قاتل فرج فودة.. يدعو لمحاربة الدولة ومبايعة البغدادي

الثلاثاء 14/يوليو/2015 - 03:13 م
طباعة قاتل فرج فودة.. يدعو حسام الحداد
 
دعا القيادي في الجماعة الإسلامية أبو العلا عبد ربه، القوى الإسلامية للدخول في لعبة العنف ضد الدولة المصرية، وعدم ترك تنظيم داعش الإرهابي، يخوض هذا المعترك وحده بعد أن استطاع خلال الفترة الأخيرة تسديد ضربات قوية للدولة، على حد زعمه.
وقال عبدربه، المُدان في قتل المفكر الراحل د. فرج فودة في تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" موجهًا خطابه للتيار اﻻسلامي: "داعش كما تسمونها تحركت ودخلت في اللعبة في قلب العاصمة، لو ظللتم كما أنتم ﻻ تحركون ساكنًا وكنتم مثل حكامكم تشجبون وتدينون وتستنكرون، فسوف تكونون صحوات عما قريب ﻹخوانكم الدواعش".
وتابع مخاطبًا الإسلاميين: "تريدون النجاة من الذبح تحركوا وجاهدوا.. الشباب محتقن مكبوت مقهور وسيكون تنظيم الإخوة الدواعش هو الملاذ من ذل القهر واﻻستعباد الذي ألبستموهم رداءه، فاخلعوا عنكم ثوب المهانة والخنوع وتحركوا كفاكم شجب واستنكار وإدانة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يحرض فيها قاتل فرج فودة على ممارسة العنف ضد الدولة بل سبق له هذا مرارًا، وقد كشفت مصادر داخل الجماعة الإسلامية في بداية يناير 2015، عن بدء عودة قيادات الجناح العسكري للجماعة والذين هربوا بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة؛ لإعادة تشكيل الجناح العسكري للجماعة الإسلامية والبدء في الحرب على الدولة من جديد.

قاتل فرج فودة.. يدعو
وكشف ربيع شلبي القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، عن تأكيد أبو العلا عبدربه أحد أبرز قيادات العنف داخل الجماعة الإسلامية وقاتل فرج فودة، على عودته إلى مصر مرة أخرى من السودان لقيادة الحركات المسلحة هناك وتشكيل جماعة جديدة للحرب على الدولة.
 وشدد شلبي في تصريحات صحفية في حينها، أن عبدربه هدده بالفعل باقتراب عودته إلى مصر واستعداده للانتقام منه بشكل شخصي وقد قام بتصوير نص الرسالة التي وصلته.
ويذكر أن أبو العلا عبدربه كان أكد في تصريحات له نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" على أنه مع آخرين سوف يلحقون بما وصفهم حركات الجهاد في مصر قريبًا للحرب على النظام المصري الحالي، كما حرض من قبل على احتلال الصعيد بالسلاح والاستقلال به.
وفي أول فبراير 2015، أكد قاتل فرج فودة، أن مواقفه السياسية ورفضه لمبادرة وقف العنف وانتهاج السلمية تعد مواقف شخصية له، ولا تعبر عن الجماعة ولا قياداتها لا من قريب أو بعيد.
وتابع في تدوينه على "فيس بوك"، يوم الاثنين 9 فبراير 2015: "ﻻ أعمل مع الجماعة الإسلامية ولست من أعضائها وﻻ من قيادتها منذ كنت في السجن، وإطلاق مبادرة ورفض وقف العنف انطلاقا من قناعة لدى أن المبادرة السلمية ﻻ تأتى بحقوق الشهداء ولا توقف إراقة الدماء، وأنه ﻻ مناص عن جهاد هؤﻻء- في إشارة للدولة- وهو ما يسمى عند إخواني العنف".
وأضاف: "رأيي في هذه القضايا يخصني، وليس للجماعة دخل به حتى ﻻ أكون سببًا لضيق صدور بعض إخواني بالجماعة، سواء حرضت أو تبنيت العنف "الجهاد مسلكا، فأنا ﻻ أحسب على الجماعة وﻻ من أفرادها، وما دفعني لتبني هذا الطرح ما تراه الأعين وتعتصر القلوب دما من أجله".
يذكر أن أبو العلا عبد ربه، أدين بقتل المفكر الدكتور فرج فودة بالإشغال الشاقة الموبدة ووصلت الأحكام الصادرة ضده إلى 53 عامًا، وبقي في السجن منذ عام 1992 حتى أطلق الرئيس المعزول محمد مرسي سراحه بقرار العفو عن 17 من كوادر الجماعة الإسلامية، وهو العفو الذي لم يغير من قناعة عبد ربه حيث لا يزال يردد أن فودة كان مرتدًا ويستحق القتل سواء في مجالسه الخاصة أو تصريحاته الإعلامية.

