"داعش" يطل بوجهه القبيح بعشرات القتلى في الكويت وتونس
السبت 27/يونيو/2015 - 11:42 ص
طباعة

أطل "داعش" بوجهه القبيح مرة أخرى خارج نفوذ مناطقه في سوريا والعراق بسلسلة من التفجيرات أدت إلى عشرات القتلى في الكويت وتونس؛ حيث أعلنت وزارة الصحة الكويتية ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الذي استهدف مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، إلى 27 قتيلا و227 جريحا، وذلك أثناء تواجد نحو ألفي شخص كانوا داخله عند حصول الاعتداء أثناء صلاة الجمعة.

ففي الكويت أكد مسئول أمني أنه تفجير انتحاري من خلال انتحاري دخل المسجد أثناء صلاة الجمعة ليعلن التنظيم الدموي في بيان حمل توقيع "ولاية نجد"، فرع داعش في السعودية، تبنيه الهجوم على المسجد الكويتي.
وتوجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح فورًا إلى موقع الهجوم، واعتبر أن هذا الاعتداء "هو محاولة يائسة وسلوك شرير ومشين لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة"، وقرر مجلس الوزراء الكويتي إعلان يوم اليوم السبت يوم حداد "على أرواح حادث الانفجار الإرهابي" وذلك خلال اجتماع طارئ عقده الجمعة وأعلنت مستشفيات عدة حالة الطوارئ لمعالجة الجرحى، ودعت بنوك الدم المواطنين إلى التبرع.

وأكد وزير العدل ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتي يعقوب الصانع أن الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية دور العبادة والمساجد وما حدث عمل إرهابي وإجرامي يهدد أمننا، ويعمل على تمزيق الوحدة الوطنية.
هذا في الوقت الذي أفادت أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن اعتقال الخلية التي نفذت تفجير المسجد، وأن من بينهم الشخص الذي نقل الانتحاري إلى موقع التفجير، وأنها ستعرض صورهم هذه الليلة على وسائل الإعلام، وأن من بين المعتقلين الشخص الذي قام بنقل الانتحاري إلى المسجد، والذي يمتلك سيارة نوع "لاندكروزر" ذهبي تحمل لوحة سعودية.

وقال الشيخ محمد العريفي: "إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم احفظ الكويت وأهلها، واحْمِ أمنهم، وإيمانهم، واكفهم شرّ الأشرار، وكيد الفُجار".
وأضاف: "قلتُ قبل قليل في الخطبة: أعداء الإسلام يُثيرون النزاعات الطائفية لتنشغل الأمة بنفسها وتنسى الدفاع عن الأقصى ونصرة أهلنا ببورما والشام وغيرها".
وعلق ناصر الدويلة عضو مجلس الأمة الكويتي قائلا: "الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها، وسعى في الأرض خرابًا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، والذي فجر نفسه مات منتحرًا وقتل أنفسا حرم الله دماءها، وأراد إشعال فتنه لعن الله من أيقظها وسعى في الأرض خرابًا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا".
وأضاف: "الشحن الطائفي الذي دعمته إيران ونفذته داعش، واستفادت منه إسرائيل نحن ضحاياه كأبناء وطن واحد سنة وشيعة، ويؤسفنا ما حصل ويحصل وعلينا الانتباه".

وقال الكاتب السعودي "جمال خاشقجي": "سوف يستهدفون مساجد السنة أيضًا فدائرة التكفير تتسع طالما أنها تدور، حصل هذا في باكستان والعراق."
وقالت صحيفة القبس الكويتية: "إن الإرهاب الذي ضرب الكويت هو قضية اليوم ويوم أسود استهدف وحدة الكويتيين، وإن التفجير استهدف، ضرب وحدة الكويت الوطنية ونسيجها الاجتماعي"، وتابعت: "مصلون آمنون، ساجدون بين يدي ربهم، يؤدون صلاة الجمعة في مسجد الإمام الصادق عليه السلام غدرت بهم آلة التطرف والإرهاب الجاهلة، ليسقط منهم الضحايا والجرحى".
ويعد هذا الهجوم هو الأول لداعش الذي يستهدف مسجدا في الكويت، فضلًا عن كونه الاعتداء الإرهابي الأول فيها منذ يناير 2006، وقال التنظيم الإرهابي في بيان نُشر على موقع "تويتر": إن "أبو سليمان الموحد" نفّذ العملية بـ"حزام ناسف".

وفي تونس أعلنت وزارة الصحة التونسية أن العملية الإرهابية في سوسة أسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة 40 آخرين أغلبهم سياح من جنسيات مختلفة بينهم بريطانيون، وألمان، وبلجيكيون وأن حصيلة قتلى الهجوم الإرهابي هي الأكبر في تاريخ تونس.
وكشف شهود عيان عن تفاصيل الحادث "أن المهاجمين قدما من شاطئ البحر وراحا يطلقان النار بشكل كثيف وعشوائي على كافة السياح الذين كانوا مستلقين على الشاطئ، بعد ذلك ركض المهاجمان باتجاه مبنى الفندق وبعدها ألقى أحدهما قنبلة داخل البهو مع تواصل إطلاق النار، وأن القنبلة التي رماها المهاجمان على السياح أدت لمقتل سائح على الفور وإصابة امرأة في قدمها، وبعد ذلك همّ الاثنان بالخروج من الفندق مرة أخرى مع وصول رجال الأمن وبدء اشتباك أدى إلى مقتل أحدهما، بينما تمكن الآخر تحت وابل من إطلاق النار من الهرب".

وبعد فرض رجال الأمن طوقًا أمنيًّا في منطقة الحادث تم إلقاء القبض على الإرهابي الثاني في منطقة أكودة في سوسة وتوجه الرئيس التونسي، الباجي القائد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد، إلى مسرح الاعتداء الإرهابي، وزارا المصابين في مستشفى سهلول؛ حيث نقلوا وقال الرئيس التونسي: "إن تونس غير قادرة على مواجهة الجهاديين بمفردها، داعيا إلى استراتيجية شاملة لمواجهتهم".
وأعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد استدعاء قوات الاحتياط لحماية المناطق الحيوية والحساسة في البلاد، وإن بلاده تعتزم في غضون أسبوع غلق 80 مسجدًا لا تخضع لسيطرة الدولة بسبب تحريضها على العنف؛ وذلك ضمن سلسلة قرارات تسعى الحكومة التونسية لاتخاذها لمواجهة الإرهاب.

وقال محمد الناصر رئيس مجلس البرلمان التونسي: إن المجلس عقد جلسة بصفة استثنائية؛ من أجل إيجاد كافة الآليات الضرورية لاستكمال النظر في مشروع قانون مكافحة الإرهاب قبل عيد الجمهورية في الـ25 من يوليو القادم.
وأعلن سفيان السليطي المتحدث باسم المحكمة الابتدائية في تونس، أن النيابة العمومية أذنت بفتح تحقيق ضد منفذ عملية سوسة، وضد كل من سيثبت تورطه بالهجوم، في "الجرائم الإرهابية والقتل العمد مع سابقية الإضمار والتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".
ونددت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي بالهجوم ووصفته بالكارثة واعتبرته ضربة كبيرة للاقتصاد والسياحة، مشددة على ضرورة صمود التونسيين أمام هذا الهجوم، وتكاتف جميع الجهود في هذا الوقت الحرج.

وأعلن "داعش" تبني الحادث، وكشف في بيان له عن أن منفذ الهجوم، "أبو يحيى القيرواني" تمكن رغم الإجراءات الأمنية المشددة من التسلل إلى شاطئ فندق إمبريال، واستهدف سياحًا من دول التحالف الدولي التي تقاتل ضده.

وقال نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد: إن التفجيرات التي استيقظ عليها العالم الجمعة، في كل من تونس والكويت وفرنسا، ما هي إلا رسالة من تنظيم ما يعرف بـ" الدولة الإسلامية في العراق والشام" تريد بها أن تحتفل بعام على إعلانها لـ"الدولة الإسلامية"، وأن الاحتفال لدى هذا التنظيم يكون فقط من خلال التفجيرات وتنفيذ أعمال متزامنة في دول مختلفة، وأن العالم يعتبر كله مستهدفا من قبل "داعش" مما يعني أن نطاق عملها غير مقتصر على دولة أو إقليم بعينه.
واعتبر ياسر فراويلة، القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية أن تفجيرات اليوم إعلان صريح بأن الإرهاب انتقل إلى الغرب، وأن المشهد بات محتاجًا لتشديدات أمنية أكثر من الآن، وتحديدًا على المنشآت المرجح استهدافها من قبل الإرهابيين، وأن المجتمع الدولي مطالب بمزيد من التضييقات الأمنية، وتسليم الإرهابيين لدولهم، علاوة على اتخاذ إجراءات ضد الدول الداعمة للإرهاب، كأحد أهم الشروط للحد من خطره.
ولا يمكن اعتبار هذه التفجيرات مفاجأة؛ حيث أعلن التنظيم الدموي من قبل عن تهديد صريح للدول خارج معاقله في سوريا والعراق. ودعا أتباعه هذا الأسبوع إلى تصعيد الهجمات.

ففي 23 يونيو، حث المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، المقاتلين على القتال في رمضان، وقال: "فبادروا أيها المسلمون وسارعوا إلى الجهاد، وهبوا أيها المجاهدون في كل مكان، وأقدموا لتجعلوا رمضان بإذن الله شهر وبال على الكافرين، ونبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك فاغتنموه.. وأفضل القربات لله هو الجهاد، فسارعوا إليه واحرصوا على الغزو في هذا الشهر الفضيل، والتعرض للشهادة فيه".

وقال مدير المركز الدولي لدراسة التشدد، بيتر نيومان: إن من غير المرجح أن تكون الهجمات منسقة بشكل مباشر، ولا أعتقد أنهم تحدثوا بعضهم مع بعض أو كان يعرف بعضهم البعض، أو أن هناك قيادة مركزية طلبت منهم أن يفعلوا ذلك. لا توجد أي أدلة على أنها (الهجمات) منسقة وأنه في سبتمبر العام الماضي، دعا المتحدث باسم تنظيم الدولة أتباع التنظيم لأن ينتظروا حتى يقول لهم ما يجب أن يفعلوه، مشيرا إلى أنه بات مصرحا لهم بأن ينفذوا هجماتهم في أي مكان يريدونه، وأن يقتلوا من وصفهم بالكفار، أينما وجدوهم، وأن يفعلوا ما بوسعهم، وأن العدناني أمر في كلمته الجنود والأمراء بأن يجعلوا شهر رمضان شهر غزوات، وسيكون كذلك.
واعتبر الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن البنتاغون يبحث ما إذا كانت هذه الهجمات المتنوعة التي نفذت في مناطق بعيدة بعضها عن بعض نسقت مركزيا، أم أنها جرت بمحض الصدفة وحتى لو كانت منسقة، فإن مصدرين مطلعين على فكر أجهزة المخابرات الأمريكية، قالا: إن من المرجح أن دعوة تنظيم الدولة للجهاد كانت مصدر إلهام لهذه الهجمات، أو ربما بسبب الذكرى الأولى لإعلان التنظيم قيام "خلافة إسلامية" في سوريا والعراق التي تحل يوم الاثنين القادم.