تونس ترد على جريمة سوسة بإغلاق المساجد وغموض حول حزب التحرير الإسلامي
السبت 27/يونيو/2015 - 05:58 م
طباعة


ضحايا مجزرة سوسة
في رد فعل سريع على جريمة سوسة الإرهابية، وما خلفته من سقوط حوالي 40 قتيلا، قررت الحكومة التونسية إغلاق ثمانين مسجدًا " لتحريضها على العنف، وأعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد إن السلطات قررت إغلاق ثمانين مسجدًا تنشط خارج إطار القانون في البلاد في غضون أسبوع، وأن إجراءات قانونية ستتخذ ضد الأحزاب والجمعيات التي تخالف الدستور قد تصل إلى الحل.
كما أعلنت الحكومة أنه سيعاد النظر في المرسوم المتعلق بالجمعيات خاصة في مجال التمويل وإخضاعها لرقابة الدولة.
كذلك أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي تأمين الحدود الشرقية مع ليبيا عسكريا و أمنيا تحسبا لتهديدات محتملة.

القبض على متورطين فى الحادث
وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات من دعوة الرئيس التونسي القائد باجى السبسي الذى طالب باتخاذ قرارت فورية مع المؤسسات التى تدعو للعنف، خاصة وانه منذ أيام خرج حزب التحرير الإسلامي بتنظيم فعالية سياسية ورفع أعلامه الخاصة التى تشبه اعلام تنظيم داعش والجماعات الجهادية، وربما يتم سحب الترخيص القانونى للحزب ومعه عشرات من المنظمات المدنية والجمعيات الأهلية التى تتخذ من عملها القانونى دافعا لممارسة العنف والتحريض عليه.
وأكد الصيد أن أغلب القتلى في الهجوم من الجنسية البريطانية، بالإضافة إلى ألمانيين وبلجيكيين وفرنسيين، والتأكيد على أن السلطات قررت دعوة جيش الاحتياط لتعزيز الأمن في الأماكن الحساسة، ونشر وحدات مسلحة بالمناطق السياحية، وتكثيف الحملات والمداهمات لتتبع العناصر "المشبوهة والنائمة" بالتنسيق مع النيابة العمومية في إطار احترام القانون.
تأتي هذه الخطوات بعد أن تعرض أمس فندق "إمبريال مرحبا" بمدينة سوسة الساحلية إلى هجوم مسلح رغم الإجراءات الأمنية التي تقرر فرضها في المناطق السياحية بعد محاولات استهدافها بتفجيرات عام 2013، وكذلك إثر الهجوم على المتحف الوطني قبل ثلاثة أشهر، وبحلول مساء الجمعة ارتفع عدد القتلى إلى 39 شخصا بمن فيهم منفذ الهجوم, وهو طالب متخرج من الجامعة من محافظة سليانة شمال غربي تونس.

الأجانب يغادرون تونس
من جانبها أرسلت شركات السياحة البريطانية طائرات لإجلاء السياح من تونس، وقالت الحكومة البريطانية انها تتوقع زيادة عدد القتلى البريطانيين بعد هجوم أمس الجمعة ، ومن بين الضحايا أيضا سياح من ألمانيا وبلجيكا.
وغادر معظم السائحين في الفنادق التي تأثرت بهجوم الجمعة تونس أو بانتظار رحلات طيران تم ترتيبها خصيصا لسفرهم، بينما قال شهود عيان إن بعض السائحين عادوا إلى الاستجمام في حمامات السباحة في الفنادق، وتعهدوا باستكمال عطلاتهم وفقا للمخطط.
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أتوقع زيادة عدد الإصابات بين البريطانيين، ومعظم الناس كانوا بريطانيين وكان يوجد عدد كبير من البريطانيين الذين حوصروا في إطلاق النار".
بينما قالت تومسون وفيرست تشويس إن عددا كبيرا من الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا كانوا زبائن لها وإنهم يعملون عن كثب مع السلطات المحلية للتأكد من التفاصيل الحقيقية للإصابات.

إحدى المصابين
في حين قال مسئولو الرحلات إن عشر طائرات تابعة لتومسون إيروايز توجهت إلى تونس لإعادة جميع زبائن الشركات من ميناء القنطاوي وسوسة وعددهم الإجمالي نحو 2500 شخص، مع الإعلان عن الغاء جميع رحلات تومسون وفيرست تشويس إلى تونس المقررة الأسبوع الحالي وإن التعديلات قد تجري في حجوزات العطلات إلى تونس حتى 24 يوليو مع زيادة الرحلات إلى الرأس الأخضر ورودس وجران كناريا كبدائل.
ومن ناحية أخرى قال رفيق الشلي وزير الدولة المكلف بالشئون الأمنية في تونس إن منفذ الهجوم شاب غير معروف لدى أجهزة الأمن وهو طالب من جهة القيروان، وإنه دخل الى الفندق عن طريق الشاطئ في زي مصطاف قادم للسباحة، وكان يحمل شمسية وسطها سلاح، وعندما وصل الى الشاطئ استعمل السلاح فتح النار في الشاطئ والمسبح والفندق وعند مغادرته تم القضاء عليه من قبل قوات الامن.

منفذ العملية
وقالت وزيرة السياحة التونسية سلمى الرقيق إن الهجوم الدامي الذي استهدف فندقا بولاية سوسة على الساحل الشرقي الجمعة يشكل كارثة وضربة كبيرة للاقتصاد والسياحة، حيث تعد السياحة أحد أعمدة الاقتصاد التونسي إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي وتدر ما بين 18% و20% من إيرادات تونس السنوية من العملات الأجنبية.
وتأتي هذه الجريمة البشعة بعد 3 أشهر من جريمة باردو واستهداف رهائن أجانب تم التحفظ عليهم داخل ساحة متحف باردو بالعاصمة تونس.