معاقل "داعش" تتهاوى و"باقية وتتمدد" تنهار

الثلاثاء 23/يونيو/2015 - 11:29 ص
طباعة معاقل داعش تتهاوى
 
على الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش"  يتباها يوميا بشعار "باقية وتتمدد" إلا أن المعطيات على الأرض الواقع تكشف عن المزيد من الخسائر للتنظيم الدموي في عدد من المناطق بالعراق وسوريا، آخرها سيطر مقاتلو الجيش السوري الحر ومقاتلون أكراد على اللواء 93 القريب من مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي وطرد عناصر تنظيم "داعش" منه، بعد اشتباكات ضارية وكبد المقاتلين التنظيم خسارة آخر معقل له في ريف الرقة الشمالي وبالتالي إحكام السيطرة على اللواء 93 يسمح للجيش الحر والأكراد بإحكام الحصار على مدينتي الرقة والطبقة ومحيطهما، وتكون الفصائل الكردية قد تقدمت أكثر في عمق المحافظة باتجاه مدينة الرقة جنوباً بعد سيطرتها على مدينة تل أبيض وبلدة سولوك وعشرات القرى المجاورة، وهو الأمر الذي دفع التنظيم الدموي إلى نقل عائلات مقاتلين مهاجرين في صفوفه من مدينة الرقة إلى ريف حلب الشمالي الشرقي.
معاقل داعش تتهاوى
 وتمثل السيطرة على هذه المناطق أهمية خاصة لخصوم داعش من حيث: 
1- تقليص نفوذ "داعش "في محافظة الرقة السورية معقل التنظيم. 
2- قطع تمدد التنظيم واتصاله مع محافظة الأنبار العراقية. 
3- تعزيز نفوذ مقاتلي الأكراد في سوريا في المناطق الواقعة. تحت سيطرتهم من الحسكة شرقاً إلى عين العرب غرباً، مروراً بريف الرقة الشمالي.
معاقل داعش تتهاوى
هذا الأمر يكشف عن أن قتال "داعش" على جبهات طويلة ومعقدة في سورية أدى إلى استنزافه من الناحية البشرية والجغرافية بشكل كبير فما زالت الاشتباكات تتواصل بشكل شبه يومي بين قواته وقوات النظام في مدينة دير الزور وفي محيط مطارها العسكري. ويضاف إلى ذلك الاشتباكات المستمرة بين التنظيم من جهة وقوات المعارضة والقوات الكردية من جهة ثانية في ريف حلب الشرقي وفي ريف الحسكة الشمالي، والتي استعادت السيطرة على 242 بلدة وقرية في ريف عين العرب بعد تمكنها من السيطرة عليها، وتضم المناطق التي باتت خاضعة للقوات الكردية والجيش الحر 19 بلدة وقرية داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة السورية، وهو ما مكنها من قطع أوتوستراد "رودكو". وهو الطريق السريع الذي يصل محافظة حلب شمال سورية بمحافظة الحسكة في أقصى شرقها، ويعد طريقاً استراتيجياً بالنسبة لـ"داعش".
 وفي مدينة تل أبيض السورية، الواقعة على الحدود التركية شمال مدينة الرقة، باتت قوات حماية الشعب الكردية والجيش الحر على بعد أقل من خمسة وعشرين كيلو متراً من مدينة تل أبيض، التي تعتبر أهم المدن التي يسيطر عليها "داعش" على الحدود السورية التركية، وعلى بعد أقل من 6 كيلومترات من جسر قرقوزاق الاستراتيجي الذي يقطع نهر الفرات قرب مدينة منبج في ريف حلب الشرقي ليصل محافظة حلب بشرق سورية، وهو أهم الجسور التي تصل محافظة حلب بمناطق الجزيرة السورية الواقعة شمال نهر الفرات ويتمتع بأهمية استراتيجية خاصة لدى "داعش" الذي حشد قوات كبيرة للدفاع عنه من المنطقة الممتدة من قرية الجعدة التي يسيطر عليها التنظيم قرب بلدة الشيوخ في ريف حلب الشرقي وصولاً إلى بلدة صريّن الواقعة في ريف مدينة منبج.
معاقل داعش تتهاوى
