مع استمرار الغارات وتمدد داعش.. جولات للمبعوث الأممي لإنهاء الصراع باليمن

الثلاثاء 30/يونيو/2015 - 09:35 م
طباعة مع استمرار الغارات
 
تستمر أصوات البنادق في التحكم بالمشهد اليمني وسط صراع جماعة أنصار الله "الحوثيين" واللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وسط دعم من طيران التحالف بقيادة السعودية، مع تراجع فرص الحل السياسي وتفاقم الوضع الإنساني، وتمدد "داعش"، وجولات للمبعوث الأممي لمحاولة التوصل إلى اتفاق مبدئي يؤسس لعملية سياسية تنهي الحرب والصراع في اليمن.

الوضع الأمني:

الوضع الأمني:
شنت طائرات التحالف بقيادة السعودية، غارات جوية على تجمعات للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مدينة تعز جنوب اليمن . وقال شهود عيان ان الطيران شن غارتان جويتان استهدفت تل شمال فندق سوفتيل في منطقة النجدين في الحوبان .   واشار الشهود ان القصف استهدف منزل شيخ موالي للحوثيين في المنطقة يدعى فهمي النجدين في الحوبان، ولم تصل أي معلومات حتى الآن عن الأضرار الناجمة عن القصف ولا ما إذا أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
قصف طيران "التحالف العربي" معسكراً للحوثيين في مدينة البيضاء، وسط اليمن، في وقت سيطرت فيه "المقاومة الشعبية" على عدة مواقع كانت في قبضة الحوثيين بمدينة تعز.
في موازاة ذلك، تمكن مسلحو "المقاومة الشعبية" بمساندة قوات جيش موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، من السيطرة على عدة مواقع كانت في قبضة مسلحي "الحوثي" بمحافظة تعز وسط اليمن، حسب مصدر في المقاومة. 
كما شنّ التحالف، سلسلة من الغارات في منطقة سفيان شمال محافظة عمران، في محافظة مأرب، شن التحالف خمس غارات ضد مواقع متفرقة في مديرية "صرواح" الواقعة غرب المدينة.
وأفادت مصادر محلية، في مدينة عدن، بأن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، جددوا اليوم قصفهم أحد خزانات الوقود التابعة لمصفاة "عدن" في منطقة البريقة، بعد قصفه يوم السبت الماضي مما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة.
كما شن التحالف غارات في محافظة لحج، التي تعد المدخل الشمالي لعدن، وأخرى في محافظة أبين، المدخل الشرقي للمدينة.
قصفت مليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والمخلوع علي عبد الله صالح، فجر الثلاثاء، للمرة الرابعة على التوالي، مصافي عدن وميناء الزيت، الواقعة في مدينة البريقة غربي عدن، وذلك في وقت تتواصل فيه المعارك الضارية، شمال وغرب عدن، بين المليشيات وبين "المقاومة الشعبية".

صراع الحدود:

صراع الحدود:
وقصفت قذائف هاون أطلقتها جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، اليوم، على محافظة نجران السعودية، الواقعة على الحدود مع اليمن، وقامت عناصر الجيش السعودي بدورها بالرد على مصادر النيران. ونقلت وكالة انباء "سبوتنيك" الروسية، عن مصدر محلي في نجران القول إن "القصف المدفعي من قبل الجيش السعودي والمسلحين الحوثيين متواصل على جانبي الحدود اليوم الثلاثاء". 
ورد قوات التحالف بشن، سلسلة من الغارات في منطقة سفيان شمال محافظة عمران اليمنية، بعد ساعات من إعلان جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إطلاق صاروخ "سكود" استهدف قاعدة السليل الصاروخية السعودية.
وتقع منطقة سفيان التابعة لعمران جنوبي محافظة صعدة، وكانت المنطقة تعرضت لقصف بعد إطلاق صاروخ "سكود" أوائل يونيو الحالي، ولا يستبعد أن تكون المنطقة نفسها مصدر الصاروخ الذي أعلن عنه "الحوثيون" في حال تأكد. 
ولم تؤكد السعودية حتى اللحظة صحة ما أعلنه "الحوثيون"، في حين كانت قد أعلنت في أوائل يونيه الحالي، عن اعتراض صاروخ نوع "سكود" تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه خميس مشيط، للمرة الأولى منذ بدء عمليات التحالف في 26 من مارس الماضي.
وأعلنت السلطات السعودية في الـ6 من الشهر الحالي عن تصدي المضادات الجوية السعودية لصاروخ "سكود" أطلقه مسلحو الحوثي باتجاه القاعدة الجوية بخميس مشيط جنوب المملكة، ومنذ ذلك الحين تكرر استهداف الحوثيين وموالين لهم لمواقع عسكرية سعودية في محافظتي جازان ونجران الحدوديتين.
كما أعلنت السعودية الثلاثاء مقتل أحد الجنود التابعين للقوات البرية إثر إصابته بقذيفة أطلقها المتمردون الحوثيون على منطقة نجران الحدودية مع اليمن.
وقالت قيادة قوات المهام المشتركة في بيان إن "الرقيب محمد بن علي بن محمد آل مليد من منسوبي القوات البرية استشهد الاثنين إثر إصابته بمقذوف أثناء أدائه لواجبه دفاعا عن دينه، وحماية لحدود وطنه من المتمردين الحوثيين المعتدين، على الحد الجنوبي بمنطقة نجران".
وكانت السلطات السعودية أعلنت الخميس الماضي مقتل 3 جنود سعوديين في قصف شنته جماعة الحوثي اليمنية.

