تونس تسعى لاحتواء "جريمة سوسة" الإرهابية.. وقرارات جديدة لمقاومة التطرف
الثلاثاء 30/يونيو/2015 - 05:57 م
طباعة


الميليشيات فى ليبيا تجذب المتطرفين التوانسة
لم تزل تداعيات جريمة سوسة الإرهابية مستمرة، وبالرغم من محاولات الحكومة التونسية التعامل مع الحادث بشكل عاجل، لتفادي تداعيات سياسية واقتصادية صعبة، يأتي ذلك في الوقت الذي يدور فيه عدد من التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الإرهاب في تونس، والأسباب التي تدفع بالشباب خاصة للانضمام إلى المجموعات الإرهابية، داخل تونس وخارجها مثل سوريا والعراق وليبيا، خاصة وأن تونس تعرضت إلى ثاني أكبر هجوم إرهابي في مدينة سوسة هذه السنة، قتل خلاله حوالي أربعين شخصا ، وذلك بعد مرور أشهر قليلة على هجوم باردو.
من ناحية أخرى كشفت تقارير أمنية أنه من المرجح أن المهاجم الذي قتل السياح الأجانب قضى وقتا في معسكر تدريب في ليبيا، وكان على اتصال مع متطرفين على الجانب الآخر من الحدود، وتجري السلطات تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الطالب سيف الرزقي منفذ هجوم سوسة تلقى تدريبا عسكريا في معسكر للإرهابيين في ليبيا، واعتقلت السلطات التونسية ثلاثة أشخاص آخرين لاشتراكهم في التخطيط لشن الهجوم.

خسائر السياحة التونسية تتزايد
وظهرت التحقيقات الأولية أن الإرهابي سيف الرزقي كان على اتصال بإرهابيين في ليبيا، وإنه من المرجح أن يكون قد تلقى تدريبا هناك.
ويرى خبراء ومتابعون أن ليبيا التي تشهد صراعًا متعدد الأطراف بين حكومتين متنافستين وفصائل مسلحة موالية لهما أصبحت مكانا جاذبا لمؤيدي تنظيم داعش وجماعات جهادية أخرى استغلت الانفلات الأمني في البلاد.
وتعليقا على ما حدث مؤخرا، قال الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إن بلاده فوجئت بالاعتداء الدامي الذي استهدف سياحا أجانب في ولاية سوسة وكان أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ البلاد.
أشار خلال حواره مع إذاعة "أوروبا1": "صحيح أننا نفاجأنا بهذه القضية، واتخاذ رجال الشرطة تدابير لشهر رمضان، لكنه لم يخطر لهم يوما أن ذلك قد يحدث على الشاطئ، مضيفًا: إن كانت هناك ثغرات فسيتم فرض عقوبات على الفور".
من جانبها عبرت إذاعة اوروبا أن هناك شهادات تفيد بأن الهجوم استمر ثلاثين دقيقة من غير أن تتدخل قوات الأمن.

منفذ جريمة سوسة
وقال الإمام إبراهيم الجلادي" نفتقد اليوم في تونس إلى التعليم الديني الصحيح، وذلك منذ أن أغلق جامع الزيتونة، الذي يعد المنبع الذي ارتوى منه العلماء في بلادنا، وفي هذا الحي يتفق كثيرون أن الظروف مجتمعة هنا أمام شبان، حتى ينزلقوا في عالم الإرهاب، فالفقر هو السبب الأول، كما ان هناك خريجو سجون من ذوي السوابق العدلية يضيق عليهم الخناق من الشرطة، عندما يعرضون سلعا مثلا كباعة متجولين، فيتم استقطابهم من مجموعات متشددة ويتعرض البعض إلى عملية غسل دماغ، فيذهب إلى جبل الشعانبي حتى يصبح محاربا، بعد أن ضاقت به السبل ويئس من الحياة، فيعتقد أن الله سيجازيه حين يختار ذلك الطريق
ونتيجة لما شهدته سوسة مؤخرا، اتخذت السلطات التونسية إجراءات تهدف إلى الحد من التطرف، منها قرار غلق عشرات المساجد التي يسيطر عليها متشددون خارجون عن إشراف وزارة الشؤون الدينية، يروجون على الأرجح أفكارا تحرض على العنف، وسط تعليقات تشير إلى أن انخراط الشباب التونسي في ما يسمى بالجماعات الجهادية، أسبابه عديدة وظروفه معقدة، لكن الإجراءات الأمنية ليست هي الحل الوحيد دائما، فالفكر الإرهابي التكفيري، لا بد أن يحارب بالفكر التنويري.
وتتوقع تونس خسارة لا تقل عن 515 مليون دولار هذا العام أي حوالي ربع إيرادات السياحة السنوية في أعقاب هجوم الجمعة، وقالت وزيرة السياحة سلمى اللومي إن الهجوم كان له تأثير كبير على الاقتصاد وإن الخسائر ستكون كبيرة.

قتلى السياح الأجانب على الشاطيء
وجنت تونس إيرادات قدرها 1.95 مليار دولار من السياحة في العام الماضي. ويساهم القطاع بسبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وهو مصدر رئيسي للعملة الأجنبية والوظائف في تونس، كما أن الحكومة تنوي إلغاء ضريبة على الزائرين والنظر في إعفاء شركات الفنادق من الديون وذلك لمساعدة القطاع.
ويعتبر قطاع السياحة أحد أعمدة الاقتصاد التونسي، إذ يوفر العمل لـ400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، ويساهم بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي، ويدر ما بين 18 و20% من ناتج تونس السنوي من العملات الأجنبية.
وأعلنت الحكومة التونسية عن نشر ألف جندي مسلح إضافي من شرطة السياحة سيحرسون الفنادق والمواقع السياحية وإنها ستستدعي قوات الاحتياط لتعزيز الإجراءات الأمنية.