الوضع في سيناء بعيون أخرى.. إنها الحرب.. لا تراجع ولا هوادة

الخميس 02/يوليو/2015 - 02:48 م
طباعة الوضع في سيناء بعيون
 
تسيطر الأسئلة والتعليقات على المقالات والآراء التحليلية في الصحف حول الحدث الرئيسي والمهم هو هجوم أنصار بيت المقدس على كمائن للجيش المصري أمس وانتصار الجيش عليهم، وأكدت مواقع خبرية أن التنظيم أطلق علي العملية أمس اسم (صولة الأنصار 3) مؤكدًا أنها بدأت في الساعة السادسة صباحا بعد انتشار ما يقرب من 250 إلى 300 من عناصر التنظيم في الشيخ زويد قتل الجيش منهم أكثر من 100، وهرب الباقون كالفئران، وقد حصل التنظيم على دعم لوجستي من غزة ورفح الفلسطينية، وبدعم من حماس وعدد من المسلحين من شمال إفريقيا واليمن والجزائر وتونس؛ حيث يتعاون التنظيم مع تنظيمات بديلة ويستخدم التنظيم أسلحة منها رشاش بيكا وصواريخ غراد bm 21 – وصواريخ 107 ملم وصاروخ مضاد للطائرات مما اضطر للجيش استخدام طائرات إف 16 بدلًا الأباتشي وصواريخ م 60. ومن الأسئلة المهمة التي طرحتها بعض التحليلات لماذا ينتظر الجيش ليكون رد فعل، ولا يبادر بالهجوم على أوكار وكهوف، ولعل ذلك يرجع لغياب المعلومات حول طرق الاختفاء والانفاق ومن المقالات التي قامت بتوصيف وتحليل حدث أمس
الوضع في سيناء بعيون
كتب مشاري الزيداي بالشرق الأوسط تحت عنوان: إنها حربنا: مصر الكويت تونس، وجاء فيها. 
قدمت الإمارات درسًا عمليًّا، وعبر القانون، بصدور حكم محكمة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات، القاضي بإعدام (آلاء الهاشمي) التي قتلت أمريكية في مول تجاري بأبوظبي، وهي التي عرفت بـ«شبح الريم»، رافضة الدفع بأنها مريضة نفسيًّا، ومثبتة أنها إنسانة متطرفة تغذت من خلال الإنترنت. الجريمة لم يمر عليها عام، حيث إن القاتلة نفذت جريمتها في ديسمبر الماضي.
هل يوجد من يشك أن «كل» العرب والمسلمين يخوضون حرب وجود مع جماعات التطرف المسلحة؟
تابعت ما جرى في مصر في الذكرى الثانية لثورة المصريين ضد جماعة الإخوان، حيث تم اغتيال النائب العام بسيارة مفخخة، والآن وأنت تطالع هذا المقال تخوض مصر حربًا كبرى مع أعضاء الجماعات القطبية الداعشية في شمال سيناء.
في الكويت، وبعد جريمة مسجد الصادق ضد المواطنين الشيعة، دخلت الكويت في طريق جديد، وقررت الحرب الشاملة على المتطرفين المسلحين، من دواعش وغيرهم، واتخذت سلسلة إجراءات، ومنها تشريعات مشددة.
الوضع في سيناء بعيون
في تونس بعد جريمة شاطئ سوسة، دخلت دولة تونس في حرب مفتوحة مع الجماعات الدينية المسلحة، وهي مقبلة على إجراءات قاسية كما قال الرئيس الباجي السبسي. حتى في أوروبا، قال رئيس الحكومة البريطانية: إن بريطانيا تخوض حربًا وجودية مع الجماعات المتشددة وفي مقدمتها «داعش».
يجب أن نرى الصورة الكبرى، ليست الصغرى، فليست المشكلة محدودة ببلد دون آخر، مثل إقصاء مرسي وإخوانه وعشيرته من الحكم، وحسب، أو بسبب طائفيات دشتي أو الطبطبائي، مثلاً، في الكويت، وليس بسبب فترة حكم بن علي في تونس، والمؤامرات السرية لضرب حزب النهضة الغنوشي، أو في سلوك البوليس البريطاني كما يزعم المدافعون عن «دواعش» بريطانيا.
كل هذه تضيق مدى الرؤية؛ لأن المشكلة أعمق وأشمل، إنها في «العقل» المهيمن على وجدان الفتية والفتيات، والجهلة والعوام، من المسلمين، ومن يغذيهم من شيوخ الفتنة، وسقاة التطرف، سنة وشيعة.
بكلمة أخرى، ومع الإقرار بوجود أسباب سياسية، وظروف خاصة بكل بلد، وأيضًا جهات ومخابرات توظف كل هذه الجماعات، بعلمها أو من دون علمها، لضرب خصومها من الدول العربية، خصوصًا السعودية ومصر.. مع إقرار هذا، لكن يجب ألا يزيغ بصرنا عن الصورة الكبرى، وهي وجود عطب عميق في الثقافة التي يصدر عنها جنود وأنصار «القاعدة» و«داعش» والإخوان. عطب هو مصدر البلاء، هو المتروك بلا دواء.
الوضع في سيناء بعيون
قال الرئيس المصري، وهو يشيع جنازة النائب العام هشام بركات: نحن نخوض حربًا مع عدو خسيس، والقانون ضعيف، ويجب توفير العدالة الناجزة فورًا، والآن هناك توجه لإصلاح تشريعي يواكب خطر الإرهاب.
في الكويت قال وزير الداخلية الكويتي، نحن نخوض حربًا حقيقية، وهناك فعلاً سعي لتشريعات وسياسات جديدة لمحاربة الإرهابيين ومن ينظر لهم.
