اليمن: استمرار الصراع بين "الحوثيين" ورجال "هادي".. ومفاوضات سرية حول "عدن"
الثلاثاء 23/يونيو/2015 - 06:57 م
طباعة

تستمر أصوات البنادق في التحكم بالمشهد اليمني وسط صراع جماعة أنصار الله "الحوثيين" واللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وسط دعم من طيران التحالف بقيادة السعودية، في ظل تراجع فرص الحل السياسي وتفاقم الوضع الإنساني الذي وصفته تقارير الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية
الوضع الميداني

كثف طيران التحالف الذي تقوده السعودية غاراته على مواقع يسيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في الحديدة وحجة غرب البلاد . وقالت مصادر محلية في محافظة الحديدة ، ان غارات التحالف استهدفت موقع للدفاع الجوي شرق المدينة ظهر الثلاثاء.
وبحسب شهود عيان أنهم شاهدوا أعمدة دخان كثيف تتصاعد من الدفاع الجوي في منطقة كيلو 7 شرق مدينة الحديدة، واستهدفت طائرات التحالف في محافظة حجة اليمنية القريبة من الحدود السعودية، مقر "اللواء 25 ميكا"، التابع للحرس الجمهوري.
أما في شبوة فصرح مراسلنا أن اشتباكات عنيفة منذ ليل الاثنين بين مسلحي الحراك الجنوبي والحوثيين، استعملت فيها الأسلحة الثقيلة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
واستهدفت الطائرات الحربية مخازن أسلحة متسببة في انفجارات عنيفة حولت ليل المدينة إلى نهار وسط خوف السكان من تطاير القذائف لمسافات بعيدة، ولم ترد أي أنباء عن سقوط ضحايا.
وفي مدينة حرض أفاد سكان محليون من إحدى القرى التابعة للمدينة بأن طائرات أباتشي شنت هجوما على قرى الشريط الحدودي التابعة لمديرية حرض بحجة شمال غرب اليمن، مشيرين إلى أن المقاتلات الحربية تقوم بتمشيط المنطقة مع سماع دوي انفجارات.
و أغارت طائرات التحالف على قرية المجبر الحدودية شرق حرض، وقرية العسيلة، وقد جرى إطلاق قنابل ضوئية على مناطق متفرقة على طول الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية.
وأكد شهود عيان وسكان محليون أن مناطقهم في التقنية وبئر فضل، قصفت من قبل المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم، المتمركزة في مدينة الوهط بمحافظة لحج.
أما في محافظة لحج وتحديدا في جبهة بله شمال قاعدة العند الجوية، فدارت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية وجماعة "أنصار الله" التي تحاول منع مسلحي المقاومة من التقدم باتجاه قاعدة العند.
هذا وأعلنت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي أنها حققت تقدما داخل لحج باتجاه منطقة الوهط.
إضافة إلى ذلك قصفت طائرات التحالف مواقع تابعة للمسلحين الحوثيين في مناطق حدودية بين لحج وعدن.
وفي محافظة أبين، اندلعت مواجهات بين المقاومة والحوثيين شمال وغرب زنجبار عاصمة المحافظة، ولقي العشرات مصرعهم وأصيب أكثر من ثلاثين من الطرفين، وقال مسلحو المقاومة إنهم أفشلوا محاولة توغل للحوثيين في قرى العقلة وزريع شمال شرق سناح.
ومساء الاثنين في مأرب، قتل 17 حوثيا وأصيب آخرون في المعارك وأشارت مصادر محلية إلى أن المقاومة أسرت في المواجهات بمنطقة نخلا 4 من الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح مؤكدة مقتل أحد أفرادها.
هجوم للقاعدة

ومع استمرار المعارك بين المقاومة والحوثيين، نفذت جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم "القاعدة" في اليمن تفجيرا بسيارة مفخخة في منطقة الروضة بمحافظة البيضاء وسط اليمن، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين دون التأكد من أعدادهم.
كما تبنى فرع تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" مقتل 12 حوثيا في هجوم سابق استهدف أحد السجون ومبنى للشرطة بمنطقة الكود بأبين.
صراع المعابر

