محاولات مستمرة لملاحقة الجهاديين.. هل تنجح تونس في مواجهة الإرهاب بعد أحداث "سوسة"؟
الخميس 02/يوليو/2015 - 08:34 م
طباعة

تتوالى محاولات السلطات التونسية للكشف عن إرهابي عمليتي متحف باردو والمنتجع السياحي بمحافظة سوسة.
وتواجه تونس أعمالا إرهابية منظمة منذ ديسمبر 2012 تركزت في المنطقة الغربية من البلاد حول جبل الشعانبي والمناطق المحيطة به.

رغم بعض الإجراءات التي اتخذتها السلطات لمنع حصول هجمات أخرى بعد بضع أشهر على هجوم باردو الدامي في العاصمة تونس، شهدت تونس اعتداء جديدا أثار مزيدا من تساؤلات حول مدى قدرة السلطات على التعامل مع التهديدات الإرهابية.
وتتحرك الحكومة التونسية سريعًا لرسم استراتيجية اتصالية، قادرة على تقديم المعلومة حول مقاومة الإرهاب، وكذلك العمل على تحسين صورة تونس، كوجهة سياحية واستثمارية لحقتها عديد الأضرار نتيجة تكرار العمليات الإرهابية، والتي تضرر منها سياح أجانب.
ولذلك قام رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد يوم 29 يونيه بتشكيل خلية اتصال من خمسة وزراء من حكومته، هم كمال الجندوبي، وياسين بن براهيم وزياد لعذاري ولزهر العكرمي وماهر بن ضياء وهم يمثلون أحزاب الائتلاف الحاكم في تونس، لتولي عملية وضع خطة اتصالية لمقاومة الإرهاب.
وكانت أعلنت الداخلية التونسية، في وقت سابق تفكيك خلية إرهابية، وتوقيف ستة عناصر كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية بمحافظة الكاف، بحسب بيان عن الوزارة.

تمكنت الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب، في عملية نوعية، من كشف خلية إرهابية بجهة الكاف، تتكون من ستة عناصر، بينهم عنصران رئيسيان يتوليان استقطاب العناصر التكفيرية، وإلحاقها بالعناصر الإرهابية الفارة بجبال الكاف.
وأظهرت الوحدة أن العنصرين المذكورين توليا في مناسبات سابقة توفير المؤونة، والمعدات، لعناصر إرهابية بجبال الكاف، كما سعت مؤخرا إلى إلحاق عناصر شبابية بهذه الجماعات الإرهابية"، كاشفة عن "سعي بعض العناصر التكفيرية للقيام بعمليات إرهابية تستهدف أمن وسلامة تونس، إلى جانب رصد ومراقبة أمنيين وعسكريين بنية استهدافهم"، بحسب البيان.
فيما أكد مسئولون تونسيون اليوم الخميس 2 يوليو 2015 إنه تم الكشف عن ما وصفوها بأنها خلية إرهابية مسؤولة عن الهجوم على المنتجع الساحلي في سوسة.
وقال الوزير التونسي كمال الجندوبي، المسؤول عن التواصل مع الجهات الدستورية والمدنية والمكلف بمتابعة التحقيقات بشأن هجوم سوسة، إنه تم احتجاز ثمانية أشخاص للاشتباه بأن لهم صلات مباشرة بالهجوم الذي وقع الجمعة الماضي.
وقال أحد المتابعين إن وجود شبكة دعمت المهاجم تثير المخاوف من احتمال شن المزيد من الهجمات، وكانت السلطات أعلنت في وقت سابق أنها اعتقلت 12 شخصًا مشتبها بهم في إطار تحقيقها في الهجوم الذي أودى بحياة 38 شخصا، معظمهم من البريطانيين.

ونقل راديو موزائيك في تونس عن لزهر العكرمي، الوزير المكلف بالعلاقة مع مجلس النواب والقيادي في حزب نداء تونس إعلانه لعمليات الاعتقال، بيد أنه لم يحدد مكان وتوقيت هذه الاعتقالات، مشيرًا إلى أن الشرطة مازالت تتعقب اثنين من المشتبه بهم، وأنهما تلقيا تدريبا في معسكر "للجهاديين" في ليبيا مع منفذ الهجوم.
وأوضح العكرمي قائلا: هذه مجموعة تلقت تدريبًا في ليبيا ولها نفس الهدف، اثنان هاجما متحف باردو وواحد هاجم سوسة.
الجدير بالذكر أن السلطات حددت شخصية منفذ هجوم سوسة وهو الطالب التونسي سيف الدين رزقي البالغ من العمر 28 عاما، قالت الداخلية التونسية إن المهاجم التونسي تدرب في ليبيا على حمل السلاح مع المهاجمين اللذين نفذا الهجوم على متحف باردو.