مع وقوع خروقات في الساعات الأولى.. اتهامات متبادلة تهدد الهدنة في اليمن

السبت 11/يوليو/2015 - 09:33 م
طباعة مع وقوع خروقات في
 
تبادلت أطراف الصراع في اليمن الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة، ودخلت حيز التنفيذ ليل الجمعة على أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان، ففيما اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بخرقها في عدة محافظات، رد الحوثيون باتهامات مماثلة، وربط زعيمهم عبد الملك الحوثي نجاح الهدنة بالتزام الجانب السعودي.

الحكومة الشرعية تتهم الحوثيين:

الحكومة الشرعية تتهم
وقالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحكومة الشرعية، السبت، بأن مليشيات الحوثي ارتكبت عدة خروقات منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، حيث قصفت عدة أحياء في مدينة عدن بقذائف الهاون، وحشدت مليشيات الحوثي وصلاح مسلحيها وآلياتهم في محيط جبل جرة، واستمرت بإدخال تعزيزات ودبابات ومدرعات وأطقم عسكرية من المدخل الشرقي لمدينة تعز.
وتحدثت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحكومة الشرعية عن خروقات في تعز، والبيضاء، ورداع، ومأرب والضالع، وحضرموت.
و شدد المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري على أهمية وجود آليات للهدنة خاصة أن ميليشيات الحوثي وصالح لم تعلن التزامها بالهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن، التي من المفترض أن تبدأ اليوم الجمعة.
وأشار عسيري إلى أن التحالف غير ملزم بالهدنة، إذا لم تكن هنالك ضمانات من الميليشيات بالالتزام بها، موضحا أن ميليشيات الحوثي هي السبب الأول للأزمة على الأرض.
وأضاف أن المعلومات تؤكد تورط الحوثيين في سرقة المواد الإغاثية المقدمة للشعب اليمني.

الحوثيون يتهمون التحالف:

الحوثيون يتهمون التحالف:
أما أحدث الخروقات التي تحدث عنها الجانب الحوثي فتمثلت في استهداف الطيران السعودي سيارة تقل نساء، بالإضافة إلى ناقلتي نفط، على الطريق العام في البيضاء، بحسب ما ذكرت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين.
 فيما أكد الناطق باسم القوات المسلحة التي يديرها الحوثيون بأن "إقرار الهدنة الإنسانية هي مسئولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه شعبنا اليمني". وأضاف "أن القوات المسلحة والأمن تحترم وتقدر كل جهد خير وكل عمل إيجابي تقوم به الأمم المتحدة تجاه اليمن وشعبها الصامد الصابر" كما حذر مما سماه "المراوغات التي يتبعها النظام السعودي الذي لا يتردد ولا يتورع عن محاولات خرق الهدنة الإنسانية وعن استمرار غارته."
وفيما يخص الهدنة عبر زعيم جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، عن عدم تفاؤله بالقول "ليس لدينا امل كبير بنجاحها وتجربتنا في الهدنة السابقة كانت مريرة ونجاح الهدنة مرتبط بالتزام النظام السعودي ورهن بتوقف الغارات كليا".

الوضع الميداني :

