محاولات سياسية فاشلة في الأزمة السورية وتوغل للأكراد على حساب داعش

الإثنين 22/يونيو/2015 - 08:42 م
طباعة فتيات الاكراد تساهم فتيات الاكراد تساهم فى تقدم قواتها
 
تتصاعد الأوضاع داخل سوريا نتيجة تزايد المعارك بين الجيش السوري والميليشيات والجماعات المسلحة، في الوقت الذى تتزايد فيه معاناة اللاجئين السوريين وزيادة الضغوط عليهم نتيجة نقص السلع والخدمات وخاصة في بدء صوم شهر رمضان، وعبر اليوم مئات اللاجئين السوريين الحدود التركية عائدين إلى سوريا بعد أيام من قيام مقاتلين أكراد بطرد عناصر تنظيم "داعش" من بلدة تل أبيض.
محاولات سياسية فاشلة
وبالتزامن مع اشتداد المعارك، يناقش ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي مع السفير السوري في موسكو رياض حداد محاولات تسوية السياسية للأزمة في سوريا، بالرغم من ضعف هذه المحاولات، وعدم وجود لها صدى ايجابي على أرض الواقع.
وقال شهود عيان إن كثيرًا من اللاجئين معظمهم نساء وأطفال عبروا من بلدة أقجة قلعة التركية إلى تل أبيض، إثر فتح البوابة الحدودية بين تركيا وسوريا، بعد إجراءات أمنية مشددة من الجانب التركي أدت إلى إغلاق البوابة لمدة 4 أيام.
يذكر أن مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية سيطروا على تل أبيض من تنظيم "داعش" الأسبوع الماضي ليبعدوا بذلك المتشددين عن الحدود في هجوم ساندته غارات جوية قادتها الولايات المتحدة، في الوقت الذى اتهمت فيه تركيا  القوات الكردية في شمال سوريا الأسبوع الماضي بإجلاء المدنيين من المناطق التي تسيطر عليها وعبرت عن قلقها من إخراج العرب والتركمان من محيط تل أبيض، بينما نفت وحدات حماية الشعب الكردية المزاعم ودعت المدنيين للعودة إلى المدن التي يسيطر عليها الأكراد السوريون وضمنت سلامتهم.
معاناة انسانية فى
معاناة انسانية فى سوريا
يأتي ذلك في الوقت الذى أشارت فيه تقارير إلى أن القوات الكردية تتقدم داخل الأراضي السورية التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش.
من جانبه قال ريدور خليل المتحدث باسم القوات الكردية إن هذه القوات المدعومة بغارات جوية يقودها الأمريكيون ومجموعات أصغر من مقاتلي المعارضة السورية اقتربوا حتى مسافة سبعة كيلومترات من عين عيسى وهي بلدة تقع على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم داعش، وأن التقدم السريع في محافظة الرقة يأتي مخالفا لكل التوقعات لمعركة تدوم فترة طويلة بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي داعش الذين خاضوا لأربعة أشهر قتالا من أجل السيطرة على بلدة كوباني الحدودية التي حقق فيها الأكراد أخيرا انتصارا على الجهاديين في يناير الماضي.
اللاجئون يعبرون
اللاجئون يعبرون
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات تقودها وحدات حماية الشعب الكردية تقاتل داعش على مشارف قاعدة عسكرية إلى الجنوب الغربي من عين عيسى، في الوقت الذي سيطر فيه تنظيم داعش على قاعدة "اللواء 93" منذ استولت عليها من قبضة الجيش السوري العام الماضي، والإشارة إلى انه لو انتقلت السيطرة على تلك القاعدة إلى الأكراد فسيعني هذا عمليا سقوط عين عيسى، مع فرار الآلاف من الناس من عين عيسى نحو مدينة الرقة في اليومين الماضيين.
وبالرغم من هذه التطورات، اتهم عدد من اللاجئين من منطقة تل أبيض وحدات حماية الشعب الكردية بطرد العرب والتركمان من أراض استولت عليها هذه القوات من داعش،  وكان أكثر من 23 ألف شخص فروا من شمال سوريا إلى تركيا هذا الشهر هربا من المعارك، ومع استمرار المعارك وإعادة فتح معبر حدودي بدأ بعض اللاجئين العودة إلى تل أبيض يوم الاثنين. وعاد مئات من السوريين معظمهم نساء وأطفال حاملين أمتعتهم عبر الحدود من بلدة أقجة قعلة التركية.
المعارك مستمرة
المعارك مستمرة
ويري خبراء أن التقدم الكردي أثار قلق الحكومة التركية التي تخشى أن يؤدي تنامي النفوذ الكردي في شمال سوريا إلى إثارة الاضطرابات العرقية بين الأكراد من سكانها، ونقلت أنقرة إلى واشنطن قلقها من مؤشرات على "نوع من التطهير العرقي" في مناطق يسيطر عليها الأكراد بالقرب من تل أبيض.
ويقول أكراد سوريا إنهم لا يريدون إنشاء دولة خاصة بهم لكنهم يرون نموذج الحكم الذاتي الإقليمي الذي يتمتعون به مثالا يحتذى لإنهاء الحرب في سوريا ومناطق أخرى بالمنطقة. ويتمتع أبناء عمومتهم من أكراد العراق بحكم ذاتي في منطقتهم أيضا.

شارك