اليمن يتجه للهدنة.. وصحيفة تكشف تورط "حزب الله" في الصراع الدائر
الإثنين 06/يوليو/2015 - 04:57 م
طباعة

دخل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، صراع مع الوقت من أجل التوصل الي هدنة بين الأطراف المتصارعة، يواكبه صراع بين تنظيم الدولة "داعش" وتنظيم القاعدة على النفوذ والسيطرة علي البلاد، مع الحرب الدائرة بين جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، والقوات واللجان الشعبية الموالية لرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
الوضع الميداني

شنّت طائرات التحالف بقيادة السعودية، فجر اليوم الاثنين، غارات على مقر رئيسي لحزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يترأسه الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، في وقتٍ أحرزت فيه "الجانة الشعبية" تقدماً غرب عدن.
واستهدفت الغارات، فجر الاثنين، مقر اللجنة المركزية لحزب المؤتمر الشعبي العام ومنزل عمار محمد عبد الله صالح، بن شقيق الرئيس اليمني السابق، كما استهدف القصف منزل اللواء يحيى الشامي، محافظ صعدة الأسبق، وهو والد نائب رئيس الأركان المنتمي إلى الحوثيين، زكريا الشامي.
وفي شمال العاصمة، وتحديداً في حيي الجراف والروضة، استهدف التحالف منزل قائد الشرطة الجوية، عبدالسلام الكبسي، ومنزل رجل الأعمال صالح دغسان.
أما في عدن، فقد تعرضت، فجر اليوم الاثنين، الأطراف الشمالية من المدينة، لقصف من مليشيات الحوثيين والمخلوع، لاسيما أحياء في دار سعد والمنصورة، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وفق مصادر طبية.
وفي محافظة لحج، شنت "المقاومة" في مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، هجمات على مليشيات الحوثيين والمخلوع، ما أدى إلى سقوط العديد منهم بين قتيل وجريح، كما تمكنت "المقاومة" من قتل القائد الميداني، المدعو أبو أيمن الحوثي، وعدد من مرافقيه، في عملية وصفتها بـ"النوعية".
وقتل ما لا يقل عن 14 من الحوثيين في المعارك الميدانية مع اللجان الشعبية في مدينة تعز، وأُصيب عدد منهم أيضا بعد استهداف عرباتهم في مدينة إب.
وطبقا لمصادر في المقاومة الشعبية فإن رجال المقاومة الشعبية في منطقة البرح غرب مدينة تعز نصبوا كمينا محكما لسيارة كانت تقل مسلحين حوثيين متجهين إلى مدينة تعز.
وفي إب نفذ رجال المقاومة الشعبية عمليتين نوعيتين الأولى بالقرب من مقر الحوثيين الرئيسي وسط المدينة.
في المقابل أعلنت جماعة الحوثي أنها أطلقت 39 صاروخا على معسكر مجازة في محافظة ظهران السعودية و 6 صواريخ على معسكر الرديف في جيزان، كما نشر الحوثيون صورا لاختراقهم أحد المواقع العسكرية السعودية في نجران.
فيما كشفت صحيفة المدينة، السعودية، عن أن طائرات التحالف دمرت في وقت متأخر من مساء السبت، منصة إطلاق لمنظومة سكود الروسية في مديرية حرض شمال محافظة حجة الحدودية مع السعودية.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر محلية لم تسمها، أن عناصر من الحرس الجمهوري التابع للرئيس السابق كانوا يستعدون لإطلاق صاروخ سكود نحو الأراضي السعودية بعد أن ثبتوا منصة الإطلاق الخاصة به، إلا أن طائرات التحالف عاجلتهم قبل أن يتم إطلاق الصاروخ.
شنت طائرات التحالف صباح اليوم الاثنين غارات جوية استهدفت مواقع يتمركز فيها مسلحون حوثيون وموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح بمحافظة الضالع جنوبي اليمن.
ومن بين تلك المواقع التي طالها القصف مقر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) المتواجد على المدخل الجنوبي لمديرية قعطبة، والذي يقع تحت سيطرة الحوثيين.
دور حزب الله

فيما كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تحقيق لدانيال سوبلمان، عن دور حزب الله اللبناني، في الحرب الدائرة باليمن، وتنقل الصحيفة عما تسميه "قائداً في حزب الله" من بيروت قوله إنّ "المقاتلين الحوثيين "قد تدربوا معنا في إيران، ثم قمنا بتدريبهم هنا وفي اليمن، لذلك قدّمنا المشورة حول التوقيت الأفضل للرد، والامتناع عن ذلك"، ويتفرغ سوبلمان لإثبات أن الحوثيين يعتمدون أساليب قتال حزب الله بحرفيتها، بحسب عقيدة عسكرية تفيد بالإبقاء على درجة من المناعة ضد التفوق الجوي للطرف الأكثر تفوقاً، مع الاستفادة تدريجياً من نقاط ضعف هذا الأخير، وذلك من خلال قصف الأهداف العسكرية والمدنية عبر الحدود. ويفترض هذا النموذج أنّ الطرف الأقوى سيضطر في نهاية المطاف إلى الحد من غاراته الجوية أو وقفها، أو المجازفة أكثر ونشر قوات برية. ومما لا شك فيه أنّ المناورات البرية في الصراعات غير المتكافئة غالباً ما تكون مكلفة، وتميل إلى ترجيح كفّة المنظمات المسلحة على حد تعبير سوبلمان. وعلى ذمة "فورين بوليسي"، "كان حسن نصر الله العقل المدبر لمعظم ما حدث خلال الشهر الماضي على الحدود السعودية اليمنية. وقبل أسابيع من بدء الحوثيين بالرد على أهداف، ومدن وقواعد عسكرية على الحدود السعودية، ألمح زعيم حزب الله إلى أنّ حدوث ذلك كان وشيكاً. ففي 6 أبريل الماضي، أشار إلى أنّ الحوثيين كانوا قادرين على ضرب أهدافٍ عسكرية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ، والتقدّم في داخل المملكة العربية السعودية". ثم في 17 أبريل، أشار نصر الله إلى أنّه فيما تحلى الحوثيون حتى الآن بالصبر الاستراتيجي في مهاجمة السعودية، وهذه فرصتهم الآن لمهاجمة المدن والمناطق السعودية كنجران، وجيزان، وعسير". ويجزم الكاتب الأميركي أنه في 5 مايو ، بدأ الحوثيون وحلفاؤهم بقصف الأهداف التي حددها نصر الله، بداية باستخدام قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، لكنهم زادوا تدريجياً مستوى هجماتهم باستخدام صواريخ وقذائف ذات شحنات متفجرة أكثر وزناً وأطول مدى.
"داعش" تستعد للإطاحة بالقاعدة
وعلي صعيد الحرب الدائرة بين تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الارهابي، وتنظيم القاعدة في اليمن، توقع خبير بشؤون تنظيم "القاعدة" باليمن، أن يعلن قاسم الريمي، أمير التنظيم، انضمامه إلى تنظيم "داعش" ومبايعة أبي بكر البغدادي. وأكد رياض الغيلي، الخبير بشؤون "القاعدة"، أن "ما يجري الآن باليمن هو مساعدة قاسم الريمي على السيطرة الكاملة على التنظيم بالتخلص من القيادات التي لا تزال تعارض مبايعة البغدادي، ومن ثم إعلان الانضمام ل "داعش" ومبايعة البغدادي".
قد أعلن في منتصف يونيو الماضي، مقتل زعيمه ناصر الوحيشي، بغارة أمريكية. وبعد مقتل زعيم "قاعدة" اليمن، بات الريمي، قائداً للتنظيم، دون الرجوع إلى مسؤولي "القاعدة" الأم.
الحوار اليمني

وعلي صعيد الحورا اليمني ومحاولة اقرار هدنة انسانية، المحت الحكومة اليمنية أمس الأحد إلى احتمال قبولها بمقترح إقرار "الهدنة الإنسانية" الذي تقدمت به الأمم المتحدة، معتبرة أن تفعيل الهدنة مرتبط بالواقع الإنساني الذي تعيشه الكثير من المناطق في اليمن. وجاء الموقف باجتماع عقدته الحكومة الأحد في مقر إقامتها في العاصمة السعودية، برئاسة خالد بحاح، استمعت فيه إلى تقرير مفصل عرضه وفد حكومي زار الولايات المتحدة الأميركية، وتناول التقرير الجهود السياسية التي تبذلها الحكومة والموقف من مجريات الأحداث والتحديات التي تواجهها في المرحلة الاستثنائية. وحسب موقع وكالة الأنباء اليمنية الرسمية الموالي للشرعية، فقد تطرق التقرير إلى نتائج اللقاءات مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ورسالته الخاصة بالهدنة الإنسانية وآليتها وسبل تفعيل قرار مجلس الأمن 2216 المتعلق بالشأن اليمني. وأشار التقرير إلى أن "تفعيل الهدنة مرتبط بالواقع الإنساني الذي تعيشه الكثير من المناطق داخل الوطن وهي في حال إقرارها ستكون من أجل الإنسان اليمني الذي يعاني ويلات الحرب وقساوة الظروف التي تسببت بها المليشيات المسلحة".
الدور الايراني

وعلي صعيد الحضور الايراني في الازمة اليمنية، قال مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي الاحد مع المبعوث الاممي الى اليمن ، ان وقف اطلاق النار والحوار ، يعتبران السبيل الوحيد لتسوية القضية اليمنية .
واكد امير عبد اللهيان علي دعم ايران للجهود التي يبذلها المبعوث الاممي لوقف اطلاق النار ورفع الحصار الانساني وعقد حوارات فاعلة بين اليمنيين وتكميل المسيرة السياسية في هذا البلد.
وقال ان ايران ومنذ بداية الهجمات العسكرية الاجنبية علي اليمن اعلنت صراحة ان العمل العسكري السعودي يعتبر خطا استراتيجيا بحيث ان نتيجته الوحيدة ، قتل الشعب اليمني وانتشار الارهاب وزعزعة الامن في منطقة الخليج الحساسة .
واكد ان ايران تؤمن بان المجموعات والاحزاب اليمنية بإمكانها ان تتوصل الي اتفاق دائم تحت اشراف الامم المتحدة .
من جانبه شرح اسماعيل ولد الشيخ احمد الجهود التي يبذلها لإحلال هدنة انسانية سريعة في اليمن خلال مشاوراته الاخيرة مع مسؤولي دول المنطقة والمفاوضات الجارية مع ممثلي المجموعات اليمنية في صنعاء وقال ان الدعم الاقليمي واسناد الجمهورية الاسلامية الايرانية يؤديان الي تعزيز هذه الجهود لوقف الحرب سريعا والحد من الام الشعب اليمني .
واضاف : ان الوضع الانساني في اليمن قد وصل الي حد كارثي بحيث ليس هناك حل سوي وقف الحرب واعلان هدنة وتسوية المشاكل عبر الحوار داعيا جميع الاطراف الي التعاون للخروج من الازمة الجارية في اليمن
المشهد اليمني

ومع مساعي الأطراف الداخلية والخارجية من أجل هدنة في اليمن، يترقب اليمنيون- الواقع بين كل أولئك والمتضرر منهم- خبراً واحداً فقط يتمنى أن يصل إلى مسامعهم بشكل عاجل، وهو اتفاق الأطراف المتصارعة على هدنة إنسانية يحفظ دماء اليمنيين المتبقية ويعيد الحياة إلى طبيعتها.. هل سينجح المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بتحقيق حلم الشعب اليمين بعيدًا عن أمراء الحرب في تحقيق أمنية الهدنة ووقف الحرب؟