اليمن تقترب من أفق الهدنة.. والقاعدة تحكم حضرموت
الأربعاء 08/يوليو/2015 - 08:25 م
طباعة

التحركات السياسية للمعبوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ، تشير إلى اقتراب عقد هدنة في اليمن بين الأطراف المتصارعة، من أجل إنقاذ الوضع الإنساني المتفاقم في البلاد، ويأتي ذلك مع استمرار غارات التحالف علي اهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين".
الوضع الميداني:

واصلت قوات التحالف بقيادة السعودية عمليتها العسكرية في اليمن حيث شنت صباح الأربعاء سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مخازن للسلاح في العاصمة صنعاء، وشنت طائرات التحالف نحو عشرين غارة استهدفت معسكر الحفا شرق صنعاء، و3 غارات على منطقة عطان، كما استهدفت مخازن السلاح بمعسكر الحفا الواقع بجبل نقم.
كما شنت الطائرات السعودية عدة غارات على معكسر سامة بمحافظة ذمار.
في غضون ذلك، أفادت مصادر يمنية بمقتل وإصابة عشرات المدنيين في تفجيرين منفصلين بسيارتين مفخختين أحدهما بالقرب من مستشفى في العاصمة اليمنية صنعاء، تبناه تنظيم "داعش"، والثاني قرب مبنى إدارة الأمن بمحافظة البيضاء وسط البلاد.
وألقت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم، منشورات على محافظة الضالع تحذر مما أسمته "تمرد" الحوثيين وتدعو إلى مقاومته. وكتب في المنشورات التي حصل "المشهد اليمني" على نسخ منها كتب أن "المخلوع علي عبدالله صالح يأمر بحرق اليمن ويقول لأعوانه وجماعة الحوثيين كسروا كل شيء جميل في اليمن.. دمروا كل اليمن!!.
واتهمت قوات التحالف في منشوراها الرئيس صالح يتصرف من دافع الحقد الاسود الذي يهدف إلى زعزعة امن واستقرار الوطن وتلقين الشعب اليمني درسا قاسيا لأنه ثار على نظام حكمه الفاسد.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي أحمد عسيري أن العمليات العسكرية في اليمن مستمرة حتى تحقيق أهدافها، وقال إن الهدنةَ أمر سياسي، وأن التحالف يهدف إلى حماية المدنيين ومنعِ دخول الحوثيين للمدن وحماية حدود السعودية.
القاعدة تحكم المكلا:

وعلي صعيد سيطرة تنظيم القاعدة علي مدينة المكلا جنوب شرق اليمن، اغلق تنظيم "القاعدة" المحلات والأسواق التجارية في مدينة المكلا عاصمة حضرموت (شرق اليمن)، ابتداءً من أمس الثلاثاء 20 رمضان، بهدف ما سماه التنظيم، "التفرغ للعبادة خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل".
ويسيطر التنظيم على مدينة المكلا منذ مطلع أبريل الماضي، ويقوم بوظيفة الدولة ويتحكم في الشؤون الإدارية للمدينة، وأصدر خلال الفترة الماضية قرارات على خطى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسورية، أثارت استغراب السكان.
ويشتكي تجار المدينة من ركود حركة التسوق والبيع والشراء؛ بسبب تدخلات مسلحي القاعدة في شؤونهم وأعمالهم.
وخلال الفترة الماضية خرجت تظاهرات شعبية للمطالبة بخروج عناصر التنظيم من المدينة بسبب تدخلهم بجميع تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين.
ونشر التنظيم مسلحين في أرجاء المدينة يؤدون مهام الشرطة. وينتشر مسلحوه بالقرب من المراكز التجارية الكبيرة وأسواق النساء، لمنع الاختلاط بين الرجال والنساء.
الوضع الإنساني:

جانبها أعلنت الأمم المتحدة أنها لم تتلقى سوى 13% فقط من المبلغ المطلوب لمساعدة اليمن، والمقدر بنحو مليار و600 مليون دولار.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن مكتبه في اليمن، تمكن خلال الأسابيع الأخيرة من توثيق ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من قبل كل الأطراف، لافتا إلى أن الانتهاكات تتضمن أعمال اختطاف وإساءة معاملة وفرض قيود على حريتي التعبير والتجمع السلمي، والاعتداء على العاملين في مجال الإغاثة والإعلام والمنشآت الصحية.
وقالت المتحدث باسم المفوضية سيسيل بويي في حديث للصحفيين، "اختطف عشرات المدنيين واحتجزوا بشكل تعسفي في صنعاء، وقد تلقينا أيضا تقارير مثيرة للقلق تفيد بأن لجان المقاومة الشعبية المحلية المرتبطة بالرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي قد أعدمت ستة أشخاص على الأقل خارج نطاق القضاء يعتقد أنهم موالون لتحالف الحوثيين والرئيس السابق صالح"، وأوضحت بويي، إن 92 مدنيًا على الأقل، قتلوا وأصيب 179 بجراح في اليمن في الفترة بين السابع عشر من يونيه والثالث من يوليو، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للقتلى المدنيين منذ تصاعد الصراع في أواخر مارس يزيد على 1500، وأعربت المفوضية مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن القلق إزاء زيادة الهجمات على أماكن العبادة بما يخلق انقسامات طائفية.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، خلال اجتماع عقده في العاصمة الرياض بمجلس الدفاع، اليوم الاثنين، أن العمل في المرحلة الراهنة وما تشهده البلاد من ظروف صعبة وتحديات كبيرة لن يعيقهم عن تأدية مهامهم وواجباتهم تجاه الشعب والوطن، مشيراً إلى أنهم سيبذلون كافة الجهود من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها وإحلال الأمن والاستقرار إلى كافة أنحاء الوطن، مطالباً الجميع بالتعاون الجاد مع الأجهزة الأمنية بمصداقية وتفان وفرض إرادة الدولة وإحلال الأمن والسلام في جميع أرجاء الوطن، لينعم الجميع بالأمن والاستقرار.
واستعرض هادي، خلال الاجتماع، جملة من القضايا المرتبطة بترتيب الأوضاع في المؤسسة العسكرية والأمنية، بما ينسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية والترتيبات اللازمة، خاصة في المرحلة التي يمر بها اليمن، وفي ظل ما تقوم به المليشيات الحوثية، والمخلوع علي عبدالله صالح من أعمال تخريبية، وقتل للأبرياء، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في عدد من المحافظات.
وحذر هادي من المؤامرات التي تسعى إلى إعادة اليمن الواحد إلى عهود الظلام والتشطير البغيض، الذي يرفضه كل اليمنيين دون استثناء، مشيراً إلى أن الشعب ومؤسساته الوطنية الكبرى سيحبطون أية مؤامرات، ولن يقبلوا بالعودة إلى الماضي مهما كان الأمر.
في المقابل، ألمح قيادي حوثي إلى أنهم وحلفاءهم بصدد اتخاذ إجراءات جدية لسد الفراغ السياسي في السلطة في اليمن، منها تشكيل حكومة واختيار رئيس جديد بدلاً عن الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لا يعترف الحوثيون بشرعيته.
وقال عضو المجلس السياسي في جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، محمد البخيتي، في تصريح لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية "نحن نعطي فرصة للقوى السياسية المختلفة للتوافق على سد الفراغ السياسي في السلطة واختيار رئيس توافقي، لكن إذا استمر الطرف الآخر في تعطيل هذا التوافق، ستضطر "أنصار الله" والأحزاب المتحالفة معها لاتخاذ إجراءات جدية لسد الفراغ السياسي في السلطة".
وأكد أن "مطالب حكومة هادي بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، الذي يقضي بانسحاب "الحوثيين" من المحافظات التي سيطروا عليها غير واقعية، "لأن القرار مدفوع الثمن بالمال الخليجي". وكان المتحدث باسم الحكومة اليمنية، التي شكلها الرئيس هادي، راجح بادي، قال في تصريحات صحفية، أمس الثلاثاء، "إن محور محادثات الحكومة اليمنية مع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي يقضي بانسحاب الحوثيين من المحافظات وتسليم أسلحتهم".
المشهد الإقليمي:

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، ناشد أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي جميع الأطراف اليمنية المعنية الاستجابة لمساعي "الهدنة" الإنسانية، حقنًا للدماء ولتخفيف المعاناة الإنسانية عن اليمنيين خلال شهر رمضان المبارك، جاء ذلك خلال مباحثات هاتفية بين العربي والمبعوث الأممي إلى اليمن أجريت، اليوم، تركزت حول نتائج الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق حول هدنة إنسانية لوقف القتال في اليمن تمتد خلال فترة عيد الفطر المبارك. وأكد العربي، على دعم جامعة الدول العربية للمساعي التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد، من أجل إقرار اتفاق حول هذه الهدنة الإنسانية.
ويجري المبعوث الاممي الى اليمن مشاورات في العاصمة صنعاء مع قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، وقيادة جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله" وعدد من قيادات تكتل "اللقاء المشترك"، لإقرار هدنة انسانية في اليمن. وتقود السعودية منذ 26 مارس الماضي، تحالفا يستهدف تجمعات ومواقع الحوثيين وأخرى تابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
حظوظ الهدنة:

وعلي صعيد مساعي عقد هدنة في اليمن، أكد المبعوث الخاص للرئيس اليمني الوزير عبدالله الصايدي، أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أرسل خطاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أعلن فيه موافقته على الهدنة، متمنياً أن يلتزم الانقلابيون الحوثيون والمخلوع علي عبد الله صالح بها والبدء بسريان تنفيذها على أرض الواقع.
وكان المبعوث الخاص للرئيس اليمني الوزير عبدالله الصايدي التقى في مقر الأمم المتحدة بنيويورك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين.
ونقل الوزير الصايدي حرص الحكومة اليمنية على تنفيذ الهدنة الإنسانية في اليمن حتى تتمكن الحكومة والمنظمات الدولية من إيصال المساعدات الغذائية والأدوية إلى مختلف المحافظات اليمنية للتخفيف عن أبناء الشعب ما يعانيه من أوضاع مأساوية.
المشهد اليمني:

دفعت تطورات الأيام الماضية في اليمن إلى عودة الحديث عن احتمال تنفيذ "هدنة إنسانية" أواخر شهر رمضان، إذ صدرت عن الحكومة اليمنية والمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إشارات إيجابية، لكن الوضع الميداني شهد تصعيداً بالتزامن مع حديث الهدنة، إذ كثّف التحالف غاراته في صنعاء، فهل سينجح المبعوث الاممي في التوصل الي هدنة في ظل مساعي الحوثيين وقوى يمنية لعقد هدنة مع مخاوف من حكمة عبدربه منصور هادي؟