الدعوة السلفية وميليشيات لحماية قادتها
الخميس 25/يونيو/2015 - 03:50 م
طباعة

كنا في وقت سابق قد حذرنا من فكرة تكوين ميليشيات للدعوة السلفية تحت دعوى حماية قياداتها من العدوان الاخواني، خصوصا بعدما تعرض القياديين في الدعوة السلفية وحزب النور ياسر برهامي ومخيون للاعتداء في الحرم المكي من قبل اعضاء جماعة الاخوان، وقد نبهنا في وقت سابق ان تكوين مثل هذه الميليشيات "البادي جارد" تعد بمثابة اشارة الى ضعف الاجهزة الامنية في الحفاظ على سلامة وامن المواطنين من ناحية ومن ناحية اخرى فانها سابقة تفتح المجال لان يقوم كل حزب سياسي او تنظيم بتكوين ميليشيات الحماية الخاصة به، وبالتالي نعيش في حالة من حالات الفوضى الامنية مما ينذر في حالة الخلاف بين هذه الاحزاب وهي قريبة جدا الى حرب اهلية. وفي هذا الاطار وضعت الدعوة السلفية حراسات شديدة لتأمين وحماية قياداتها وحزب النور

الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس «الدعوة»، والدكتور يونس مخيون رئيس «النور»، خلال خطبة الجمعة المقبلة وصلوات التراويح، تحسباً لأى اعتداءات جديدة عليهم من الإخوان. وأصدرت الدعوة تعليمات لقواعدها بالحشد في الصلاة خلف قياداتها بالمساجد. وكان عدد من قيادات «الدعوة والنور» تعرضوا لاعتداءات خلال خروجهم من المسجد الحرام، في السعودية، قبل أيام، من قبل شباب الإخوان في المملكة، ووقعت مشادات واعتداءات بينهم وبين شباب السلفية الذين تصدوا لهم، الأمر الذى جعل مجلس إدارة الدعوة يوجه تعليمات لمجلس الشورى بزيادة حراسات القيادات في الفترة المقبلة، خصوصاً في صلاة التراويح والجمعة، مع الحذر خلال جولات القيادات خارج المحافظات، وتشكيل حراسات من أبناء المحافظات، حال سفر القيادات إليها.
وقالت مصادر سلفية إن القواعد طالبت بفتاوى من قياداتها للدفاع عن العرض والنفس، خصوصاً مع زيادة الاعتداءات الإخوانية ضدهم، التي وصلت إلى التهديد بقتل عدد من قيادات الصف الثاني. وأوضحت المصادر أن القواعد استندت في مطالبها إلى قول الله تعالى: { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ( 41 ) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ( 42 ) (الشورى)، وأنه إذا اعتدَى معتدٍ على شخص يريد أن يقتلَه، أو يأخذَ مالَه، أو يهتكَ عِرْضَه وجب عليه أن يدافعَ عن نفسه وماله وعِرْضه بما استطاع من قوة، فإن لم يندفع إلا بالقتل قتله، ولا قِصاص عليه ولا دِيَة ولا إثم لأنه مُعْتدٍ ظالم، وهو ما رفضته القيادات، التي طالبتهم بالصبر على البلاء.
وحسب المصادر، فإن هناك توجيهات صدرت بضرورة وجود حشد من أبناء الدعوة السلفية وأعضاء النور في الخطب والفعاليات الدينية والسياسية التي تشارك فيها قيادات الدعوة والحزب، سواء في المساجد أو المحافظات، لتقليل فرصة الهجوم عليهم، وحمايتهم.

ومن جانبه، قال سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة السلفية: «نصبر ونحتسب عند الله ما يحدث، فرسائل التهديد تصل للقيادات والقواعد، لكننا لن نرد السيئة بمثلها، والقيادات تطالب بالصبر، فمن اعتدى حسابه عند ربه، وما حدث ليس من الدين أو السياسة، وإنما كلام قبيح يشمل السب والشتم والخبيث من الأقوال والأفعال، يُعد من سمات أهل البدع، فرفضنا من قبل المشاركة في حرب خاسرة تدمر الدولة والشرطة، وأن نُقتل بالوكالة عنهم، كما حدث لبعض من قتل في أحداث رابعة». في سياق متصل، وضعت الدعوة السلفية خطبة موحدة لخطبائها، تتهم فيها تنظيم الإخوان بالسعي لهلاك مصر وتدميرها، ووصف عناصر التنظيم بالخوارج، وقالت مصادر بلجنة الخطابة في الدعوة، إن خطبة الغد، ستتضمن الحديث عن حرمة الدماء والتكفير ودور قيادات الإخوان في انتشارها، وعن بدع مشايخهم.
وقال على حاتم، المتحدث باسم الدعوة، إن محمد عبدالمقصود وقيادات الإخوان يريدون تحويل مصر نحو الحرب الأهلية وتدميرها من أجل إعادة حاكم معزول إلى الكرسي، دون مراعاة لمصلحة البلد والحفاظ عليه، وكل ما يشغلهم عودة كرسي الحكم إلى محمد مرسى، ولو كان الثمن القضاء على مصر بأسرها.
وفي تعليقه على الاعتداء عليه في الحرم المكي قال

الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، إن محاولة الاعتداء عليه في المسجد الحرام أثناء أداء مناسك العمرة، "انتهاك لحرمة بيت الله الحرام"، قائلاً: "هذا إن دل على شيء فإنما يدل على خلل في التربية وفي المنهج، وكل إناء ينضح بما فيه".
ودعا رئيس حزب النور، في بيانه، اليوم، أبناء الحزب بالتمسك بالأخلاق السامية وعدم الانجراف لمثل هذه الأفعال، مشيراً إلى أن الحزب له منهج يلتزم به أعضاءه، موضحًا أن دخول الحزب المجال السياسي جاء بأخلاق الإسلام والأخلاق لا تتجزأ.
وتابع سوف نستمر على هذه الأخلاق، ونصبر، ولا نرد على هذه السفاهات بسفاهات مثلها، ونحن نترفع عن مثل هذه الأعمال.
ووصف رئيس الحزب، تصرفات أنصار "الإخوان"، بأنها تدل على الهزيمة، فالإنسان قوي الحجة وقوي المنطق لا يلجأ إلى مثل هذه الأساليب الصبيانية، قائلا: "انا أفسر هذه التصرفات بأنها ظاهرة من ظواهر التعبير عن الفشل".
مما يتناقض مع تصريحات الدعوة السلفية والاجراءات التي اتخذتها من اجل تأمين برهامي ومخيون على وجه الخصوص، بتكوين ميليشيات خاصة بها لتأمين قيادتها بصفة عامة.