بدعوى استهداف "الكفار".. حركة الشباب الصومالية تنفذ هجومها الثاني في مقديشيو
السبت 11/يوليو/2015 - 06:25 م
طباعة


للمرة الثانية في عام 2015 تقوم حركة الشباب الصومالية بالهجوم على منشآت سياحية في قلب العاصمة الصومالية مقديشيو، حيث أفادت الشرطة الصومالية أمس الجمعة 10 يوليو 2015، بأن 6 مدنيين و4 مسلحين قُتلوا إثر هجوم نفذه المتشددون من حركة الشباب الصومالية على فندق في العاصمة مقديشو.
وأعلنت حركة الشباب المتشددة المسئولية عن الهجوم على فندق "ويهليا"، مشيرة إلى أنها تحاصر فندقا آخر بالمدينة.
وصرح ضابط الشرطة نور علي من مكان قرب الفندق أن ثلاثة مسلحين لقوا مصرعهم فيما فجر الرابع نفسه داخل السيارة المفخخة التي اصطدمت بالبوابة.
وأكد الضابط أن الهجوم قد انتهى مبينا أن 6 مدنيين قتلوا في الهجوم دون توضيح لهوية القتلى.

يذكر أن الفندق الذي كان هدفا للمسلحين غالبا ما يتردد عليه كبار المسؤولين الحكوميين، فيما لم ترد أي تفاصيل بشأن ما حدث في الفندق الثاني الذي يقع على مقربة من القصر الرئاسي.
وحسب شهود عيان متواجدين داخل النزل فقد أحاطت قوات الأمن الصومالية بالفندق، فيما أكدت عدة حسابات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن الهجوم استهدف فندقين بالعاصمة.
وقال محمد عثمان وهو أحد النزلاء الذي كان يتناول الإفطار في مطعم بالفندق عندما بدأ الهجوم إنه أصيب برصاصة في الساق، علما بأن وكالة رويترز للأنباء كانت قد أفادت بأن سيارة مفخخة انفجرت في فندق وسط العاصمة الصومالية مقديشو.
ومن ناحية أخرى أعلنت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة إطلاق سراح جنديين كينيين اختطفهما مسلحو حركة الشباب قبل عامين شمال شرق كينيا، وأكدت حركة الشباب إن الرهينتين من أصول كينية كانا في قبضة حركة الشباب لمدة عامين، مشيرة إلى أنه تم إطلاق سراحهما بعد اعتناقهما للإسلام، وكان مسلحو حركة الشباب قاموا باختطاف هذين الجنديين قبل عامين من مدينة دماجايلي في شمال شرق كينيا.
ويذكر أن الهجوم الأول على المنشآت السياحية لهذا العام كان على فندق في العاصمة الصومالية الجمعة 27 مارس 2015، وتمت السيطرة عليه صباح السبت وكان الهجوم قد اسفر عن 21 قتيلا بحسب حصيلة للسلطات الصومالية.

وقال وزير الإعلام الصومالي حين الحادث، محمد عبدي حير ماريي، للصحافيين في مكان الهجوم الذي شن بعد ظهر الجمعة وتمت السيطرة عليه في وقت مبكر من صباح السبت إن "21 شخصا قتلوا وأصيب 13 بجروح في الهجوم"، وقال مصدر في مستشفى المدينة في مقديشو إن عدد الجرحى 28 بينهم أربعة توفوا متأثرين بجروحهم.
والهجوم الذي قالت حركة الشباب إنها قتلت خلاله "عشرات الكفار" شن بعد ظهر الجمعة، وفندق مكة المكرمة يقع في وسط العاصمة الصومالية وترتاده الطبقة السياسية ورجال الأعمال والسفير الصومالي في سويسرا يوسف باري باري الذي هو في عداد الضحايا.
ووقع الهجوم على مرحلتين أولا انفجار سيارة مفخخة أمام الفندق قبل أن يقتحمه مسلحون ويتحصنون فيه طوال الليل، وأضاف الوزير أن "الإرهابيين فجروا أمام الفندق سيارة مفخخة ثم دخل خمسة إلى ستة متمردين إلى المبنى حيث كان مسئولون ودبلوماسيون" مؤكدا أن قوات الأمن نجحت في إنقاذ العديد من الأشخاص.
وكانت السلطات الصومالية المدعومة من قوة الاتحاد الأفريقي في البلاد أكدت مساء الجمعة أنها سيطرت على الوضع، لكن المواجهات مع مهاجم على الأقل استمرت حتى الصباح، وقال المتحدث باسم الشرطة، قاسم أحمد روبل إن "العملية التي شنت للقضاء على المهاجمين استمرت طوال الليل لكنها انتهت بعد مقتل آخر المهاجمين الخمسة الذي تحصن في أحد الطوابق وقتل صباحًا".