"داعش" ظهور قوي:

داعش ظهور قوي:
ومع استمرار الصراع بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والجماعات المسلحة المتابعة له، قتل 28 شخصا بينهم 8 نساء، مساء امس الاثنين، بتفجير سيارة مفخخة في حي الصياح قرب المستشفى العسكري في العاصمة اليمنية صنعاء.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني قوله إن الاعتداء استهدف منزل شقيقين قائدين لدى جماعة الحوثي حيث كان يجتمع عدد كبير من الأشخاص في مجلس عزاء بعد وفاة أحد أقارب العائلة.
وأكد مصدر أمني لـ"المشهد اليمني" أن سيارة مفخخة تقودها امرأة وضعت بجوار صالة للمناسبات خلف المستشفى العسكري بصنعاء. وسارع تنظيم "الدولة (داعش) ولاية صنعاء"، إلى إعلان مسئوليته عن تفجير السيارة المفخخة. 

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الانساني، قالت منظمة اليونيسيف، اليوم، إن ملايين الأطفال في اليمن معرضون لخطر سوء التغذية والأمراض بسبب الصراع الدائر في البلاد، والذي أدى إلى تدمير بنية نظام الرعاية الصحية.
وقال المتحدث باسم اليونيسيف كريستوفر بوليراك، إن أطفال اليمن لا يتلقون التلقيحات اللازمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وعدم وجود مبردات لحفظ اللقاحات من التلف ، وكذلك خوف الأهالي من اصطحاب أطفالهم لتلقي التلقيح بسبب العنف والقتال، وبما يؤدي إلى سقوط الأطفال ضحايا لأمراض يمكن الوقاية منها.
ووفقا لأرقام اليونيسيف فإن توقف التلقيح في اليمن يعرض 2.6 مليون طفل تحت سن الخامسة لخطر الإصابة بالحصبة، وهي المرض الذي يكون فتاكا في حالات الحروب والنزاعات لسرعة انتشاره , كما أن 1.3 مليون طفل يمني معرض للالتهابات التنفسية الحادة, و 2.5 مليون معرض للإصابة بالإسهال بسبب نقص المياه النظيفة وصعوبة الحصول علي محاليل الجفاف، إضافة إلى نصف مليون طفل معرض لسوء التغذية الحاد.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، قال الرئيس عبدربه منصور هادي، قال ان ما يحدث اليوم في مختلف محافظات الجمهورية من أعمال عنف هو نتاج سياسية خاطئة عمدت على ارتكابها مليشيات خارجة عن النظام والقانون بدءا بانقلابها على الشرعية الدستورية وصولاً الى ما وصلت اليه اليوم من ممارسة القتل على أبناء الشعب اليمني، وتدمير المؤسسات العسكرية والمدنية، وكذا تدمير منازل المواطنين وترويع النساء والأطفال، بحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة للحكومة هادي التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها، وأكد خلال لقاء رمضاني عقده، أمس، بحضور نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح، ومستشاري رئيس الجمهورية ، وعدد من أعضاء الحكومة ، وأعضاء من مجلس النواب والشورى ،وعدد من قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ، وشخصيات ثقافية واجتماعية وسياسية وإعلامية أن "الحكومة تسعى جاهدة لتذليل الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجهها ، وتعمل على إيصال المساعدات الإنسانية الى كافة أبناء الشعب اليمني دون استنثاء". 
قال مسئول حكومي رفيع، إن جماعة الحوثي في صنعاء تقوم بإصدار جوازات سفر دبلوماسية لأعضاء في الجماعة ليسوا مسؤولين في الدولة. وأوضح المسؤول، إن "جماعة الحوثي أصدرت جوازات سفر دبلوماسية لأعضاء من الجماعة وآخرين محسوبين عليها من خارجها، يعملون لصالحها"، بحسب ما اوردته صحيفة "القدس العربي. وذكر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الحكومة اليمنية خاطبت الشركة الأوروبية التي تقوم بطباعة دفاتر الجوازات لوقف التعامل مع "الانقلابيين"، لعدم شرعية استعمال اسم وشعار الجمهورية من قبل سلطات اغتصبت السلطة، حسب تعبيره.
وذكر أن "دولاً عــــدة تخشى من تنقــــل إرهابيين دوليين يحملون جوازات يمنية بعد ان صرفت جماعة الحوثي هذه الجوازات لعدد غير معلوم". وأضاف أن من بين الأشخاص الذين صرفت لهم جوازات سفر دبلوماسية وهم لا يحملون صفة رسمية أو وظيفة عامة في الدولة كلا من علي البخيتي الإعلامي المقرب من الجماعة، والمقيم في بيروت، وأخوه محمد البخيتي عضو المجلس السياسي للجماعة، بالإضافة إلى الناشطين الحوثيين علي العماد ومحمد العماد. 
كما التقى الرئيس هادي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية، الرياض، الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف الزياني، قبل لقاءات من المقرر أن يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع الأطراف اليمنية في الرياض.

