تزايد أزمة المقاتلين الأجانب بين أوروبا وإفريقيا
الإثنين 06/يوليو/2015 - 11:00 م
طباعة


المقاتلون الاجانب
لا تزال أزمة المقاتلين الأجانب تحتل صدارة مناقشات القادة الأوربيين، في ظل استمرار جذب تنظيم داعش لكثير من الأجانب للجهاد في صفوفه، في الوقت الذي تتضارب فيه الأرقام الرسمية لأعداد المقاتلين الأجانب، بالرغم من تصريحات رئيسة فريق مكافحة الإرهاب في الجهاز الأوروبي للتعاون القضائي "ميشيل كونينسك" أن الرقم يقارب 25 ألف جهادى.
شددت على أنه في عام 2012 كان عدد المقاتلين الأوروبيين في سورية والعراق يتراوح بين 600 إلى 700 مقاتل، قبل أن يرتفع إلى بضعة آلاف في السنوات التي تلت، ولكنها لم تحدد الجهات التي يقاتل هؤلاء الأجانب في صفوفها، ولكنها أوضحت أن التنظيمات الارهابية نجحت في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لاستقطاب المؤيدين ودفعهم إلى الانضمام لصفوفها.
وكانت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بمراقبة العقوبات الدولية المفروضة على تنظيم القاعدة الإرهابى حذرت من اتساع نطاق ظاهرة المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيمات الإرهابية حول العالم، وقدرت اللجنة عدد الأجانب المنضمين إلى تنظيمي القاعدة وداعش في منطقة الشرق الأوسط بأكثر من 25 ألف مقاتل أجنبي ، مع الاشارة إلى أن سوريا والعراق بها من إجمالي هذا العدد نحو 20 ألف مقاتل أجنبى تركوا بلدان منشآهم وانضموا إلى صفوف مقاتلي القاعدة وداعش في كلا البلدين .

الجماعات فى افريقيا تجذب الاجانب
شدد التقرير إلى أن ظاهرة انضمام المقاتلين الأجانب إلى صفوف القاعدة وداعش تشبه انضمامهم إلى التنظيمات المسلحة في أفغانستان خلال تسعينيات القرن الماضي، موضحا أن أفغنستان لم تفقد إلى الآن جاذبيها في أعين المقاتلين الأجانب الساعين إلى الانضمام لجماعات التطرف وأمراء الإرهاب، واستشهد التقرير الأممي بالبيانات الرسمية الصادرة عن الشرطة الأفغانية التي قالت إن 6500 مقاتل أجنبى وافد يقيمون حاليا على الأراضي الأفغانية وأن جميعهم من "العناصر النشطة"، منوها إلى أن الدول التي يأتي منها المقاتلون الأجانب قد ارتفع عددها إلى نحو مائة دولة في الوقت الراهن من بينها دول لم يكون معروفا عنها خروج عناصر إرهابية منها من بينها روسيا وتونس وفرنسا والمغرب والمالديف وفنلندا وترينداد وتوباجز، ومن ثم حث التقرير دول العالم وأجهزة مخابراتها إلى التبادل الصادق والأمين للمعلومات حول تحركات المشتبهين الذين عادة ما يتحولون إلى مقاتلين أجانب، وطالب التقرير دول العالم بتحديث قوائم الترقب والوصول إليها بشكل دائم وديناميكي.
وهذه المشكلة لا تقتصر على المجاهدين مع داعش في سوريا والعراق، وإنما في التنظيمات الارهابية في افريقيا، والتي أعلنت البيعة لداعش مثل بوكو حرام، فمن جانبه حذر نائب الرئيس الكيني ويليام روتومن أن الأجانب الذين يقاتلون في القرن الإفريقي إلى جانب "حركة الشباب" سيثيرون المشاكل في أوروبا إذا أفلتوا من القوات الأمنية، موضحا أن مقاتلين أجانب البعض منهم أوروبيون، موجودون في بلدان القرن الإفريقي، مشيرا إلى أنه إذا أفلت هؤلاء من الملاحقة الأمنية سيعودون إلى بلدانهم ليتابعوا أنشطتهم القتالية".
وسبق أن أعلنت السلطات الكينية عن وجود متطرف بريطاني بين عناصر حركة الشباب، الذين قتلوا خلال هجوم على قاعدة عسكرية كينية، حيث يعد طوماس إيفانز (25 عاما) أول متطرف بريطاني يقتل في كينيا، وينحدر من باكينجهمشير في جنوب بريطانيا، حيث انضم إلى حركة الشباب في 2011 بعدما اعتنق الإسلام في 19 من عمره، بحسب ما ذكرته الصحافة البريطانية.