وذكر أن حركة الشباب قطعت التيار الكهربائي عن المبنى ما "جعل العمليات معقدة جدًا ليلا". وأكد سكان سماع إطلاق نار طوال الليل وقال أحدهم محمد شيخ ابراهيم إن "الجيش الصومالي كان لا يزال يحاصر المنطقة" صباح السبت. والسبت أكدت حركة الشباب أنها تعمدت استهداف مكان مكتظ بـ "الكفار في مقديشو" وهددت بشن هجمات جديدة.
وقال المتحدث باسم حركة الشباب حينها، علي محمد راج "لن يكون هناك أي مكان آمن للصليبيين والكفار في الصومال"، وأضاف "سنواصل هجماتنا حتى هزيمة أعداء الله وأن يطبق حكمه في كل أرجاء الصومال" مؤكدا مقتل متمردين في الهجوم وأن آخرين نجوا ويخططون لهجمات جديدة.
وأكدت القوة الإفريقية التي تدعم السلطات الصومالية في محاربة الشباب الإسلاميين أن هذا الهجوم "سيعزز" تصميمها في "هزيمة أعداء السلام والتنمية" في البلاد، ومنيت حركة الشباب منذ أغسطس 2011 بسلسلة هزائم عسكرية وخسرت معاقلها في وسط وجنوب الصومال الواحد تلو الآخر.

وبعد أن تخلوا عن العمليات العسكرية التي تتفوق فيها قوة الاتحاد الإفريقي عليهم، باتوا يكثفون اليوم الاعتداءات والهجمات خصوصا في مقديشو حيث يستهدفون مواقع حكومية والسلطات الصومالية المدعومة من الأسرة الدولية، وتشهد الصومال حربا أهلية وهي محرومة من حكومة مركزية فعالة منذ سقوط نظام الرئيس سياد بري في 1991.
ويعتبر الخبراء أن هذه الحركة تطرح التهديد الأكبر على أمن شرق أفريقيا. ونفذت الحركة اعتداءات نوعية في السنوات الماضية خارج الحدود الصومالية بينها الهجوم على مركز ويست غايت التجاري في نيروبي الذي أوقع 67 قتيلا في سبتمبر 2013.
وفي 2010 أعلنت مسئوليتها عن هجوم مزدوج في العاصمة الأوغندية كمبالا أوقع 76 قتيلا.
ردود الأفعال:

وكانت ردود الأفعال الدولية حول الحادث أن أكد الرئيس الأوغندي يورى موسيفينى أمس "الجمعة " أن القوات الأوغندية تعمل على استقرار الوضع في الصومال، مشيرا إلى أن " تلاعب قادة مجرمين جبناء بأفكار الشباب المسلم حول وعودهم بالدخول للجنة، دفعهم إلى شن هجمات ضد قوات الجيش في الصومال". وأشار موسيفينى - في تصريحات نقلتها هيئة الاذاعة الأوغندية على الانترنت - إلى أن هجمات جماعة الشباب المتطرفة لن تخيف قوات حفظ السلام الأفريقية ولن تدفعها للخروج من الصومال" ، وقال إن جماعة الشباب تتبنى فكرة "شوفينية طائفية تجعل منها عدوا للمسلمين قبل أن تكون عدوا للقوات الأفريقية في الصومال". وأوضح موسيفينى أن 5 .2 مليون مسلم في العاصمة الصومالية مقديشيو آثروا التعاون مع قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال بدلا من الانخراط في صفوف جماعة الشباب .
كما أدان الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الهجوم الإرهابي الذى قامت به حركة الشباب الصومالية ضد فندقين بالعاصمة مقديشيو والذى وصفه بـ(الجبان)، مما أسفر عن وقوع أعداد من القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء. وشدد الأمين العام على أن التصعيدات الإرهابية التي تشهدها الصومال في الآونة الأخيرة باتت تستلزم تقوية المساندة الأمنية التي يقدمها المجتمع الدولي إلى القوات الصومالية وإلى بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وكذلك دعم الحكومة الصومالية الحالية في جهودها الحثيثة نحو إعادة بناء مؤسسات الدولة. وأعاد العربي التأكيد على دعم جامعة الدول العربية ودولها الأعضاء لدولة الصومال حكومةً وشعبًا في هذه المرحلة المهمة من مسيرة بناء الدولة ومواجهة التطرف والإرهاب.
للمزيد عن حركة الشباب الصومالية۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا