اشتباكات موسعة بين المجموعات المسلحة.. تنامي سطوة المليشيات بالعراق

الخميس 09/يوليو/2015 - 08:05 م
طباعة اشتباكات موسعة بين
 
عادت الاشتباكات مرة أخرى بين المليشيات المسلحة والقوات العراقية في العاصمة بغداد ، وهو ما يعطي مؤشرًا على الأوضاع والصراع السياسي داخل المؤسسات الحاكمة في العراق وخاصة المكون الشيعي.

اشتباكات في العاصمة بغداد:

اشتباكات في العاصمة
فقد اندلعت اشتباكات مساء امس بين مليشيا مسلحة، تنتمي الى حزب الله العراقي، وبين القوات الأمنية التي تصدت لاقتحام مسلحي المليشيا، الذين كانوا يرتدون الزي العسكري، مركزًا صحيًا بمنطقة زيونة في ضواحي بغداد الشرقية واتخذوه مقرًا لهم بشكل غير قانوني لإدارة أنشطتهم العسكرية والسياسية، وأشارت خلية الإعلام الحربي إلى أن المسلحين الذين اقتحموا المركز الصحي بأسلحتهم مرتدين الزي العسكري حاولوا اتخاذه مقرًا لهم من دون ترخيص لكن القوات الأمنية تصدت لهم بحزم على الفور "من منطلق الدفاع عن حرمة القانون ولمنع أي انفلات أمني يتسبب بإشكالات للمواطنين"..   وحذرت "أي مجموعة او اشخاص من التلاعب بالأمن الداخلي مهما كانت النوايا، وتحت أي مسمى كان"، كما قالت الخلية في بيان صحافي صباح الخميس اثر انتهاء الاشتباكات بين الطرفين.
وأعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية، الخميس، أن القوات العراقية تمكنت من إحباط محاولة إحدى المليشيات المتنفذة السيطرة على مستشفى وتحويله إلى مقر عسكري، شرقي العاصمة بغداد، وذلك بعد اشتباكات جرت بين الطرفين صباح اليوم.
ورداً على الحادثة، حذرت خلية الإعلام الحربي التابعة للحكومة العراقية، ممن وصفتهم بالجماعات المسلحة وتحت أي مسمى كان، من خطورة التلاعب بالأمن الداخلي، مؤكدةً في بيان أن القوات الأمنية حاصرت مكان المستشفى، ومنعت المسلحين من الاستيلاء على البناية، حفظاً للقانون والنظام، ومنعاً للانفلات الأمني، الذي يربك حياة المواطنين.

سطوة المليشيات:

سطوة المليشيات:
ويشهد العراق حالة من السطوة للمليشيات المسلحة التابعة للأحزاب الإسلامية في العراق، والتي شهدت دعمًا من قبل الشعب العراقي عقب توسع تنظيم الدولة "داعش" في العراق.
العراقيون بدأوا يضجون من تغول المليشيات المسلحة خلال الفترة الأخيرة تحت شعار مواجهة تنظيم "داعش" فهذه المليشيات استغلت حالة الخوف والهلع من "داعش" ليكون لها اليد العليا في الوضع الأمني بشكل أصبحت عبئًا على السلطات التي لم تستطع مواجهة تجاوزاتها بالرغم من تكرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الحديث عن إبعادها عن مناطق العاصمة مؤخراً، والتي قال إنها أصبحت منزوعة السلاح. 
وتحاول الميليشيات المسلحة التابعة لأحزاب شيعية مؤثرة استثمار قوتها المتنامية وتأثيرها السياسي الواسع من أجل تغيير خارطة العملية السياسية المرسومة من حقبة الغزو الأمريكي في 2003 وحتى الآن وتحويلها من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي الذي غادره العراق منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

حجم المليشيات:

حجم المليشيات:
عدد الميليشيات الموجود في العراق ربما يكون من الصعب التكهن به وبالأعضاء المنضمين لها، ولكن خلال شهر يناير الماضي كشف تقرير عسكري عراقي عن ارتفاع عدد أعضاء الميليشيات العراقية إلى نحو مائة ألف مقاتل، يتوزعون على 42 ميليشيا مسلّحة، 39 منها تتلقى دعمًا مباشرًا من إيران، والأخرى من قِبل الحكومة وشخصيات ومراجع دينية في البلاد.
وتنتشر تلك الميليشيات في مناطق متفرقة من العراق، وتذوب في كثير من الأحيان مع قوات الجيش النظامي، وترتدي ملابسه وتستخدم أسلحته ومعداته العسكرية والعربات الخاصة به.

المشهد العراقي:

المشهد العراقي:
وفي ظل التجاوزات التي يقوم بها عدد من المحسوب على المليشيات المسلحة، بدأت اسهم المليشيات الشيعية في التراجع وسط الشارع العراقي، الذي يعتبر التخلّص من الميليشيات حلم طيف واسع من العراقيين؛ نظرا إلى الدور السلبي لتلك التشكيلات في إفساد الحياة السياسية، وتهديد أمن المواطنين. ويتهم ساسة عراقيون الصدر بالمتاجرة بتلك القضية ومحاولة دغدغة مشاعر الناس من خلالها.
ويسود الشارع العراقي هذه الأيام مزاج معاد أكثر من أي وقت مضى للميليشيات، خصوصا بعد حادثة اغتيال الشيخ العشائري واختطاف النائب بالبرلمان، إضافة إلى سلسلة جرائم أطول تتهم فيها تلك التشكيلات شبه العسكرية.
فهل يستطيع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحجيم والتخلص من سطوة الميليشيات المسلحة في الشارع العراقي، أم أن أمراء الحرب والدم في العراق سيكون لهم الكلمة العليا ويطيحون بالعبادي من الحكومة العراقية؟

شارك