علماء الأزهر أفتوا بتكفير "فرج فودة"

علماء الأزهر أفتوا
ومن بين هذه التصريحات لقائه مع رولا خرسا في نوفمبر 2012، حيث قال في هذا اللقاء: إن "الإعلام ليس محايدا ويكيل بمكيالين ويستقي معلوماته من وجهة نظره وليست لديه أمانة في تناول قضايا مثل فرج فودة الذي أتعجب من إحيائه ذكراه وكأنه من الأنبياء والصديقين وهو الذي استهزأ بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)".
جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامية رولا خرسا في برنامج "البلد اليوم" على قناة "صدى البلد"، مشيرا إلى أن "فرج فودة استهزأ بالصحابة وله الكثير من الأقاويل التي تؤكد كفره"، وقال: "أنا لم أقتله بمفردي وكان معي أخوان آخران قتلاه معي، وأنا مللت من الكلام عن فرج فودة".

وأشار إلى أن "بعض علماء الأزهر أفتوا بردة فرج فودة وإهدار دمه ومنهم الدكتور محمود مزروعة والدكتور عبد العزيز عبد الرءوف، ومن يستهزئ بالإسلام والرسول حكمه التوبة بأن يقتل حدًّا وهذا حكم ربنا".
وقال إنه "لو كانت تركت مساحة لرأي العلماء الذين يقولون قولة حق ما كان حدث ذلك"، مشيرا إلى أن "علاء حامد عندما صدرت روايته "مسافة في عقل رجل.. محاكمة الإله" وقال فيها أكثر مما صدر عن فرج فودة، صادر الأزهر الرواية وحكم عليه بـ8 سنوات سجنًا، وهذا ليس حكمًا شرعيًّا للمرتد، ولكنهم بهذا الحكم أطفئوا جذوة الشباب المسلم الغاضب".
وأوضح أنه "في حالة فرج فودة لم يتحرك أحد رغم أنه ناظره علماء كثيرون مرات عديدة ورغم ذلك ظل على ما هو عليه ولم تمنعه الدولة ولا النظام السابق الذي جعل فرج فودة طامعا في القضاء على الجماعات الإسلامية، وما أقوله عن مبارك قاله الشعب كله من أنه إن لم يحكم بما أنزل الله عز وجل فهو كافر وكان كذلك بالفعل وقالوا إنه ظالم وخرجوا عليه".
وأضاف: "عانينا من انتهاك وتعذيب وقسوة النظام السابق وبعض عمليات التيار الإسلامي مثل حادث الأقصر كانت نتيجة لتلك الممارسات، وزوجتي حكم عليها 15 سنة؛ لأنها كانت صاحبة مروءة، ولو كنت خارج السجن حينها لقتلت أي فرد ينتمي للداخلية والشرطة".

"عبد ربه" يتمسك بالعنف رغم الإفراج عنه

عبد ربه يتمسك بالعنف
عندما أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي قرارًا بالعفو عن قاتل فرج فودة، أبو العلا عبدربه، ضمن 45 عضوًا من تنظيمات إرهابية أخرى، رفض عبدربه بإصرار شديد الاعتذار عن جريمته، في مؤشر قوى على تمسكه بميوله الواضحة نحو العنف، ما ظهر لاحقًا في مشاركته في اعتصام «رابعة العدوية»، الذي هرب منه بعد الفض مباشرة إلى السودان، ضمن 8 قيادات في الجماعة الإسلامية، ومن هناك بدأ في إدارة مجموعات إرهابية ضد مصر.
وقد نشر عبدربه عددًا من الصور على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، لعمليات نفذتها تشكيلات إرهابية يشرف عليها، بينها صورة لحركة «المقاومة الشعبية» أثناء هجومها على عدد من رجال الأمن، والاستيلاء على أسلحتهم، مبررًا نجاح العملية بـ«التدريب المستمر»، الذي قال إن الحركة افتقدته في العمليات السابقة التي باءت بالفشل، وكلفتها القبض على عدد من أفرادها، أو إصابتهم.
وأكد أن «عملية التدريب بطبيعة الحال تستغرق بعض الوقت»، داعيًا عبر صفحته الشخصية إلى الجهاد المسلح، وسرعة الإعداد البدني والعسكري للأعضاء، للرد على ما أسماه بـ«الهجمة الشرسة ضد الدين واللحية»، وزعمه أن «المسلمين أصبحوا درجة ثانية في المواطنة بعد المسيحيين».
وبحسب مصادر مقربة من التنظيمات الإسلامية، فإن عبدربه يقود من مقر إقامته في الخارج عددًا من الحركات المسلحة داخل البلاد، والتي يتواصل معها عبر المنتديات الجهادية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وبينها حركات «العقاب الثوري» و«الجندي المجهول» و«الذئاب المنفردة»، وتعمل جميعها على تفخيخ السيارات، واستهداف رجال الشرطة، وسبق لها تنفيذ العديد من العمليات، التي أعلنت عنها عبر صفحاتها على فيسبوك، بالإضافة إلى عمليات أخرى أعلنت اعتزامها أن تنفذها، مثل استهداف مساعدي وزير الداخلية، وبينهم مدير سابق لمصلحة السجون.
ومن جهته، قال مؤسس حركة أحرار الجماعة الإسلامية، ربيع شلبي: إن «أبو العلا عبد ربه يقود جيلًا جديدًا من شباب الجماعة، يمكن أن نطلق عليهم اسم الدواعش الجدد»، مؤكدًا أن «نسبة تأييد أبو العلا عبد ربه في أوساط شباب الجماعة الإسلامية، يمثل 20 في المائة»، وأوضح أن «الجماعة الإسلامية انقسمت إلى 3 جبهات حاليًا، الأولى للدواعش الجدد، الذين كانوا يلقبون من قبل بأمراء الدم، والذين نبذوا مراجعات الجماعة التي جرت في عام 1997، واختاروا العودة إلى ممارسة العنف».
وأضاف أن «معظم القواعد لم تتراجع عن المبادرات، لكن الدواعش الجدد قويت شوكتهم في عهد جماعة الإخوان، التي انتفعوا من حكمهم، فلم يؤيدوا أحداث 30 يونيو، ويقودهم حاليًا من يطلق عليهم اسم أمراء الدم، صفوت عبد الغني، وطارق الزمر، وعاصم عبدالماجد، وأبو العلا عبدربه، بالإضافة إلى الأكثر تشددًا، رفاعي طه، وجميع أفراد تلك المجموعة خارج البلاد».
أما الجبهة الثانية، فهي جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، التي تؤمن بانتقال السلطة في 30 يونيو، ويقودها كرم زهدي، وفؤاد الدواليبي، ووليد البرش، وعوض خطاب، وشريف أبو طبنجة، ويسير معها في نفس الاتجاه أحرار الجماعة الإسلامية، وحركة تمرد الجماعة الإسلامية، بينما تضم الجبهة الثالثة المجموعة التي تؤمن بوقف العنف، موضحًا «نرى أن هذا الموقف شكلي؛ لأنها تؤيد الإخوان، وفي نفس الوقت تريد وقف العنف، ويقودها عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة، وأسامة حافظ، ومصباح هاشم».
وأكد أن «أبو العلا عبدربه شكل تنظيمًا يقوده من الخارج، يطلق عليه الدواعش الجدد، ويتركز أعضاؤه في المنيا، وأسيوط، والإسماعيلية، والإسكندرية، والسويس، وبورسعيد، وعين شمس، والمطرية، وتحالفت حركة العقاب الثورى مع الإخوان»، مشيرًا إلى أن 85 عضوًا في الجماعة الإسلامية هربوا إلى خارج البلاد عبر السودان، عقب 30 يونيو مباشرة، وذلك عن طريق الجبال والمدقات الصحراوية التي يحفظها تجار الجمال والمواشي.
وأضاف أن «أماكن تمركزهم في السودان تقع في الخرطوم وكسلا»، لافتًا إلى أن عبدربه يشرف على تدريب الشباب الذين يتم تهريبهم إلى السودان، ثم متابعتهم، والتواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومنتديات خاصة بهم، يتم عبرها بث فيديوهات لشرح تنفيذ بعض العمليات.
وكشف شلبي عن أسماء باقي الأعضاء الثمانية الهاربين إلى السودان مع عبدربه، وهم حسن عبدالعال «أبو طارق»، وخالد إبراهيم «أبو سليمان»، وشعبان خليفة «أبو مجاهد»، وأحمد عبدالقادر، مؤكدًا أن «عبدربه يدعو مباشرة إلى مبايعة أبوبكر البغدادي، والانضمام إلى تنظيم داعش، كما يؤمن بالعنف المسلح ضد الجيش والشرطة».
وأشار إلى أن تمويل عمليات وتدريبات التشكيلات التي يشرف عليها عبدربه، تأتي من ممدوح علي يوسف، الذي أسس شركة سياحية، ثم خرج من مصر إلى تركيا بعد ثورة 30 يونيو.

شارك