انسحاب جزئي للحوثيين من عدن.. وأنباء عن تشكيل مجلس وطني
الأحد 28/يونيو/2015 - 05:23 م
طباعة

تستمر أصوات البنادق في التحكم بالمشهد اليمني وسط صراع جماعة أنصار الله "الحوثيين" واللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وسط دعم من طيران التحالف بقيادة السعودية، مع تراجع فرص الحل السياسي وتفاقم الوضع الإنساني، وظل سعي الحوثيين إلى تشكيل مجلس وطني بعد الانتقادات الحادة لسياسية "اللجنة الثورية العليا" مع وصول 650 مقاتل يمني الي عدن تدربوا في المملكة
الوضع الميداني:

جددت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، اليوم السبت، غاراتها على مواقع عسكرية للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في العديد من المحافظات.
وأفادت مصادر محلية في محافظة مأرب وسط اليمن، بأن التحالف نفذ اليوم أربع غارات على الأقل ضد أهداف في مناطق "الأشراف" و"الجفينة" ومعسكر تابع للواء 312 مدرع في منطقة "صرواح".
في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، شن التحالف سلسلة غارات ضد أهداف منطقتي "القلعة" و"شعبان" بمديرية رازح، الحدودية مع السعودية، كذلك شن التحالف عدداً من الغارات في مديرية "ميدي" بمحافظة حجة، الواقعة غرب صعدة، الحدودية مع جيزان.
فيما أعلنت مصادر سعودية، اليوم السبت، مقتل جندي وجرح آخر من أفراد حرس الحدود إثر تعرضهم لقذيفة من الجانب اليمني في المناطق الحدودية مع جيزان
وتشهد المناطق الحدودية قصفاً مكثفاً من التحالف والقوات البرية السعودية، في مقابل إطلاق قذائف من الجانب اليمني.
كما استهدف التحالف بعدد من الغارات معسكر اللواء 15 في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، وكذلك استهدف معسكر "لبوزة" في محافظة لحج، الواقعة إلى الشمال من عدن.
وتمكنت المقاومة في الضالع، من قتل عدد من قناصة مليشيات الحوثيين والمخلوع، في منطقة الحجوف محيط منطقة سناح.
وفي محافظة البيضاء وسط اليمن قتل أربعة من مليشيات الحوثيين والمخلوع على يد قناصة من المقاومة الشعبية في جبل هرمز المطل على مديرية ذي ناعم.
وصول 650 مقاتلًا إلى عدن:

افاد مسئولون عسكريون وأمنيون يمنيون أمس بانسحاب جزئي مفاجئ لقوات الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح من مواقعها في مدينة عدن الجنوبية لتعزيز وجودها في مناطق أخرى في البلاد.
وقال المسئولون إن كتيبتين من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، الموالية لصالح، تحركت نحو العاصمة صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة، حسبما أوردته وكالة الأسوشيتد برس.
في غضون ذلك، وصلت ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ 650 عنصرا من ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ الذين تدربوا ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ خلال ﺍلأﺷﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﺿﺪ المتمردين ﻓﻲ ﻋﺪﻥ.
وأشارت مصادر مطلعة إلى اتفاق على تشكيل مجلس عسكري في عدن قريبا يتولى رئاسته أحد مستشاري الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور. وذكرت هذه المصادر أن مهمة ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ أوكلت ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻘﺮّﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ اليمني، الذي سلم ﻣﻠﻒ ﻋﺪﻥ ﻷﺭﺑﻊ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ.
كشفت مصادر عسكرية في المقاومة الشعبية، أن هناك تحركات تجري على الأرض لتقسيم المناطق الآمنة إلى مناطق عسكرية ومربعات يمكن التعامل معها وفقا لما هو معمول به في الجيوش النظامية والقوات العسكرية، وذلك تمهيدًا لتسلم القوة النظامية المزمع دخولها في هذه الفترة، وستخضع هذه المواقع في الوقت الراهن، لقيادات عسكرية انضمت للمقاومة الشعبية منذ اللحظات الأولى لتسيير المرحلة الحالية.
كارثه بيئة:

في غضون ذلك أدى استهداف خزانات وقود ميناء "الزيوت" في البريقة بقذائف الكاتيوشا إلى مقتل القائم بأعمال المدير التنفيذي لمصافي عدن وإصابة ثلاثة عمال في الميناء، الذي تسيطر عليه لجان المقاومة الشعبية في عدن.
وحذر أهالي المنطقة من كارثة بيئية وصحية عقب ظهور حالات اختناق جراء الأدخنة المنبعثة من الحرائق.
وأكد ائتلاف عدن للإغاثة، قصف مليشيا الحوثيين لميناء الزيت، منع دخول سفينتين، على متنهما طن من الغذاء والدواء، كان مزمعاً وصولها، اليوم السبت، لإغاثة المدينة المنكوبة. من جهته، أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أن تفجير مصافي عدن التي قامت به مليشيات الحوثي وصالح ما هو إلا دليل على إفلاس تلك المليشات التي لا تحمل مثقال ذرة من وطنية وإنسانية. ووصف الرئيس اليمني ذلك العمل بأنه "سابقة خطيرة" تضاف الى سلسلة من الجرائم التي تقوم بها تلك المليشيات في محافظة وعدن وغيرها من المحافظات لتقتل الأبرياء، جاء هذا خلال اجتماع هادي في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض مع نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة ونائب رئيس مجلس النواب وبعض من قيادات الأحزاب السياسية.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي تشهد "اللجنة الثورية العليا" التي نصّبها الحوثيون كأعلى سلطة مؤقتة في اليمن قبل أشهر بالتصدع، عقب تزايد الانتقادات الموجهة إليها والتي وصلت إلى توجيه أحد أعضائها البارزين اتهامات لها بالفشل وانتهاج سياسات زادت من الفساد، فيما أطلق أنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح دعوات لتشكيل "مجلس عسكري" يدير البلاد.
و شن عبده بشر، وهو أحد أبرز أعضاء اللجنة، باعتباره نائباً في البرلمان وأسس حزباً سياسياً، هجوماً على اللجنة، مشيراً إلى تقديم استقالته بشكل غير مباشر، بعد أن عرّف عن نفسه بقوله "بصفتي كنت من أعضاء اللجنة الثورية العليا"، التي تألفت من 15 عضواً برئاسة محمد علي الحوثي، وأغلب الأعضاء من قيادات الجماعة ومحسوبون عليها من أحزاب أخرى،
وقدم بشر اعتذاراً للشعب "عن الفشل والإفشال المتعمد الذي صاحب أعمال اللجنة"، معتبراً أنه "ناتج عن العشوائية واللامبالاة والارتجال وعدم تحمل المسؤولية والارتهان والشخصنة ووفق الأمزجة والأهواء وعدم تنفيذ البرامج والخطط التي تم إقرارها والتصويت عليها".
ووجه العديد من أنصار الرئيس السابق علي صالح بصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقادات للجنة الثورية بأنها أعلنت حل البرلمان كمؤسسة شرعية وفشلت في تأسيس مؤسسات بديلة، وأن حلفاءها الإقليميين (إيران على وجه التحديد) لم يفعلوا شيئاً لمساندتهم بعد أن ورطوا البلاد في حرب مع السعودية، حسب بعض الانتقادات.
فيما كشف القيادي في الحراك الجنوبي ورئيس ملتقى أبين للتصالح والتسامح، حسين زيد بن يحيى، عن مشاورات بين المكونات اليمنية لتشكيل مجلس وطني "مؤقت" في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر سياسية عن نتائج جيدة خرجت بها مباحثات الأطراف في العاصمة العمانية "مسقط".
وأضاف، أن كافة الأطياف الوطنية والسياسية والقومية والتقدمية المناهضة للعدوان سيتم تمثيلها في المجلس الرئاسي والحكومة، مشيراً إلى أن الحكومة ستشكل وفق مخرجات مؤتمر الحوار وتكون مهمتها الأولى مواجهة العدوان وإنهاء آثاره، والبدء بالتحضير لانتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية متزامنة.
وكان وفد المكونات السياسية المشاركة في جنيف قد وصل السبت 27 يونيو 2015، العاصمة صنعاء، قادماً من "مسقط".
أكد رئيس التكتل الوطني للإنقاذ وعضو وفد الحكومة اليمنية المشارك في مشاورات جنيف عبدالعزيز جباري، أن زيارة المبعوث الأممي اسماعيل ولد شيخ أحمد إلى صنعاء يفتح الباب مجددا لاستئناف الحوار بين الانقلابيين، وخاصة مع تداعي الأوضاع الإنسانية في معظم المناطق والمدن اليمنية. وأوضح جباري في تصريح لصحيفة "عكاظ" السعودية، أن الحكومة ستجتمع بولد الشيخ أثناء زيارته القادمة للمملكة ضمن زياراته للدول المؤثرة، كي تضعه أمام عدة تصورات من شأنها أن تساعده في الوصول إلى حل للأزمة، لكنها لن تخرج عن نطاق قرارات الأمم المتحدة لاسيما مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار والمبادرة الخليجية.
فيما طالبت الحكومة اليمنية الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها، المجتمع الدولي "بالتحرك الجاد والعاجل لوضع حد لما تقوم به مليشيات الحوثي وصالح من حرب ابادة ممنهجة وعنف مدمر ضد ابناء الشعب اليمني.
وقالت الحكومة في بيان لها إن "مليشيات الحوثي وصالح تضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية والنداءات الانسانية، وصيحات واهات المكلومين والمظلومين من المواطنين اليمنيين الذين يدفعون ثمنا يوميا باهظا للصمت والتخاذل الدولي ازاء ما تقوم به هذه المليشيات من جرائم بشعة ووحشية".
وأكدت الحكومة في بيانها انه "لم يعد ممكناً التعاطي مع جرائم الحرب الخطيرة لمليشيات الحوثي وصالح من باب الاستنكار والإدانة وردود الفعل الكلامية والاعلامية فقط، بل إن الأمر بات يحتاج الى تحرك فوري وجاد لوقف نزيف الدم اليمني ووضع.
القاعدة علي خطي "داعش":

