اليمن: غارات على صعدة ومأرب.. وحكومة هادي تبدأ معركة الوفود الدبلوماسية

الإثنين 29/يونيو/2015 - 05:29 م
طباعة اليمن: غارات على
 
تستمر أصوات البنادق في التحكم بالمشهد اليمني وسط صراع جماعة أنصار الله "الحوثيين" واللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وسط دعم من طيران التحالف بقيادة السعودية، مع تراجع فرص الحل السياسي وتفاقم الوضع الإنساني، وظل سعي الحوثيين إلى تشكيل مجلس وطني بعد الانتقادات الحادة لسياسية "اللجنة الثورية العليا" مع وصول 650 مقاتل يمني الي عدن تدربوا في المملكة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت طائرات التحالف بقيادية السعودية،  اليوم الاثنين، غارات عنيفة على مواقع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في محافظتي صعدة ومأرب، في وقتٍ استهدفت فيه الجماعة الأحياء السكنية في تعز بقصف عشوائي.
وشملت الغارات مناطق بدار سعد وخور مكسر وجبل حديد في عدن. كما استهدفت الغارات منطقة صرواح في مأرب وسط اليمن. 
وفي محافظة صعدة، معقل الحوثيين جدد التحالف غاراته وقصف "مطار صعدة" ومنطقة "العند"، ومنطقة "فلة" في مديرية مجز، بعد غارات خلال النهار، تركزت في مديريات رازح وساقين وحيدان.
وفي محافظة مأرب، سقط العديد من القتلى والجرحى في مواجهات مع المقاومة أثناء محاولتهم التقدم في إحدى جبهات المواجهات غرب المدينة، فيما شن التحالف نحو خمس غارات في منطقة "الجفينة" ودمر ثلاث آليات كانت في طريقها لجبهات القتال، حسب مصادر محلية. وصعد التحالف بشكل ملحوظ الأحد غاراته، إذ نفذ خلال الـ24 ساعة الماضية، غارات في محافظات، صعدة، حجة، المحويت، ذمار، مأرب، تعز، إب، عدن، لحج، أبين، الجوف، وشهدت صنعاء تحليقاً مكثفاً للطيران في أوقات متفرقة صاحبه سماع إطلاق كثيف للمضادات الأرضية. 
شف قيادي في المقاومة الشعبية بأن المقاومة أعدت آلاف المقاتلين لطرد مسلحي الحوثي من محافظة تعز، وذكر أن المقاومة تواصل هذه الأيام تدريب آلاف المقاتلين الشباب الذين قدموا إلى مدينة تعز عاصمة المحافظة من عدة مديريات فيها.
 وحول دعم هؤلاء المقاتلين، أشار القيادي في المقاومة الشعبية إلى أن "قوات التحالف بقيادة السعودية تدعم المقاومة بأنواع من الأسلحة بالإضافة إلى تلقي المقاومة دعما مالياً من قبل يمنيين رافضين للتواجد الحوثي المسلح في المحافظة".
 وفيما يتعلق بخطة حسم المعركة في مدينة تعز، قال القيادي في المقاومة الشعبية اليمنية إنه سيتم في البداية تأمين الطريق التي تربط المدينة بمنطقة المخاء القريبة من الممر البحري الدولي "باب المندب"، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة أخرى عن طريق تطهير طرق أخرى تربط المدينة بمحافظات أخرى من أجل قطع الإمدادات للحوثيين، والاستمرار في تأمين مختلف الطرق والأحياء في المحافظة حتى يتم التحرير النهائي.   
وطالب وكيل محافظة عدن نائف البكري بضرورة التدخل البري وبشكل سريع لإنهاء معاناة الأبرياء التي تزداد مأساة كل يوم". كما طالب البكري الأمم المتحدة "بعدم التراخي في تنفيذ قرارها 2216 والحرص على ضرورة تطبيقه بكامل بنوده وبما يعيد للشعب اليمني الأمل بعيش كريم وفي إطار الشرعية للدولة". 

حضور لداعش:

حضور لداعش:
وفي إطار الصراع  بين الحوثيين والرئيس العبدربه منصور هادي، كشفت مصادر عسكرية وأخرى قبلية عن إنشاء تنظيم الدولة "داعش" معسكراً لتدريب عناصره في منطقة "قف الكثيري" بصحراء حضرموت الحدودية بدعم من الرئيس المخلوع. ونقل موقع "المصدر " الاخباري عن المصادر العسكرية والقبلية القول ان تنظيم داعش أسس معكسراً للتدريب في الأيام الفائتة في تلك المنطقة، مضيفة ان "عشرات الشباب توافدوا إلى المعسكر منهم من أبناء حضرموت وآخرون من جنسيات مختلفة". وبينت المصادر أن "داعش" بات يجري تدريبات للشباب في المعسكر بعد أن أمن كل الطرق المؤدية إلى المنطقة التي يقع فيها المعسكر. وبحسب المصادر فإن ظهور داعش جاء بعد مبايعة مجموعة من عناصر القاعدة بقيادة جلال بلعيدي قائد تنظيم داعش بالعراق أبو بكر البغدادي أثناء تواجد عناصر أنصار الشريعة بوادي سر بمحافظة حضرموت خلال الأشهر الماضية والذي فجر صراعاً داخلياً بين تنظيم القاعدة والمبايعين لداعش بقيادة بلعيدي، ونقل الموقع عن مصادر استخبارية تفيد بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح أوعز إلى عناصره المخترقين لتنظيم القاعدة بتأسيس وإعلان تنظيم "داعش" بشكل رسمي لتنفيذ عمليات تفجير ولكي يضرب بهم المقاومة التي تواجه قواته ومليشيات الحوثي في أكثر من جبهة. 