داعش يتمدد بفضل الاجانب
وبث التليفزيون البريطاني شريط فيديو صوره إيفانز على ما يبدو قبل الهجوم الذي قضى فيه، وظهر فيه ناشطون في وسط معركة وهم يتعانقون قبل الهجوم، بينهم على ما يبدو متطرف ألماني هو اندرياس مولر.
وتشكل حركة الشباب منذ فترة طويلة نقطة جذب قوية للمقاتلين الأجانب، لكن بروز الساحتين العراقية والسورية حجب الجبهة الصومالية عن المتطرفين الأوروبيين، ومن أشهر الأوروبيين المشتبه في التحاقهم بصفوف حركة الشباب، البريطانية سامنتا لويتوايت، الملقبة "الأرملة البيضاء" والملاحقة في كينيا بتهمة حيازة متفجرات منذ ديسمبر 2011، وتعد لويتوايت التي اعتنقت الإسلام في 31 من عمرها، هي أرملة جرمان ليندستي، أحد المتطرفين الأربعة المسؤولين عن الهجمات الانتحارية في 7 من يوليو 2005 في لندن التي أودت بحياة 52 شخصا.
من جانبها أكدت صحيفة الإندبندنت إن قوات البشمركة ينضم لها العشرات من المقاتلين الغربيين، على غرار انضمام الجهاديين من الدول الغربية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".، والاشارة إلى أن أحد المقاتلين الأجانب في صفوف البشمركة، يدعى "سكوت" تحدث للصحيفة، وقال إنه جندي أمريكي سابق تطوع للقتال مع الكرد في العراق منذ 6 أشهر، والتأكيد على أن انضمام المقاتلين الغربيين لداعش يثير خوف حكومات بلادهم، لكن الآن هناك أيضا تدفق مقاتلين غربيين للقتال مع الكرد في ما يعرف باللواء الدولي، ورغم ترحيب الكرد بهم إلا أن ما يحتاجه الكرد هو السلاح وليس المقاتلين.

داعش يجذب الاجانب
من جانبه شدد سكوت على أن العشرات من المتطوعين الأجانب في صفوف البشمركة يصلون للعراق دون أي خبرات سابقة في القتال، لكن الأغلبية يكونون من الجنود السابقين الذين حاربوا في أفغانستان أو العراق الذين لا يستطيعون التكيف مع الحياة المدنية.
أشارت الصحيفة أن الموقف الكردي الرسمي هو عدم السماح بتواجد مقاتلين أجانب في الصفوف الأمامية في الاشتباكات ورغم انضمام أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب للبشمركة والمليشيات المسيحية فإنه من الصعب الوصول لتقديرات دقيقة لأعدادهم.
يذكر أن البشمركة يعتمدون على غارات التحالف الدولي في القتال ضد داعش رغم الشكاوى من قلة الغارات والتي يصر مسؤولو التحالف على أن هذا بسبب حرصهم لتجنب استهداف المدنيين، وينضم لها العشرات من المقاتلين الغربيين، على غرار انضمام الجهاديين من الدول الغربية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وحاليا يعتمد البشمركة على غارات التحالف الدولي في القتال ضد داعش رغم الشكاوى من قلة الغارات والتي يصر مسؤولو التحالف على أن هذا بسبب حرصهم لتجنب استهداف المدنيين.