الرئيس النيجيري يُقيل قيادات بالجيش لفشلهم في مواجهة "بوكو حرام"
الثلاثاء 14/يوليو/2015 - 03:23 م
طباعة

قام الرئيس النيجيري محمد بخاري بتعيين قيادات جديدة بعد إقالته القيادات العليا للجيش وسلاحي البحرية والقوة الجوية. وكانت هذه الإقالات متوقعة في ضوء الانتقادات المتكررة التي ظل الرئيس بخاري يوجهها إلى قادة الجيش لفشلهم في هزيمة جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة.
وقد شن مسلحو بوكو حرام مؤخرًا سلسلة من الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصًا. ويعتقد أن "بوكو حرام" مسئولة عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص في نيجيريا. ويتوقع أن تنسق قيادات الجيش الجديدة عن قرب مع جيوش دول الجوار كتشاد والكاميرون والنيجر لتشكيل قوات مشتركة للتعامل مع مسلحي بوكو حرام. وكانت الجماعة المتشددة صعدت هجماتها أيضًا في هذه البلدان.
وقال مصدر عسكري في تصريحات صحفية: إن 12 مدنيًّا، على الأقل، قتلوا في الكاميرون مساء الأحد 12 يوليو 2015، في هجوم انتحاري يشتبه بمسئولية جماعة بوكو حرام عنه. كما قتل جنديان مع مفجرين انتحاريين فجرا نفسيهما في منطقة فوتوكول بالقرب من الحدود مع نيجيريا. وسيكون مقر قيادة هذه القوة الإقليمية الموسعة بقيادة نيجيريا، وقوامها 7500 عسكري، في تشاد. وتصاعد الزخم لتشكيل هذه القوة الإقليمية منذ تولي الرئيس النيجيري بخاري سدة الرئاسة في مايو.
وفي صباح السبت الماضي 11 يوليو 2015، قتل 15 شخصًا في سوق رئيسي في العاصمة التشادية انجمينا، عندما فجر رجل كان يرتدي برقعًا نفسه وسط السوق. وقد صعدت بوكو حرام هجماتها في شمالي شرق نيجيريا والدول المجاورة لها.

وذكرت بعض وكالات الأنباء والمواقع الاخبارية أن قائد الجيش الجنرال كينيث مينيما قال قبل ساعات من إقالته إن تصاعد العنف هو نتيجة للنجاح العسكري الذي حققه الجيش ضد الجهاديين. وأضاف الجنرال مينيما أن بوكو حرام لم تعد لها القدرة على قتال الجيش؛ لذا لجأت إلى مهاجمة أهداف رخوة بتفجيرات قنابل.
وفي نفس الإطار قد قتل 15 مدنياً في هجومات متفرقة، استهدفت مدينة فوتوكول، في منطقة أقصى شمالي الكاميرون، المحاذية لنيجيريا، بحسب مصدر أمني. وقال المصدر في تصريحات صحفية، مفضلاً عدم ذكر اسمه: إن "تفجيراً انتحارياً مزدوجاً استهدف المدينة، أمس الاثنين 13 يوليو 2015، حيث فجّر رجل متنكر في زي امرأة، نفسه، على مقربة من سوق فوتوكول، أعقبه تفجير انتحاري ثان بالمنطقة نفسها، في عملية انتحارية تعدّ الأولى من نوعها على الأراضي الكاميرونية"، مشيراً إلى أن "الهجوم منسوب لبوكو حرام، حتى وإن لم تتبنّ هذه المجموعة المسلحة الحادثة بعد". وقد تعرضت المدينة في اليوم السابق، لصواريخ أطلقتها الجماعة من مدينة غامبارو النيجيرية، وفقًا لشهود عيان.
وفي هذا الصدد، قال المصدر الأمني: إن "حصيلة الضحايا بلغت 15 مدنياً، غير أنه يبقى من الصعب، إلى حدّ الآن القول ما إذا كان القتلى قضوا بفعل القصف الصاروخي الذي تعرضت له المدينة، يوم أمس، من قبل بوكو حرام، أو جراء التفجير الانتحاري المزدوج". وتعد مدينة "فوتوكول" منذ فترة، مسرحاً للمواجهات بين الجيش الكاميروني وجماعة "بوكو حرام".
وكثّفت "بوكو حرام"، منذ فترة، هجماتها على سكان منطقة أقصى الشمال الكاميروني، مستهدفة على وجه الخصوص القرى الواقعة على امتداد الحدود مع نيجيريا، على غرار فوتوكول، وأمكيدي، وكولوفاتا، وأشيغاشيا، إضافة إلى "وازا" والمناطق المجاورة لها، حيث قضى مئات من المدنيين، بحسب مصادر أمنية كاميرونية.
وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.
إطلالة على جماعة "بوكو حرام"

باشرت عملياتها العسكرية في عام 2009.
قتل مسلحو الجماعة الآلاف، معظمهم في شمالي شرق نيجيريا، واحتجزوا المئات وبينهم 200 على الأقل من طالبات المدارس.
أعلنت الجماعة ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية، وباتت تطلق على نفسها الآن "ولاية غرب إفريقيا".
سيطرت على منطقة واسعة في شمالي شرق نيجيريا، حيث أعلنت دولة خلافة في عام 2014.
تمكنت قوة إقليمية من استعادة معظم مساحة الأراضي التي سيطرت عليها.