وضع الإسلام في تكوين الجمهورية بمنتدى "الجمعية الوطنية الفرنسية"

الثلاثاء 23/يونيو/2015 - 08:07 م
طباعة وضع الإسلام في تكوين
 
في منتدى "الإسلام والجمهورية" الذي نُظم أمس 22 يونيه 2015، بالجمعية الوطنية الفرنسية أكد مانويل فالس أن إسلام فرنسا تحول إلى رهان سياسي وانتخابي تتسارع عليه الأحزاب السياسية، وردد من جديد أنه لا توجد أية علاقة بين التطرف الديني والإسلام، وأن هذا الأخير له مكانته الكاملة في فرنسا.
وضع الإسلام في تكوين
واختتم مانويل فالس، رئيس الحكومة الفرنسية، أمس الاثنين أشغال المنتدى حول "الإسلام والجمهورية" الذي بادر بتنظيمه النائب الاشتراكي والوزير السابق جان جلفاني بمقر الجمعية الوطنية.
وقال فالس "لا توجد هناك صلة بين التطرف والديانة الإسلامية"، فيما أكد "أن الإسلام لديه مكانته الكاملة في فرنسا وهو سيتطور ويتجذر في المجتمع الفرنسي مع مرور السنين كما تطورت الديانة المسيحية منذ قرون".
واعترف فالس أن الإسلام أصبح يمثل رهانًا انتخابيا لدى الأحزاب السياسية التي تسعى إلى استقطاب أصوات الناخبين المسلمين، ملحا من جديد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المشاكل التي يعاني منها شبان الأحياء الشعبية، وداعيا السلطات الفرنسية والمسئولين السياسيين والاقتصاديين إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال وتقديم الدعم الحقيقي لهؤلاء الشبان.

صعوبات تواجه الإسلام في فرنسا:

صعوبات تواجه الإسلام
وحضر المنتدى، الذي يعتبر الرابع من نوعه في غضون شهر واحد فقط، ممثلون عن الديانة الإسلامية واليهودية ومسئولون في جمعيات ذات النفع العام وأطباء ومسئولين في أجهزة الأمن الفرنسية، إضافة إلى مثقفين وباحثين جامعيين.
وفي خطابه، نفى كلود برتلون، رئيس الجمعية الفرنسية، وجود مشكلة بين الإسلام والجمهورية، وأكد أن العلمانية لا تعادي أية ديانة، بل تسمح لكل واحدة منها أن تنشط وتتصرف في إطار قوانين الجمهورية، مجددًا رفضه ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية، بالمقابل أضاف أن الطالبات المسلمات في الجامعات لديهن الحرية الكاملة في ارتداء أي ثوب يناسبهن.
واعترف رئيس الجمعية الوطنية أن الديانة الإسلامية تواجه صعوبات في تنظيم نفسها في فرنسا، وهذا ناتج عن قلة الأئمة المتمكنين وتنامي الأفكار المتطرفة في بعض المساجد والأحياء ونقص المرشدين الدينيين في السجون.
ومن ناحيته، انتقد النائب الاشتراكي ووزير الزراعة سابقا جان جلفاني حزب "الجمهوريون" الفرنسي بزعامة نيكولا ساركوزي كونه نظم بشكل "سري" وفي "غياب الصحافة" لقاءا حول الإسلام والجمهورية، موضحا أن مبادرته لا تحمل طابعًا سياسيًا وهي مفتوحة للجميع، خاصة الإعلام. وأشاد جلفاني بمبادرة الحكومة التي تسعى إلى خلق هيئة حوار مع المسلمين، لكنه دعا إلى توسيع هذه الهيئة لتشمل مفكرين ومثقفين وأناس لا علاقة لهم بالدين.
وإلى ذلك، دعا عبد النور بيدار، وهو فيلسوف ومتخصص في شؤون الإسلام، إلى "التحرك بسرعة لمعالجة الشرخ الاجتماعي الذي وقعت فيه فرنسا قبل فوات الأوان، داعيا في الوقت نفسه إلى محاربة أعداء العلمانية الذين يحتكرونها وفق مصالحهم الخاصة وبعض الإيديولوجيات المتطرفة.

تراجع قيم الجمهورية وانتشار التطرف:

تراجع قيم الجمهورية
أما مجيد حسين، وهو طبيب ورئيس جمعية تهتم بانخراط الشباب في المجتمع الفرنسي، فرأى أن كلما غابت أو تراجعت قيم الجمهورية في الأحياء الشعبية كلما انتشر التطرف فيها أكثر، منوها أن المسلمين عانوا كثيرا خلال عهد نيكولا ساركوزي والوقت حان اليوم لإعطاء هذه الديانة المكانة التي تستحقها.
أما آلان جوكابوفيتش، وهو رئيس الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية (ليكرا)، يعتقد أن هناك مشكل حقيقي بين الإسلام والجمهورية ناتج عن استيراد النزاعات الأجنبية (يقصد هنا النزاع العربي الإسرائيلي بالخصوص) إلى فرنسا.
وإلى ذلك وجه المشاركون في المنتدى نداءين، الأول لكل مواطن فرنسي يؤمن بقيم الجمهورية بعدم استخدام العلمانية كذريعة سياسية لمحاربة الإسلام المعتدل أو لعدم تلبية مطالب مسلمي فرنسا، والثاني للمسلمين الفرنسيين من أجل احترام قيم الجمهورية الفرنسية والعيش المشترك، وممارسة الطقوس الدينية بشكل يتماشى مع تقاليد المجتمع الفرنسي.

انتقادات للمنتدى:

انتقادات للمنتدى:
فيما انتقد عبد الله بن زكري، عضو المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس الجمعية الفرنسية لمحاربة الإسلاموفوبيا كثرة الندوات واللقاءات التي تنظم في فرنسا في الفترة الأخيرة حول "الجمهورية والإسلام"، ودعا السياسيين إلى ترك المسلمين الفرنسيين في أمان، موضحا أن الإسلام ليس هو السبب في المشاكل التي تعاني منها فرنسا.
ورفض عبد الله بن زكري، المشاركة في هذه الفعالية التي وصفها على أنها "استفزاز جديد" لمسلمي فرنسا حسب تعبيره.
وقال في تصريح للصحافة "لقد اعتبرنا اللقاء الذي نظمه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في 4 يونيه لقاء مثيرا للجدل، انتقد خلاله المسلمين هذه المرة أريد أن أقول للنائب جان جلفاني كفى لقاءات عن الإسلام لأنه ليس هو السبب في المشاكل التي تعاني منها فرنسا".
وأضاف بن زكري في تصريح لإذاعة فرنسية صباح الاثنين 22 يونيه 2015، "نحن نؤمن بقيم الجمهورية الفرنسية ونحترم مبدأ العلمانية وقانون 1905 الذي يفصل بين الدين والسياسة، لذا أطلب إنهاء الحديث عن الإسلام وعن مسلمي فرنسا، خاصة وان هذا المنتدى ينظم خلال شهر رمضان".
وتابع "جان جلفاني ينتمي إلى الحزب الحاكم. فعوض عن قيامه بتنظيم مثل هذه المنتديات، عليه أن يستفسر من برنار كازنوف وزير الداخلية الذي تطرق بشكل صريح عن جميع المشاكل التي تهم مسلمي فرنسا الأسبوع الماضي".
وأنهى بن زكري بالقول "يجب أن نترك المسلمين في أمان خاصة في شهر رمضان الذي يعد شهر التسامح والغفران. لقد سئمنا من السيناريوهات التي تستخدم مسلمي فرنسا كبيدق في أيدي السياسيين الفرنسيين".

شارك