مجلس الأمن يُدين هجوم طالبان على البرلمان.. ومحللين: تحدٍّ ضد "داعش"
الثلاثاء 23/يونيو/2015 - 10:48 ص
طباعة

أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم "بأشد العبارات الهجوم الإرهابي" الذي شنه مقاتلون من حركة طالبان على البرلمان الأفغاني في كابول أمس الاثنين، ورأى فيه "ازدراء صارخًا بالديمقراطية". وقال المجلس في بيان صدر مساء الاثنين بإجماع أعضائه الـ15 أنه "يُدين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي" الذي تبنته حركة طالبان.
وأضاف أعضاء المجلس في بيانهم أنهم "يُدينون الازدراء الصارخ بالديمقراطية وسيادة القانون الذي يمثله هذا الاعتداء على نواب الشعب الأفغاني المنتخبين". وأكد مجلس الأمن أنه "لا يمكن لأية أعمال عنيفة أو إرهابية أن تغير وجهة سير أفغانستان نحو السلام والديمقراطية والاستقرار". وكان سبعة مقاتلين من طالبان شنوا قرابة العاشرة والنصف من صباح الاثنين هجومًا على البرلمان استمر نحو ساعتين، وانتهى بمقتل امرأة وطفل إضافة إلى المهاجمين السبعة، وإصابة 28 شخصًا بجروح. وأكد رئيس شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي أن أيا من النواب لم يصب بأذى، علما بأن بعضهم كان داخل المجلس وقت الهجوم.
وبدأ الهجوم بانفجار هز مبنى البرلمان، وتبين أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري، بعدها "دخلت مجموعة من المتمردين إلى مبنى يقع إلى جانب البرلمان"، وبدءوا بإطلاق النار، بحسب الشرطة التي تمكنت بعد نحو ساعتين من قتل المهاجمين جميعًا.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن دبلوماسي غربي قوله: إن "إيران تراهن على عودة طالبان، والإيرانيون لا يعرفون إلى أين تتجه أفغانستان؛ لذا يتحوطون بأخذ كل الاحتمالات في الحسبان".
وقال مسئول أفغاني سابق: "الإيرانيون ينفون هذا الدعم كلما نناقشه معهم".
ويشكل التحالف الجديد بين إيران وطالبان تحديًا جديدًا لخطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما سواء في الشرق الأوسط أو في أفغانستان، حيث تعمل الولايات المتحدة على تحجيم طالبان قبل الانسحاب المقرر في نهاية رئاسته عام 2016.
وحذر رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي ايد رويس من أن دعم إيران لطالبان سيزداد بعد التوصل إلى اتفاق نووي معها، يتضمن رفع العقوبات المفروضة عليها. وقال: "إيران تصعد دعمها لجماعات مسلحة ومتمردة في عموم المنطقة، وهذا الدعم سيزداد بالمليارات التي سيوفرها تخفيف العقوبات".
تحالف جديد
أعلن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين أن دعم إيران المتزايد لطالبان أفغانستان "استمرار لنهجها العدواني في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وهو دليل آخر على تجاهل الإدارة المتعمد للحقائق على الأرض في ضوء العدوان الإيراني في المنطقة".
وقال مسئولون أفغان وغربيون: إن الحرس الثوري أصبح حليفًا مهمًّا لطالبان أفغانستان. فطهران تستخدم المهاجرين واللاجئين الأفغان في أراضيها، وهو تكتيك استخدمته لتجنيد هؤلاء الأفغان وإرسالهم للقتال مع قوات نظام بشار الأسد في سوريا. والقائد العسكري عبد الله واحد من هؤلاء. إذ قال: إن ضابطًا في الاستخبارات الإيرانية فاتحه سائلا كم يبلغ دخله، وقال إنه سيضاعف هذا الدخل إذا ذهب للعمل معهم في أفغانستان.
أضاف عبد الله أن مهربين يتعاملون مع إيران ينقلون الإمدادات إلى طالبان عبر الأراضي الباكستانية، وأن مقاتليه يتلقون أسلحة بينها مدافع هاون ورشاشات خفيفة وقاذفات آر بي جي ومواد لتصنيع عبوات ناسفة.
وكان تحالف إيران مع طالبان اتخذ بعدًا أعمق في صيف 2013 عندما وجهت طهران دعوة رسمية إلى وفد من طالبان للمشاركة في مؤتمر حول الإسلام ولقاء مسئولين إيرانيين كبار.
وقال مسئولون أمنيون أفغان: إن أدلة واضحة توافرت لهم بحلول خريف 2013، وإن إيران تدرب مقاتلي طالبان داخل أراضيها. وبحسب مسئولين أفغان وعبد الله القائد العسكري في طالبان، فطهران تدير أربعة معسكرات تدريب على الأقل في طهران ومشهد وزاهدان وفي إقليم كرمان.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مسئول أفغاني رفيع قوله: "في البداية كانت إيران تدعم طالبان ماليًا، لكنها الآن تدربهم وتسلحهم أيضًا".
وقال مسئول غربي: إن إيران أضفت طابعًا رسميًّا على تحالفها مع طالبان بالموافقة على فتح مكتب لها في مشهد منذ أوائل 2014. واكتسب المكتب نفوذًا واسعًا، حتى إن بعض المسئولين الأجانب يشيرون إليه الآن بوصفه "شورى مشهد"، تسمية تُطلق عادة على هيئات طالبان القيادية. في الوقت الذي يرى البعض أن طالبان تريد أن تعلن عن وجودها وأنه لا مكان لداعش في أفغانستان.