هل تنقذ قوات الصحوة العراق من براثن "داعش"؟!
الثلاثاء 15/يوليو/2014 - 08:22 م
طباعة

يبحث مسئولون أمريكيون وعراقيون، سبل وضع خطط عملية لخلق تصدعات بين التنظيمات والقبائل السنية العراقية الغاضبة من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وزير الدفاع الامريكي
تستعد وزارة الدفاع الأمريكية هذا الأسبوع لإصدار تقرير سريّ يكشف حقيقية قدرة القوات المسلحة العراقية، على مواجهة الخطر المحدق بها من جانب التحالف القائم حاليًا بين الفصائل السنية و(داعش).
ورأت صحيفة نيويورك تايمز، أن هذا التحالف، الذي وصفته بأنه "زواج منفعة"، بين (داعش) وتنظيمات حزب البعث، والقوميين السنة، ومجموعات العشائر السنية، والجهاديين السنة، ممن يحاربون عدوا مشتركًا، متمثلًا بحكومة نوري المالكي، يخضع لضغوط.
ورأت الصحيفة أن هذا التحالف، الذي وصفته بأنه "زواج منفعة"، بين داعش وتنظيمات حزب البعث، والقوميين السنة، ومجموعات العشائر السنية، والجهاديين السنة، ممن يحاربون عدوًا مشتركًا، متمثلًا بحكومة نوري المالكي، يخضع لضغوط.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته يوم 13 تموز (يوليو)، بأن الانشقاقات المحتملة ستكون موضع مراقبة دقيقة من وحدات الاستخبارات في القوات المسلحة الأمريكية.
عزة الدوري يشيد بـ"داعش"

عزة الدوري يشيد بـداعش
وجاء رد سريعا علي تقرير وزارة الدفاع الامريكية، في اشادة نائب الرئيس العراقي الأسبق عزة ابراهيم الدوري، في كلمة مسجلة بث علي مواقع الانترنت، بمقاتلي القاعدة وتنظيم "الدولة الاسلامية"، معلناً أن "الثورة لن تتوقف قبل تحرير العراق من الاستعمار الايراني الصفوي".
والدوري الذي يتولى منصب الأمين العام لحزب البعث المنحل اختفى منذ بدء الاحتلال الأمريكي في 2003، ورصدت واشنطن عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله، وتقول تقارير إنه يقود منذ ذلك الحين فصائل عراقية مسلحة لا سيما جيش الطريقة النقشبندية.
واعتبر الدوري في التسجيل الصوتي الذي بثته مواقع محسوبة على حزب البعث "أن يومي تحرير نينوي، وصلاح الدين من أعظم أيام تاريخ العراق والعرب"، في إشارة إلى سيطرة مسلحين ومقاتلين من الدولة الإسلامية على المحافظتين العراقيتين في 10و11 يونيه.
ووجه الرجل الثاني في النظام العراقي السابق "تحية إلى جيوش وفصائل الثورة: جيش الطريقة النقشبندية ومقاتلي الجيش الوطني الباسل ومقاتلي القيادة العليا للجهاد والتحرير ومقاتلي الجيش الإسلامي ورجال كتائب ثورة العشرين الأبطال ومقاتلي جيش المجاهدين وبعض مجاميع أنصار السنة".
ودعا أبناء نينوى وصلاح الدين والأنبار إلى "التكاتف والتآلف حول ثورتكم والدفاع عن إنجازكم التاريخي العظيم"، وتابع الدوري قائلًا "إن هذا الانتصار التاريخي العظيم جاء ثمرة 11 عامًا من القتال والصراع المتواصل في الليل والنهار، قدم فيه شعبكم العراقي العظيم أكثر من مليوني شهيد ومئات الآلاف من السجناء وملايين المهجرين".
ويقود عزة الدوري جيش الطريقة النقشبندية، التي تعتبر أكبر الجماعات المسلحة في العراق بعد "داعش"، وقام بالعديد من العمليات ضد القوات الأمريكية وقت احتلالها العراق، ويضم جيش الطريقة النقشبندية قيادات من النظام البعثي السابق، بما في ذلك ضباط المخابرات السابقين والحرس الجمهوري.
كشف محافظ نينوي أثيل النجيفي عن أن ما يعرف بـ "جيش الطريقة النقشبندية" المحسوب على نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري أصبح القوة الكبرى في ساحل الموصل الأيسر.
بالإضافة إلى جيش الطريقة النقشبندية يوجد العديد من الفصائل التي تقاتل في العراق مثل كتائب ثورة العشرين، وجيش المجاهدين، وأنصار السنة، وجماعات مرتبطة بالقاعدة.
"داعش" تتوسع

