تضارب الأنباء عن هدنة في اليمن.. والمبعوث الدولي في صنعاء

السبت 04/يوليو/2015 - 10:17 م
طباعة تضارب الأنباء عن
 
يستمر الصراع في اليمن بين جماعة أنصار الله "الحوثيين" والرئيس عبدربه منصور هادي، مع فشل الجهود في التوصل إلى اتفاق وإنهاء النزاع، مع تفاقم الوضع السياسي وسط مطالب دولية للهدنة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
جددت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، فجر السبت، قصفها لمعسكرات ومخازن أسلحة الحوثيين في العاصمة صنعاء.
وذكر موقع "المشهد اليمني" أن دوي انفجارين عنيفين سمع بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات التحالف فضلا عن إطلاق مضادات الطائرات لنيرانها في سماء العاصمة.
وقال شهود عيان، إن نحو 15 غارة استهدفت معسكرات "النهدين"، و"الحفا"، و"خشم البكرة "، و"السواد"، و"الدفاع الجوي"، التابعة للحوثيين، ومخازن أسلحة تابعة لهم في منطقة "صرف" .
كما استهدفت الغارات مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في جنوب وشمال ووسط صنعاء.
 من جانبهم، أطلقوا الحوثيون بكثافة المضادات الأرضية، مما تسبب في وقوع إصابات في عدد من الأحياء بين المواطنين نتيجة الإطلاق العشوائي للرصاص.
ولا تزال الانفجارات العنيفة تهز شرق صنعاء، بعد استهداف طيران التحالف العربي فجر السبت أحد مخازن الصواريخ التابعة للدفاع الجوي، في معسكر "خشم البكرة" الواقع على طريق صنعاء مأرب، شرق العاصمة في مديرية بني حشيش.
ونقلا عن "المشهد اليمني" فقد أكد شهود عيان وسكان محليون أن الصواريخ لا تزال تتطاير، بالتزامن مع انفجارات عنيفة سمع دويها وشملت جنوب صنعاء، وقد استهدف الطيران معسكر خشم البكرة، بعدة صواريخ أسفرت عن انفجار أحد مخازن الصواريخ.
على صعيد آخر، قالت جماعة الحوثي إن الضربات الجوية التي تقودها السعودية أسفرت عن مقتل نحو 16 شخصا في اليمن الجمعة في حين دعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى وقف مؤقت للقتال لإتاحة المجال لإيصال المساعدات إلى المدنيين المنكوبين.
وقالت مصادر الحوثيين إن 6 أشخاص بينهم امرأة وطفل قتلوا وأصيب 6 في غارة جوية بحي الجراف في صنعاء وقت الفجر.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن 10 أشخاص قتلوا في هجمات جوية تقودها السعودية على مبنى في مدينة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة جنوب غرب البلاد.
وقال مسئولون محليون إن 8 من الحوثيين قتلوا أيضا في انفجار بمكتبة عامة في ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر الذي يستخدمه أفراد من الجماعة، لكن تضاربت الأنباء بشأن سبب الانفجار إذ أفاد تقرير بأن سببه ضربة جوية بينما قال آخر إنه ناتج عن سيارة ملغومة.
كما قصفت طائرات التحالف جبل فج عطان المطل على صنعاء وتوجد به قاعدة عسكرية ومخزن أسلحة تكرر استهدافهما بالضربات الجوية خلال الحرب التي بدأت قبل ثلاثة أشهر.
وقالت "سبأ"  إنه في الهجوم الذي وقع عند الفجر قصفت الطائرات أيضا "مبنى تابعا لوزارة الاتصالات ما أدى إلى احتراقه بالكامل وتدمير مبان أخرى."
ونفذت الطائرات الحربية هجوما آخر على العاصمة قرب وقت الظهيرة لكن لم ترد على الفور أنباء عن وقوع خسائر أو أضرار.
من جهة أخرى، أفادت مصادر قبلية، السبت، أن طيران التحالف قصف مصنعا للصواريخ والذخائر قرب صعدة، مما أدى إلى مقتل 23 شخصا.
وأضافت المصادر أن المصنع الواقع في ساقين القريبة من صعدة، معقل الحوثيين في شمال اليمن، استهدفته غارة جوية ليلة الجمعة.
وفي جنوب اليمن، قتل 23 متمردا مساء الجمعة  خلال معارك في عدن مع القوات الموالية للحكومة في غارات جوية للتحالف، فيما قتل اثنان آخران بانفجار عبوة قرب عتق كبرى مدن محافظة شبوة، حسب ما ذكرت مصادر عسكرية.

الحديث عن الهدنة:

الحديث عن الهدنة:
في سياق آخر، قالت جماعة الحوثي، السبت، إن نقاشا يجري مع الأمم المتحدة بشأن وقف القتال حتى نهاية شهر رمضان للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه التقى بمبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يوم الجمعة لمناقشة الأمر.
كما قال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقا) سلطان البركاني إن جهودا ومساعي تبذل، حالياً، من قبل مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، ومسؤولون في سلطنة عمان لإعداد صيغة "هدنة" انسانية في اليمن إلى ما بعد عيد رمضان. 
وفي إطار الحديث المتجدد عن هدنة مُقترحة،  الحكومة اليمنية من الرياض، وجود "اتفاق حتى اليوم على هدنة". وأكد في الوقت نفسه، أن "المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المتواجد حالياً في الرياض، يسعى إلى عقد هدنة، بدعم من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، غير أنها لم تزل قيد البحث والتفاوض". 
ومن المنتظر أن يصل المبعوث الدولي، اسماعيل ولد شيخ أحمد، الأحد المقبل إلى اليمن، لمتابعة المشاورات حول الهدنة مع المكونات السياسية اليمنية، في مقدمتها الحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي العام" التابع لصالح، حول تسوية للأزمة. وأفادت صحف خليجية، الجمعة، أن الحوثيين يحضرون لطرح مبادرة على المبعوث الأممي، بتشكيل "حكومة شراكة"، تضمّ فصائل سياسية متحالفة معهم في "الحراك الجنوبي". وأوضحت المصادر أن هذه المبادرة هي ورقة يلعب بها الحوثيون لكسب الوقت واستمالة الجنوبيين لتأكيد "عدم رغبتهم في البقاء في المدن الجنوبية وفي المقدمة عدن.

دعوات دولية للتهدئة:

دعوات دولية للتهدئة:
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس إلى "وقف إنساني" للصراع خلال شهر رمضان للسماح لمنظمات المساعدات الدولية بتوصيل المساعدات الغذائية والدواء والوقود.
من جهته، قال الاتحاد الأوروبي، الجمعة إنه يدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار لأغراض إنسانية وطالب قوات التحالف بقيادة السعودية بتخفيف القيود على دخول السفن الموانئ اليمنية.
وأشار أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أنه "لا تزال التفاصيل غير واضحة فيما يتعلق بتاريخ البدء ومدة الوقف لأغراض إنسانية، لكن المبعوث الخاص يرى أن هناك ما يدعو للتفاؤل بأن الأطراف ستتفق خلال الأيام المقبلة".

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
هذه التطوّرات تأتي تزامناً مع تجدد الدعوات الدولية إلى إرساء هدنة إنسانية في اليمن، حيث أعلنت الأمم المتحدة "أقصى حال الطوارئ"، وقال الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن "كل الوكالات اتفقت على إعلان الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية (وهي أعلى درجة تستخدمها المنظمة) لفترة ستة شهور" في اليمن، إذ يحتاج أكثر من 21.1 مليون شخص، وهو ما يوازي 80 في المئة من الشعب اليمني، إلى مساعدات، كما يعاني 13 مليون شخص نقصاً في الأغذية، و9.4 مليون شخص من قلة المياه.
وأكّد مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في عدن جنوب اليمن، الخضر لصور، مقتل 858 شخصاً من المدنيين بينهم 259 طفلاً وامرأة، في المعارك الدائرة في المدينة منذ مئة ويومين، فيما بلغ عدد الجرحى 6879.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
الحراك السياسي الإقليمي والدولي فيما يخص الشأن اليمني كان ولا يزال دون المستوى المطلوب، خاصة أن اليمن أصبح على شفير الانهيار وبات يعاني من ويلات الحرب والصراع الدموي مع تمدد "داعش" وتنظيم القاعدة في اليمن.
وتستمر الحرب، و الشعب اليمني هو الخاسر الوحيد وسط استمرار جماعات الدماء المتاجرة باسم الشعب، والمدافعة عنه، في وقت تغيب فيه مقومات الدولة وتسقط مؤسساتها تحت سيطرة المليشيات المختلفة، ويرفع درجة القلق في اليمن تمدد وجود تنظيم "داعش".

شارك