بعد وصف "حزب الله" بـ"الإرهابي الأبرز".. ما مصير الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن؟
الإثنين 22/يونيو/2015 - 08:17 م
طباعة

على الرغم من قرب دخول الولايات المتحدة الأمريكية، في مفاوضاتها النهائية مع إيران، فيما يخص برنامجها النووي، إلا أن إطلاقها تصريحات معادية لطهران وللكيانات التي تعلن ولاءها لها تفتح العديد من التساؤلات حول موقف أمريكا من سياسات إيران في المنطقة، في وقتٍ تعول فيه واشنطن على طهران في مواجهة "داعش" في العراق.

الإدارة الأمريكية وصفت "حزب الله" اللبناني، أحد أبرز الميليشيا الشيعية المسلحة في لبنان الموالية لطهران، في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب في العالم لعام 2014 بـ"التنظيم الإرهابي الأبرز والأقوى في لبنان، الذي يمارس نشاطاته كميليشيا مسلحة خارج سيطرة الدولة وكلاعب سياسي قوي قادر على عرقلة أو إسقاط الحكومة إذا شاء، بفعل ما يحصل عليه من دعم إيراني مهم"، كما قال الجنرال ديفيد بترايوس، إن الميليشيات الشيعية في العراق هي الأكثر خطراً على العراق من "داعش".
واعتبر مراقبون التقرير الأمريكي ليس مفاجئًا لأنه يوصّف حالة قائمة، مؤكدين أن الجديد ليس إعلان أمريكا موقفهم من "حزب الله" إلا أن اللافت هو موقف الدول العربية من "حزب الله" حيث صنفت المملكة العربية السعودية التنظيم بـ"الإرهابي"، وهو الأمر الذي انتهجته دولة "الإمارات العربية المتحدة كذلك".
ورغم التقرير الأمريكي، إلا أن خبراء استبعدوا أن يمثل التقرير عائقًا أمام توقيع الاتفاق بشأن النووي الإيراني، وأن فرص التوقيع بين إيران والغرب ما زالت كبيرة، ولا توجد حتى الآن قناعة لدى مراكز القرار في الإدارة الأمريكية ولا حتى في طهران عن جدوى توقيع هذا الاتفاق، خاصة أن كل التقارير والمؤشرات تؤكد أن الأمريكيين مرتاحون وهم يرون أن سوريا أرض خصبة ليتطاحن فيها الجميع، كما أن إيران تتعامل مع القضية ومع أذرعها العسكرية، أنها قضية مصالح فقط، لذلك لا تأثير فعليا لهذا التقرير على الداخل في لبنان سوى التأثير المعنوي، وتذكير الناس بأن الأميركيين لم يسقطوا من حساباتهم أن حزب الله لا يزال منظمة إرهابية.

وقالت العديد من التقارير الإعلامية إن التقرير الأميركي يمثّل واقع دور حزب الله في الداخل اللبناني وفي الخارج، بدءا من سوريا إلى العراق واليمن وحتى قبرص وغيرها، وأن التقرير يؤكد أن حزب الله عجز عن طي ملفه كتنظيم إرهابي، رغم محاولات دول بعينها التأكيد على أنه يحارب الإرهاب، ورأت الإدارة في التقرير الذي صدر أمس (الاحد) أن الوضع الأمني في لبنان متدهور نتيجة انعكاسات العنف في سوريا وتورط المقاتلين اللبنانيين في النزاع، بمن فيهم مقاتلو حزب الله الذي عبأ قواته بشكل شامل بدعم نظام الأسد.
وجاء في التقرير، أن تدهور الوضع الأمني في لبنان يعود ولكن بشكل أقل إلى دعم أفراد لبنانيين لمختلف القوى السورية المناوئة للنظام. وأن مضاعفات العنف في سوريا على لبنان تمثل مشكلة إرهابية ملحة وضاغطة. وفي رد على نشاطات (حزب الله) الداعمة لنظام الأسد، قامت قوى سنية متطرفة بعشرات الهجمات الانتحارية ضد مراكز سكن الشيعة وأهداف للجيش منذ يونيو 2013 إلى نهاية 2014. ومع أن هذه الهجمات قد انحسرت في النصف الثاني من 2014 بسبب نجاح قوى الأمن في عرقلة شبكات الإرهاب، فإن التنظيمات الإرهابية السنية الموجودة في سوريا تسلّلت إلى لبنان بهدف السيطرة على أراضٍ فيه.
اللافت للنظر إلى أن الموقف الأميركي جدد تأكيده أن حزب الله الذي يحصل على دعم مهم من إيران، ولا يزال التنظيم الإرهابي الأبرز والأقوى في لبنان، حيث يحظى بدعم شعبي في أوساط اللبنانيين الشيعة، ومن بعض المسيحيين، كما أن حزب الله يواصل نشاطاته كميليشيا مسلحة خارج سيطرة الدولة وكلاعب سياسي قوي قادر على عرقلة أو إسقاط الحكومة إذا شاء.

ورأى أنه رغم سياسة الحكومة اللبنانية بالنأي عن النفس تجاه الحرب في سوريا، فإن حزب الله صعّد من دوره العسكري في دعم النظام السوري في 2014، وأثبت أنه قوة حاسمة في قدرة النظام السوري على استعادة أراض كبيرة من قوى المعارضة السورية.
إلى ذلك بدا القضاء القبرصي محاكمة اللبناني من أصل كندي حسام طالب يعقوب، بعدما ضبطت الشرطة القبرصية في منزله 2.8 طن من الأسمدة التي يمكن استخدامها في تصنيع متفجرات، واتهامته بـ"التآمر لارتكاب جريمة والانتماء إلى منظمة إرهابية وتقديم الدعم لها، وحيازة ونقل مواد متفجرة بشكل غير قانوني".
كانت الشرطة القبرصية أعلنت أن الموقوف اعترف بالانتماء إلى حزب الله، لكنه لم يكشف عن الهدف من الأسمدة أو الأهداف المحتملة لأي هجمات يمكن أن يكون مخططا لها، وأشارت إلى معلومات عن ضرب أهداف في أوروبا، وسبق للقضاء البلغاري أن اتهم "حزب الله" بالتورط في تفجير وقع في مطار بورغاس في بلغاريا في عام 2013.