داعش تتوسع
علي الجانب الآخر أصبح تنظيم الدولة الإسلامية من أغنى المنظمات الجهادية في العالم، عن طريق عمليات الخطف، والاحتجاز، وبيع الآثار، والاستيلاء على النفط من الأراضي التي يحتلونها، والاستيلاء على الاحتياطي الذهبي وغيرها من الموارد من البنوك، بالإضافة إلى بعض المعدات العسكرية الأمريكية التي يجدونها أثناء زحفهم، وتشير بعض التقديرات إلى أن ثروة التنظيم تزيد على ملياري دولار.
ويستخدم التنظيم ثروته لدعم قاعدته الشعبية، إذ توفر الخدمات العامة، وتصلح البنية التحتية الخربة في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وأفادت "زمان اليومية" التركية، أنه وفقًا للعضو السابق بالجماعة الإرهابية، فإن هناك أكثر من 23 ألف مقاتل بالجماعة في سوريا و17 ألف مقاتل للجماعة قد أقسم على القتال في المنظمة حتى الموت، مؤكدا وجود "آلاف الأتراك يقاتلون مع الدولة الإسلامية في العراق والشام.
يري مراقبون أنه عقب نجاح "داعش" في السيطرة على الموصل التحق الآلاف من المقاتلين السنة بها، حيث سيطروا على المناطق المحررة.
اللواء مزهر القبيسي قائد المجلس الثوري العام، يصف على شاشة «بي بي سي» ما يحدث في العراق بـ «ثورة شعبية»، ويقول إن «داعش» يتقاطع مع أفكار وتوجهات الثوار، لكن لا يوجد أي تنسيق أو تعاون بين الثوار و«داعش»! بينما يصرح القيادي المعارض عبدالرزاق الشمري: سنتحالف مع الشيطان لإسقاط المالكي، ويعلن القيادي في الجيش الإسلامي الشيخ أحمد الدباش «أنها ثورة شعبية ضد قوات المالكي"، وهذا يقودنا للبيان الذي أصدره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بزعامة القرضاوي، واعتبار ما يجري «ثورة شعبية»! أما الشيخ علي الحاتم فيتوعد بأنه في حال بقاء المالكي، فالعراق ذاهب إلى التقسيم، مطالباً في الوقت ذاته، بإيجاد ممرات آمنة للنازحين، وإيصال المساعدات العاجلة لهم، مؤكداً أن الثورة ستنتصر في القريب العاجل!
قوات الصحوة بين "داعش" والحكومة العراقية وأمريكا

قوات الصحوة
منذ أكثر من خمس سنوات تم تشكيل قوات الصحوة التي تصدّت لتنظيم القاعدة في بغداد ومدن أخرى بالعراق وخاصة بالأنبار والفلوجة، حققت بين أعوام 2006 و2009، انتصارات كبيرة على تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية بالعراق.
فالقوات الأمريكية بجميع تشكيلاتها والقوات الأمنية العراقية معها لم تتمكن من هزيمة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، لكن الصحوات على الرغم من أسلحتها البسيطة نجحت في ذلك.
وقوات الصحوة أو كما كانت القوات الأمريكية تطلق عليهم «أبناء العراق» هي قوات غير نظامية تشكلّت على يد الجيش الأمريكي لمواجهة تنظيم القاعدة وتمكنت من توجيه ضربات قوية للقاعدة.
بعض عناصر الصحوة هم في الأصل كانوا منخرطين بالعمل مع تنظيم القاعدة وغالبيتهم من العاطلين عن العمل، لكن الجيش الأمريكي نجح في إقناع العديد منهم بترك القاعدة والعمل مع القوات الأمنية لملاحقة الإرهابيين مقابل مبالغ مالية وتجهيزهم بالأسلحة.
ولكن ما حدث لقوات الصحوة التي كانت لها دور في حفظ الامن ببلاد الرافدين، جاء الاهمال والتهميش من الحكومة العراقية ، كأحد اسباب تراجع وتهمش دور الصحوة وعودة تنظيم العراق والفصائل الارهابية الأخرى إلى مكانتها وقوتها بل وسيطرتها علي مساحات واسعة من الأراضي العراقية وخاصة في مناطق السنة، فكانت الحكومة العراقية قد خصصت مبلغ 150 مليار دينار عراقي لدفع رواتب متطوعي مجالس الصحوة المشكلة في بغداد ومحافظات أخرى خلال عام 2008، ولكن منذ 3 سنوات، وتراجعت الحكومة عن دفع الرواتب المخصصة لهذه القوات.
ولكن تنظيم "داعش" يصرف أموالًا طائلة على مقاتليه في العراق وسوريا، بالإضافة إلى الخدمات التي يقدمها لأبناء المناطق التي يسيطر عليها، جعلت له ظهيرًا قويًا في مواجهة الأجهزة الأمنية العراقية والبقاء بقوة في بلاد الرافدين.
تواصل أمريكي مع زعماء العشائر

تواصل أمريكي مع زعماء العشائر
وأوضح مسئول أمريكي لصحيفة (نيويورك تايمز) في تعليق على تلك الجهود بالقول إن هذه المساعي ما زالت في مراحلها الأولى، لكنّ الصحيفة تحدّثت بالمقابل عن أن المملكة العربية السعودية حثت القبائل السنية على أن تنقلب على تنظيم (داعش).
ونقلت الصحيفة عن مسئولين عراقيين تحذيرهم من أن فصل المجاميع السنية عن داعش هذه المرة سيكون أصعب بكثير من الماضي عندما كانت القوات الأمريكية متواجدة في العراق بقوة، مضيفة أن مجاميع المتمردين السنة منتشرة اليوم في جميع المناطق العراقية ولكن بأحجام صغيرة، فيما تنتشر العشائر بشكل واسع في كل مكان، وأن أفضل الفرص لمواجهة داعش هي صنع انتفاضة عشائرية ضدهم نظرًا للغلبة العددية التي تمتلكها العشائر وانتشارها الواسع في محافظات العراق.
غير أن الصحيفة أوضحت أن هناك شعورًا طاغيا بين زعماء العشائر بأنه في حال قرروا شنّ الحرب على داعش قبل أن تتعهد الحكومة الالتزام بتغيير نوري المالكي وتقديم عروض أخرى للطائفة السنية، فإنهم سيخسرون وسينتهي بهم الأمر إلى مجرد دعم الحكومة وفقدان أي أمل في الحصول على مكاسب سياسية.
والآن عادت أمريكا إلى سيرتها الأولى بالتواصل مع العشائر لمواجهة "داعش" والجماعات المسلحة، فهل سيكون الأمر كما كان في السابق، أم تستطيع "داعش" هزيمة المخطط الأمريكي، والأمور تتوقف على موقف "العشائر" ومدى تجاوبها مع أمريكا وحلفائها.