صلاة العيد تُشعل الحرب السلفية- الإخوانية على الأوقاف

الأربعاء 15/يوليو/2015 - 01:42 م
طباعة صلاة العيد تُشعل
 
لم تترك جماعة الإخوان فرصة صغيرة أو كبيرة للعودة إلى العمل العام إلا وحاولت اقتناصها، ولم تترك بالمقابل مناسبة يحتفل فيها الشعب المصري إلا وقامت بمسيرة هنا أو تفجير هناك، منذ عزل محمد مرسي وبعدها فض اعتصامي رابعة والنهضة، وسيرًا على هذا النهج تحاول جماعة الإخوان الإرهابية استعادة سيطرتها على عدد من الساحات المخصصة لصلاة العيد في المحافظات؛ حيث تم عقد مجموعة من الاجتماعات للمكاتب الإدارية بالمحافظات لمناقشة جدول الأعمال الخاص بيوم العيد وتم خلالها الاتفاق على سيناريو شبه موحد لجميع المحافظات.
وتقوم الجماعة بالسيطرة على عدد من الساحات الواقعة بالقرى البعيدة عن التمركز الأمني وذلك لأداء الصلاة وحشد المواطنين للتظاهر ضد النظام الحالي والتنديد بإعدام مرسي وقيادات الإخوان. 
صلاة العيد تُشعل
وكشف مصدر داخل جماعة الإخوان الإرهابية، عن أن هناك بعض المحافظات ستشهد تواجدًا قويًّا لقيادات الإخوان مثل محافظة الشرقية التي ينوي الإخوان صلاة العيد بإحدى الساحات التابعة لهم بقرية العدوة مسقط الرئيس المعزول مرسي، والبحيرة ودمياط والمحلة والإسكندرية وأمام مسجد الإيمان بمركز المراغة محافظة سوهاج، وفي محافظة أسيوط يصلي الإخوان في الساحة الكبرى من أمام مسجد ناصر بالمحافظة، مشيرا إلى أن هذه الساحة معروفة بأنها خاصة للإخوان المسلمين وأنهم يؤدون صلاة العيد بها منذ ما يقرب من الـ20 عامًا.
ولم يستبعد المصدر أن تقوم قيادات الإخوان باصطحاب بعض العناصر المسلحة لتأمين الصلاة وخاصة في الساحات التي يصلي فيها سيدات وقيادات مشهورون، مؤكدًا أن الهدف منها هو تأمين الصلاة في حال اعتداء البلطجية أو المسلحين عليهم. 
وأشار المصدر إلى أن الجماعة تخطط لتنظيم عدة تظاهرات في مختلف المحافظات عقب أداء الصلاة، وحددت مجموعات شبابية لقيادة المسيرات من المساجد، وستجوب تلك التظاهرات شوارع مصر بكافة المحافظات بمجرد الانتهاء من صلاة العيد، بهدف تعطيل حركة المرور وإرباك المشهد؛ من أجل الضغط على الدولة.
كانت جماعة الإخوان قد سيطرت على ما يقرب من 2561 ساحة في مختلف محافظات الجمهورية تستغلها جميعا للدعاية الانتخابية التي تعقب صلاة العيد ويسيطر عليها المئات من قيادات الجماعة، قبل 30 يونيو ولكن فقدت الجماعة سيطرتها على جميع تلك المواقع ولم يتبق لها سوى زوايا صغيرة في القرى البعيدة عن عيون الأمن. 
صلاة العيد تُشعل
أما الدعوة السلفية والتي تحاول لعب الدور كبديل للإخوان المسلمين، أعلنت أنها جهزت مئات الساحات الخاصة بها لأداء الصلاة في مختلف المحافظات أهمها مسجد الرحمن، والبرج الجديد، والكوثر، ومسجد الإيمان، والزوايدة، والحمد، وخورشيد، والتوحيد، والرحمة، والمراغى، والصالحين، وخورشيد، والحسين، وأهل السنة، والرأس السوداء، وعباد الرحمن، وعزبة البحر، والهدى، وعزبة محسن، والصفا، والمروة، وسيدي بشر قبلي، ورب الأقصى، وميامي، ومحمد عثمان، والعصافرة.
وهناك مساجد يسيطر عليها السلفيون منذ بداية العشرة الأخيرة من رمضان لاعتكافهم بها مثل المأوى، والبخارى، والمتراس، وأبيس3، والقدس، وكوبرى الناموس، والأنصار، والمطار، والعلى الكبير، والقلعة، والجزائر، والعامرية، وعباد الرحمن، والنهضة، والتوحيد، والناصرية، وأبو ذر، وبدر، وسيدي بشر، والرحمن، والمنشية البحرية، وحوض.
صلاة العيد تُشعل
من جانبها اتخذت وزارة الأوقاف، كل الإجراءات للسيطرة على ساحات المساجد، ورفضت منح أي تراخيص لخطباء التيار الإسلامي بما فيهم حزب النور والدعوة السلفية.
