الحوثيون يسعون لتشكيل حكومة "شراكة".. والتحالف يبدأ التدخل البري
السبت 27/يونيو/2015 - 09:54 م
طباعة

تستمر أصوات البنادق في التحكم بالمشهد اليمني وسط صراع جماعة أنصار الله "الحوثيين" واللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وسط دعم من طيران التحالف بقيادة السعودية، مع تراجع فرص الحل السياسي وتفاقم الوضع الإنساني.
الوضع الميداني:

شن طيران التحالف بقيادة السعودية غارات على عدن مستهدفا منازل لقيادات حوثية ومساعدين للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
كما شن التحالف سلسلة من الغارات على معسكر ماس بمنطقة الجدعان جنوب غربي مدينة مأرب.
يأتي ذلك في وقت اغتال مسلحون مجهولون قياديا بارزا من جماعة أنصار الله (الحوثين) في محافظة الحديدة.
وأفادت مصادر يمنية محلية بتعرض جبل جرة ومحيطه في مدينة تعز لقصف بالدبابات والمدافع من قبل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من كل الجهات.
ونقل موقع "المشهد اليمني" السبت عن المصادر قولها إن "انفجارات عنيفة تهز المدينة الآن وأن المناطق التي تتعرض للقصف هي: جبل جَرّه، وادي جديد، عصيفرة، شارع الأربعين، تبة الإخوة".
وأضافت أن المقاومة الشعبية في مدينة يريم هاجمت فجر السبت تعزيزات عسكرية لمليشيات الحوثي كانت في طريقها إلى تعز مؤكدة مقتل 7 وإصابة 5 آخرين بالإضافة الى إحراق مركبة مجهزة برشاش في كمين محكم.
فيما قصف المتمردون الحوثيون مصفاة النفط في ميناء عدن، السبت، مما أدى لاندلاع حريق ضخم.
ويخضع ميناء عدن لسيطرة القوات البحرية للتحالف العربي، وحاول الحوثيون أكثر من مرة السيطرة على الميناء، لكن المقاومة الشعبية صدتهم.
كشفت تقارير اخبارية عن أن قوات التحالف أجرت، صباح اليوم السبت، انزالا برياً لجنود يمنيين وعرب في عدن (جنوب البلاد). وأوضح مصدر في ميناء عدن لوكالة انباء "سبوتنيك" الروسية أن قوات التحالف أوصلت الجنود عبر زوارق حربية إلى ميناء البريقة بعد معارك عنيفة وضرب مكثف من قبل طائرات التحالف وبوارجه البحرية المرابطة في خليج عدن، مشيرًا إلى أن "هناك دفعات أخرى تنتظر دخول مدينة عدن من الجنود، وسيتم ارسالهم خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة".
وأشار المصدر إلى أن الجنود تم تدريبهم في السعودية وتزويدهم بأسلحة نوعية بهدف القتال إلى جانب مسلحي اللجان الشعبية المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي، من أجل استعادة السيطرة على مدينة عدن بالكامل من تحت ايدي الحوثيين وقوات الجيش المساندة لهم، تمهيداً لعودة الرئيس هادي وحكومته إلى مدينة عدن قبل حلول عيد الفطر لممارسة مهامهم منها.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، اعلن قيادي في جماعة الحوثي، إن "المكونات السياسية اليمنية تدرس حالياً تشكيل حكومة قائمة على الشراكة الوطنية بين كافة المكونات السياسية التي شاركت في مشاورات جنيف".
وقال عضو المجلس السياسي وممثل الجماعة في مشاورات جنيف التي اختتمت اعمالها الجمعة الماضية (19 يونيه)، حمزة الحوثي، في تصريح عقب وصوله إلى صنعاء "هناك تواصل مع معظم المكونات والتيارات السياسية في داخل اليمن وخاصة في جنوب الوطن بصورة مستمرة وهناك تفاهمات جارية معها".
وأشار إلى أن تصرفات الإعاقة والعرقلة التي رافقت وفود المكونات السياسية منذ مغادرتها ولحظة عودتها من وإلى صنعاء أظهرت الأمم المتحدة بموقف الضعيف كونها المعنية بتأمين ذهاب وعودة الوفد.
وأوضح الحوثي في ختام تصريحه إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ سيزور اليمن قريباً في إطار زيارته للمنطقة حالياً وذلك للبحث في إطلاق مشاورات جديدة لاستكمال المشاورات السابقة وذلك بناء على بيان مجلس الأمن الدولي الأخير.
وفيا المقابل، تحاول الحكومة حث الخطى نحو محاصرة جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله" والقوات الموالية لهم، حقوقيا بإبراز انتهاكاتهم لحقوق الإنسان، وفي هذا الصدد التقى نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح، مساء الجمعة، مع رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر الدكتور علي المري، بحضور وزير حقوق الإنسان المكلف بالإعلام عزالدين الاصبحي، وهو الثاني خلال شهر.
وخلال اللقاء تحدث بحاح عن الانتهاكات الكبيرة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء وأن الوضع في اليمن على درجة سيئة في ظل ما تقوم به "ميليشيات الحوثي وصالح" وما تسببت به من دمار كبير، مشيرا إلى ضرورة إبراز هذه التجاوزات والانتهاكات وإيصال صوتها إلى المنظمات الدولية والحقوقية حول العالم وأن الحكومة حريصة على المشاركة في عدد من المؤتمرات العالمية التي تهتم بجانب حقوق الإنسان لإعطاء صورة واضحة عن ما يجري في الداخل، وفق ما اوردته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة للحكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها. وأشاد بحاح بالدور القطري الداعم لليمن على كافة الأصعدة، معتبرا الزيارة هي امتداد للدور القطري الفاعل لحل هذه الأزمة التي تمر بها اليمن.
كشفت تقارير إخبارية عن خطة حكومية يمنية لإنشاء مناطق عدة آمنة لتسهيل وصول المساعدات الإغاثية للمتضررين جراء الانتهاكات والحرب العدوانية التي يشنها الحوثيون ضد السكان المدنيين في العديد من المحافظات، والتمهيد لعودة الحكومة واستئنافها ممارسة مهامها من داخل اليمن.
المشهد الإقليمي:

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، يبدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد جولة جديدة تشمل السعودية والكويت إضافة إلى اليمن لبحث تطورات الأزمة اليمنية.
وسيناقش المبعوث الأممي في جولته الجديدة مسودّة اقتراح سلام مبدئي في البلاد، وذلك بعد ظهور أرضية مشتركة خلال المشاورات التي جرت بين الوفد الحكومي اليمني ووفد الحوثيين في جنيف.
وأعلنت دولة الكويت، أنها وبقية دول مجلس التعاون الخليجي تسعى الى ايجاد حل سلمي للأزمة في اليمن الا ان موقف الميليشيات الحوثية المتصلب يحول دون ذلك. جاء ذلك في خطاب وجهه سفير دولة الكويت لدى الاتحاد الأوربي وبلجيكا ودوقية لوكسمبورغ ضرار عبدالرزاق رزوقي الى بعثة البرلمان الاوربي لشؤون العلاقات مع شبه الجزيرة العربية اثناء جلسة مداولة بشأن اليمن أمس الأول، وقال زروقي "نؤكد دائما على اهمية الحل السياسي والسلمي وليس الحل العسكري". واستدرك قائلا "ولكن ان كان هناك خطر يهدد السلام والامن في شبه الجزيرة العربية فلا يمكننا السماح بذلك وان استخدام القوة في بعض الاحيان هو بمثابة ابلاغ الاطراف المعنية بأننا نريد التوصل الى تسوية سياسية".
من جهتها وصفت رئيس بعثة البرلمان الأوربي إلى اليمن "بيتيان موشايت" في كلمة القتها في الجلسة مشاورات جنيف حول اليمن الذي عقد من 15 حتى 19 يونيه الجاري بأنه خطوة إيجابية نحو إعادة تأسيس دور بارز في المفاوضات، ورأت أن التقييم المشترك للمفاوضات تضمن عدم توافر حيز كبير للمناورات للوفود المفاوضة، وأنه يتعين فعل الكثير من أجل التوصل إلى تسوية.
وأصدر مجلس الأمن قراراه رقم 2216 طالب فيه جماعة الحوثي بتسليم السلاح والانسحاب من المدن الرئيسية، وهو القرار الذي تتمسك به الحكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها. وفشلت مشاورات جنيف بشأن اليمن التي دعت إليها الأمم المتحدة واختتمت اعمالها في 19 يونيو الماضي، في التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار او هدنة انسانية، وتبادلت الحكومة الشرعية ووفد قوى الداخل او ما سمي بـ"وفد صنعاء" الاتهامات بشأن إفشال المشاورات.
خلاف حوثي إيراني:

وعلى صعيد العلاقات بين إيران وجماعة الحوثيين، لمح قيادي بارز في جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، إلى عدم وجود أي علاقة لهم بإيران وتنفيذهم اجندات لصالحها في اليمن، مؤكدا التزامهم بحسن الجوار والاحترام المتبادل، وذلك ردا على تقارير اتهمتم وتصريحات للحكومة الشرعية اتهمتهم فيها بأنهم شرطي إيران في اليمن.
وقال رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثيين، محمد علي الحوثي "لسنا مرتهنين لأحد ولا نعمل لأجندة أحد وإنما نواجه الاستهداف للشعب اليمني ومقدراته ومقوماته من دول العدوان ومن يدعمهم من عملاء وقوى إرهابية من أجل تفتيت وتمزيق هذا الشعب وعدم استقراره"، وفق ما اوردته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة.
وأضاف "رسالتنا للخارج أننا نؤمن بحسن الجوار والاحترام المتبادل كما نص عليها اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني (...) التي طالبنا بها باستمرار".
كما ألمح الحوثي إلى افتعال إيران "معارك إعلامية" ظاهرها مساندة الشعب اليمني والتفاني معه في صموده وباطنها المكايدات واستغلال قضية الشعب المظلوم" حسب قوله، وطالب الحوثي كل من يريد مصلحة الشعب اليمني ومساندته بترك المزايدات والمعارك الإعلامية التي تشن بين الفينة والأخرى جانباً وليتحرك بأعمال ميدانية من أجل هذا الشعب المظلوم".
وقال "هذا للتوضيح لأبناء شعبنا اليمني الكريم وإلا فلا قلق على الإطلاق". وأسقطت جماعة الحوثي العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر دون أي مقاومة تذكر، وسيطرت على جميع المقار الحكومة بما فيها الامنية والعسكرية.
المشهد اليمني:

دخل الصراع في اليمن شهره الرابع من الحرب، وسط تراجع آمال الحسم العسكري أو الجهود السياسية، مع سعي جماعة الحوثيين لتشكيل حكومة شراكة من قوي الداخل اليمني، فيما تسعى حكومة عبدربه منصور هادي إلى مواجهة الحوثيين حقوقيا وسياسيا ودوليا، مع سعي السعودية إلى انزال عسكري لدعم اللجان المقاومة لجماعة الحوثي في عدن.
فشل المسارات السياسية والوساطات والدفع العسكري، كلها تجعل اليمنيين أقل تعويلاً على المسارات السياسية، مثلما أن الغارات الجوية والمواجهات الميدانية أصبحت مكلفة على البنية التحتية والسلم الاجتماعي من دون أفق واضح في المستقبل.