شهد منفذ "الوديعة" الحدودي بين اليمن والسعودية، أمس الاثنين، توتراً بين قوات موالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وكتيبة قوات الأمن الخاصة المكلفة بحماية المنفذ، والمتهمة بالولاء للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في وقت قصفت فيه هذه الأخيرة أحياء سكنية، شمال غرب عدن.
ومنفذ "الوديعة" يعد الوحيد في المرحلة الحالية بين اليمن والسعودية ويقع في محافظة حضرموت مع محافظة "شروة".
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التي يسيطر عليها الحوثيون، عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن "مجموعة مسلحين من عناصر القاعدة ومرتزقة العدو السعودي هاجموا منفذ الوديعة".
وأضاف أن "المسلحين قاموا بطرد موظفي الدولة من المنفذ في محاولة للسيطرة عليه وتسهيل مرور الدعم والمساندة للعناصر الإرهابية والاعتداء على الكتيبة العسكرية المكلفة بحمايته وفتح جبهة جديدة ضد قوات الجيش في حضرموت".
وذكر المصدر أن "قوات الجيش ستقوم بواجبها الوطني في حماية المنفذ وستتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن".
ويقع الوديعة عسكرياً في نطاق "المنطقة العسكرية الأولى" في حضرموت، وهي المنطقة الوحيدة التي تماسكت قواتها العسكرية وأعلنت ولاءها لـ"هادي" وبقيت بعيدة عن القصف، غير أنها يمكن أن تشهد انشقاقات ومواجهات على خلفية التطورات الأخيرة.
المشهد السياسي

وتوجه، الاثنين، وفد عن حزب المؤتمر الشعبي العام إلى موسكو في زيارة تستغرق عدة أيام وذلك تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الروسية، ويضم الوفد عارف عوض الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وياسر العواضي الأمين العام المساعد للقطاع التنظيمي وأبو بكر القربي الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والثقافة والإعلام.
وفي حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، طالب الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، جميع الأطراف المتنازعة في اليمن بوقف الأزمة للحد من معاناة الشعب اليمني، مشددا على أن الوضع في البلد خطير جدا.
وأكد علي ناصر محمد ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار بدلا من الخيار المسلح، مشيرا إلى أن اليمن مر بمثل هذه الحروب والصراعات في الجنوب والشمال وبين الشمال والجنوب، انتهت بالحوار.
وكشف الرئيس اليمني الأسبق عن اتصالات قام بها مع كافة القوى السياسية اليمنية في الداخل والخارج، كان آخرها اللقاء مع نائب الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح في العاصمة المصرية القاهرة.
وكشف ناصر محمد عن إصرار الحكومة على انسحاب الحوثيين قبل وقف إطلاق النار، وإصرار الحوثيين على وقف النار أولا، وتسليم الجنوب إلى جهات جنوبية حتى لا تحل محلها قوى متطرفة كـ"القاعدة" وغيرها كما حدث في حضرموت.
فيما قال وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها، عزالدين الاصبحي، ان الفرصة ما تزال سانحة لحل يمني - يمني وان الحل امام اليمنيين بالعودة الى ما تم الاتفاق عليه وادراك ان اليمن للجميع، مؤكدا ان دور الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مستقبل اليمن انتهى لا سيما وان لديه مشكلات قانونية مع قرارات الامم المتحدة فضلا عن انه اضاع الحصانة التي منحتها له الفرصة الخليجية ومن ثم فمشكلاته داخلية ودولية، وشدد الأصبحي في حديث مع وكالة الانباء الكويتية الرسمية (كونا) على "امكانية قيام الأمم المتحدة بفرض هدنة انسانية بعد فشل الحوثيين في التوصل اليها بمشاورات جنيف"، موضحا أن الوفد اليمني الشرعي حرص على البقاء في المشاورات حتى نهايتها ليثبت للجميع بأنه الباحث عن الحوار والتسوية في هذه المرحلة الهامة من تاريخ اليمن والتي تمثل محطة وخطوة اولى لتحريك العملية السياسية. وقال ان عدم التوصل في جنيف الى أي نوع من الاتفاقات يعود الى عاملين اساسيين الاول هو عدم التحضير الكافي من الامم المتحدة للعملية السياسية في اليمن والثاني عدم فهم المهام الجديدة للمبعوث الاممي الخاص باليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد. وأضاف ان "المرحلة الراهنة تختلف تماما عن المرحلة السابقة التي عمل بها المبعوث الاممي جمال بنعمر اذ تطور المشهد اليمني منذ عامي 2011 و 2012"، مشيرا الى ما تم انجازه خلال اكثر من عامين تقريبا تبلور في وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي وافق عليها الجميع. واوضح ان الوضع تغير تماما بعد الـ21 من سبتمبر 2014 حيث حدث انقلاب حقيقي على الارض ودخول مسلح الى العاصمة والسيطرة على مؤسسات الدولة ومن ثم اختلفت مهام المبعوث الاممي لا سيما بعد اصدار قرار مجلس الامن رقم 2216 الذي رسم خريطة طريق جديدة
وساطة عمانية