وأعلنت الأوقاف أنها حددت 4 آلاف ساحة عامة ومسجدًا لأداء صلاة العيد بخطبة موحدة، وجهزت لها 8000 خطيب أزهري، ينتشرون في أنحاء الجمهورية، لضمان وسطية الخطبة، وتم حظر أداء خطبة العيد على أي جماعة أو كيان سياسي سواء كانت جماعة الإخوان أو الدعوة السلفية وحزب النور.
وعلى صعيد آخر قد صرحت بعض المصادر السلفية أن هناك صراعاً بين وزارة الأوقاف والتيار السلفي حول ساحات صلاة عيد الفطر بالمحافظات، خاصة أن الدعوة السلفية ستقيم عدداً كبيراً منها على مستوى الجمهورية، وتحديداً في محافظات الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ومطروح والغربية لأداء الصلاة، مشيراً إلى أنه في المقابل اعتمدت وزارة الأوقاف 3991 ساحة لأدائها وهو عدد غير كاف لتغطية كل الأحياء والقرى والنجوع بمختلف المحافظات، فيما حذرت الأوقاف من إقامة ساحات دون ترخيص.
وأوضحت تلك المصادر أن «الدعوة السلفية» حددت خطبة موحدة لكل أعضائها عن كيفية مواجهة الأفكار التكفيرية وخطورة محاولات هدم الدولة، فيما اختارت «الأوقاف» أن يكون موضوعها مساندة الجيش والشرطة في حربهما ضد الإرهاب، وستكون الساحات مؤمّنة تماماً من قبَل قوات الشرطة لحماية المصلين، والتصدي لأي محاولات للخروج على القانون، لرفضها تسييس الساحات.
الشيخ محمد عبدالرازق
الشيخ محمد عبدالرازق رئيس القطاع الديني بالأوقاف
من جانبه، قال الشيخ محمد عبدالرازق، رئيس القطاع الديني بالأوقاف: إن الوزارة اعتمدت 3991 ساحة لأداء صلاة عيد الفطر على مستوى الجمهورية، مشيراً إلى أنها لن تسمح للتيارات الدينية المتشددة بالسيطرة عليها، كما رشحت إماماً وخطيباً أساسياً، ومعه خطيب احتياطي لكل ساحة، مؤكداً أن العدد زاد عن العام الماضي بنسبة كبيرة لتلبية احتياجات المحافظات.
وأشار «عبدالرازق»، في تصريحات صحفية إلى أن الساحات مؤمّنة تماماً من قبَل قوات الشرطة لحماية المصلين، والتصدى لأي محاولات للخروج على القانون، مشيراً إلى أن «الأوقاف» لن تسمح بتسييس ساحات العيد أو توزيع منشورات أو ترك مكبرات الصوت في يد أي شخص غير إمام وخطيب الوزارة.
الدكتور ياسر برهامي
الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية
وشدد رئيس القطاع الديني بالأوقاف على أن الوزارة أصدرت تعليمات مشددة لكل المديريات بعدم السماح لأي تيار أو حزب باستغلال الساحات للدعاية الانتخابية، مؤكداً أن «الأوقاف» لم تعقد أي صفقات مع التيار السلفي بشأن ساحات العيد، ولم تأذن لأي من مشايخ السلفية بإمامة المصلين في الساحات باستثناء الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، فهو حاصل على ترخيص بالخطابة وسيخطب في مسجد الخلفاء الراشدين بالإسكندرية، وبالتالي إقامة أي ساحات بخلاف التي حددتها «الأوقاف» ستكون غير قانونية وسيتم تحرير محاضر ضد القائمين عليها لمخالفتهم قانون ممارسة الخطابة.
وأشار إلى أن خطبة العيد، وإن كان لم يتحدد موضوعها حتى الآن، ستركز على تصحيح المفاهيم المغلوطة ودعم رجال الجيش والشرطة في حربهما ضد الإرهاب، وبراءة الإسلام من الممارسات الإجرامية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية التي تلعب على وتر الدين لدغدغة مشاعر الناس واستقطاب فئة الشباب.
ونوه بأن كل الساحات ستكون مؤمّنة تماماً من قبَل أجهزة الأمن، وتخضع لمتابعة التفتيش الدعوى بالوزارة ومديريات الأوقاف، مؤكداً أن كل إمام وخطيب مسئول عن ساحة العيد التي حددتها الأوقاف له، وفي حالة ثبوت أي تواطؤ من قبَل الإمام بشأن تعليمات الوزارة سيحال للتحقيق، مشيراً إلى أن كل مديرية مطالبة بإعداد تقارير لرصد وضع الساحات وأي مخالفات شهدتها والإجراءات التي اتُخذت من قبَل المديرية حيال أي تجاوزات، مؤكداً أن الوزارة شددت على القائمين على الساحات بتفعيل الضبطية القضائية تجاه أي مخالف.

شارك