بعد مقتل الموصلية "سهى راضي".. الصحفيون تحت مقصلة "داعش"

السبت 11/يوليو/2015 - 07:37 م
طباعة بعد مقتل الموصلية
 
مازالت مهنة البحث عن المتاعب تصل بأصحابها فى العراق وسوريا إلى الذبح والقتل والتنكيل على يد التنظيم الأكثر دموية فى التاريخ تنظيم الدولة "داعش"، والقتل لم يقتصر على الصحفيين الأجانب فقط والذي كان آخرهم الصحفي الأمريكي جيمس فولي،  والذي خطف في شمال سوريا في أكتوبر 2012م، وأعلن داعش إعدامه في 19 أغسطس،  وإنما امتد بشكل أوسع إلى الصحفيين  العراقيين والسوريين الذين يعانون من التنكيل والقتل بحكم وجودهم على الأرض واحتكاكهم بشكل مباشر مع التنظيم الدموي. 
المرصد العراقي للحريات الصحفية، أدان مؤخرا إقدام داعش على تنفيذ حكم الإعدام بالصحفية الموصلية "سهى أحمد راضي" بعد أيام من اختطافها، وتسليم جثتها إلى ذويها فيما بعد من دائرة الطب العدلي بالموصل وعليها آثار إطلاق رصاصات وإن سهى راضي التي تعمل مراسلة ومحررة في صحيفة نينوى، خطفت من منزلها الواقع في حي الإخاء شرق المدينة من قبل إرهابيين نقلوها الى مكان مجهول، وأن محكمة للإرهابيين اتهمت سهى بالتخابر مع جهات مناوئة، وعدت ذلك جرما يستحق القتل".
وطالب المرصد العراقي للحريات الصحفية، في بيان له المجتمع الدولي بـ"تحرك أكثر جدية لوقف نزيف الدم الذي يثير المخاوف من مستقبل مظلم لحرية التعبير والعمل الصحفي مع وجود جماعات إرهابية تستهدف الصحافة، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة وأن هناك عجز محلي ودولي في مواجهة العنف الذي يمارسه الإرهابيون ضد الصحفيين، حيث قتلوا 14 صحفيا منذ احتلالهم للموصل في العاشر من يونيو 2014".
بعد مقتل الموصلية
ووثق المرصد العشرات من حالات الاعتداء والاعتقال والقتل والإعدام التي نفذها تنظيم (داعش) الإرهابي ضد الصحفيين، وارتكاب جهات رسمية وضباط شرطة ومؤسسات عراقية خلال الفترة منذ 3 مايو 2014 ولمدة عام مع عدم تحسن وضع الحريات الصحفية في العراق وجهود وقف الاعتداءات والانتهاكات ضد الصحفيين 
وشدد على أن العراق شهد مئات من حوادث الاعتداء والقتل  لكن السلطات المختصة لم تقدم مذنبا واحدا بشكل حقيقي ومباشر للعدالة رغم حوادث القتل التي تطال الصحفيين سواء في سجون داعش أو من خلال محاكمات صورية تنتهي بإعدامهم، أو الذين يتم استهدافهم من مراسلين ومصورين ومدونين، وأن داعش اعتبارا من 10 يونيه 2014م، ارتكب انتهاكات كبيرة ضد الصحفيين، سبقها بوضع قوائم بأسماء مصورين ومراسلين ضمت أسماء 40 صحفيا من مدينة الموصل، مما دفعهم لمغادرة الموصل، ومن فشل في الهروب وقع في قبضة التنظيم.. كما قتل وأصيب العديد من المراسلين الحربيين خلال مواجهات القوات العراقية مع داعش .
بعد مقتل الموصلية
ولفت مصطفى سعدون، مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن ما تعرض له الصحفيون العراقيون  بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على أجزاء من البلاد يعد خطيرا للغاية حسب المعايير الدولية لحرية التعبير ونوع الانتهاكات تلك، وفاقم من عمليات الاستهداف المنظم لهم و أن الصحفي العراقي يعمل في بيئة هي الأخطر في العالم حيث إنه مستهدف من سلطات حكومية وجماعات عنف منظم مما دفع عديد منهم إلى مغادرة البلاد، أو تغيير مناطق سكناهم، في وقت عجزت الحكومة العراقية عن توفير الحماية لهم، وهذا مؤشر خطير على تردي واقع حرية التعبير في العراق
بعد مقتل الموصلية
 وفى سوريا وثقت لجنة الحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين مقتل اثني عشر صُحفياً وناشطاً إعلامياً خلال شهر  يناير 2014، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الإعلام إلى (238) إعلاميا منذُ مارس 2011،  وارتكبت "داعش" مجزرة في مقرها الكائن بمشفى العيون التخصصي في حي قاضي عسكر بحلب  يوم 6 يناير 2014م ، وكان هؤلاء قد خُطفوا من مكتب شدا الحرية بحي الكلاسة يوم 26 ديسمبر 2013م ، وقد تم التعرف على جثثهم من بين خمسين جثة أُخرى قتلتهم "داعش" على عجل قُبيل انسحابها، والإعلاميون الأربعة هم