وقد دفع التراجع الميداني الكبير لتنظيم "داعش" في ريف حلب الشرقي التنظيم إلى محاولة أخيرة لشنّ هجوم معاكس في المنطقة بهدف استعادة بعض المناطق التي خسرها أخيراً وحاول التقدم في مناطق سيطرة قوات حماية الشعب الكردية والجيش الحر قرب جسر قرقوزاق. كما حاول بشكل متزامن إحراز تقدم في منطقة أوج كارديش في ريف الرقة الشمالي بهدف استعادة المناطق التي استولت عليها وحدات حماية الشعب، في إطار مساعيه لإعادة فرض سيطرته الكاملة على أوتوستراد "رودكو"، الذي يصل مناطق سيطرة "داعش" في ريف حلب الشرقي بمناطق سيطرته في ريف الحسكة ويجري اشتباكات بين الطرفين على جميع خطوط التماس بينهما في ريف حلب الشرقي وتحاول قوات حماية الشعب الكردية والجيش السوري الحر إحراز المزيد من التقدم على جبهات القتال القريبة من مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي. كما تحاول إجبار "داعش" على الانسحاب من معمل "لافارج" للإسمنت الواقع قرب بلدة صريّن التي يسيطر عليها التنظيم.
معاقل داعش تتهاوى
ولا يقتصر الضغط الذي يتعرض له "داعش" على جبهات القتال ضد القوات الكردية والمعارضة السورية على ريف حلب الشرقي فحسب، فقد شنّت قوات حماية الشعب الكردية في اليومين الأخيرين هجوماً كبيراً على مناطق "داعش" في ريف بلدة تل حميس الواقعة شمال مدينة الحسكة في أقصى شمال شرق سورية لتتمكن من السيطرة على أكثر من عشرين قرية في المنطقة، بحسب شهود عيان.
وفي العراق خسر التنظيم الطريق المؤدي إلى ناظم تقسيم، قرب بحيرة الثرثار، ما بين محافظتي الأنبار، بالإضافة إلى معقله في محافظة صلاح الدين وجرف الصخر في محافظة بابل والضلوعية في محافظة صلاح الدين، ثم مناطق سنجار شمال الموصل والمقدادية في محافظة ديالي. 
معاقل داعش تتهاوى
هذه الخسائر الملحوظة لداعش تزيد من المساحات التي أعلنت عنها الولايات المتحدة سابقًا من أن التنظيم خسر ما يقارب 700 كلم مربع من الأراضي في العراق، من إجمالي 55 ألف كيلومترًا مربعًا سيطر عليها عام 2014م، واستعادت غالبيتها القوات الكردية في شمال العراق بنحو 56 الف كلم مربع، فيما تسيطر القوات العراقية على 77 ألف كلم مربع لتكشف عن معطيات جديدة على الأرض وهو ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مؤخرا أن داعش خسرت من 25 إلى 30 % من الأراضي في العراق، منذ بدء الضربات الجوية من قبل التحالف الدولي.
معاقل داعش تتهاوى
وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن: إن "داعش" لم تعد القوة المهيمنة على 25 إلى 30% من المناطق المأهولة في العراق، حيث كانت تتمتع بالنفوذ الأوحد في هذه المناطق في أغسطس الماضي، وإن المناطق التي خسرت "داعش" السيطرة عليها تمثل من 13 إلى 17 كيلومترًا مربعًا، خصوصًا في شمال ووسط العراق، مضيفا أنها تتراجع ببطء، ولكن "ستكون معركة طويلة".
 ونشرت الوزارة، خارطة تبين المناطق التي تسيطر عليها داعش في العراق وسوريا وتظهر بالفعل فقدان التنظيم الدموي ما بين 25 إلى 30 بالمائة من الأراضي والمناطق التي كانت تسيطر عليها في السابق، وظهر على الخريطة باللون الأرجواني الداكن المناطق التي كانت تسيطر عليها داعش منذ أغسطس 2014 في الوقت الذي يظهر فيه اللون الأرجواني الفاتح المناطق التي خسرتها العصابة حتى الأول من أبريل 2015 م واللون الأخضر الداكن يشير لمناطق تحت سيطرة القوات الحكومية العراقية، والأخضر الفاتح يظهر مناطق القوات الكردية في حين يبرز اللون الزهري مناطق الجيش السوري.

شارك