"داعش" و"الإخوان" في ليبيا.. السحر الذي انقلب على الساحر

الثلاثاء 07/يوليو/2015 - 08:17 م
طباعة داعش والإخوان في
 
شكل إعلان تنظيم داعش في  ليبيا عن  تنفيذه لعملية تفجير طائرة حربية بمقر الكلية الجوية في مصراتة الليبية بواسطة سيارة تسللت إلى مقر الكلية وتمكنت من الوصول إلى المقر الرئيس للذخيرة، وأدى تفجيره إلى تفجير طائرة حربية كانت بمحاذاة المخزن الموقع التابع لمليشيات "فجر ليبيا التابعة لـ"لإخوان المسلمون" مرحلة جديدة في الصراع بين الجماعة وداعش فبعد أن كانت العلاقة تحالفية ضد البرلمان الليبي الشرعي والحكومة المعترف بها دوليا تحول الامر إلى صراع دامٍ على مناطق النفوذ   
داعش والإخوان في
 وشدد التنظيم على ان عناصره من "الانغماسيين"، تسللا ونفذا العملية، نتيجة لقيام القاعدة الجوية  التابعة لفجر ليبيا بقصف عناصر التنظيم في سرت  وأنه سبق  وقتل خمسة من أفراد ميلشيات فجر ليبيا وأصاب سبعة آخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش في منطقة الدافنية الواقعة بين مصراتة وزليتن غرب ليبيا،  وأن منفذها تونسي الجنسية يدعى أبو وهيب التونسي ووعد التنظيم بالحرب على ميلشيات "فجر ليبيا الإخوانية  التي تسيطر على العاصمة طرابلس.
وحذر  التنظيم ، قوات تحالف "فجر ليبيا" من انه اطلق حربا على هذه المليشات هدفها تطهير الارض من رجسهم وعلى  عناصرها ان يتوبوا من كفرهم ويعودوا لدينهم".
داعش والإخوان في
  حالة الفوضى التي خلقها الاخوان في ليبيا هي ما سمحت باتساع نفوذ داعش، حيث سيطرت على المناطق التالية :
1- مطار مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، مسقط رأس معمر القذافي والخاضعة لسيطرته منذ فبراير2015م ، وهو الذي خاضت فيه قوات فجر ليبيا اشتباكات عنيفة مع التنظيم عند مداخل مدينة سرت وفي مناطق أخرى قريبة منها على مدار شهور قبل أن تعلن عن إعادة التمركز في المنطقة وتخلي القاعدة التي تضم المطار.
2- قاعدة القرضابية التي تقع على بعد حوالى 20 كلم جنوب سرت وتضم المطار، تبعد حوالى 150 كلم فقط عن منطقة الهلال النفطي التي تشمل مؤسسات وحقولا وموانئ نفطية رئيسية.
3- مدينة درنة الواقعة على بعد حوالى 1300 كلم شرق طرابلس والخاضعة لسيطرته .
4- انتشار خلايا نائمة  للتنظيم في العاصمة طرابلس حيث اعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات وقعت في المدينة خلال الاشهر الماضية.
5- مدينة سرت التي سيطر عليها التنظيم بالكامل وهو ما دعا عبد الله الثني  رئيس الحكومة الليبية المؤقتة،  إلى اتهام  ميليشيات فجر ليبيا المدعومة من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته بالتواطؤ والتنسيق مع تنظيم داعش لتسليم مدينة سرت التي باتت تحت سيطرة التنظيم المتطرف بالكامل.
داعش والإخوان في
وأشار إلى أن العديد من التساؤلات باتت مطروحة حول حقيقة ما جرى في سرت وأن سيطرة داعش على سرت وتقدمه يعد مؤشرا سلبيا سيدفع الشعب الليبي ثمنه إن لم يتم رفع حظر التسليح عن الليبيين للتصدي له وإن السبيل إلى الخروج من الأزمة، هو أن يصل الحوار بين الليبيين إلى نقطة توافق، وتوحيد البلاد تحت مجموعة متجانسة لحفظ اللحمة الوطنية وضرورة توفر دعم دولي لوجيستي لحماية المدن الليبية.
وحمّلت الحكومة الليبية المؤقتة قوات "فجر ليبيا"، المناهضة لها في الغرب الليبي، المسئولية عن تطورات الأوضاع الأخيرة في مدينة سرت وسط البلاد، والتي أعلن تنظيم داعش، سيطرته عليها وقالت الحكومة الليبية المنعقدة شرقي البلاد، في بيان إن "الحكومة الليبية المؤقتة تحمّل مليشيات فجر ليبيا ما آلت إليه الأوضاع في مدينة سرت وما يترتب على ذلك من سفك للدماء وتدمير لمقدرات الوطن وانتشار وتمدد الجماعات الإرهابية إلى كافة المدن  و أنها  تتابع بقلق شديد تطور الأوضاع في مدينة سرت وسيطرة تنظيم داعش على المرافق الحيوية في المدينة ومنها مطار سرت الدولي".