وعلي صعيد وجود تنظيم القاعدة الارهابي في اليمن، فقد أعلن تنظيم قاعدة الجهاد بجزيرة العرب المسيطر على مدينة المكلا بجنوب اليمن منذ 2 أبريل الماضي عن بدء حملة واسعة لهدم الأضرحة والمقامات والقباب والرموز الدينية التي يعود أكثرها لصوفية حضرموت، وقد قام في خطوة استباقية بإغلاق المقابر والأماكن التي تحتوي على تلك الرموز، استعدادًا لبدء حملة الهدم التي حشد لها متطوعين من أفراد التنظيم ومناصريه بالمدينة، في خطوة وصفها الكثير بدعوة للاقتتال الداخلي بين أفراد المدينة.
التنظيم برر دعوته لهدم تلك الرموز بأنها تدعو إلى الشرك بالله، من خلال توسل بعض الأشخاص للموتى عبر طقوس خاصة تقام حول تلك الرموز بهدف التقرب إلى لله، وهو الأمر الذي نفاه لـ«الشرق الأوسط» أحد علماء الدين من صوفية حضرموت، وقال إن هذه الرموز تحمل معاني تاريخية للمدينة، أكثر مما تحمله من معان دينية لأهل المدينة، والكثير من تلك المقابر مغلق منذ سنين ولم تقم حولها شعائر أو غيره مما يدعيها التنظيم.
وتعود الأهمية التاريخية والدينية لهذه الرموز بمدينة المكلا منذ القرن السادس الهجري، والذي بنيت فيه أشهر تلك القباب والأضرحة للشريف يعقوب بن يوسف العباسي، أحد علماء التصوف، والذي هاجر من بغداد، وتوفي ودفن بقرب من الساحل الجنوبي للمدينة، وأقيمت حوله أولى مقابر المسلمين في المدينة، والتي سميت باسمه (مقبرة يعقوب)، بالإضافة إلى أنه توجد بالمدينة مئات القباب والأضرحة، والتي تعود لمئات السنين، وتحمل مدلولا تاريخيا ودينيا لدى الكثير من أهل المدينة.
فيما اكد مصدر عسكري يمني لوكالة "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثين، مقتل القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن قراطيس في عدن.
الحوار اليمني:

وعلى صعيد الحوار اليمني، يقوم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بزيارة إلى الكويت ضمن جولة تقوده إلى الرياض وصنعاء، بهدف بحث مسـودة اقتراح سلام مبدئي بين الأطراف اليمنية لحل الأزمة في البلاد. يأتي ذلك في وقت رحبت فيه جماعة الحوثي بالدعوة الأممية إلى وقف إطلاق النار.
فيما نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر دبلوماسية في الجامعة العربية القول إن "مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد في المنطقة لن تكون ذات جدوى دون ضغط على تحالف الانقلابيين عبر تنفيذ قرار 2216 باعتباره السبيل الوحيد لكسر تعنتهم. رجحت المصادر أن ولد الشيخ، يحط بالقاهرة حيث يلتقي المسئولين في مصر والجامعة في غضون أيام قليلة بعد زيارة مبرمجة للمملكة والكويت. وقال دبلوماسي مصري مسؤول معني بالشأن اليمني إنه ليس مطروحا عقد جنيف 2 في ظل استمرار تعنت تحالف المتمردين والرئيس المخلوع مشددا على أنه لا جدوى من أية مفاوضات دون أن تتوافر لها الأسس التي تهيئ لنجاحها وفي مقدمتها الانسحاب من المدن الكبيرة والالتزام بوقف أية عمليات تخريبية.
وشدد المصدر مجددا على أنه لا سبيل إلى لجم المتمردين وحملهم على العودة إلى طاولة المفاوضات دون تكثيف ضربات التحالف العربي ضدهم وهو الأمر الذي يخضع للمداولات بين دول التحالف العربي بقيادة المملكة.
وقال مسئول في الأمانة العامة للجامعة العربية إن اتصالات مكثفة أجراها الأمين العام نبيل العربي مع مختلف الأطراف خاصة الوسيط الأممي ولد شيخ أحمد للوقوف على تطورات الموقف فيما شدد العربي على أهمية الضغط الدولي من أجل إلزام المتمردين بالأسس التي انطلقت عليها المفاوضات.
المشهد اليمني:

دخل الصراع في اليمن شهره الرابع من الحرب، وسط تراجع آمال الحسم العسكري أو الجهود السياسية، مع سعي جماعة الحوثيين لتشكيل حكومة شراكة من قوي الداخل اليمني، فيما تسعى حكومة عبدربه منصور هادي إلى مواجهة الحوثيين حقوقيا وسياسيا ودوليا، مع سعي السعودية إلى انزال عسكري لدعم اللجان المقاومة لجماعة الحوثي في عدن.
فشل المسارات السياسية والوساطات والدفع العسكري، كلها تجعل اليمنيين أقل تعويلاً على المسارات السياسية، مثلما أن الغارات الجوية والمواجهات الميدانية أصبحت مكلفة على البنية التحتية والسلم الاجتماعي من دون أفق واضح في المستقبل.