الوضع الميداني :
وعلي صعيد الوضع الميداني، فقد اندلعت، صباح اليوم، اشتباكات بين اللجان الشعبية  الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وجماعة "أنصار الله، والقوات الموالية لهم في محافظة الضالع جنوب اليمن
وأوضح مصدر محلي لـ"المشهد اليمني" إن الاشتباكات تركزت في منطقة سناح، وتبادل الطرفين القصف بالدبابات والهاون.
وأشار المصدر إلى أن مقاتلات التحالف بقيادة السعودية شنت، اليوم، عدة غارات على معسكر الصدرين التابع للواء 33 مدرع المسيطر عليه من قبل المقاومة الشعبية، الكائن في مرتفعات مريس (40 كم شمال مدينة الضالع).
كما شنت مقاتلات التحالف غارات جوية على معسكر قوات الامن الخاصة (الامن المركزي سابقا) في منطقة سناح.
يأتي ذلك بالتزامن مع هدنة انسانية بدأ سريانها مساء أمس الجمعة، دعت إليها الامم المتحدة وأعلنت ان جميع الاطراف ملتزمون بها.
فيما أفادت مصادر صحفية في محافظة البيضاء، وسط اليمن، صباح اليوم السبت، بأن جماعة الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، نشرت مسلحيها بشكل غير مسبوق في مدينة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء. 
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن ميليشيات الحوثي في شوارع مدينة رداع، واستحدثوا نقاط تفتيش في العديد من الأحياء السكنية.
 وبحسب المصادر، فإن أسباب انتشار المسلحين الحوثيين في شوارع رداع لا يزال غير معروف، إلا أنه جاء عقب حملة اعتقالات طالت العديد من الشباب والناشطين المناوئين لهم في مدينة رداع، وذلك بعد ساعة من بدء سريان الهدنة الإنسانية في اليمن.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الإنساني، كشف المتحدث الرسمي باسم منظمة الصليب الأحمر في اليمن، عدنان حزام أن الأطراف اليمنية توصلت إلى التزام بإدخال المساعدات الطبية إلى البلاد بشكل عاجل.
ودعا حزام، كل الأطراف في اليمن إلى الالتزام بقواعد العمل الإنساني وتحييد المدنيين والسماح لهم بالتعاون مع الطواقم الطبية وكذلك منظمات الإغاثة في الميدان، وإعطاء ضمانات أمنية لتسهيل المنظمة للمناطق المتضررة.
وقال حزام: "توصلنا إلى تفاهم من جميع الأطراف في اليمن لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة عن طريق المنظمات المتعاونة مع منظمة الصليب الأحمر".
وأضاف: "قبول جميع الأطراف لعملنا وفهمهم لطبيعة العمل الإنساني الذي نقوم به يمكننا من تقديم تلك المساعدات من دون وجود تدخل".
واعتبر حزام أن منظمة الصلب الأحمر إنسانية بحتة ولا تتهم أي طرف دون الآخر، مشيرًا إلى أنه جرى خلال الفترة الماضية إسعاف قرابة 700 ألف متضرر في معظم مناطق الصراع، ومنها لحج والضالع وعدن والبيضاء. وأوضح أن المنظمة استطاعت إدخال مواد غذائية وإنسانية ضمنها سبع شاحنات إغاثية إلى عدن، يجري توزيع محتوياتها الآن.
وكشف المتحدث باسم منظمة الصليب الأحمر في اليمن أن المنظمة تقوم في الوقت الراهن بتقييم أعداد النازحين، وأنها تتعاون مع الهلال الأحمر اليمني لنقل الجرحى والمصابين وتقديم المساعدات الطبية لهم.
وأفاد المتحدث باسم منظمة الصليب الأحمر في اليمن، بأنه في حال وجود تدخل في عمل المنظمة سيكون هناك حوار ثنائي بين المنظمة وبين الطرف الآخر، بشكل سري، حتى يتم إقناعه، وهو ما يساعد لتقديم المساعدات.
فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن الهدنة الجديدة في اليمن سوف تسمح لها وللجماعات الأخرى بتوفير المساعدات المطلوبة بشدة إلى ملايين المدنيين كما ستسمح لهم بالاستجابة لبعض الاحتياجات الأكثر حرجا في البلاد.
وقال أحمد شادول، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، في بيان اليوم السبت إن توقف القتال سوف يسمح لمنظمته وللآخرين بزيادة استجابتهم في المحافظات المتضررة من خلال الوصول إلى السكان البعيدين عن الرعاية والذين لديهم حاجة ماسة للخدمات الصحية.
واخترقت الهدنة في غضون ساعة خلال الليل عندما قصفت غارات بقيادة السعودية العاصمة صنعاء ومدينة تعز جنوب غربي البلاد في أعقاب تقارير حول تحركات على الأرض وقتال، حسبما قال مسئولون أمنيون.
وأعلنت الأمم المتحدة الهدنة التي بدأت في منتصف الليل ومن المفترض أن تستمر إلى نهاية شهر رمضان الكريم الأسبوع المقبل.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد التطورات السياسية، كشفت صحيفة لبنانية، أن وفد جماعة الحوثي أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله" الموجود في مسقط حالياً، يجري اتصالات مكثفة مع قيادات سياسية يمنية جنوبية وشمالية. وذكرت صحيفة "الاخبار" نقلا عن مصدر وصفته بـ"المطلع على مجريات المحادثات في السلطنة" أن وفد الحوثيين يبدي مرونة في ما يتعلق بتسليم السلطات المحلية للجنوبيين بمشاركة الجيش والأمن، مشيرًا إلى أن "المرونة مبنية على أساس أن جماعة الحوثيين تشدّد على أن مهامها العسكرية في الكثير من المناطق الجنوبية، لم تكن سوى لمواجهة نشاط تنظيم "القاعدة"، ولهذا هي تطلب من أي سلطة محلية التحرك لمواجهة التنظيم، باعتباره تحدّيا يواجه الجميع"، وقال مصدر الصحيفة، إن اتفاقاً جرى مع الجنوبيين قضى بأن يجري تسليم السلطة المحلية للجنوبيين بمشاركة الجيش والأمن والتهيئة للحلول والمعالجات الإنسانية والمجتمعية جراء الحرب، وعدم ملاحقة من قاتل في عدن من "الحراك الجنوبي"، ثم الدخول في مرحلة الحلول السياسية الشاملة للقضية الجنوبية وفق الإطار العام للحلّ الشامل للأزمة السياسية الراهنة. وكشفت الاخبار اللبنانية عن اتصالات بين وفد الحوثيين ومستشار رئيس الجمهورية والامين العام السابق لحزب المؤتمر الشعبي العام، عبدالكريم الارياني، لبحث بعض المقترحات السياسية وتقريب وجهات النظر في سياق اتفاق "السلم والشراكة". وقالت الصحيفة "فيما يعتقد البعض أن الارياني سيظل شخصية سياسية لها حضورها في المفاوضات الجارية حتى بعد عزله من "المؤتمر"، يرى آخرون أن الارياني ما زال يحظى باحترام وبصوتٍ مسموع داخل الحزب الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح". ولفتت الصحيفة إلى أن الإرياني سيقوم بزيارة قريبة للسلطنة لاستكمال الحوارات السياسية الجارية هناك، هذا التواصل قد يفهم منه، تفكك جبهة اليمنيين المؤيدين للغارت، وقد يعد مؤشراً على نية بعض الشخصيات في الرياض العودة عن مواقفها ومراجعة اصطفافها مع هادي، وذكرت "الأخبار" اللبنانية أن المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ ناقش مع الوفود السياسية التي التقاها في صنعاء أخيراً، مكان الحوار اليمني المقبل، الذي بات مرجحاً أن تستضيفه أيضاً مسقط، لكونها لم تشارك في عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وتُعدّ على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
و رغم الاعلان عن الهدنة، الا أن الخروقات والغارات في الساعات الأولى للهدنة بمدن يمنية، تهدد استمرارها، وبدا واضحاً أن الهدنة المعلنة تواجه تعقيدات ميدانية في جبهات القتال الداخلية ومخاوف من كل طرف من استغلال الهدنة من قبل الآخر، فهل ستصمد الهدنة الهشة أم أمراء الحرب في اليمن.. أم أن الرصاص سيكتب النهاية أسرع مما خطط لها المبعوث الأممي؟

شارك