الحسم في الحرب، يوفر عليك تكاليف كثيرة، يتسبب بها التراخي والتسويف.
إنها الحرب التي تأخرنا كثيرًا في خوضها
الوضع في سيناء بعيون
لا تراجع 
وفي صحيفة معاريف الإسرائيلية كتب: يوسي ملمان تحت عنوان "لا تراجع".. الهجوم الإرهابي الذي حدث أمس في سيناء هو الأكبر لداعش منذ بدأ حربه ضد الحكومة في القاهرة، قبل نحو أربع سنوات. هذه أيضا الضربة الأكثر إيلامًا التي تعرض لها الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف. كان هذا هجومًا مخططًا جيدًا، وقد شارك فيه عشرات المقاتلين من داعش، وقد سمع صوت إطلاق النيران بشكل جيد في إسرائيل. وخوفًا من أن يقوم "داعش" بتوسيع هجومه نحو إسرائيل– لقد شهدت سيناء في الماضي بضعة أحداث بدأت بالمواجهة مع الجيش المصري، وانتهت بالتسلل إلى إسرائيل– فقد قرر الجيش الإسرائيلي زيادة تأهبه على الحدود وإغلاق معبري كرم سالم ونتسانا. وقد بينت أحداث أمس أنه رغم تصميم الرئيس عبد الفتاح السيسي واستخدام الجيش المصري وقوات الأمن دون قيود ضد التنظيم الإرهابي، إلا أن هذه المهمة صعبة وباهظة الثمن. يجب قول الحقيقة إن مصر لم تنجح حتى الآن في الحرب. وهذا يثير الأسئلة حول قدرة الجيش المصري، وغياب المعلومات الاستخباراتية، مقاطعة سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية هي نسخة لتنظيم سابق– "أنصار بيت المقدس"، الذي كان يميل إلى التضامن مع القاعدة، وبين وقت وآخر قام بتنفيذ عمليات في صالح حماس ضد إسرائيل. قبل بضعة أشهر ترك هذا التنظيم القاعدة وقدم الولاء لداعش مقابل وعود بالحصول على الدعم المالي.
حسب تقديرات القوات الامنية والاستخبارية في إسرائيل، فإن داعش في سيناء يملك بضع مئات من النشطاء المدربين والمسلحين، وعدد مماثل من المساعدين الذين في معظمهم من البدو المحليين ومن قبيلة الطرابين الموجودة في شمال سيناء، والذين عملوا في السنوات الأخيرة في تهريب المخدرات والسلاح والتجارة بالبشر. وقد أضافوا في السنتين الأخريين غطاءً أيديولوجيا من "داعش".
لقد حقق الجيش المصري في الأشهر الأخيرة منذ الهجوم في يناير2015 حيث قتل 30 جنديًا، حقق الكثير من الإنجازات. فقد نجح في فرض الهدوء النسبي على باقي أجزاء سيناء، الوسط والجنوب، حيث حصل على ولاء رؤساء قبائل في هذه المناطق سواء بواسطة تقديم الإغراءات لهم أو التهديد والعقوبات.
الوضع في سيناء بعيون
المشكلة بقيت في شمال سيناء 
يتضح أنه رغم موافقة إسرائيل على أن يزيد الجيش المصري تواجد قواته أكثر مما تم تحديده في اتفاق السلام بين الدولتين، ورغم التنسيق الأمني مع إسرائيل (تقارير أجنبية زعمت أن إسرائيل تساعد مصر في المعلومات الاستخبارية، وفي تنفيذ هجمات جوية بواسطة الطائرات بدون طيار)، ورغم هذا ما زال السيسي يواجه المصاعب في استخدام القوات ضد الإرهاب.
ومع ذلك يمكن القول إنه رغم عمليات أمس فإن تصميم السيسي على مواصلة الحرب ضد الإرهاب في سيناء لن يتراجع. لقد أصبح واضحًا لكثير من دول العالم، ومنها إسرائيل، أن الصراع ضد غول الإرهاب لن يُحل بهذه السهولة.
ويكتب زهير قصبياتي أربعاء سيناء الأسود قائلًا: استحضرت مجزرة «داعش» في سيناء أمس، مشهد الأنبار العراقية، وإن كانت كل المجازر التي يرتكبها التنظيم تنويعاً على طريق هدف واحد: تقويض الدول العربية ونسف نسيجها الاجتماعي، واقتيادها إلى مذابح لا تتوقّف، على طريق الخراب الشامل.
لا يجدي هنا تكرار السؤال القديم- الجديد: «مَنْ هو داعش»، مَنْ زرعه ومَنْ درّبه وسلّحه لينقضّ على الجيوش والمدن العربية التي يختارها، وفق توقيته؟ وإذا كان المرجّح أن القذائف والصواريخ التي يستخدمها «داعش» في سيناء، مصدرها ليبيا حيث الفوضى والفلتان سيّدان، فالمرعب أن تتكرّر المجزرة التي تدفع ثمنها مصر وجيشها وشعبها، آفاقاً قاتمة تجعل إعادة الاستقرار إلى البلد مهمة عسيرة.
مصر ليست العراق حيث المحاصصة الطائفية في الحكم فخّخت مشروع إعادة بناء الدولة. ومصر ليست اليمن حيث تمدُّد الأصابع الإيرانية شَجَّعَ الحوثيين على المغامرات التي استغلّها رئيس مخلوع ما زال يخدع الجميع ثأراً لنزوله عن عرش السلطة.

شارك