بوكو حرام تصعد هجومها وأولاند يدعو لمؤتمر قمة
السبت 04/يوليو/2015 - 06:24 م
طباعة

استمرارًا لنزيف الدماء التي تهدرها بوكو حرام في قلب نيجيريا وحالة عدم المواجهة الشاملة لخطر هذه الجماعة فقد قالت مصادر عسكرية، إن متشددين يشتبه في انتمائهم لجماعة «بوكو حرام» النيجيرية، هاجموا، الجمعة، مشارف عاصمة ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا، في تصعيد لهجماتهم بعد أسبوع من إراقة الدماء قتل خلاله أكثر من 150 شخصا.

وكذلك قتل 12 شخصا حين فجرت فتاة نفسها داخل مسجد في قرية ملاري بشمال شرق نيجيريا، بحسب ما أفاد امس لوكالة فرانس برس عنصر في ميليشيا تقاتل إسلاميي بوكو حرام إلى جانب الجيش.
وقال دنلامي أجاوكوتا القيادي في ميليشيا محلية: "شنت انتحارية هجوما على مسجد ملاري، القرية القريبة من كوندونغا والتي تبعد 35 كلم من مايدوغوري، حيث قتلت 12 شخصًا واصابت سبعة اخرين".
وأشار أن "الانتحارية كانت فتاة في الخامسة عشرة، لقد شاهدها المصلون الذين كانوا يستعدون لصلاة العصر".
وأثبت الشاهد جاجيمي مالا الذي ساعد في نقل الضحايا هذه الحصيلة وسن الفتاة، وأشار إلى إن الفتاة "كانت مجهولة بالنسبة الى سكان القرية وحين شوهدت قرب المسجد طلب منها الرحيل".
وتابع ان الفتاة "غادرت عندها المسجد واعتقد الجميع انها غادرت، ولكن حين هم الناس بالصلاة في المسجد ركضت الى الداخل وفجرت نفسها".

ولم تتبن أي جهة حتى الآن الهجوم، لكن أسلوب تنفيذه يذكر بنهج بوكو حرام الذين سبق ان استخدموا فتيات كانتحاريات، وولاية بورنو حيث تقع قرية ملاري التي تشكل معقلا للمتمردين.
وهذا الهجوم الانتحاري خلال رمضان يأتي غداة ثلاث هجمات دامية خلفت 145 قتيلا على الأقل في شمال شرق نيجيريا وتعتبر أسوأ مجزرة ترتكبها بوكو حرام منذ تولي الرئيس النيجيري محمد بخاري الحكم في 29 مايو الماضي.
وقام من يشتبه بأنهم مسلحون من جماعة بوكو حرام بقتل 11 رجلا الليلة قبل الماضية في شمال شرق نيجيريا، بعد ان اخرجوهم من منازلهم وأطلقوا النار عليه بسبب هروبهم من التجنيد الاجباري في صفوف الجماعة، بحسب سكان.
وقال احد السكان ويدعى عيسى مشيليا ان "مقاتلي بوكو حرام قتلوا 11 شخصا من قريتنا "ميرينجا" صباح امس. وكان القتلى فروا من قرية جوارجوير في ولاية يوبي المجاورة ولجأوا الى قريتنا بعد ان حاولت جماعة بوكو حرام إجبارهم على الانضمام الى صفوفها".
ردود الأفعال:

وعلى صعيد آخر قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يوم الجمعة 3 يوليو 2015، إنه مستعد لتنظيم قمة جديدة للدول التي تحارب جماعة بوكو حرام المتشددة التي منيت بهزائم في الأشهر الأخيرة في حملتها لإقامة دولة إسلامية في شمال شرق نيجيريا.
وأدلى أولاند بهذه التصريحات بعد محادثات أجراها في ياوندي عاصمة الكاميرون مع الرئيس بول بيا. والكاميرون جزء من مجموعة من دول المنطقة بدأت حملة ضد بوكو حرام هذا العام تضم نيجيريا والنيجر وتشاد.
وقال أولوند إن "نيجيريا والكاميرون بحاجة إلى أفضل علاقات.. للعمل معا. هذا يتفق تماما مع الروح التي كانت لدينا في قمتنا الأخيرة في باريس لاتخاذ قرارات مهمة بشأن بوكو حرام التي بدأ تهديدها يزيد. فيما اكد اولاند: "إنني مستعد للتجمع من جديد فور أن يحدد لي الرؤساء موعدا لهذا المؤتمر حتي يمكن أن نحسن العمل معا ." وعقدت قمة باريس في مايو أيار 2014.
واحتلت بوكو حرام في وقت سابق من العام الجاري مساحات واسعة من شمال شرق نيجيريا وشنت هجمات على نحو متزايد على دول مجاورة مما دفع زعماء المنطقة إلى القيام بتحرك لوقف المكاسب التي تحققها الجماعة.
وأدت عمليات نفذتها قوات اقليمية إلى طرد المتشددين من معظم مواقعهم وتوعد الرئيس النيجيري محمد بخاري بسحق فلول هذه الجماعة.

ورد المتشددون وهاجم أشخاص يشتبه بأنهم من المتمردين أطراف عاصمة ولاية في شمال شرق نيجيريا يوم الجمعة مصعدين الهجمات بعد أسبوع قُتل فيه أكثر من 150 شخصا.
ومن ناحيته أدان السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية ، الهجمات الإرهابية التي شنتها جماعة بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا والتي أسفرت عن مقتل حوالي 200 شخص.
وأكد «عبد العاطي»، في بيان صحفي اليوم السبت 4 يوليو 2015، وقوف مصر مع حكومة وشعب نيجيريا في مواجهة الإرهاب الغاشم، وقدم خالص التعازي لأسر الضحايا.
ودعا المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤوليته في مواجهة ظاهرة الإرهاب الذي يستهدف الأمن والاستقرار في كافة أرجاء العالم.
كما أدان الاتحاد الأوروبي تلك الهجمات التي استهدفت، مصلين مسلمين في قريتين شمال شرق ولاية بورنو النيجيرية، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 150 شخصا.
وأكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجريني، في بيان: «وقوف الاتحاد الأوروبي مع الشعب والسلطات النيجيرية في كفاحنا المشترك ضد الإرهاب».

و ذكرت موجريني أن الاتحاد الأوروبي «قدم في يونيو، 21 مليون يورو كمساعدات إنسانية للنازحين في نيجيريا والدول المجاورة المتضررة من العنف والتنظيمات الإرهابية».
و أعربت المسؤولة الأوروبية في البيان عن ثقتها في «قدرة السلطات النيجيرية على مكافحة الإرهاب بكل عزم، فيما سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم نيجيريا في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك معالجة الاحتياجات العاجلة».
كما استنكر الأزهر الشريف تلك الهجمات الإرهابية التي شنها مسلحون على عدة بلدات شمال شرق نيجيريا، واستهدفت رجالًا وأطفاًلا كانوا يؤدون الصلاة في المساجد ونساء يحضرن الطعام في منازلهن، وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 150 شخصا وإصابة آخرين.

وأكد الأزهر الشريف في بيان له، امس الجمعة، أن هذه الأعمال الإرهابية تخالف تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة، مطالب بضرورة التصدي لهذه الجماعات الإرهابية التي لا تراعي حرمة بيوت الله عز وجل ولا حرمة الدماء المعصومة، ولا حرمة الشهر الفضيل.
وأضاف البيان أن الأزهر الشريف إذ يعرب عن خالص تعازيه لأسر وعائلات الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، فإنه يشدد على ضرورة اتخاذ السلطات النيجيرية كافة الإجراءات التي من شأنها القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية بما يضمن حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم.