اعادت تأهيل مطار عدن.. وبحاح يقترب من تولي الأمور في اليمن
الأربعاء 15/يوليو/2015 - 08:07 م
طباعة

فيما يبدو ان الساعات القادمة سوف تشهد تغير علي الارض فيما يتعلق بقدرة الحوثيون والقوات الموالية لهادي في السيطرة علي عدن والمدن في اليمن الجنوبي، وهو ما يشير الي تغير المعادلة العسكرية والسياسية خلال الاسابيع المقبلة.
الوضع الميداني

قال سكان ومقاتلون، إن قوات الحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية، انتزعت السيطرة على ميناء عدن الجنوبي ومنطقة المعلا المتاخمة له يوم الاربعاء في اطار الهجوم الذي تشنه على الحوثيين، بحسب وكالة رويترز. وقصفت البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف الذي تقوده السعودية، اليوم، زورقين بحريين على متنه عشرات الحوثيين أثناء محاولتهم الهروب عبر ميناء عدن.
وسيطرت اللجان أيضا على جبل الحديد وحي خور مكسر فيما تواردت أنباء عن إحكام قبضتها على منطقة العريش. ورافقت هذه الاشتباكات غارات للتحالف على نقاط تمركز للحوثيين في المدينة تسببت بسقوط قتلى وجرحى وتدمير عدة آليات عسكرية معظمها في منطقة التواهي.
قال مصدر محلي إن المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وفرق من مكتب الاشغال باعادة تأهيل مطار عدن الدولي تمهيدا لإعادة افتتاحه أمام حركة الملاحة الدولية. وأوضح المصدر في تصريح خاص لـ"المشهد اليمني" أن فرقا مختصة من الاشغال والطرق نزلت إلى مطار عدن اليوم وبدأت في عملية إعادة تأهيله، متوقعا ان يتم افتتاحه أمام حركة الملاحة الدولية خلال الساعات المقبلة. وأشار المصدر إلى أن المطار تعرض لخراب كبير أثناء المعارك مع مسلحي الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، لافتا إلى أن عملية صيانة المدرج وإعادة تأهيل برج المراقبة تسري حاليا على قدم وساق.
وقال المتحدث الرسمي لمجلس المقاومة الشعبية في عدن، علي الأحمدي بأن المقاومة ومنذ العدوان الذي شنه الحوثيون وحليفهم صالح، تلقت الدعم العسكري والمعنوي بشكل كبير ومباشر من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، ودوما ما يأتي هذا الدعم في الوقت المناسب لدعم جبهات المقاومة في مواقع متعددة، إضافة إلى دعم طيران التحالف في ضرب الكثير من المواقع العسكرية التي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر الطيران الذي نجح في تدمير الكثير من الصواريخ والآليات. وأضاف الأحمدي، أن النتائج العسكرية على الأرض، وما تحقق من انتصارات ميدانية، لعب الدور الأكبر في دكّ جميع آليات الميليشيات الإجرامية طوال الأشهر الماضية مما سهل مهمة المقاومة في عدن على حسم المعركة، والذي سبقه الدعم اللوجستي والقصف التمهيدي الذي حصل قبل عملية أمس، والتي تعد عملية الحسم والتي نتج عنها تحرير المطار والعريش ومن ثم خور مكسر والمناطق المحتلة بالاشتراك مع وحدات من الجيش المشكل من أبناء الجنوب وبقيادة وإشراف من المنطقة العسكرية الرابعة وتنسيق من مجلس قيادة المقاومة في عدن.
وفي تعز، قال ناشطون إن أحياء المدينة تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية من قبل الحوثيين مما تسبب بأضرار مادية كبيرة، وشهدت المدينة الثلاثاء مقتل وإصابة 150 من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في المعارك الدائرة مع المقاومة الشعبية.
من جانب آخر شن طيران التحالف بقيادة السعودية، اليوم، سلسلةَ غارات على قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء الدولي، كما قصف مواقع للدفاع الجوي ومعسكرا للصواريخ في منطقة بني حشيش شمال شرق العاصمة اليمنية.
هذا ودعت الحكومة اليمنية منظمة الصليب الأحمر إلى تسلم أسرى تابعين لجماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في عدن جنوب اليمن. كما دعا الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية لزيارة عدن والاطلاع على حجم الدمار الذي حل بالمدينة جراء القصف العشوائي للمسلحين الحوثيين.
هذا وانسحبت قوات حوثية من عدة مناطق بشبوة بينما تهيأت أخرى للرحيل وبدأت بهدم المتارس ورفع الخيام.
وقالت مصادر خاصة لـ"المشهد اليمني" إن قوات صالح والحوثي المرابطة بجردان بشبوة انسحبت فجأة دون أي مقاومة بعد أن حققت اللجان الشعبية بعدن انتصارات جسيمة تمكنت من خلالها السيطرة على معظم عدن.
اشتباكات الحدود

وعلي صعيد الاشتباكات بين الحدود، نقل موقع "المشهد اليمني" عن مصادر مطلعة أن وحدة عسكرية من حرس الحدود السعودي معززة بطائرات الأباتشي توغلت عدة كيلومترات داخل الحدود اليمنية لمهاجمة مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم في جبل النار شرق حرض الذي يبعد نحو 5 كم عن الأراضي السعودية ويطل على منطقة المبخرة السعودية.
وأوضحت المصادر، أن القوة المشتركة توغلت لأول مرة في عمق الأراضي اليمنية واشتبكت بشكل مباشر مع الحوثيين ووحدة من الحرس الجمهوري الموالي لصالح في جبل النار وقتلت العشرات منهم وأعطبت العديد من المدافع والآليات التي كانوا يستخدمونها في قصف قرى ومواقع عسكرية سعودية.
وأشارت المصادر إلى أن طائرات الأباتشي قامت بتعقب الفارين وتشكيل غطاء جوي للقوات المشتركة. وأن القوات المشتركة خاطرت بالتقدم بريا بعد حصولها على معلومات تفيد بأن الحوثيين نقلوا صواريخ عبر أنفاق حفرت في أحد أودية الجبل.
المشهد السياسي

وعلي صعيد المشهد السياسي، كشفت صحيفة "كويتية" أن الرئيس عبدربه منصور هادي سيسلم صلاحياته إلى نائبه رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح ليكون رئيساً للجمهورية خلفاً له.
وأوضحت "السياسة" الكويتية نقلا عن مصدر مقرب من الرئاسة قالت إنه طلب عدم الكشف عن اسمه, أن هادي سيغادر بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج وإجراء عملية جراحية لشرايين القلب وقد ينتهي به المقام هناك.
وقال المصدر, إن "بحاح خلال لقائه مع ممثلين عن الجالية اليمنية في عمان, الذي اتسم بالحميمية, وضع أبناء الجالية أمام صورة الأحداث والمستجدات في اليمن, كما وضعهم أمام حقيقة ما يتردد من أخبار عن احتمال تسلمه منصب رئيس الجمهورية للحفاظ على ما تبقى من الشرعية وإخراج البلاد من الوضع المزري الذي وصلت إليه بعد أن تبددت وضاعت الفرص الثمينة خلال الفترة الماضية".
وأشار إلى أن أبناء الجالية اليمنية والقيادات الوسطية والعليا عبروا عن تأييدهم ومباركتهم لمشروع تعيين بحاح رئيساً للجمهورية خلفا لهادي الذي لم تعد حالته الصحية تسمح ببقائه في هذا المنصب الذي يتولاه منذ انتخابه رئيساً للجمهورية في 21 فبراير من العام 2012.
فيما قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي فجر الأربعاء، "إنه أشرف على عملية السهم الذهبي، لتحرير محافظة عدن جنوبي البلاد من مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح".
ونشر هادي في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، صورة له مع تعليق يقول فيه "رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في غرفة العمليات المشتركة لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وهو يشرف لحظةً بلحظه على عملية السهم الذهبي".
مستقبل الهدنة

لا يزال الغموض يخيم على مصير الهدنة الإنسانية خاصة بعدما استبعد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الدعوة إلى مشاورات جديدة بخصوص الأزمة اليمنية .
واعتبرالمبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن "سبب الخروقات التي طالت الهدنة هو سوء التفاهم بين أطراف النزاع"، مؤكدا في نفس الوقت أنه سيسعى لتثبيت التهدئة. وأن "الحل الحقيقي للأزمة اليمنية لا يقتصر على هدنة إنسانية مدتها أربعة أو خمسة أيام، بل هو الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن". وأنه كثف من مساعيه لتحقيق ذلك.هذا ويواصل ولد الشيخ مباحثاته مع المسؤولين في السعودية ومع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأضاف دوجاريك للصحافيين "نواصل اتصالاتنا على مستويات مختلفة ونجدد دعوتنا إلى هدنة إنسانية غير مشروطة". من جانبها، دعت سلطنة عمان, جميع أطراف الصراع في اليمن, إلى الالتزام التام بالهدنة الإنسانية التي بدأت الجمعة الماضية.
فيما التقى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عامر داوودي .
وحمل القيادي الحوثي، الأمم المتحدة مسؤولية ما يترتب من نتائج سلبية على الحصار ومنع الاستيراد للغذاء والدواء والسلع الاستهلاكية العامة والمشتقات النفطية أو التصدير للنفط الخام اليمني وبيعه للخارج لأن ذلك سيؤثر سلباً على أكثر من مليون و200 وظيفة في القطاع العام وضعفها ثلاث مرات في القطاع الخاص بالجمهورية اليمنية .
ودعت وزارة الخارجية العمانية، في بيان لها، الأطراف كافة إلى الالتزام التام بهذه الهدنة والامتثال للقانون الإنساني الدولي والعمل مع الأمم المتحدة والوكالات الدولية لتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين والمحتاجين في كل أنحاء اليمن". وأعربت السلطنة عن أملها في "أن يكون هذا الاتفاق فاتحة خير لإحلال السلام الشامل والدائم في اليمن".
المشهد الاقليمي

سياسيا شدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على أهمية إنهاء المعارك في اليمن.
وقال البيت الأبيض إن أوباما وعبد العزيز "تحدثا عن أهمية إنهاء المعارك في اليمن وأهمية وصول المساعدات الدولية إلى جميع اليمنيين".
فيما أقرت السلطات المصرية، تيسيرات جديدة لدخول اليمنيين، تشمل السماح بدخول من تزيد أعمارهم على 50 عاما بدون تأشيرات أو موافقات أمنية مسبقة.
وقالت مصادر أمنية مسؤولة في مطار القاهرة إن تعليمات دخول اليمنيين السابقة التي تم تطبيقها عقب الأزمة اليمنية قبل عدة شهور كانت تقضي بضرورة حصول اليمنيين من المراحل العمرية من 18 - 60 عاما على تأشيرات دخول وموافقات أمنية مسبقة من السفارات والقنصليات المصرية في الخارج.
وأضافت "أنه بعد اتصالات مكثفة بين مسؤولي البلدين، تمت الموافقة على السماح بدخول اليمنيين ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاما بدون تأشيرات أو موافقات أمنية مسبقة، ودخول كل اليمنيين الذين لديهم إقامات في دول أخرى بدون موافقات أمنية مسبقة مع ضرورة حصول اليمنيين من المراحل 18 - 50 عاما على تأشيرات الدخول".
الحوثي يهنئ ايران

وعلي صعيد العلاقات بين جماعة انصار الله وايران، بعث القيادي بجماعة "أنصار الله" محمد علي الحوثي، اللجنة الثورية العليا في اليمن، اليوم، برقية تهنئة للرئيس الإيراني حسن روحاني هنأه فيها والشعب الإيراني بالاتفاق النووي التاريخي وتحقيق هذا الإنجاز الكبير.
وقال الحوثي في برقيته "إن هذا الاتفاق سيسهم في حل النزاع بالطرق السلمية والتوافق الذي يؤدي إلى الاحترام المتبادل بين الشعوب وبما من شأنه تعزيز أمن المنطقة واستقرارها"، داعيًا دول الجوار إلى اعتماد نفس الآلية بدلًا عن اعتماد الفوضى والمشاكل وتسخير الإمكانات لجمع شمل الأمة بدلًا عن إنفاقها لتدمير مقدرات الشعوب بما يصب في مصلحة العدو الصهيوني، بحسب وكالة "سبأ" التي يديرها الحوثيون.
وأكد القيادي بجماعة أنصار الله، احترام اليمن لكل دول المنطقة من مبدأ حسن الجوار ووفقًا لما نصت عليه مواثيق الأمم المتحدة والأعراف الدولية انطلاقا من الإيمان بثقافة الحوار واحترام الآخر.
المشهد اليمني

سيطرة الحراك الجنوبي والمقاتلين المحسوبين علي الرئيس عبدربه منصور هادي، وسط انباء عن انزال بري لععد من القوات التابعة لتحالف يؤكد علي أن الأوضاع في اليمن ستأخذ منحي أخر خلال الايام القادمة،، فهل سيساهم سيطرة القوات الموالية لهادي علي عدن في تغير المعادلة في اليمن؟