مظاهرات مستمرة بعد حرق كنيسة الجليل.. في 3 سنوات 43 حالة حرق وتدنيس جامع وكنيسة بإسرائيل
الأربعاء 24/يونيو/2015 - 12:01 م
طباعة

ما زالت ردود الفعل والتنديدات والمظاهرات مستمرة من المسيحيين والكنائس إثر حرق المتطرفين اليهود يوم الخميس الماضي 18/6/2015 الكنيسة المسماة بكنيسة "معجزة بركة الخبز" التي يقوم على الخدمة فيها الرهبان البندكتان والواقعة على شاطئ بحيرة طبريا. وقد رفعت القيادات الدينية المسيحية والجماهير صوتها عالياً مستنكرة ومنددة. وكانت ردة الفعل فلسطينية هذه المرة تضم المسلم والدرزي والمسيحي.
وقد وصلت الاعتداءات على الكنائس والجوامع في خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى 43 حالة، والمعتدون هم أنفسهم، شباب من اليهود أعماهم تطرفهم الديني والقيادات الدينية التي تربّيهم. مع عدم قيام الشرطة والحكومة الإسرائيلية باتخاذ أي إجراء لإلقاء القبض على الفاعلين ومعاقبتهم.
وشهدت الكنيسة المعروفة بالطابخة حج تضامنًا كبيراً، وذلك من خلال الزيارات التي قام بها الآلاف من الأشخاص والعائلات والرعايا والمدارس والحركات والمؤسسات، من دون تمييز بسبب الدين، حيث تم الإعراب عن الإدانة، وبدا التضامن والتعاون جميلين.
وقد أعجبت عائلة البندكتان في الطابخة بهذا التعبير العام من الوحدة والتماسك، أيدها أيضاً إخوتهم في كنيسة رقاد السيدة العذراء في القدس، والمسئولين عن الرابطة الألمانية من أجل الأرض المقدسة، تحت قيادة الأباتي غريغوري كولينز، حيث قدموا شهادة رائعة في الاستقبال والحس بالمسئولية.
وقد تم تسمية يوم الأحد 21يونيو بـ"أحد التضامن". تقريباً وبشكل عفوي، خرج مسيحيو الجليل من قداسات الأحد في رعاياهم، ليجدوا أنفسهم بشكل جماعي في الطابخة. وقد تميز هذا التجمع بلحظتين هامتين: لحظة للصلاة والتأمل، وأخرى للتظاهر والاحتجاج.
وعند الظهر، تجمع المئات من مناطق الناصرة، يافا الناصرة، شفا عمرو والراملة، يرافقهم كهنة الرعايا، في بازيليك "بركة الخبز". وقد ترأس البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك اللاتين السابق، بحضور المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي للاتين في الناصرة، والأب أمجد صبّارة الفرنسيسكاني، ليتورجية الكلمة، بشكل مؤثر، تخللها صلوات وقراءات وترانيم مناسبة.

وقد ألقى البطريرك صباح عظة حيوية "حول السلام، والرسالة الخاصة بالكنيسة في هذه الأرض وفي هذا الوقت، وحول دور المسيحي في الأرض المقدسة في حب أرضه، وأماكنها المقدسة، وليبقى شاهداً في الحيّز الذي دعاه فيه الرب للعيش والشهادة. وقد شعر المؤمنون بالتعزية والراحة، لسماع إرشادات السلام والرجاء من البطريرك الذي يساعدهم على التفكير والتعمق الداخلي بما يجري من أحداث، ليصلوا إلى النتائج المسيحية المناسبة.
وخلال الاحتفال، انضمت مجموعة من الكهنة والمؤمنين الأرثوذكس، من كفر ياسيف، سخنين، أبوسنان والمقار الجديدة، إلى الصلاة.
في فترة ما بعد الظهر، تجمع الآلاف من الشباب، من كل مناطق الجليل، أمام ساحة البازيليك الخارجية، رافعين العديد من اليافطات، والرسائل والعلامات والرموز الدينية، ولكن من دون أعلام وطنية أو حزبية. هذا الحدث كان أكثر عفوية، وقد شارك به بعض الساسة المحليين.
وفي اقتضاب؛ نظراً لمحدودية العدد والوقت، بدأ مسئولو الاعتصام التركيز على تمسكهم بالأرض المقدسة، ومسئولية السلطات في الحفاظ على الأماكن المقدسة، وحق المسيحيين في العيش، وبشكل آمن، كما لجميع المواطنين، وضرورة العيش السلمي بين مختلف المكونات في إسرائيل. فيما أعرب آخرون، لا سيما الكشافة، عن استعدادهم للتعاون مع مسئولي البازيليك البندكتان؛ من أجل إصلاح المناطق المتضررة.
وقد انتهت التظاهرة، من دون أية حوادث تذكر، من خلال الصلاة الغروب البيزنطية، برئاسة الأب فوزي خوري.
وقد أصبحت هذه الأعمال التخريبية الجنونية، نتيجة التعصب الأعمى، مستفزة وبكل أسف، وكثيرة في إسرائيل خلال السنوات الأخيرة. وقد وزع السيد وديع أبونصّار، من مركز المعلومات المسيحي، قائمة بعشرات الأعمال التي لا تزال من دون عقاب.
لكن، وهذه المرة، كما يقول المطران بولس: "كان الأثر كبيراً جداً في نفوس جميع المواطنين، وبالأخص على المستوى الشعبي. ففي تجوالنا في طرق حيفا، وبانتظار اللون الأخضر عند إشارات المرور، كان العديد من اليهود والمسلمين يقولون: أبونا نحن آسفون لما حصل في الطابغة، ونحن نتضامن معكم". وهذه المرة الثانية التي تتعرض لها الطابغة لأعمال التطرف. فقد كانت المرة الأولى في 27 أبريل 2014، حيث دنّست أماكن الدمانوتا والسوليتودو، وتلقى الأساقفة رسائل تهديد. نأمل أن تتمكن السلطات السياسية والقضائية والأمنية، من العمل جديًّا لوقف هذا التعصب غير المحتمل.