الأمم المتحدة تعترف بفشل الهدنة.. واشتعال الصراع في اليمن
الإثنين 13/يوليو/2015 - 10:09 م
طباعة

فيما يبدو أن الهدنة في اليمن، التي أعلن الأمم المتحدة أنها بدأت مساء الجمعة، غير قادرة على فرض نفسها، وسط استمرار العمليات العسكرية وغارات التحالف بقيادة السعودية على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
الوضع الميداني:

تواصلت المواجهات الميدانية والغارات الجوية لليوم الثاني من الهدنة على التوالي، في مختلف الجبهات وبنفس وتيرة الأيام الماضية. وقتل 66 شخصا في اشتباكات بالقرب من عدن خلال اليومين الأخيرين في انتهاك للهدنة الإنسانية الثانية التي ترعاها الأمم المتحدة.
وفي العاصمة صنعاء، قال سكان ومسعفون إن الغارات الجوية للتحالف قتلت 21 مدنيا صباح الإثنين بعد يومين من بدء الهدنة.
وقال أحد السكان "استهدفت 3 صواريخ الحي ودمرت 15 منزلا وقتلت 21 شخصا وأصابت 45".
وقالت مصادر طبية إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا في غارات جوية ليلة السبت في اليمن.
وتلقى الحوثيون خسائر كبيرة في المعارك الدائرة في تعز على أيدي القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، التي خسرت العديد من المواقع الإستراتيجية في المحافظة.
وأكد قائد جبهة اللجان العسكرية في محافظة تعز العميد ركن صادق علي سرحان، أن اللجان الشعبية والقوات المؤيدة لهادي حققت تقدما وكبدت ال خسائر في الأرواح ودمرت عددا من الدبابات، وسيطرت على بعض المواقع الاستراتيجية التي كان الحوثيون يستخدمونها لإطلاق قذائف المدافع على الأحياء السكنية.
في محافظة مأرب، دفع الحوثيون والموالون لصالح بتعزيزات بالتزامن مع بدء الهدنة، ونفذوا هجوماً على جبهات عدة، حيث تدور معارك عنيفة، كما نفّذ التحالف العديد من الغارات مستهدفاً تعزيزات ومواقع مختلفة غرب المدينة، ونتج عن المواجهات والغارات سقوط العشرات من القتلى والجرحى.
وفي عدن، جنوبي البلاد، وقصف التحالف تجمعات للحوثيين بالقرب من ميناء عدن في المعلا ومنطقة البساتين والعريش".
وشن طيران التحالف ، غارات مكثفة على مواقع للحوثيين في مديرية مستبا، بمحافظة حجة. وأفاد شهود عيان "للمشهد اليمني" أن ست غارات متفرقة استهدفت السوق السوداء بمنطقة عاهم ومخزناً للسلاح والذخيرة في منطقة ابو دوار معقل الحوثيين بمديرية مستبا حيث شوهدت السنة اللهب والدخان من مسافات بعيدة .
تبادل اتهامات:

وتبادل الاتهامات بين الحوثيين وقوات التحالف حول فشل الهدنة، فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المتحدث باسم قوات التحالف أحمد العسيري قوله: "لن تقوم هدنة ما لم يلتزم الحوثيون بوقف إطلاق النار وما لم ينشر مراقبون من الأمم المتحدة على الأرض لرصد أي انتهاكات محتملة.
وقال التحالف ، السبت، إن الحكومة اليمنية التي تمارس عملها من الرياض لم تطلب منه الالتزام بوقف إطلاق النار لكن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال فيما سبق إن الرئيس عبد ربه منصور هادي أبلغ التحالف بقبوله الهدنة لضمان دعمه.
فيما هدد قيادي حوثي بارز، المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا في اليمن، بخطوات "أكثر إيلاما وزجرا" إثر استمرار ما وصفه بـ"العدوان".
وقال رئيس المجلس السياسي لـ"أنصار الله"، صالح الصماد، إن "استمرار عمليات التحالف يعتبر "تحد سافر" ويضع المجتمع الدولي أمام محك خطير بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذا العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني".
وأضاف الصماد في منشور على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "كما يحتم علی ابناء الشعب التحرك الجاد والمسؤول جنبا الی جنب مع الجيش والامن واللجان الشعبية للدخول في خطوات اكثر ايلاما وزجرا لهذا العدوان بعد تخلي العالم عنهم وسكوته وتواطؤه علی مايرتكب من جرائم بحق الشعب اليمني".
وأشار الصماد إلى أنه "بالرغم من دعوة الأمين العام للامم المتحدة لهدنة انسانية في اواخر شهر رمضان (...) وبالرغم من ترحيب الناطق الرسمي للجيش وكذلك ترحيب القوی السياسية بهذه الدعوة، الا انه تم تجاهل كل ذلك".
خيبة أمل الأمم المتحدة:

على صعيد آخر، دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأطراف اليمنية إلى احترام الهدنة التي تخللتها خروقات من طرفي الأزمة.
وقال ولد الشيخ أحمد إن سبب خرق الهدنة يعود إلى ما وصفه بسوء التفاهم بين طرفي الأزمة، مؤكدا على أنه يعمل على تثبيت الهدنة التي لم تنهار على الرغم من تواصل الاشتباكات وغارات التحالف.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن الأمين العام يشعر "بخيبة أمل كبيرة" لعدم سريان هدنة انسانية توسطت فيها المنظمة الدولية في اليمن في مطلع الأسبوع. وأضاف المتحدث سيتفان دوجاريك للصحفيين "رغم الضربات الجوية المستمرة ورغم القتال فإن زملاءنا في مجال الاغاثة الانسانية وشركاءهم تمكنوا من توصيل بعض المساعدات الحيوية لسكان اليمن اليائسين."
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، واصل فريق جمعية الهلال الأحمر الكويتية جهوده في ايصال المساعدات الإنسانية للاجئين اليمنين في جمهوريه جيبوتي، حيث يقوم الفريق بجولة ميدانية لتوزيع المساعدات في عدن ومخيم أبواخ الذي يواجه ظروفاً صعبة، والتي تقدر بنحو 200 طن من المساعدات الغذائية والملابس والأعتدة السكنية، بعد تسليم نحو 40 طناً من المساعدات الطبية. وقال منسق ادارة الكوارث في جمعية الهلال الاحمر خالد المطيري لصحيفة «الراي» الكويتية «نحن متواجدون حاليا في مخيم أبواخ الذي يبعد عن العاصمة الجيبوتية 300 كيلومتر، ويضم اكثر من 2000 عائلة يمنية لجأوا نتيجة الازمة الاخيرة، وقمنا بتوزيع ألعاب وحلويات للاطفال، في محاولة منا لرفع بعض المعاناة، ومحاولة من الجمعية لرسم الابتسامة على وجوههم». وأضاف المطيري «لدينا كوادر بشرية وخبرة كافية للتعامل مع الأزمات، ولكن لدنيا مشاكل في عدم التزام أطراف النزاع بالهدنة وإغلاق ميناء عدن القريب من جمهورية جيبوتي، ونعمل حاليا على الخطط البديلة المتمثلة بنقل المساعدات الى موانئ قريبة من عدن». وذكر أن «الهلال الاحمر» قدم الشهر الماضي الدفعة الاولى من المساعدات الإنسانية الى الشعب اليمني الشقيق، وهي عبارة عن 40 طناً من مستلزمات طبية، وتم تسليمها الى عدد 3 مستشفيات ابن سينا والمكلا (باشراحيل) والمستشفى الجامعي. وأشار إلى أن الجمعية بصدد ارسال 10 آلاف سلة غذائية بوزن اجمالي 200 طن الى عدن، وندرس حاليا عدة مشاريع في جيبوتي منها، كسوة العيد وتوزيع مواد نظافة وادوات مطبخ على اللاجئين في مخيم ابواخ، وكذلك إرسال مساعدات الى الشعب اليمني في عدن عن طريق جمهورية جيبوتي. واشار المطيري إلى أن مئات اليمنيين لجأوا في جيبوتي هربا من الاحداث الاخيرة باليمن، الى اقاربهم الذين لديهم اعباء اسرية، ورغم ذلك فتحوا ابواب منازلهم للنازحين وتقاسموا معهم العيش .
المشهد اليمني:

يرى محللون سياسيون أن فشل الهدنة الإنسانية يعود بالدرجة الأولى إلى عدم ضغط الأمم المتحدة على الحوثيين في سبيل إيجاد ضمانات حقيقية للالتزام بالهدنة ، وهو ما أدى إلى سقوطها أسرع مما توقع المراقبون، ففشل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في تهيئة الظروف والضمانات التي تؤكد نجاح الهدنة بتعهدات من مختلف الأطراف اليمنية وكذلك من التحالف السعودي.
وكان الأكثر وضوحاً في إعلان أنه غير معني بأي هدنة، منعاً لتكرار تجربة الأيام الخمسة في مايو الماضي؛ والتي استغلتها ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لتعزيز انتشارها، ونقل تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع السعودية.. عوامل فقدان الثقة مع عدم وجود ضمانات أكيدة أدت إلى فشل الهدنة في الساعات الأولى لها.