"الإخوان" ينسحبون من مفاوضات الحوار الليبي ويدفعون بالبلاد إلى التقسيم
الخميس 02/يوليو/2015 - 06:16 م
طباعة

مازالت المفاوضات مستمرة لحل الأزمة الليبية، التي تتفاقم يومًا عن الآخر رغم مساعي الأمم المتحدة لجمع أطراف النزاع على طاولة واحدة، فبين اجتماع هنا وهناك ما زالت الأطراف المتناحرة تقف حجر عثرةٍ أمام بادرات لحلول ممكنة.
كان آخر حل طرحه المبعوث الأممي برنادينوليون، على الأطراف المتنازعة، عرض مسودة لحل الأزمة، ولكن مع تعنت كل طرف برأيه تتعثر الحلول، وتستمر البلاد في حالة من الفوضى وانتشار العناصر الإرهابية في كل مكان.
المسودة بين الرفض والقبول:

في ظل مساعيه يجتمع المبعوث الأممي اليوم الخميس 2 يوليو 2015 بوفد مجلس النواب وبأعضاء مقاطعين في الصخيرات بالمغرب لبحث إمكانية التوقيع على مقترح تسوية الأزمة الليبية.
أبدى وفد مجلس النواب موافقته على المسودة الرابعة المعدلة واستعداده للتوقيع عليها، وعبر عبد الله الثني، رئيس الحكومة المعترف بها دوليا في طبرق، أمس عن أمله في التوصل إلى اتفاق في الجولة الجديدة من المحادثات، والتي تستهدف إنهاء الانقسام والنزاع الذي يهدد بتقسيم البلاد، لافتًا إلى أن الكثير من المناقشات ستجرى اليوم، الخميس، وسط تباين في المواقف، وأن حكومته تأمل بالتوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أنه فور تشكيل حكومة وحدة وطنية فإنها ستبدأ القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، مضيفًا أن أي حكومة عاقلة ستكافح الإرهاب، ولكن تشكيل الحكومة شرطًا لذلك.
توازيا مع ذلك رفض وفد المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته التوقيع على المسودة، وجدد هذا الموقف رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين خلال وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات في طرابلس أمس الأربعاء معلنا عدم سفر وفد المؤتمر إلى الصخيرات ومواصلة تدارس المقترح.
واتهم أبو سهمين، السفير البريطاني بيتر ميليت في ليبيا بممارسة ضغوط على أعضاء مجلس النواب المقاطعين لاعتماد المسودة.
وفي وقت سابق قرر المؤتمر الوطني المنتهية ولايته في طرابلس الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، مقاطعة الجولة الجديدة من المحادثات، التي تهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وانتقد تحالف "فجر ليبيا" خطة السلام المقترحة في المحادثات الجارية في المغرب، بوصفها "خيانة تهدف إلى إقامة ديكتاتورية فاشية برعاية الأمم المتحدة.
وتنقسم السلطة في ليبيا إلي حكومتين، الأولى في طرابلس، تدعمها قوات فجر ليبيا، بينما تتخذ الأخرى والمعترف بها دوليًا مقرها في مدينة طبرق،
وتفاقم الوضع الأمني في البلد منذ أن سيطر مسلحو "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس العام الماضي، وشكلوا برلمانا لهم.
دور المجتمع الدولي:

كان بيان لمجلس الأمن قد دعا الأربعاء الأطراف الليبية المشاركة في حوار الصخيرات إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني والتوقيع في الأيام المقبلة على المقترح المقدم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وقال البيان إن أعضاء المجلس "يدركون الجهود المبذولة من قبل جميع المشاركين في الحوار السياسي، والمسارات الأخرى لعملية السلام، بما في ذلك المجتمع المدني، ووقف إطلاق النار على المستوى المحلي، وتبادل الأسرى، وعودة المشردين داخليا.
كما حثت 6 دول غربية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والمانيا الأطراف الليبية على توقيع اتفاق تسوية الأزمة، واصفة إياه بأنه أساس مدروس ومتوازن.
ودعا بيان لهذه الدول أصحاب القرار في ليبيا إلى التحلي بروح المسؤولية والقيادة والشجاعة "في هذه اللحظات الحاسمة"، مشيرا إلى استعداد المجتمع الدولي لتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية وأمنية لليبيا موحدة حال الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة.
فيما حرص الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على طمأنة نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بوقوف الولايات المتحدة إلى جانب بلاده في مكافحة الإرهاب، مشيدًا بجهودها في إحلال السلام في ليبيا ومالي.
وأشار أوباما في برقيته إلى الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل ترقية السلم والأمن بالمنطقة، قائلاً: أود على وجه الخصوص التأكيد على أهمية الجزائر في إطار الجهود الدبلوماسية الجارية التي تبذلها من أجل تحقيق السلم والأمن بالمنطقة خصوصًا ليبيا ومالي.
مخططات الإخوان لتقسيم البلاد:

واستأنف اليوم، ممثلون عن الأطراف الليبية، الخميس، في منتجع الصخيرات جنوب العاصمة المغربية الرباط، المفاوضات بشأن مسودة اتفاق سلام يهدف لإعادة الاستقرار وإنهاء الاقتتال على السلطة، فيما استكمل ممثلو المؤتمر الوطني المنتهية ولايته المحسوب على جماعة الإخوان، خطتهم لتعطيل عمل المبعوث الأممي وجهود الاتفاق الوطني، بغيابهم عن الجلسة.
وبالتزامن مع الاجتماع احتشدوا أمام مقر الحكومة في طرابلس احتجاجا على مسودة خطة السلام، وأحرقوا صور مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، فيما حاصر عدد من مقاتلي وأنصار ميليشيات فجر ليبيا ، مبنى المؤتمر لمنع التصويت على المسودة، وشوهد بين المتظاهرين صلاح بادي، الأصولي الليبي الذي برز اسمه في تأسيس الميليشيات المتطرفة، واحتلالها مع مجموعات مسلحة أخرى العاصمة طرابلس، كما أصدرت دار الإفتاء التابعة لمتشددي ليبيا، فتوى بعدم جواز التوقيع على اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في الصخيرات، ما يؤكد استحالة عودة المؤتمر المنتهية ولايته لجلسات الحوار، وسط توقعات بمنح المؤتمر فرصة أخيرة للحضور، وإلا سيتم اعتباره غير موجود ضمن الفصائل المشاركة والمعترف بها.
وتسعي جماعة الإخوان إلي تحويل ليبيا إلي دويلات وتقسيمها من الداخل، حتي يفوزوا بقطعة من "الحلوى" كما يرى خبراء.
وتدور معظم مخاوف الرافضين لمسودة تسوية الأزمة الليبية حول القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، وفيما تخشى حكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس والقوى المساندة لها من بقائه في منصبه بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وهيئاتها، يعبر أنصار حفتر عن قلقهم على مصيره خاصة أن المسودة تسمي مجلس رئاسة الوزراء قائدا أعلى للجيش.
استمرار القتال في البلاد:

وتنص مسودة تسوية الأزمة الليبية الجديدة على تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، وهي تعترف بمجلس النواب هيئة تشريعية وتسند إليها منح الثقة للحكومة وحجبها، بالإضافة إلى تكوين مجلس أعلى للدولة كهيئة استشارية تتكون من 120 عضوا نصفهم من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، يتولى إبداء آراء ملزمة بشأن مشروعات القوانين والقرارات التي تحيلها الحكومة إلى مجلس النواب.
ومع كافة المحاولات التي يقوم بها المبعوث الأممي، يتواصل القتال في مدينة بنغازي بين الجيش ومسلحي تنظيم أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي في عدة أحياء بالمدينة منذ أن شن الجيش هجوما كبيرا في أكتوبر من العام الماضي تمكن خلاله من السيطرة على معظم أحياء ومعسكرات المدينة، إلا أن مسلحي التنظيمات التي توصف بالمتطرفة ظلوا حتى الآن متحصنين في محيط الميناء وفي منطقتي الصابري والليثي.
فيما تمكن تنظيم "داعش" من إحكام سيطرته على مدينة سرت ومحيطها بعد طرد القوات المكلفة من حكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس بحماية المنطقة، وسيطر مؤخرا على منطقة "السواوة" القريبة من المدينة، فيما تشن طائرات حربية تابعة لطرابلس من حين لآخر غارات على مواقع هذا التنظيم المتطرف وسط سرت وفي محيطها لمنعه من التقدم.
ولا تزال مدينة درنة تشهد اشتباكات متقطعة بين ما يسمى بمجلس شورى مجاهدي درنة المرتبط بتنظيم القاعدة ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد أن تمكن مسلحو المجلس في المدة الماضية من السيطرة على مواقع التنظيم داخل المدينة وطرد مسلحيه خارجها بعد قتال عنيف بينهما.