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وفي إطار المشهد السياسي، قال وزير الخارجية المكلف رياض ياسين بأن الحكومة الشرعية قررت إرسال وفود إلى خمس دول هي: أمريكا، بريطانيا، بلجيكا، ألمانيا، وروسيا، بحثا عن مساعدتها في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر تحت الفصل السابع الذي يقابل تعنتا حوثيا. وقال ياسين إن أول تلك الوفود بلغ واشنطن خلال اليومين الماضيين، ومن المقرر أن يبحث مع المسؤولين الأمريكيين الطريقة المثلى لإنفاذ القرار الأممي، فيما سيترأس وزير الخارجية اليمني وفدا حكوميا ينتظر أن يتوجه إلى لندن ثم بروكسل، فيما ستتوجه وفود أخرى إلى برلين وموسكو، ويرجح أن تكون باريس محطة سادسة ولكنها لم تتأكد بعد. وتأتي تلك الزيارات، قبل ساعات قليلة من بلوغ المبعوث الخاص للأزمة اليمنية إسماعيل ولد الشيخ أحمد المنطقة، حيث يصل إلى السعودية للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الثلاثاء أو الأربعاء. 
فيما أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني علق الدكتور عبد الرحمن السقاف لـ«الشرق الأوسط»، علي مساعي الحوثين لتشكيل حكومة يمنية، قائلا بالتأكيد على أن حزبهم ليس مع توجه تشكيل حكومة، موضحا أنهم في الحزب الاشتراكي اليمني، وهو من الأحزاب الكبيرة في الساحة اليمنية «ملتزمون بقرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على عدم اتخاذ إجراءات أو خطوات من طرف واحد، وهذه الخطوة مخالفة للقرار الأممي وسوف تزيد المشكلات، أكثر مما ستؤدي إلى استقرار»، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن 2166.
ولفت السقاف إلى أن «مسألة الالتزام ليست مسألة انتقائية، وإنما بكامل القرار، بكامل بنوده وبتفاصيله»، مؤكدا أن اليمن «تحت الفصل السابع للأمم المتحدة والمجتمع الدولي يسعى إلى حل المشكلات، ولا يمكن العمل خارج إطار هذا القرار الأممي طالما يريد المرء حلولا سلمية».
وفي الوقت ذاته، قال مصدر سياسي يمني جنوبي إن «تصريحات الحوثي حملت تلميحات إلى أن بعض فصائل الحراك الجنوبي ستشارك معه في حكومته المزعومة، وهو يعرف أن الفصائل الأساسية التي تتزعمها شخصيات لها تاريخ نضالي طويل، لن تكون في صف الميليشيات التي تقتل الجنوبيين كل يوم».

الحوار اليمني:

الحوار اليمني:
وعلى صعيد الحوار اليمني، يصل، اليوم الاثنين،  اسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن، العاصمة السعودية الرياض، في زيارة من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسؤولين في الحكومة اليمنية. 
وسيلتقي المبعوث الاممي، الرئيس  عبدربه منصور هادي ومسؤولي الحكومة اليمنية في الرياض، للتشاور من أجل استئناف الحوار بين أطراف الصراع، بعد مشاورات "جنيف" التي انتهت الجولة الأولى منها يوم الجمعة قبل الماضي "دون التوصل لاتفاق". والأربعاء الماضي، كشف المبعوث الأممي عن اعتزامه التوجه إلى الرياض، الأسبوع الجاري، لإجراء مزيد من المشاورات، على أن يتوجه في وقت لاحق، لم يحدده، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، لإتمام مشاوراته مع باقي أطراف الصراع. وأشار ولد الشيخ أحمد وقتها إلى أن "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيلتقي مع ممثل لجماعة الحوثي مستقبلا"، دون أن يحدد موعداً لذلك. 
من جانبه اعرب مصدر في الحكومة، قالت الصحيفة انه فضل عدم ذكر اسمه، عن أمله "ألا يجتر ولد الشيخ في زيارته إلى السعودية الحديث في ملفات قديمة كمحاولة الإقناع في الذهاب إلى هدنة.. اشتراطات الهدنة واضحة ويجب أن ينصاع الحوثيون إلى تطبيق ثلاثة بنود على الأقل من قرار مجلس الأمن قبل أن يصار إلى هدنة.. والواضح لدينا أن ولد الشيخ يركز جهده لوقف طلعات التحالف، ويتجاهل الجرائم التي يرتكبها الحوثيون".

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
تستمر حرب استنزاف اليمنين من قبل جماعة أنصار الله، مع سعي الحوثيين لتشكيل حكومة شراكة من قوي الداخل اليمني، فيما تسعى حكومة عبدربه منصور هادي إلى مواجهة الحوثيين حقوقيا وسياسيا ودوليا، عبر بدأ معركة الوفود السياسية من أجل نقل صورة عن الاوضاع في اليمن وتعنت جماعة الحوثيين.
الشعب اليمني هو الخاسر الوحيد وسط استمرار جماعات الدماء المتاجرة باسم الشعب، والمدافعة عنه، في وقت تغيب فيه مقومات الدولة وتسقط مؤسساتها تحت سيطرة المليشيات المختلفة، ويرفع درجة القلق في اليمن تمدد وجود تنظيم "داعش".

شارك