استمرار الصراع في "اليمن" وانتقال حوار التهدئة إلى مسقط

الإثنين 22/يونيو/2015 - 06:18 م
طباعة استمرار الصراع في
 
واصل طيران التحالف بقيادة السعودية شن غارات على مناطق مختلفة من اليمن في ظل تراجع فرص الحل السياسي وتفاقم الوضع الإنساني الذي وصفته تقارير الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وشن التحالف بقيادة السعودية، فجر الاثنين، غارات مكثفة على مواقع جماعة اناصر الله "الحوثيين" في مطار عدن الدولي، كما استهدف تجمعاتهم في مدينة كرِيتر بمحافظة عدن، حسب مصادر إعلامية.
وفي مدينة تعز جنوب البلاد، تتواصل اشتباكات عنيفة بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، في شارع الأربعين ومحيط جبل جرة الاستراتيجي.
وفي شمال اليمن، وتحديدا بمحافظة حجة، استهدف طيران التحالف مدينة عبس بخمس غارات صباح الاثنين، أسفرت عن وقوع ضحايا بين المدنيين.
وأفادت مصادر محلية بأن القوات الموالية للرئيس هادي تستعد لخوض معركة حاسمة ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح في محافظة مأرب شرق العاصمة.
من جانب آخر، اندلعت اشتباكات عنيفة في لحج وأبين بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي من جهة، والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق صالح من جهة أخرى.
وشن طيران التحالف غارات جوية على مواقع الحوثيين في محافظة حجة الحدودية مع السعودية.
وقال سكان محليون إن ليلة الاثنين شهدت أعنف قصف متواصل واهتزاز للمنازل من قوة القصف مما أصاب الأهالي بالهلع وتسبب بنزوح عدد كبير منهم.
من جانب آخر أعلنت جماعة الحوثي، أن مسلحيها أطلقوا 70 صاروخا باتجاه مواقع عسكرية جنوب السعودية بمنطقة جيزان.
وحسب وكالة "سبأ" فإن المسلحين الحوثيين اقتحموا نقاط حماية لموقع الجابري الحدودي في جيزان، وأحرقوا عربتين مدرعتين وعددا من الدوريات العسكرية السعودية.
فيما قالت مصادر إعلامية بأن  قيادات رفيعة في الجيش اليمني الموالي لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي زارت مواقع المقاومة الشعبية في محافظة عدن جنوبي اليمن، حيث تعتبر هذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ محاولة جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح السيطرة على المحافظة بالقوة في مارس الماضي،  وأضاف المصادر بأن القيادات التي زارت مواقع المقاومة في البريقة وصلاح الدين بمدينة عدن هم “اللواء جعفر محمد سعد مستشار الرئيس اليمني، واللواء صالح الزنداني قائد عمليات المنطقة العسكرية الرابعة واللواء عبدالملك العمودي.
فيما ذكرت المقاومة الشعبية في محافظة تعز اليمنية، أن خمسة ألاف مقاتل يتدربون في محافظة تعز حاليا، وسينضمون إلى الجبهات التي تقاتل الحوثيين قريبا، بحسب قوله.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وبالتوازي مع التحذيرات التي يطلقها المسئولون الأمميون بشأن كارثة إنسانية مرتقبة في اليمن، تواصل الأطراف المتنازعة منع وصول المساعدات للمواطنين حيث يحتاج السكان للمواد الغذائية والأدوية مع ظهور أمراض لا يمكن معالجتها بسبب فقدان الأدوية مثل الملاريا والحمى التيفية وحمى الضنك خاصة مع تدهور الأوضاع الصحية العامة في المنطقة.
وأكد تحليل مشترك جديد صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي في اليمن، أن ما لا يقل عن 6 ملايين يمني يعانون من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، وأنهم بحاجة ماسة للمساعدة الطارئة بالغذاء، والمساعدة المنقذة للحياة، إذ بيّن التحليل أن هذا الرقم يمثّل زيادة كبيرة عن الربع الأخير من العام الماضي.
وبحسب تحليل "مؤشرات التصنيف المرحلي المتكامل"، فإنّ 10 محافظات من بين 22 محافظة في اليمن "تم تصنيفها حالياً باعتبارها تواجه حالة انعدام أمن غذائي عند مستوى "الطوارئ"، وهي محافظات صعدة وعدن وأبين وشبوة وحجة والحديدة وتعز ولحج والضالع والبيضاء، وجميعها محافظات تتأثر بالنزاع المسلح الجاري حالياً". - 
وذكرت وكالات الأنباء أن الحوثيين منعوا سفينة مساعدات تابعة لمنظمة دولية من الوصول إلى ميناء عدن، حيث صرح نائب محافظ عدن نايف البكري أن سفينة محملة بالمساعدات لبرنامج الأغذية العالمي لم تتمكن من الرسو في ميناء عدن بسبب المعارك.
ووجه نائب محافظ عدن أصابع الاتهام للحوثيين بمنعهم سفينة محملة بالدقيق من دخول عدن لإجبارها على التوجه الى مرفأ الحديدة الواقع على البحر الأحمر، مشيرا إلى أن السفينة غيرت مسارها.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وفيما يتعلق بالحوار السياسي للازمة اليمنية، طالب مدير مكتب الرئيس عبدربه منصور هادي الدكتور محمد مارم الأمم المتحدة بضرورة الضغط على الحوثي لتنفيذ القرار 2216 وفق البند السابع. وناشد مارم في تصريح لصحيفة "عكاظ" السعودية العالم بتقديم مساعدات اغاثية وطبية للشعب اليمني والذي تنذر الأوضاع فيه بكارثة ومجاعة حقيقية بسبب استمرار جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح في تدمير البنية التحتية في عدن وعدد من المدن اليمنية وقتل الشعب اليمني وتجويعه تنفيذا لأجندة إيرانية طائفية قميئة. وقال مارم إن "المطلوب وبشكل عاجل لمواجهة الاحتياجات الانسانية المتزايدة في اليمن، مواد اغاثية وطبية وأغذية ومشروبات"، مشيرا إلى أن "الوضع في عدن تحديدا كارثي بكل المعايير فلقد قامت مليشيات الحوثي بتدمير محطات الكهرباء والمياه وظهرت الأمراض المعدية جراء سموم جثث الموتى الذين لقوا حتفهم من قبل الحوثي فضلا عن نقص الادوية في المستشفيات والتغذية بالإضافة إلى انقطاعات الكهرباء المتواصلة بشكل كامل في ٤ مديريات وهي كريتر والمعلا والتواهي وخور مكسر، وبشكل متقطع بقية المديريات، مع ازدياد درجات الحرارة الأمر الذي أدى الى حدوث حالة من الانهيار الكامل في المدينة مع دخول شهر رمضان". وأشار مارم إلى أن ما وصفها بـ"حرب الترويع والابادة الغاشمة" التي يقودها صالح والحوثي ضد الشعب اليمني لم تتوقف، مؤكدا أن هدف الانقلابيين السيطرة على اليمن من شماله لجنوبه وشرقه وغربه. وأوضح مارم أن جماعة الحوثي تتحمل مسئولية فشل مشاورات جنيف لأنها لم تكن جادة أساسا في إيجاد تسوية سلمية للأزمة اليمنية.

الحوار اليمني:

الحوار اليمني:
وفي إطار محاولة انجاح الحل السياسي،  وجهود الامم المتحدة واللاعبين الاقليميين، ذكرت تقارير إعلامية أن المفاوضات غير المباشرة ستتواصل في سلطنة عُمان التي انتقل إليها أعضاء ما بات يعرف بـ"وفد الداخل " (الذي يمثل الحوثيين وممثلي حزب المخلوع علي عبد الله صالح). 
كما يتجه "وفد الخارج" (ممثل الحكومة الشرعية) إلى هناك، إذ ستتكفل الوساطة العُمانية بإيصال الرسائل إلى الرياض، مقر إقامة أعضاء الحكومة الشرعية .
يأتي ذلك في مساعي لوقف الصراع في اليمن، وسط توقع بتوقف ان تعلن السعودية، في الساعات المقبلة، وقفاً للغارات من طرف واحد تحت شعار "مكرمة ملكية". 
وعلمت «الشرق الأوسط» اللندنية، من مسئول يمني، أن الحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي، تتجه لرفع أسماء وفد الحوثيين وحلفائهم الذين شاركوا في مؤتمر جنيف اليمني الذي فشل مشاوراته، إلى مجلس الأمن الدولي، وذلك لفرض عقوبات دولية عليهم، وتجميد أرصدتهم، مشيرًا إلى أن الحكومة نفسها ستقدمهم أيضا إلى القضاء اليمني، بعد عودتها وفرض سيطرتها على المدن، وذلك لمشاركتهم في الاعتداءات المسلحة التي تقوم بها الميليشيات المسلحة على اليمنيين.

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وعلى صعيد الحضور الإيراني، قال مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان، ان مؤتمر جنيف حول اليمن سيستأنف برعاية الامم المتحدة.
واضاف عبد اللهيان ، في تصريح ادلى به لمراسل فارس، ان الازمة في اليمن يمكن حلها باتباع السبل الدبلوماسية والحوار الحقيقي فقط.
واعتبر ان حضور الاحزاب والقوى السياسية اليمنية في جنيف مؤشر على ان حركة انصار الله وجميع القوى الرئيسية في اليمن تدعم الحوار الجاد والحقيقي من اجل التوصل الى حل.
وأكد على موقف طهران الداعم لجهود ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في شئون اليمن من اجل إيقاف الغارات العسكرية والحصار الإنساني واستمرار الحوار اليمني - اليمني الحقيقي.
وفي سياق آخر أكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل جهودها الرامية في شحن المزيد من الوقود والمواد الغذائية إلى اليمن عبر الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي.
وكان مؤتمر جنيف قد بدأ الثلاثاء الماضي بمشاركة احزاب وقوى سياسية يمنية عديدة واختتم اعماله الجمعة الماضية دون التوصل الى نتيجة.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
ثلاثة أشهر على الحرب، تراجعت آمال إمكانية الحسم السريع أو الجهود السياسية عبر "مؤتمر الرياض"، ومباحثات الحوثيين في العاصمة العمانية "مسقط"، وانتقلت بعدها إلى جهود الأمم المتحدة بعقد جنيف الذي فشل هو الآخر بإيقاف الحرب، وكلها تجعل اليمنيين أقل تعويلاً على المسارات السياسية، مثلما أن الغارات الجوية والمواجهات الميدانية أصبحت مكلفة على البنية التحتية والسلم الاجتماعي من دون أفق واضح في الحسم.

شارك