قتيبة أبو يونس أمين أبو محمد و سلطان الشامي ومحمد قرآنية كما قتلت داعش بلال شحود  المعروف ببلال الأتاربي)  يوم 5 يناير 2014 وذلك في أحد مشافي انطاكية،  والناشط الإعلامي محمد إبراهيم أبو محمد شام  مراسل شبكة شام في مدينة حمص  وعلي الجاسم يوم 12 يناير 2014 في مدينة جرابلس، و ذلك أثناء تغطيته للاشتباكات الدائرة بين الجبهة الإسلامية و تنظيم داعش و مروان منصور يوم 17 يناير 2014 م في مدينة الباب وذلك خلال تغطيته للاشتباكات التي جرت بين الجبهة الإسلامية و تنظيم داعش و فى نفس اليوم قتلوا حسام سعيدي في مدينة الباب و ذلك خلال تغطيته للاشتباكات التي جرت بين الجبهة الإسلامية و تنظيم داعش وأحمد منصور في مدينة الباب ايضا  خلال تغطيته الاشتباكات التي جرت بين الجبهة الإسلامية و تنظيم داعش والناشط الإعلامي إبراهيم سعدالدين الخليل، و هو من حي دير بعلبة بحمص،  والذى قتل فى 24 يناير 2014 م وذلك أثناء تغطيته للأحداث على جبهات الريف الشمالي بحمص.
بعد مقتل الموصلية
 كما قام التنظيم الدموي باختطاف الناشط الإعلامي لؤي بركات مراسل شبكة حلب الإعلامية من قبل تنظيم داعش  يوم 8 يناير 2014 م في مساكن هنانو بحلب وعندما قام أحد المصورين ويدعى عادل بتصوير احدى جرائم التنظيم خلسة فقام باعتقاله ولا معلومات عنه حتى اليوم كما قتل داعش  أحمد العجيلي الذي كان يعمل في جريدة تكريت الأسبوعية بعد اختطافه. 
وقال والداه "إن وحوش داعش قتلوا أحمد بدم بارد وتركوه في الشارع وكأنه ليس من البشر دون سبب أو تهمه سوى إنه صحفي وأنه ترك  خلفه أربعة أطفال أصغرهم فاطمة. لم نخبرهم جميعهم بمصير والدهم باستثناء ابنه الأكبر الذي يبلغ 13 عاما  والبقية صغار ولا يتحملون نبأ الصدمة لذا فضلنا أن نقول إنه ذهب في رحلة طويلة ولقد اضطررت أن انتقل للسكن معهم في المنزل ولا أدري ما أفعل فالجميع غير مستوعب لما حدث للعائلة
وقال نور الدين قبلان نائب رئيس مجلس محافظة نينوى  إن آخر جرائم داعش في الموصل بحق الصحفيين كانت إعدام الصحفي عصام محمود مراسل فضائية  سما الموصل بعد اختطافه لأربعة أشهر في منطقة الغزلاني ورغم مناشدات زوجته وأمه للمسلحين بإطلاق سراحه ورحمته لكنهم أصروا على جريمتهم ليؤكدوا أنهم أقذر فئة أو جماعة عرفها التاريخ وأن داعش اختطفت ثلاثة صحفيين آخرين وهم عبد العزيز محمود ومحمد إبراهيم ومعتصم عبد الله بعد اقتحام منازلهم بالموصل وضربهم وسرقة محتويات منزلهم بما فيها عدتهم الصحافية.
بعد مقتل الموصلية
ووصف مؤيد اللامي نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب و نقيب الصحفيين العراقيين قيام تنظيم داعش بقتل واختطاف الصحافيين “بمحاولة طمس صورة التنظيم البشعة وعدم نقلها إلى العالم و أن  الأسرة الصحافية بالعراق قدمت الكثير من الشهداء وما زالت تبحث عن الآخرين المسجونين في معتقلات داعش.
وقال "إن ملف جرائم داعش يجب أن يحول إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقد عملنا على تهيئة كافة الوثائق التي تدين داعش وسنقدمها الى المحاكم الدولية بالتعاون مع الحكومة العراقية وعلى مجلس النواب العراقي دعم الصحفيين، ومنع أي محاولة لتمرير قوانين من شأنها تقييد الحريات العامة والخاصة، أو التضييق على الصحفيين بأي شكل من الأشكال".
بعد مقتل الموصلية
وقال العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية وإن عمليات قتل الصحافيين واختطافهم من قبل داعش تأتي لأنهم يكشفون زيفها مما يؤثر على جهودها في عمليات التجنيد و أن وزارة الداخلية العراقية بصدد تنظيم ورش عمل أمنية للصحافيين لتعليمهم كيفية حماية أنفسهم وتجنب مناطق الخطر فضلا عن توزيع ملابس واقية ضد الرصاص لتسهيل مهام الذين يتنقلون مع القوات الأمنية لتغطية سير العمليات ونأمل منهم أن يتجنبوا مناطق تواجد الجماعات الإرهابية والبقاء ضمن خطوط تواجد القوات العراقية أثناء تغطيتهم الصحافية .
 لتبقى الحقيقة المؤلمة  أن الصحفي هو أكثر من يدفع الثمن لأنه أراد فقط أن ينقل الحقيقة ليعلمها الجميع ولكنه دفع ثمن نقلها من حياته. 

شارك