رغم الشائعات التي تناقلت بقوة عن مقتل القيادي الإرهابي مختار بلمختار الملقب بـ"الأعور"، في غارة أمريكية شرق ليبيا الأسبوع الماضي، إلا أن تقريراً إخبارياً ورد بأن بلمختار أنشأ مجلس شورى للجماعات المتشددة الموالية لـ"القاعدة"، في ليبيا والجزائر وشمال مالي، فيما أشارت تقارير إعلامية مؤخراً إلى أن بلمختار كان يسعى إلى هذا الهدف منذ فترة وهو إنشاء منتخب جهادي يمثل ورقة ضغط على الحكومات.

صحيفة "الخبر الجزائرية" قالت في عددها الصادر أمس (الأحد)، إن مصدرًا أمنيًا مسئولًا قال إن الوحدة بين فروع تنظيم القاعدة الدولي في ليبيا والجزائر تمت بالفعل تحت اسم "مجلس شورى تنظيم القاعدة في أفريقيا"، الذي ضم ممثلين عن 4 جماعات هي "كتائب القاعدة في سرت الليبية"، وكتيبة "القعقاع بن عمرو" الموالية لـتنظيم "القاعدة" في شرق ليبيا، وكتائب "الصحراء في تنظيم القاعدة المغاربي في مالي" بقيادة يحيى أبو الهمام، وبقايا "تنظيم القاعدة في شمال الجزائر".

ويبدو أن الهدف من تكوين هذا الحلف الإرهابي، جاء بناءً على ضرورة الحفاظ على مصالحهم التاريخية، خاصة بين أمير تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب"، عبد المالك دروكدال، المكنى أبو مصعب عبد الودود، وأمير كتيبة "الملثمين" مختار بلمختار، وربما تكون المصلحة الظاهرة هي مسعى توحيد الجماعات السلفية المتشددة في شمال أفريقيا لمواجهة النفوذ المتزايد لتنظيم داعش، وربا تلقت الجماعتين تمويلاً ساعد على هذه الوحدة، من قبل تنظيم القاعدة الام.

وأوضحت الصحيفة أن عبد المالك دروكدال، أنهى عداوته الشخصية لمختار بلمختار، حيث أزاحه مرتين من قيادة كتائب الصحراء في الفترة بين 2004 و2008، وقرر التحالف معه من أجل ترميم منظمته الإرهابية التي تعرضت لزلزال حقيقي، نتيجة انشقاق البعض من أعضائها والتحاقهم بتنظيم داعش.

التقارير الإعلامية، أشارت إلى أن بيان نفي مقتل مختار بلمختار، الصادر عن تنظيم القاعدة، جاء لتأكيد المصالحة بين أمير تنظيم القاعدة دروكدال من جهة، وأمير كتيبة الملثمين بلمختار، من جهة ثانية، رغم عدم وجود صلة تنظيمية مباشرة بين التنظيمين، وذكرت الصحيفة أن معلومات استخباراتية تم تداولها قبل أسابيع حول مساعي توحيد الجماعات المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا في مجلس شورى واحد لتنسيق النشاط، وأن تقارير أمنية أشارت إلى أن الجزائري مختار بلمختار يقود هذا المسعى، حيث تنقل إلى سرت الليبية مرتين على الأقل، واجتمع بقياديين من الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة في ليبيا.

كان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، نفى مقتل القيادي الجزائري مختار بلمختار في غارة أمريكية في ليبيا، وفق ما أعلنته الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مساء الأحد، وأعلن التنظيم في بيان، الخميس، الماضي أن بلمختار المعروف أيضا بـ"خالد أبو العباس" لا يزال حيا"، وأن الهدف الحقيقي من الغارة كان "ليوث ليبيا وفرسانها من أبناء القبائل الليبية" في إشارة إلى مجموعات مسلحة ليبية.

كانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا أعلنت الأحد قبل الماضي مقتل بلمختار في غارة نفذتها طائرات أميركية على أجدابيا في شرق ليبيا ليل السبت، أما واشنطن فاكتفت بتأكيد حصول الغارة وهدفها، دون أن تؤكد مقتل بلمختار.