استمرار الصراع في اليمن... ومقترح بتدخل قوات أممية أو عربية
الأربعاء 01/يوليو/2015 - 10:49 م
طباعة

تستمر أصوات البنادق في التحكم بالمشهد اليمني وسط صراع جماعة أنصار الله "الحوثيين" واللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وسط دعم من طيران التحالف بقيادة السعودية، مع تراجع فرص الحل السياسي وتفاقم الوضع الإنساني، وتمدد "داعش"، وجولات للمبعوث الأممي لمحاولة التوصل إلى اتفاق مبدئي يؤسس لعملية سياسية تنهي الحرب والصراع في اليمن.
الوضع الميداني:

شنّ طيران التحالف العربي، فجر اليوم الأربعاء، غارات جوية عنيفة على ألوية الصواريخ في صنعاء وأرتال عسكرية للحوثيين في عمران، في وقت لقي فيه ثمانية مقاتلين حوثيين مصرعهم في صنعاء، خلال اشتباكات مع "المقاومة الشعبية".
وفي محافظة عمران شمال صنعاء، قالت مصادر محلية إن "طيران التحالف شن ثلاث غارات على أرتال للحوثيين في منطقة المفلوق بمديرية حرف سفيان، كانت في طريقها إلى المناطق الحدودية مع السعودية".
كما شن طيران التحالف غارتين على تجمعات للحوثيين في مديرية باقم بمحافظة صعدة على الحدود السعودية، وغارتين في كتاف وضحيان، وفقاً لسكان محليين، بحسب الوكالة.
على صعيد متصل، نفذت طائرات التحالف، اليوم الأربعاء، أربع غارات على مواقع تابعة للحوثيين، في محافظة تعز، وسط اليمن، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، حسب شهود عيان.
وقال الشهود، إن "قتلى وجرحى من مسلحي الحوثي سقطوا جراء قصف التحالف، مقر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)"، إضافة لـ "محيط القصر الجمهوري"، وسط تعز.
وأضاف شهود العيان، أن قتلى وجرحى آخرين من مسلحي الحوثي سقطوا جراء قصف طيران التحالف تجمعاً لهم، في حي حوض الأشراف في المدينة ذاتها.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن قناة "المسيرة" الفضائية التابعة لجماعة "الحوثي"، اليوم الأربعاء، إن 4 قتلى سقطوا جراء غارة جوية نفذها طيران التحالف على محافظة صعدة، شمالي اليمن.
واستهدفت الغارة مدرسة "22 مايو" في منطقة وادي بن جراد بمديرية حيدان في محافظة صعدة (معقل للجماعة) ما أسفر عن سقوط 4 قتلى، في حين استهدفت غارة أخرى شبكة الاتصالات في منطقة أملح بمديرية كتاف في المحافظة ذاتها.
فيما قال مصادر محلية في صنعاء ان قوات الحوثي وصالح تطلق في هذه الاثناء المضادات الارضية بكثافة كبيرة جدا في سماء العاصمة صنعاء. واضاف "المشهد اليمني"،ان قوات الحوثي وصالح اطلقت المضادات الارضية بعد تحليق لطيران التحالف وقصفة لمخازن لواء الصواريخ في العاصمة صنعاء والذي احدث القصف انفجار كبير فيه يعتقد انه انفجار احد مخازن الصواريخ .
تصاعدت في الفترة الأخيرة وتيرة العمليات التي تنفذها "المقاومة الشعبية" في إقليم آزال، الذي يضم محافظات صنعاء وعمران وذمار وصعدة، وهو المعقل الرئيس لجماعة الحوثي.
وكان 23 مقاتلاً حوثياً و6 من مقاتلي "المقاومة الشعبية"، قتلوا أمس الثلاثاء، في معارك عنيفة دارت بين الطرفين بعدد من الجبهات في مدينة تعز اليمنية.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، قال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي (الحاكم سابقا) عارف الزوكا إنه لا يوجد للرئيس عبدربه منصور هادي دور في أي حل سياسي في اليمن، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن حل في ظل استمرار عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية. واعتبر الزوكا في حوار مع قناة "الميادين" الفضائية أن دور روسيا وسلطنة عمان إيجابي في المرحلة المقبلة لحل الأزمة في اليمن. واستغرب الزوكا أن تتحدث الحكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها، عن ضغوط تمارس عليها، مشيرا إلى أن الشعب اليمني كله محاصر ويموت جوعاً.
فيما كشفت قيادات حوثية بارزة عن مشاورات حثيثة يجريها الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع مكونات وقوى سياسية بغية تشكيل حكومة جديدة تتولى تسيير أمور البلاد. ويعمل الحوثيون ما في وسعهم للاستفادة من تواضع أداء المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومن حصر جهوده في التوصل إلى وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات إلى اللاجئين.
قوات اممية:

من جانبها أكدت الأمم المتحدة على ضرورة ﺗﻮﺍﺟﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺃﻣﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺃﻱ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻟﻮﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ بين الأطراف المتصارعة.
ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺍﻷﻣﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻣﻘﺘﺮﺣﺎ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اليمني عبد ربه منصور هادي يتضمن 7 نقاط أبرزها انسحاب المسلحين الحوثيين وتسليم المؤسسات للحكومة، إضافة إلى ﻭﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ونشر قوات محايدة لمتابعة عملية وقف إطلاق النار.
ورجح مراقبون أن تكون القوات المحايدة، وحدات أممية من قوات حفظ السلام.
كما تضمن المقترح أيضا تعهد الأطراف المتنازعة بتوفير السبل كافة لإيصال المساعدات الإنسانية لليمنيين في مختلف المناطق، وتهيئة أرضية مناسبة لبدء عملية سياسية بعيدا عن استخدام السلاح، للوصول لاتفاق بناء على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.
تجدر الإشارة إلى أن المبعوث الأممي أحمد ولد الشيخ أحمد دعا خلال لقاءه الرئيس اليمني إلى الإعلان عن هدنة إنسانية، فيما رفضت الحكومة اليمنية ذلك مشترطة فك الحوثيين حصارهم عن عدن وتعز والضالع ولحج إضافة إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية.
الحضور الايراني:

وعلي صعيد الحضور الإيراني، نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، قد توجه إلى سلطنة عمان، اليوم الأربعاء، للقاء المسؤولين العمانيين، وبحث آخر التطورات الإقليمية.
وذكرت "فارس"، أنّه فضلاً عن موضوع العلاقات الثنائية بين مسقط وطهران، سيركز عبداللهيان على أبرز التطورات في المنطقة، لا سيما تلك المتعلقة بالساحة اليمنية، إذ تقف طهران ضد الضربات السعودية الموجهة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، وتسعى إلى حل الموضوع هناك بطرح مبادرة بوساطة عمانية.
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، علنت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى، في اليمن الذي يشهد حربا بين المتمردين الحوثيين والحكومة المدعومة من تحالف عربي عسكري.
وفي ختام اجتماع بين المسئول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين ومديري الوكالات الإنسانية "اتفقت كل الوكالات لإعلان الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية لفترة من ستة أشهر" حسب ما أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق.
ووحدها ثلاث دول أخرى هي بهذه الدرجة القصوى من حالة الطوارئ الإنسانية: العراق وجنوب السودان وسوريا. وكانت جمهورية أفريقيا الوسطى مدرجة على هذه القائمة لكنها سحبت منها قبل اشهر.
ووفقا للأمم المتحدة بات أكثر من 21.1 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية أي 80% من السكان، يعاني 13 مليونا منهم نقصا غذائيا و9.4 ملايين شح المياه.
وحذر أوبراين قبل أيام من أن البلاد على شفير المجاعة.
وتنص خطة الأمم المتحدة الطارئة أولا على إغاثة 11.7 مليون يمني يعتبرون الأكثر عوزا بحسب ما قال المتحدث. وأوضح "أن النظام الصحي مهدد بالانهيار مع إغلاق أكثر من 160 مركز علاج بسبب انعدام الأمن وقلة المحروقات والمعدات".
وطلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مرارا هدنة إنسانية في المعارك الدائرة منذ نهاية مارس بين ائتلاف عربي تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين.
وطلبت الأمم المتحدة أيضا من السعودية تخفيف الحصار البحري المفروض على موانئ اليمن للسماح لمزيد من السفن التجارية من تموين البلاد. ويعتمد اليمن بنسبة 90% على الواردات لتأمين حاجاته من المحروقات والأغذية.
المشهد اليمني:

الحراك السياسي الاقليمي والدولي فيما يخص الشأن اليمني كان ولا يزال دون المستوى المطلوب، خاصة أن اليمن أصبح على شفير الانهيار وبات يعاني من ويلات الحرب والصراع الدموي مع تمدد "داعش"وتنظيم القاعدة في اليمن.
وتستمر الحرب، و الشعب اليمني هو الخاسر الوحيد وسط استمرار جماعات الدماء المتاجرة باسم الشعب، والمدافعة عنه، في وقت تغيب فيه مقومات الدولة وتسقط مؤسساتها تحت سيطرة المليشيات المختلفة، ويرفع درجة القلق في اليمن تمدد وجود تنظيم "داعش".