الحوار اليمني:

الحوار اليمني:
وعلي صعيد الحوار اليمين ، بحث أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني بمقر الأمانة بالرياض، اليوم، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تطورات الأوضاع في اليمن ونتائج مشاورات جنيف بين الأطراف اليمنية. كما جرى خلال اللقاء، بحث الجهود التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة من أجل استئناف المشاورات وصولاً إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، إلى جانب تدارس الجهود التي تقوم بها منظمات الإغاثة الإنسانية لإيصال المساعدات للشعب اليمني في المحافظات كافة، والسبل الكفيلة بتسريعها في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها الشعب اليمني نتيجة تصاعد وتيرة العنف والاقتتال. 
ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن، اليوم في الرياض، بالرئيس هادي لبحث القضايا المتعلقة بالتسوية السياسية في اليمن وجهود الأمم المتحدة لحل الأزمة ووقف الحرب، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وقالت مصادر سياسية يمنية في صنعاء إن ولد الشيخ يحمل مقترحا يتكون من عدة نقاط ويسعى إلى موافقة الأطراف اليمنية المتحاربة على تلك النقاط، من أجل الانتقال إلى بحث آلية التطبيق والضمانات المطلوبة. وأشارت المصادر إلى أن النقاط تبلورت لدى المبعوث الأممي في ضوء المشاورات التي جرت في جنيف مؤخرا، وأبرز النقاط التي يتضمنها المقترح وقف إطلاق النار بالتزامن مع انسحاب القوات المتحاربة من المدن الرئيسية، وفي مقدمة ذلك مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، ووضع آلية لترتيب عملية انسحاب القوات وتنظيمها، تزامنا مع انتشار فريق محايد، حيث تتوقع المصادر السياسية اليمنية أن يكون الفريق المحايد هو عبارة عن قوة حفظ سلام أممية، بحسب صحيفة "الشرق الاوسط". وأشارت إلى أنه ضمن النقاط، أيضا، أن تتعهد الأطراف اليمنية المتنازعة بتوفير السبل لوصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين، واحترام القانون الإنساني الدولية بحماية المدنيين، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين، وإرجاع أو تسليم المؤسسات، في المناطق التي سيتم الانسحاب منها، إلى الدولة اليمنية، كما ينص مقترح ولد الشيخ على التزام كل الأطراف اليمنية بالدخول في مفاوضات شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، بمشاركة كل المكونات السياسية. 
وكان ولد الشيخ التقى، أمس، أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ووزير خارجيته، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في إطار المشاورات التي يجريها للتوصل إلى اتفاق تسوية في اليمن، حيث قدم شرحا وافيا لمداولات مشاورات جنيف بشأن اليمن لتحقيق المصالحة الوطنية في ضوء قرار مجلس الأمن 2216 ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومخرجات مؤتمر المصلحة الوطنية الشاملة في اليمن.

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
وعلى صعيد المشهد الإقليمي، جددت الخارجية الروسية، دعوة "كافة القوى السياسية اليمنية والأطراف الإقليمية المعنية إلى وقف القتال على الفور واستئناف الحوار الوطني الحقيقي تحت رعاية الأمم المتحدة بأسرع وقت من أجل تحقيق المهمات الحيوية التي يواجهها اليمن، بما في ذلك التصدي بشكل فعال لكل أنواع المتطرفين وإيجاد صيغة توافقية لمستقبل النظام السياسي في الدولة اليمنية الموحدة والمستقلة". 
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء أن "موجة العنف في الجمهورية اليمنية تصاعدت على خلفية المواجهات المسلحة المستمرة في هذا البلد والتدخل العسكري الخارجي وتفاقم الوضع الإنساني".

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
الحراك السياسي الاقليمي والدولي فيما يخص الشأن اليمني كان ولا يزال دون المستوى المطلوب، خاصة أن اليمن أصبح على شفير الانهيار وبات يعاني من ويلات الحرب والصراع الدموي مع تمدد "داعش"وتنظيم القاعدة في اليمن.
لا يوجد هناك حراك جدي وفاعل من المجتمع الدولي يقابل ويوازي هذا الخطر المحدق باليمن، بل اقتصر هذا الحراك على مطالبات بعقد مؤتمر حوار يمني يمني في جنيف، دون تهيئة متطلبات وظروف إنجاح هذا المؤتمر.
تستمر الحرب، و الشعب اليمني هو الخاسر الوحيد وسط استمرار جماعات الدماء المتاجرة باسم الشعب، والمدافعة عنه، في وقت تغيب فيه مقومات الدولة وتسقط مؤسساتها تحت سيطرة المليشيات المختلفة، ويرفع درجة القلق في اليمن تمدد وجود تنظيم "داعش".

شارك