سياسيا، صرح مصدر يمني، أن عمان تقود مفاوضات سرية بين الحوثيين وقيادات جنوبية يمنية، بشأن انسحاب جماعة "أنصار الله" من محافظة عدن وتسليمها للقوى الجنوبية.
وأكد المصدر الذي لم يفصح عن هويته، أن الحوثيين اشترطوا تسليم المحافظة إلى قيادات جنوبية غير موالية للرئيس هادي أو للسعودية، مشيرا إلى أن الوفد الحوثي الذي شارك في محادثات جنيف التقى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لبحث أسباب فشل مفاوضات جنيف وسبل وقف النزاع.
أكدت روسيا وسلطنة عمان ضرورة تسوية الازمة اليمنية سياسيا بأسرع ما يمكن من خلال اقامة حوار وطني شامل وبناء. جاء ذلك خلال المباحثات التي اجراها نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف مع سفير سلطنة عمان في موسكو يوسف الزدجالي الوضع بالشرق الأوسط والأزمة اليمنية، وفق ما اورده بيان صادر عن الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء. وذكر البيان أنه "جرى خلال المباحثات تبادل الآراء حول الوضع الناشئ في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج مع التركيز على الوضع في اليمن".
الحضور الإيراني

وعلى صعيد الحضور الايراني، دعا وكيل الخارجية الايرانية مرتضى سرمدي الاوساط الدولية خاصة الاتحاد الاوروبي لبذل جهود مضاعفة لانهاء الاوضاع المأساوية في اليمن.
ونوه وكيل الخارجية الايرانية الى تطورات الشرق الاوسط خاصة الاوضاع المأساوية في اليمن، داعيا الاوساط الدولية خاصة الاتحاد الاوروبي لبذل جهود مضاعفة لإنهاء هذه المصائب.
فيما اكد رئيس مركز الابحاث الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران علي اكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، ان الاسبوع القادم سيشهد تطورا مهما في العلاقات الاقليمية بين الدول الثلاث ايران وسوريا والعراق.
المشهد اليمني

يدخل اليوم شهره الرابع من الحرب، وسط تراجع آمال الحسم العسكري أو الجهود السياسية ، وتبقي العاصمة العمانية "مسقط"، هي الأمل الأخير للشعب اليمني في انهاء الصراع بين القوي السياسية وامراء الحرب الذي اعتادوا علي الصراع من اجل الحكم وليس الصراع من اجل الشعب.
وفشل المسارات السياسية والوساطات، كلها تجعل اليمنيين أقل تعويلاً على المسارات السياسية، مثلما أن الغارات الجوية والمواجهات الميدانية أصبحت مكلفة على البنية التحتية والسلم الاجتماعي من دون أفق واضح في الحسم.