إيران تُقنن تدخلها في العراق وسوريا بتنسيق أمني لمكافحة الإرهاب

الثلاثاء 23/يونيو/2015 - 09:12 م
طباعة إيران تُقنن تدخلها
 
بعد نحو 4 أعوام من التدخل المباشر والعلني في العراق وسوريا، يبدو أن طهران سعت بقوة خلال الفترة الماضية إلى تقنين تدخلها في البلدين اللذان يُعانيان بقوة من الانفلات الأمني نتيجة  تواجد الجماعات الإرهابية المُتمثلة في تنظيم "الدولة الإسلامية" المعرُوف بـ"داعش"، فبعد أكثر من 6 أشهر من اجتماع مماثل استضافته إيران على مستوى وزراء الخارجية، يعتزم المحور الثلاثي (طهران وبغداد ودمشق) بدء جولة جديدة من التنسيق والتعاون لتوسيع استراتيجية الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.
وتلعب طهران دوراً بارزاً في دعم الميليشيا الشيعية في العراق، التي تواجه عناصر تنظيم الدول "داعش"، كما تلعب دوراً هو الأهم في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد واستمراره، الذي يواجه حرباً مع الجماعات الإرهابية في سوريا (داعش) و(النصرة)، منذ 2011.
إيران تُقنن تدخلها
من جانبه، قال وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني، أن اجتماعاً ثلاثياً بين إيران وسورية والعراق سيعقد في بغداد، مؤكداً أن الدول الثلاث التي تنشط في مواجهة إسرائيل ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنف ستعمل على تعزيز تعاونها في الأمن الداخلي وتمهيد الفرص للنشاطات المشتركة.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن فضلي قوله، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الداخلية السوري محمد الشعار أمس (الاثنين)، إن محاربة الإرهاب لاسيما تنظيم "داعش" من المواضيع المهمة جداً بالنسبة لإيران وسورية، معرباً عن أمله أن یُمهد الاجتماع الثلاثي لعقد اجتماعات متعددة الأطراف بین وزراء الداخلیة في الدول الإسلامیة التي تمتلك رؤی مشترکة.
اللقاء الثنائي بين وزير داخلية البلدين (الإيراني والسوري) تناول الأمن الداخلي وتوسیع النشاطات الثنائیة وتبادل الخبرات والتعاون الحدودي، مبيناً أنهما اتفقا علی أن یبدأ مساعدا وزیري الداخلیة للشؤون الأمنیة في البلدين بالعمل علی تنفیذ الاتفاقیات السابقة ومذکرة التفاهم الأمني الموقعة بين البلاد الثلاثة.
إيران تُقنن تدخلها
كان وزراء خارجية الدول الثلاث، اجتمعوا في 9 ديسمبر 2015، وهو ما اعتبرته إيران وقتذاك رسالة قوية للدول الداعمة للإرهاب والساعية للاستفادة من عنوان محاربته في إطار الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والتي اتهمته بأنه لم يحقق أي إنجاز يذكر.
اللافت للنظر إلى أنه بدا هناك تنسيقاً كاملاً بين طهران وأمريكا فيما يحدث في العراق، وهو ما انعكست مؤشراته بقوة على اتفاقية النووية بين طهران والدول الست الكبرى، إلى جانب بدء الحديث عن قرب فك الحصار الاقتصادي على طهران.
إلى ذلك، وفيما له صلة بالتطورات على الأرض، أفاد مصدر عسكري في الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بأن "نظام الأسد سيسقط في دمشق قبل نهاية العام الجاري"، مشيراً إلى تفكك القوات السورية وتحولها إلى عصابات، وأن قوات المعارضة في ريف دمشق تتوحد لإسقاطه، وقال المصدر، الذي رفض كشف هويته لوكالة الانباء الالمانية، إن "حزب الله حليف الأسد يواجه صعوبات كبيرة في منطقة القلمون وريف حمص وريف دمشق ومعنويات مقاتليه تضعضعت مؤخراً"، مشيراً إلى أن المئات من الطائفة الشيعية في لبنان يرفضون الالتحاق به.
إيران تُقنن تدخلها
وأوضح أن الائتلاف لديه معلومات دقيقة حول وضع قوات الأسد والإرهابيين في نفس الوقت بحيث لن يسمح لأي قوى متطرفة بالاستيلاء على دمشق، لافتاً إلى أن قوات الأسد تحاول في الفترة الاخيرة إدخال مقاتلين من أحزاب قومية وعلمانية لأن وضعها الطائفي يشهد تطورًا سلبيا اتجاهها، والجميع يعرف أن اوراق النظام التي كان يلعب بها باتت مفضوحة كلياً وفق تعبيره .
وفي تطور ميداني، هاجمت القوات السورية مع ميليشيات الدفاع الوطني ليل الأحد- الاثنين حاجزاً للقوات الكردية شرقي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، بحسب وكالة "باسنيوز" الكردية، التي أوضحت أمس أن الهجوم شمل حي العنترية تلاه إرسال تعزيزات كبيرة من القوات الكردية وإعلان حالة الاستنفار في المدينة وأحيائها.
إيران تُقنن تدخلها
وفي السويداء، تفقد وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج أمس الأول القوات العاملة في مطار الثعلة في ريف المدينة، مؤكداً أنها على أتم الجاهزية والاستعداد لردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على أي جزء من أرض سورية.

شارك