لماذا رفضت أمريكا إرسال قوات برية لمواجهة "داعش"؟
الثلاثاء 07/يوليو/2015 - 06:10 م
طباعة

رغم التقارير الاستخباراتية التي أكدت عدم جدوى الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ضد تنظيم الدولة "داعش"، في سوريا والعراق، ما لم يكن هناك تحرك على ميدانيًا على الأرض، حيث جددت أمريكا موقفها الرافض من التدخل البري غي العراق لقتال تنظيم داعش.
كانت العديد من التقارير أشارت إلى أن أمريكا لن ترسل أي قوات إلى العراق، في إطار حربها على "داعش"، كون أمريكا لا تريد إعادة سيناريو تورطها في أفغانستان، فضلاً عن تورطها مجدداً في العراق.

الرئيس الأمريكي براك أوباما، أعلن في مؤتمر صحفي عقده في البنتاجون أمس (الاثنين)، بعد اجتماعه مع مستشاريه لشئون الأمن القومي أن بلاده لن ترسل أي قوات برية لمحاربة تنظيم "داعش"، ونفى أوباما وجود خطط لإرسال قوات أمريكية لإجراء عمليات عسكرية خارج البلاد.
وفي لافتة، اعتبرها مراقبون أنه تعود على احتمالية دعم واشنطن قوات "الحشد الشعبي" الشيعية المدعومة بقوة من طهران، أكد أوباما أن الولايات المتحدة تحتاج إلى شريك فعال في محاربة "الدولة الإسلامية" على الأرض، مشيرا إلى أن القوات البرية المحلية هي التي يجب أن تحارب التنظيم المتطرف ميدانيا، وعلى الرغم انه لم يسمي تلك القوات، إلا أن مراقبون قالوا إنه يشير إلى قوات الحشد الطائفية.

وذكر الرئيس الأمريكي بهذا الصدد أن إدارته وهو شخصيا يرون أن الضمان لهزيمة "داعش" يكمن في تعزيز القوات الأمنية المحلية. وأضاف: "ثمة إجماع مطلق على أننا إذا أردنا أن ننجح في مواجهة داعش، فعلينا أن نطور قوات أمن ستضمن التقدم، لن يكون كافيا الاكتفاء بإرسال قوات أمريكية كي تلحق هزيمة مؤقتة فقط بالتنظيمات الإرهابية من قبيل داعش".
ويبدو أن أوباما يحاول الدفاع عن التحالف الدولي الذي قادته بلاده، حيث قال إن الولايات المتحدة بدأت "تتقدم" في محاربة "داعش"، مشيرا إلى أن التنظيم فقد مؤخرا سيطرته على 40 منطقة في العراق، إلا أنه قال إن المعركة ضد "داعش" لن تنتهي قريبا وأن "استئصاله سيتطلب وقتا".

وعول أوباما على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة السورية، قائلاً: "السبيل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية (في البلاد) هو الانتقال السياسي إلى حكومة جديدة من دون بشار الأسد، وأنه بحث الموضوع خلال محادثاته مع قادة عدد من الدول الخليجية في كامب ديفيد وسط مايو الماضي، كما بحثه "مؤخرا" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ويمكن إجمال عدد من الأسباب التي تقف وراء عدم تدخل أمريكا برياً في العراق، بينها:
1 – بعض التقارير تتحدث عن اتهام أمريكا بدعم تنظيم "الدولة" لتفتيت المنطقة.
2 – الأزمة الاقتصادية، خاصة أن تقارير أشارت إلى أن تكلفة الجندي الأمريكي في اليوم الواحد هي عشرة آلاف دولار (أيام غزو العراق...شاملةً المعدات والنقل والغطاء الجوي والإمداد والتموين والاستخبارات)، بينما تكلفة المقاتل في تنظيم الدولة واحد دولار.

3 – التخوف من الرأي العام الداخلي في أمريكا، خاصة ان هناك العديد من القتلى والمصابين في الحروب الخارجية التي دخلتها أمريكا، بداية من أفغانستان إلى العراق.
4 – أمريكا أكبر مستفيد من الحروب الدائرة في المنطقة، حيث تساعدها تلك الأجواء على الترويج لتجارة السلاح.
5 – مخاوف أمريكا من التكلفة الإضافية للقتلى والمعاقين، حيث تؤكد الأرقام والوثائق أن أمريكا خسرت ما يزيد على 600 ألف قطعة من العتاد، ما بين دبابة وعربة قتال ومدرعة وهمفي ومروحية، وسقط ما يزيد على مليون عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ، من حروب العراق وأفغانستان.
لذلك يمكن القول، إن الجيش الأمريكي منهك وغير قادر على غزو أي دولة أخرى، وأي تهديدات بغزو دول بعينها كلام أجوف وغير واقعي، وأن الجيش الأمريكي عاجز عن خوض حروب جديدة، في الوقت الحالي، وأن اقتصاده لا يحتمل اجتياح قواته العسكرية دولة ثالثة برياً.