيم داعش
ورجح المحللون قرب انتهاء تنظيم القاعدة بشكل تام، مقابل ارتفاع نجم تنظيم دولة العراق والشام (داعش)، وهو تنظيم آخر خرج من رحم تنظيم القاعدة، فيما خرج تنظيم القاعدة من رحم الإخوان.
ورأى المحللون أن تنظيم القاعدة من الناحية التكتيكية والاستراتيجية والتنظيمية في منتهى الضعف، وأنه أقرب إلى الانتهاء، خاصة بعد أن تراجع مستوى التعاطف الديني مع هذا التنظيم، سواء على مستوى السعودية أو على المستوى الإسلامي، مع التشديد على أن القدرات الميدانية لأعضاء التنظيم تضعضعت بالفعل.
ورأى الدكتور أحمد الموكلي الخبير الأمني المتخصص في شئون الإرهاب، أن تنظيم القاعدة يمر بمرحلة ضعف بعد القضاء على معظم قيادته في السعودية واليمن، واستراتيجية التنظيم في هذه الحالة اللجوء إلى التضخيم الإعلامي، بحيث يقوم بعملية يصفها بالنوعية ومن ثم يطلق عليها غزوة ويقوم بالترويج من خلال أدواته الإعلامية المتوفرة كما حدث في محاولة اغتيال وزير الداخلية.
ويقول الدكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى السعودي والخبير الأمني إن الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة شرورة الحدودية، ناجم في الأساس عن الضعف الأمني في الجانب اليمني،: «الوضع الأمني للجانب اليمني من المنفذ لم يكن بالشكل المطلوب»، وتابع: «اختارت الخلية الإرهابية الموقع والتوقيت؛ فالمنفذ الحدودي على أطراف الربع الخالي، تتشاركه مع السعودية دولة مضطربة أمنيا، والتوقيت يوم إجازة ووقت صلاة الجمعة، مما سهل المهمة للوصول إلى الجانب السعودي الذي تعامل مع الحدث الأمني كما يجب».
وتابع: «كانت هناك عدة محاولات على النقاط الحدودية السعودية مع الجانب اليمني سابقًا في منطقة جازان، كلها باءت بالفشل، وتمكن الأمن السعودي من دحر خلايا وتنظيمات الإرهاب وعناصره بشكل واضح وجلي، ولم يبق للخلايا الإرهابية إلا هذه المحاولات اليائسة».

شارك