مباحثات بين الحوثيين والحراك الجنوبي بمسقط.. والامم المتحدة تدعو لهدنة
الخميس 25/يونيو/2015 - 09:27 م
طباعة

تستمر أصوات البنادق في التحكم بالمشهد اليمني وسط صراع جماعة أنصار الله "الحوثيين" واللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وسط دعم من طيران التحالف بقيادة السعودية، في ظل تراجع فرص الحل السياسي وتفاقم الوضع الإنساني الذي وصفته تقارير الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية
الوضع الميداني:

أعلنت قوات التحالف بقيادة السعودية الخميس مقتل 3 عسكريين سعوديين وإماراتي في اشتباكات متفرقة مع الحوثيين في جيزان ومنطقة عسير ونجران قرب الحدود مع اليمن.
وأشار البيان إلى مقتل رقيب وجندي من القوات البرية السعودية الأربعاء وقت الإفطار بمقذوف صاروخي في قطاع جيزان، وأن جنديا آخر من سلاح الحدود السعودي قتل أثناء أداء مهامه في منفذ علب بمنطقة عسير، كما قتل ضابط صف من القوات الإماراتية المشاركة في التحالف يوم الاثنين وذلك أثناء مواجهة مع مسلحي الحوثي بقطاع نجران.
من جانب آخر أفادت وسائل إعلام يمنية أن طائرات التحالف استهدفت بـ 8 غارات جوية مواقع في مدينة حرض بمحافظة حجة شمال غرب اليمن حيث أكدت مصادر أن 4 غارات استهدفت فندق الثريا الذي تعرض سابقا لعدة غارات، فيما استهدفت 4 غارات أخرى مواقع على الخط الدائري غرب المدينة تسببت بانفجارات عنيفة يعتقد أنها وقعت على أحد مخازن الأسلحة، وأكدت المصادر أن اشتباكات عنيفة تدور في شمال المدينة بالرشاشات الثقيلة، وأن طائرات الأباتشي تحلق في سماء المدينة.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن الحدود اليمنية - السعودية، تشهد تصعيدا غير مسبوق حيث يحشد الحوثيون قواتهم ويطلقون صواريخ غراد وكاتيوشا باتجاه مواقع داخل الحدود السعودية.
وذكرت وسائل الإعلام أن منفذ الطوال تعرض مساء الأربعاء لغارات جوية تسببت في حرائق داخل مبنى الجمارك ودمرت بعض المباني، وتعرضت مناطق حدودية تابعة للحوثيين وتجمعاتهم لقصف مقاتلات سعودية ومروحيات أباتشي في محافظة حجة وصعدة.
فيما أفاد موقع إماراتي (عربي 21) أن قوة عسكرية تلقت تدريباتها في السعودية دخلت ليل الاربعاء الى مدينة عدن جنوبي اليمن عبر البحر لمحاربة قوات الحوثيين.
وذكر الموقع نقلا عن مصادر أن "قوة مدربة مكونة من عشرات المسلحين دخلت مدينة عدن، وذلك بعدما تم تجهيزها وإعدادها بأسلحة نوعية ومتطورة.
وأوضح المصدر أن "القوة العسكرية ستقوم بتنفيذ استراتيجية تم وضعها مسبقا، للسيطرة على عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة للجماعة انصار الله ".
وأضاف "أنه تم تكليف تلك القوة المدربة والمجهزة بسلاح نوعي بتحرير مديرية خور مكسر المطلة على الشريط الساحلي الذي يربط مدينة عدن بمدينة أبين من جهة الشرق، وحيث يقع مطار عدن الدولي الخاضع لسيطرة حركة انصار الله وقوات الجيش اليمني".
أزمة منفذ الوديعة:

على صعيد آخر رفضت السلطة المحلية في محافظة حضرموت الإجراءات التي تمت مؤخرا بتسليم أمن منفذ الوديعة لمجاميع مسلحة بقيادة شيخ قبلي من خارج المحافظة.
ووجهت السلطة المحلية خطابا إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح، جاء فيه أن مهمة الحفاظ على أمن المنفذ من صميم مهام الوحدات العسكرية الرسمية المرابطة على الحدود وتتبع المنطقة العسكرية الأولى، مؤكدة أن هذا الإجراء لا يمكن قبوله.
وأشارت السلطة في بيانها إلى أن أي اعتماد على مجاميع خارج إطار العمل العسكري الرسمي سيعمل على تأزيم الوضع وسيجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة تهدد أمن وسلامة المحافظة، مشددة على أهمية العمل من أجل تنسيق جميع الجهود بين الأطراف والجهات المعنية ما يضمن تجاوزا آمنا للأزمة الحادة التي تشهدها البلاد.
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الإنساني، أثار تفشي الملاريا والإسهالات والحصبة والضنك غيرها من الاوبئة القلق والذعر وسط الاوساط الطبية والشعبية والرسمية في اليمن، وقال رئيس اللجنة الطبية الشعبية العليا بمحافظة عدن، الدكتور عبد الناصر الولي، في تصريحات صحافية، إن عدد الإصابات بحمّى الضنك في المحافظة، بلغ منذ شهر مايو الماضي حتى يوم أمس الأربعاء، 8036 إصابة، بينما بلغ عدد الوفيات جراء هذا المرض 586 وفاة، مشيراً إلى أن "هذه الاحصائيات لا تشمل الحالات التي لم تصل إلى المستشفيات".
فيما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان على موقعها على الإنترنت إن سفينة تابعة لها تحمل شحنة مكونة من 1000 طن من المساعدات الغذائية الطارئة الى جانب ثلاثة مولدات كبيرة وصلت اليوم إلى ميناء الحديدة، محذرة من بلوغ الوضع الغذائي في اليمن مستويات تقترب من المجاعة في الكثير من المحافظات.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن أنطوان غراند "نظراً إلى الحصار الاقتصادي الذي يؤثر على جميع الناس في اليمن فإن وصول هذه المساعدات العاجلة حدث مرحب به". موضحا أن هذه المساعدات من المواد الغذائية سيستفيد منها عشرات الآلاف من الناس المتضررين بالنزاع المسلح.
وفي نفس الاتجاه شدد الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأربعاء على الضرورة الملحة للتوصل إلى هدنة إنسانية في هذا البلد الذي بات "قريبا جدا من المجاعة"، مذكرا بأن 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية أي 80% من السكان.
من جانبه قال دبلوماسي في مجلس الأمن لوكالة "أ ف ب" إن اليمن الذي يستورد 90% من المواد الغذائية يخضع "لحصار بحري" يفرضه تحالف عربي بقيادة سعودية.
وأضاف الدبلوماسي طالبا عدم كشف هويته "يقول السعوديون إنه ليس حصارا بل منطقة مراقبة بحرية وفي غياب هدنة إنسانية يجب تخفيف هذا الحصار لتتمكن السفن من العبور" وتموين السكان.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، أن وفد ميليشيات التمرد الحوثي وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في مشاورات جنيف التي عقدت في 15 من الشهر الحالي، وضع العراقيل والصعاب أمام الجهود الدولية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2216.
وأوضح هادي، خلال اجتماع عقده اليوم (الخميس) بالرياض، مع مستشاريه وعدد من الوزراء وقادة الأحزاب السياسية وأعضاء وفد الحكومة الشرعية المشارك في مشاورات جنيف، أن الحكومة ستظل تقدم كل ما بوسعها وستذهب إلى أبعد مكان من أجل إعادة الأمن والاستقرار وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في البلاد.
فيما أعلنت مصادر يمنية أن سلطنة عمان ترعى مباحثات بين قادة من "أنصار الله" وآخرين جنوبيين رفيعين بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية.
وذكر موقع قناة الميادين نقلا عن هذه المصادر إنّ انتقال القادة الجنوبيين من العاصمة السعودية الى مسقط جاء بعد ادراكهم ان القرار لم يعد في الرياض.
وأضافت أن القادة الجنوبيين اليمنيين الموجودين في مسقط هم رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس وأحمد بن فريد وسعيد الحريري، فيما غادر الرئيس علي سالم البيض مسقط الى ألمانيا على أن يعود إليها قريباً.
فيما أصدرت اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، اليوم، سلسلة قرارات بتعيين محافظ ووكلاء محافظات ووكيلان لوزارة النفط والشركة اليمنية للغاز، ورئيسا لجامعة الحديدة، وفق ما اوردته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة.
دعوة للهدنة:

فيما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إنه يسعى لتحقيق تقارب سياسي بين أطراف النزاع اليمني قبل نهاية شهر رمضان الجاري ودعا إلى هدنة إنسانية تسمح بدخول الإمدادات الأساسية للسكان.
وذكر في مؤتمر صحفي عقد بنيويورك أن الأطراف اليمنية أظهرت رغبتها في التوصل لوقف إطلاق النار خلال مباحثات جنيف، مؤكدا أن جميع الأطراف ملتزمة بمظلة الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية.
مع ذلك، أشار ولد الشيخ إلى أن التوصل لاتفاق سلام في اليمن مسار صعب ويحتاج وقتا، وذلك في ظل الانقسامات العميقة بين طرفي النزاع اليمني.
هذا وعلق المبعوث الأممي لليمن على المبادرة العمانية، وقال "لا توجد مبادرة عمانية لحل الأزمة اليمنية بل جهود وساطة والمفاوضات تجري تحت مظلة الأمم المتحدة".
وفيما يخص خطواته المقبلة، ذكر المبعوث الأممي أنه سيتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض الأسبوع القادم لبحث الأزمة اليمنية ومن ثم سيتوجه إلى صنعاء.
كما أفاد بأن مجلس الأمن الدولي سيصدر بيانا يدعو فيه كافة الأطراف للمشاركة في المشاورات اليمنية بـ"حسن نية".
وأضاف " إن مشاورات جنيف هي معلم هام في مسار إحياء عملية الانتقال السياسي بقيادة يمنية وأن مجلس الأمن الدولي سيصدر بيانا يدعو فيه كافة الأطراف للمشاركة في المشاورات اليمنية بحسن نية ".. داعياً إلى هدنة إنسانية تسمح بدخول الإمدادات الأساسية للسكان.
وأشار المبعوث الأممي إلى اليمن إلى إنه بالرغم من المعارك المحتدمة، والعنف الجاري والوضع الإنساني المأساوي، استجاب اليمنيون لدعوة الأمين العام وشاركوا في المشاورات الأولية.. مؤكداً أن حضور الأمين العام هو دلالة واضحة على الأهمية القصوى التي توليها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والأمين العام بشكل خاص للوضع في اليمن.
المشهد الإقليمي:

وعلي صعيد المشهد الاقليمي، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله إن "الازمة اليمنية تمر بأصعب اوقاتها لاسيما بعد فشل محادثات جنيف بسبب تعنت الجانب الحوثي الذي كان السبب وراء فشل هذه المحادثات"، واضاف الوكيل الجار الله في تصريح للصحافيين خلال حضوره حفل الاستقبال الذي اقامه الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح في تصريح للصحافيين الليلة الماضية "كنا نأمل أن تخرج المحادثات بحل شامل للازمة اليمنية على أساس قرارات مجلس الامن والمبادرة الخليجية ولكن تعنت الحوثيين حال دون اكمال المحادثات".
أعرب رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، عن قلقه الشديد لما آلت إليه الأمور في القضية اليمنية في ظل استمرار تأزم الأوضاع الأمنية والمعيشية للشعب اليمني تزامنا مع دخول شهر رمضان المبارك بسبب تعنت الحوثيين وإصرارهم على التعدي على إرادة الشعب اليمني وعرقلة الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي.
وأبدى الجروان أسفه على نتائج مفاوضات جنيف الأخيرة، مضيفا أن الأزمة اليمنية تتفاقم نتيجة تعنت الحوثيين وأنصار الرئيس المعزول، والتدخل الإقليمي السلبي في قضية اليمن.
وأضاف رئيس البرلمان العربي، أن على الحوثيين وقف الأعمال القتالية ضد الشعب اليمني، مؤكدا أنها لن تنجح في إرضاخ إرادة اليمنيين.
المشهد اليمني:

دخل الصراع في اليمن شهره الرابع من الحرب، وسط تراجع آمال الحسم العسكري أو الجهود السياسية، وتبقي العاصمة العمانية "مسقط"، هي الأمل الأخير للشعب اليمني في إنهاء الصراع بين القوى السياسية وأمراء الحرب الذين اعتادوا على الصراع من أجل الحكم وليس الصراع من أجل الشعب.
وفشل المسارات السياسية والوساطات، كلها تجعل اليمنيين أقل تعويلاً على المسارات السياسية، مثلما أن الغارات الجوية والمواجهات الميدانية أصبحت مكلفة على البنية التحتية والسلم الاجتماعي من دون أفق واضح في الحسم.