ارتفاع فرص الهدنة في اليمن.. والحوثيون يفرجون عن قيادي إخواني
الثلاثاء 07/يوليو/2015 - 10:35 م
طباعة

التحركات السياسية للمعبوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ ، تشير إلى اقتراب عقد هدنة في اليمن بين الأطراف المتصارعة، من أجل إنقاذ الوضع الانساني المتفاقم في البلاد نياتي ذلك مع استمرار غارات التحالف علي اهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين".
الوضع الأمني:

شنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، عدة غارات على معسكرات الجيش الموالي الشرعية بالعبر .
وشنت مقاتلات التحالف غارتين على محطة الكهرباء بمحافظة البيضاء (وسط البلاد) وخمس غارات أخرى استهدفت المعهد المهني بمديرية الزاهر بالمحافظة بمبرر اتخاذ الحوثيين مقرا لهم. كما شنت مقاتلات التحالف غارتين جويتين، استهدفت أحياء سكنية في التواهي بمحافظة عدن (جنوب البلاد)، وغارات أخرى استهدفت المعهد الزراعي والسجن المركزي بمديرية الرجم بمحافظة المحويت (شمال غرب البلاد) مما أدى إلى هروب السجناء، كما قصفت مقاتلات التحالف مقر اللواء 15 التابع للجيش الموالي للحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب البلاد)، ما أدى إلى احتراق وتدمير عدد من الآليات العسكرية فيه"، وكانت مقاتلات التحالف شنت في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، سلسلة من الغارات على محافظة إب (وسط البلاد)، استهدفت معسكر قوات الأمن الخاصة (الامن المركزي سابقا) في منطقة شبان، ومعسكر اللواء 30 مدرع (الحمزة) التابع للقوات الجيش (حرس الجمهوري سابقا) بمديرية السبرة والمجمع الحكومي ومنزل محافظ إب المعين من قبل الحوثيين ورئيس فرع حزب "المؤتمر" بالمحافظة عبدالواحد صلاح في منطقة ذي اشرع بمديرية الرضمة.
وفي محافظة البيضاء وسط اليمن استهدف هجوم بسيارة مفخخة إدارة أمن المحافظة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ما أدى إلى سقوط 10 قتلى على الأقل بالإضافة إلى عدد من جرحى. كما سقط قتلى وجرحى بتفجير سيارة مفخخة قرب مستشفى الثورة شرق صنعاء.
وتعرّضت أحياء عدّة شمال عدن والضالع، صباح اليوم الثلاثاء، لقصف عشوائي من قبل مليشيات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، بينهم أطفال، بحسب مصادر طبية وسكان محليين لـ"العربي الجديد".
المشهد السياسي:

أفرجت جماعة "أنصار الله (الحوثيين)، فجر الثلاثاء، عن القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح –الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، فتحي العزب، بعد اعتقاله لقرابة ثلاثة أشهر. وتعد المرة الأولى التي يتم فيها الإفراج عن مختطفين من قادة حزب الإخوان المسلمين والذين اعتقل الحوثيون وحلفاؤهم المئات منهم، بعد إعلان الحزب رسمياً تأييده لـ"عاصفة الحزم".
فيما ذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية نقلا عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" داخل صعدة، أن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أصبح على قناعة أن أيامه باتت معدودة، خاصة بعد الضربات الجوية لقوات التحالف التي تلاحقه أثناء تنقلاته متخفيا في جبال المحافظة. وأفادت الصحيفة أن الحوثي كان يختبئ في أحد الأودية المحاطة بالجبال الشاهقة على طريق صعدة - عمران، وتحديدا بعد النقطة الأمنية الواقعة على مشارف صعدة من الجهة الجنوبية، معتقدا أنه أصبح في مأمن وبعيدا عن الأنظار، إلا أن طائرات التحالف سرعان ما رصدت تحركاته ووجهت ضربات جوية دقيقة ألحقت به إصابات خفيفة وقتلت عددًا من مرافقيه ودمرت الأسلحة المخزنة في نفس الوادي. ونقلت "عكاظ" عن زعيم قبلي من سكان صعدة لم تسمه، القول إن "عدم ظهور الحوثي في خطابه الأخير ولجوئه إلى خطاب صوتي، يرجع إلى أن تحركاته أصبحت مرصودة من قبل قوات التحالف، التي نجحت في عزله نهائيا عن بقية القيادات الحوثية المنتشرة في المحافظات والمديريات اليمنية".
يأتي ذلك مع قيام الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، بزيارة مركز الدفاع الوطني بمقر وزارة الدفاع السعودية، وهو مقر قيادة عمليات التحالف المشتركة.
وكان في استقباله لدى وصوله مقر المركز، نائب رئيس هيئة الأركان العامة السعودي الفريق الركن فياض الرويلي، ورئيس عمليات القوات المسلحة اللواء محمد عبدالخالق الغامدي، ومدير مركز عمليات الدفاع الوطني، واستمع لإيجاز عن الموقف الراهن لعمليات "إعادة الأمل"، وأعرب عن شكره لقوات التحالف على ما تقوم به من جهود.
عقب ذلك، زار الرئيس هادي، خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بالمركز، حيث أنصت إلى إيجاز مختصر حول ما تقوم به هذه الخلية في دعم وتسهيل عمليات الإغاثة والإجلاء.
مساعي الهدنة:

أعلنت الحكومة اليمنية من مقرها المؤقت في الرياض، إجراء مشاورات بينها وبين قادة دول التحالف والأمم المتحدة للحصول على ضمانات لنجاح إبرام هدنة إنسانية تمتد حتى عطلة عيد الفطر.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، الثلاثاء، إن الحكومة تشترط رفع الحصار عن المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، وتسليم المنافذ للسلطات الشرعية في البلاد.
وأضاف بادي في تصريحات صحفية، أن الحكومة ترهن الموافقة على الهدنة أيضا بإيصال المساعدات الإنسانية للأماكن المتضررة، تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأعرب بادي عن أمله في أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإعلان الهدنة خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة، مشيرا إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها المحافظات اليمنية المحاصرة.
وأضاف "نقوم بالتشاور حول الهدنة مع جميع الأطراف، من أجل أن يستفيد منها اليمنيون وليس جماعة أنصار الله (الحوثيين) فقط كما حدث في الهدنه السابقة"، لافتاً إلى أنه في حال تم التوافق على جميع النقاط المطروحة، فإن الهدنة قد تبدأ خلال وقت قريب وتمتد حتى إجازة عيد الفطر.
وقال عضو اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام، عضو وفد مشاورات جنيف الدكتور عادل الشجاع، لصحيفة "الشرق الأوسط" إنه جرى بحث الكثير من القضايا مع المبعوث الأممي الي اليمن اسماعيل ولد شيخ : "حيث تتحدث الأمم المتحدة اليوم عن هدنة إنسانية، والمؤتمر الشعبي العام يتحدث عن وقف لإطلاق النار بشكل دائم، قبل الذهاب إلى حوار سياسي بين الأحزاب والمكونات السياسية". ويرى القيادي في حزب المؤتمر أنه "من دون حوار بين المكونات السياسية، ستظل المشكلة قائمة والهدنة، بطبيعة الحال، ستكون عبارة عن استراحة مقاتل وسيعود الاقتتال مجددا"، وأشار الشجاع إلى أن حزبه "حرص على أن يساعد المبعوث الأممي وعلى أن يساعد، أيضا، الأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد مخرج حقيقي ودائم للأزمة اليمنية، ويحرص المؤتمر، كل الحرص، على أن يكون الحوار بين كافة المكونات السياسية، لأن الحوار لو تم في ظل استبعاد بعض المكونات السياسية، لن يتم التوصل إلى حل وسيظل التوتر والاحتراب قائما"، وتوقع الشجاع إعلان الهدنة الإنسانية في وقت قريب، وأشار إلى إصرار دولي على الدخول في هدنة باليمن.
وأكد القيادي المؤتمري أن "الحوثيين، في الآونة الأخيرة، سلموا بأن العمل السياسي هو الذي يمكن أن يفسح المجال للقوى السياسية لكي تعبر عن نفسها، ووصلوا إلى إدراك أن الاحتراب لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن ينتج منتصرا ومهزوما، لأن المنتصر والمهزوم هما سيان في الساحة، على اعتبار أن الحرب تعمل على تدمير البنية الاجتماعية والسياسية والتحتية".
المشهد الإقليمي:

وعن موقف دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية من الهدنة، أكد المتحدث باسم قوات التحالف أحمد عسيري أن العمليات العسكرية في اليمن لا تزال تسير حسب وتيرتها من أجل تحقيق كافة أهدافها المتمثلة بـ "إعادة الشرعية ومساعدة الشعب اليمني في الخروج من الأزمة جراء انتهاكات الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح".
وقال عسيري في تصريحات صحفية إن الهدنة أمر سياسي، مبينا أن من أبرز أهداف التحالف هو حماية المدنيين ومنع دخول الحوثيين للمدن وحماية حدود المملكة العربية السعودية. واتهم جماعة الحوثي والموالين لهم بتعطيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية المرسلة إلى اليمنيين.
الوضع الإنساني:

وعيل صعيد الوضع الانساني في اليمن، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 1,5 ألف شخص قتلوا وأُصيب 3,6 آلاف على الأقل نتيجة تصعيد العنف في اليمن منذ نهاية مارس الماضي.
وقالت المتحدثة باسم المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان سيسيل بويي في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الثلاثاء 7 يوليو ، "بين 17 يونيو و3 يوليو قتل في اليمن على الأقل 92 مدنيا وأصيب 171 آخرون، وبالتالي أخذا في الحسبان هذه الأرقام قتل في البلاد منذ 27 مارس 1528 مدنيا وأصيب 3605 آخرون بجروح".
أما مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فأشار إلى أن عدد النازحين داخل اليمن يبلغ مليون شخص، بينما يصل عدد اللاجئين من اليمن نتيجة القتال ربع مليون شخص، وأن أكثر من 21 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
اتهم أطباء في منظمة الصليب اﻷحمر الدولي، يعملون في عدن (جنوب البلاد)، مسلحي الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح بـ"استهداف" فرقها الطبية، داعين المنظمات الإنسانية الدولية للضغط على المليشيات المسلحة للسماح بوصول المساعدات الطبية والإغاثية إلى عدن. وأوضح العاملون في المنظمة، رافضين الإفصاح عن أسمائهم، لوكالة الأناضول، "أن ما يقوم به الحوثيون يتنافى تماماً مع القيم والأخلاق الإنسانية والمواثيق الدولية"، وقال الأطباء: إن "المليشيات تستهدف منازل بعض العاملين وفرق العمل لتمنعها من ممارسة مهامها في إنقاذ حياة العديد من الجرحى". ودعا هؤلاء المنظمات الإنسانية الدولية والمنظمات الحقوقية كافة، للتدخل والضغط على المليشيات المسلحة، والعمل على السماح بوصول المساعدات الإغاثية والطبية لمحافظة عدن.
المشهد اليمني:

دفعت تطورات الأيام الماضية في اليمن إلى عودة الحديث عن احتمال تنفيذ "هدنة إنسانية" أواخر شهر رمضان، إذ صدرت عن الحكومة اليمنية والمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إشارات إيجابية، لكن الوضع الميداني شهد تصعيداً بالتزامن مع حديث الهدنة، إذ كثّف التحالف غاراته في صنعاء، فهل سينجح المبعوث الاممي في التوصل الي هدنة في ظل مساعي الحوثيين وقوي يمنية لعقد هدنة مع مخاوف من حكمة عبدربه منصور هادي؟