 وتابع البيان "مطار سرت الدولي له أهمية كبيرة وموقع استراتيجي، وهذا الأمر يعد مؤشراً خطيراً يوضح سعي هذا التنظيم للاستيلاء على المؤسسات والمنشآت النفطية القريبة من المطار واستخدامه قاعدة للإمداد العسكري لإدخال الإرهابيين إلى ليبيا واستخدامه أيضاً نقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية التي تشكل خطراً على ليبيا ودول حوض المتوسط وأن مليشيات فجر ليبيا، اليوم، تُقدِم على خطوة خطيرة أخرى بتسليمهم للمؤسسات الحيوية كقاعدة القرضابية وميناء المدينة جهاراً نهاراً وانها ستبذل  كافة المساعي لاستعادة سرت من قبضة الإرهاب واستعادة كافة منشآتها الحيوية".
داعش والإخوان في
وأشارت الحكومة إلى أن "تنظيم داعش بدأ فعلياً تنفيذ مخططه القاضي بالاستيلاء على المنشآت النفطية للحصول على تمويل لعملياته الإرهابية وعلى المجتمع الدولي  رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي قبل فوات الأوان وعلى  مجلس الأمن الدولي  تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية تجاه ليبيا والليبيين، وأن  داعش لا يشكل خطراً على ليبيا فقط بل يشكل خطراً على حوض المتوسط وأوروبا ودول الجوار  وأن  كافة الشواهد تدل على أن تنظيم داعش ما هو إلا الوجه الآخر لميليشيات فجر ليبيا، يتبادلون الأدوار فيما بينهم في التنكيل بأبناء الشعب الليبي وتدمير ممتلكاتهم".
وردت مليشيات فجر ليبيا على الاتهامات من خلال تبرير سليمان التارقي القائد الميداني للكتيبة 166، التابعة لقوات "فجر ليبيا" انسحاب قواتها، من قاعدة "القرضابية" الجوية ومشروع "النهر الصناعي"، بأنه "كان لترتيب الصفوف وجزءاً من خطة معدة لمواجهة المجموعات المسلحة التابعة للتنظيم".
داعش والإخوان في
 وكشف عمر عموش خبير الشئون الأمنية في ليبيا على أن جماعة فجر ليبيا الإخوانية هي رأس حربة في خارطة الجماعات المسلحة بالبلاد،  وأن تصنيفها على قائمة الإرهاب لم يكن فقط لارتباطها بجماعة أنصار الشريعة "الإرهابية"، وإنما لتعاونها أيضا مع تنظيم الدولة، وأن التعاون بين فجر ليبيا وتنظيم الدولة يعود إلى تحالفها أولا مع أنصار الشريعة، العمل المشترك بينهما بدأ بخطف السفير الأردني لدى ليبيا فواز العيطان، قبل تشكل فجر ليبيا رسميا وأن كتيبة الفاروق التابعة لأنصار الشريعة كانت  تقوم بتجنيد الشباب في مصراتة وترسلهم للقتال في صفوف تنظيم الدولة بالعراق وسوريا، مما أثار حفيظة أهالي المدينة ودفعهم إلى طردهم، ليتوجهوا لاحقا إلى سرت ويبدأ تحالفهم الفعلي مع فجر ليبيا".
وأوضح أن فجر ليبيا "أرادت قتال حرس المنشآت النفطية لفرض سيطرتها على منشأة الهلال النفطي في سرت، وأرادت دخول المدينة بمساعدة قبائل مثل القذاذفة والفرجان، التي رفضت بدورها مساعدتها، وهنا لجأت فجر ليبيا إلى أنصار الشريعة التي كانت تسيطر على المدينة وأن التحالف بين الجماعتين المسلحتين بدأ بشروط معينة، إذ وافقت أنصار الشريعة على القتال جنبا إلى جنب مع فجر ليبيا، في مقابل أن توافق الأخيرة على العمل تحت راية أنصار الشريعة وأن  أسباب التحالف،  بينهما إن  فجر ليبيا فشلت في الانتخابات والوصول إلى سدة الحكم سياسيا، لذا لجأت إلى الخيار العسكري المتمثل بهذا التحالف لفرض سيطرتها".
واعتبر أن العلاقة بين فجر ليبيا وأنصار الشريعة وداعش تقوم بشكل رئيسي على تبادل المصالح المادية، قائلا: "أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم الدولة، أعلن مباركته لإنشاء فرع في ليبيا، وهو من أغنى فروع داعش في العالم لأن الأموال التي سرقتها هذه التنظيمات من 4 مصارف في سرت وصلت إلى حوالي 60 مليون تنوعت عملتها بين يورو ودولار ودينار ليبي وأخذت أنصار الشريعة جزءا من هذا المبلغ في سرت ثم تم تهريب الباقي عبر ميناء مصراتة إلى داعش في سوريا".
 ويأتي هذا وتشكل الحالة الليبية هذا المزيج من التحالف والصدام  على الرغم أن هناك على خلاف فقهى عميق  بين فجر ليبيا  وداعش وكلاهما يكفر الآخر  بل يعتبر تنظيم داعش فجر ليبيا من المرجئة المرتدة كما يعتبر تنظيم فجر ليبيا تنظيم داعش من الجماعات المغالية والمتطرفة ويعتقدون أن يسيء تأويل النصوص الإسلامية، ولكنهما تحالفا ثم تصادما ومن المتوقع ان يعود التحالف قريبا على حساب الجسد والتراب الليبي  

شارك